تويت
القسم : اللقاءات والمقابلات || التاريخ : 2008 / 12 / 01 || القرّاء : 43
- الطلاّب لبّوا دعوة المجلس الاسلاميّ العربيّ الى اللقاء الطلاّبي الأوّل.
- العلاّمة الحسيني : كما قاومنا الاحتلال سنقاوم الفقر والجهل.
-
غصّت قاعة الاحتفالات في فندق "غولدن بلازا" بطلاّب الجامعات والمدارس الذين حضروا من مختلف المناطق للمشاركة في اللقاء الطلاّبي التربوي الأوّل للمجلس الاسلاميّ العربيّ بدعوة من القسم التربوي، وسرعان ما تحوّل اللقاء إلى مشروع تأسيس منتدى الطالب العربيِّ برعاية وإشراف سماحة العلاّمة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ "حفظه الله" والذي ألقى بالمناسبة كلمة شاملة عرضت بداية البُعد الايماني للعلم والتعلّم, وتناولت الهموم التربوية للطلاّب، حيث أطلق مبادرة جريئة بترشيح طلاّب على اللائحة الانتخابيّة للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ، في الانتخابات النيابيّة المقبلة. وتطرّق سماحته إلى الشأن السياسي، فأكّد أنّ المجلس الإسلامي العربي بات القوّة الشيعية الثالثة إلى جانب حركة أمل وحزب الله، وأنّه سيخوض معركة تنافسيّة شريفة وديمقراطية في الاستحقاق النيابي العام المقبل، مشيراً إلى وجود زعامات من العهد الإقطاعي، والتي لا تمتلك أيّة شعبيّة، تحاول أن تصنع لنفسها حضوراً جماهيرياً.
كلمة سماحة الأمين العام للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ
العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيِّ
ومما قاله سماحته وما أروعه من قول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللعين
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يصادف احتفال تأسيس اللقاء الطلاّبي في المجلس الإسلامي العربي ذكرى الاستقلال، وبالمناسبة نوجّه التهاني والتبريك أوّلاً لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان ولدولة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ولدولة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وللقيادات الأمنيّة ممثّلة بقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ونهنّىء الضبّاط والجنود اللبنانيين جميعاً، كما نهنّىء اللبنانيين بهذه الذكرى الطيّبة.
نرحّب بكم أيها الإخوة الطلبة في هذا اللقاء العزيز الذي يبيّن أنّ الإسلام هو دين العلم، والإسلام هو الذي قال "إقرأ". الإسلام هو الذي اهتمّ بالعلم منذ انطلاقته وبزوغ فجره، فكثير من الآيات والروايات والسيرة النبويّة الشريفة أكّدت على اهتمام الإسلام بالعلم وبطلبه.يقول الله عزّ وجلّ "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" صدق الله العظيم.
وفي بعض الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال:اطلبوا العلم ولو بالصين،طلب العلم فريضة على كل ّمسلم. وقيل أيضاً فضل العالم على الجاهل كفضل الشمس على الأرض.
وإنّ هذا الاسلام هو الذي حثّ من خلال القرآن الكريم والروايات، أن يطلب الإنسان العلم وأن يكون في صفوف المتعلّمين.
ولا ننسى ما وقع في بدر وأهميّة الواقعة التي حصلت فيها، عندما كان هناك أسرى للمشركين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للأسرى: كلّ من يعرف منكم القراءة والكتابة فليعلّم عشرة مسلمين ويكون بذلك حراً. وهذا يدلّ على اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله بالعلم والتعلّم. ولا ننسى قول أمير المؤمنين الامام علي "عليه السلام" عندما قال لكميل: العلم خير من المال. العلم يحرسك، وأنت تحرس المال. المال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله، والعلماء باقون مابقي الدهر.
هذا أيها الإخوة والأخوات شيء مما يمكن أن نذكره عن العلم وطلبه وأهميته. ولا نخفي عليكم هذا وكلُُّّ منكم يعلم أنّ الاسلام العزيز منذ انطلاقته شدّد على هذا الموضوع.
من هنا ننطلق الى بلدنا العزيز لبنان. هذا البلد الذي خرّج العلماء والمبدعين. لبنان حسن كامل الصبّاح، هذا النموذج الذي خرج من جبل عامل ليعطي العالم من علمه وإبداعه. وكذلك نماذج كثيرة من الشعراء والفلاسفة والمبدعين اللبنانيين،هذا ما قدّمه لبنان رغم قلّة اهتمام بعض الجهات في ذلك الزمان بالعلم، ونأتي على ذكر مثالٍٍٍٍِِِِ على قلّة الاهتمام هذه. فالعلم في جبل عامل كان محصوراً على عائلة معيّنة، وعلى جهة محددة، وكلنّا نذكر الواقعة المعروفة عندما توجّه عدد من العوائل الى بيت الزعيم آنذاك "أحمد الأسعد" وقالوا له نريد أن تبني لنا مدرسة يتعلّم فيها أولادنا، فأجابهم بالرفض وقال لهم :"أنا أعلّم ابني كاملاً من أجلكم" هذه هي العقليّة التي كانت سائدة في ما مضى في جبل عامل. عائلة ترفض أن يكون للناس حق في التعلّم، وفي تخريج أساتذة ومبدعين إلاّ من خلال "البيك" وتحت سلطته ونفوذه.
نحن المجلس الإسلامي العربي من خلال هذا اللقاء التربوي الأوّل نريد أن نسقط هذه العقليّة، ولن نقول بعد اليوم "سأعلّم كاملاً" بل سنقول سوف نسعى وإياكم جميعاً إلى تعليم هذا المجتمع، وأن نقدّم له العلم والثقافة والنشاطات والأعمال المختلفة. وأقول مع إخواني الطلاّب، ونتوجّه إلى الدولة اللبنانية عبر شخص وزيرة التربية والتعليم لنقول لها إنّ الجنوب الذي ضحّى وقاوم وخصوصاً في مناطق بنت جبيل والنبطيّة وصور: من العار أن لا يكون في هذه المنطقة جامعة لبنانية يتعلّم فيها الطلاّب حتى اليوم. باسم هؤلاء نتوجّه إلى من في يدهم القرار لكي يتطلّعوا الى جنوب لبنان المقاوم الذي أعزّ لبنان والأمّة. هل يعقل أن يخلو من جامعة لبنانية ، أم هل جزاء حاصبيّا ومرجعيون وكفركلا وغيرها أن ينزل أبناؤها الى صيدا البعيدة عنهم عشرات الكيلو مترات للدراسة وتحصيل العلم؟.نحن نضع هذه المسؤوليّة على الدولة اللبنانيّة، ومن جهتنا سآخذ هذا الموضوع على عاتقي خلال تحركاتي في الدول العربية لتساعدنا بإذن الله على إنشاء الجامعة اللبنانية في الجنوب.
وكذلك في البقاع الصامد والمتألّم والذي منذ اليوم الأوّل كان الداعم والمساند للمقاومة.
لا زال محروماً من جامعة في منطقة بعلبك الهرمل فيضطرّ الطلاّب الى النزول الى زحلة البعيدة لنيل العلم. وهذا الموضوع سنتابعه مع الدولة اللبنانية ومع الدول العربية ليكون لهذه المنطقة الغالية على قلوبنا جامعتها.
الأمر الثاني الذي سأتناوله بصراحة تامّة هو موضوع الطالب اللبناني ، هذا الطالب معجزة بكلّ ما للكلمة من معنى لأنه رغم كلّ المخططات التي تستهدفه لمنعه العلم والتطوّر والإبداع من خلال وضعه في حالة من التوتر والقلق، فإنّ هذا الطالب يبدع ويتعلّم. ولكن السؤال هل من آفاق أمامه؟ وهل هناك دائرة توجيه وإرشاد له؟ هذه المشكلة حقيقية لطلابنا ونحن في المجلس الإسلاميِّ العربيِّ نريد أن نتكاتف ونتعاون مع الطلاّب ونحلّ هذه المشكلة وغيرها في لقاء خاص لنجد لها حلاًًًَّ.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنّ الحصول على فرص عمل بعد التخرّج هي المشكلة الأهمّ للطالب. أوليس من المعيب أن يعمل أصحاب الكفاءات في مكان غير مكانهم وأن يكون أصحاب التوصيات والتبعيات والمنتسبين للأحزاب في مكان ليس لهم فيه معرفة أو علم؟. من هنا يبدأ التغيير والاصلاح. أي أن نضع كلّ إنسان في مكانه، والمؤسف أن يكون في لبنان مؤسسات علميّة حساسة وغيرها يديرها من هم من غير أهل العلم. لذا ينبغي التركيز على تأمين العمل والوظيفة الشريفة للطالب بعد التخرّج ومن المعيب أن تسود سياسة إبعاد الطالب المتخرّج الكفؤ عن موقعه المناسب فيضطر الى السفر والهجرة، ويخسر بذلك لبنان شبابه وأدمغته.
هذا الموضوع أيضاً سيكون على جدول أعمال لقائنا الطلاّبي الخاص حيث ستشكّل لجنة لمتابعة شؤون الطلاّب والمتخرجين.
أما الموضوع الأهمّ بما يخصّ الطلاّب فهو موضوع الانتخابات النيابيّة.أنا أرى أنّ رياح التغيير في لبنان لن تكون إلاّ على أيدي شبابنا وطلاّبنا في هذا البلد. فهل من الحق والعدالة أن لا يشارك الطالب في الانتخابات النيابيّة ؟ ألا يحق أن يكون لهذا الطالب نائب يمثّله في البرلمان ؟
نحن في المجلس الإسلامي العربي نقدّر ونطالب بمشاركتكم أنتم أيها الطلاّب والشباب في الانتخابات فمن لا يشارك لا صوت له ولا رأي ولا يمكنه أن يعمل وأن يغيّر. أنا أؤمن بكم لغدٍ واعدٍ للبنان وأنا لا أريد السياسة التقليدية، ونحن نعلم من هم السياسيون، وسبق للناس أن أعطتهم الدور في تمثيلهم. ولكن نحن في المجلس انطلاقاً من قناعة بأحقيّة الطالب في أن يكون له صوت يعبّر عنه.لذا فإننا في الانتخابات النيابيّة المقبلة سيكون لنا مشاركة طلاّبيّة من خلال لائحة المجلس الإسلامي العربي والتي سيكون في عدادها مرشح طلاّبي.
شعارنا في هذه الانتخابات:"رعاية البلاد وخدمة العباد" لذا فإننا في المجلس الاسلامي العربي ننطلق من السياسة من أجل الخدمة وليس من الخدمة من أجل السياسة. نحن لا ننطلق لنتعامل مع المال السياسي لأننا نسير بهدي قول أمير المؤمنين:"صنيع المال يزول بزوال المال". نحن نفهم أنّ للناس بعض الحاجات الماديّة، ولكن هذا لا يعني دفع المال لإخضاع بعض النفوس المريضة واستغلال هذه الحاجات أي التواصل مع بعض القاعدة الشعبيّة ليحصل على دائرة شعبيّة. هذا الأمر مرفوض.
نحن في المجلس الإسلاميِّ العربيِّ سنتقدّم إلى الانتخابات بلائحة من أربعة عشر مرشّحاً في بنت جبيل وصور والنبطية في الجنوب وفي بيروت وبعبدا وجبيل وفي جبل لبنان وفي البقاع. هؤلاء المرشحون سيحملون على عاتقهم إن شاء الله كلّ القضايا التي أثرناها اليوم. وسيكون شعارهم هو التالي:
كما قاومنا الاحتلال سنقاوم الحرمان والفقر في لبنان.
الأرض لمن يعمل عليها ونحن أبناؤها من خلال حضورنا الشعبي ومن خلال عملنا وجهودنا، إننا على هذه الأرض نعمل مع الناس ولهم، وبذلك أصبحنا القوة الشيعيّة الثالثة بكلّ جدارة واستحقاق.
أمّا من يدّعي أنّه يمثّل تيّاراً شيعيّاً أو حركة شيعيّة أو أنّه يمثّّل الشيعة فعليه أن يثبت قوله وأن يبدي شعبيّته. منذ أيّام عقد أحد البكوات مؤتمراً صحافيّاً. وسؤالنا هو لماذا لم يعقد هذا المؤتمر على أرض جبل عامل. وهو الذي يريد أن يترشّح للانتخابات هناك أو على الأقلّ لماذا لم يعقده في الضاحية الجنوبيّة إذا كان بالفعل ينتمي إلى الشيعة . ولكن كان المؤتمر الصحافي بعيداً عن الشيعة ومصالح الشيعة.
أنا أنبّه كل الذين يراقبون الانتخابات النيابيّة داخل الطائفة الشيعيّة. أوّلاً:لا عودة للبيك داخل هذه الطائفة ولا عودة للاقطاعيّة السياسيّة داخل الطائفة الشيعيّة.وكلّ من يراهن على البيك فرهانه من الآن خاسر ولن يكون له موضع قدم داخل الطائفة، نحن نريد أن نعطي كلّ صاحب حقّ حقّه، ونؤكّد أن لا شعبيّة داخل الطائفة الشيعيّة إلاّ لحزب الله وحركة أمل والمجلس الإسلاميِّ العربيِّ، وما دونهم لا يمثّل إلاّ شخصه حتى لا يمثّل شخصه بل يمثلّ بعض الجهات.
أيها الإخوة والأخوات إن شاء الله سوف نمضي معاً من أجل غدٍ واعدٍ في هذا البلد،ونكون في القسم التربوي للمجلس الإسلامي العربي إلى جانبكم لتحقيق هذا الهدف. وفي المناسبة أعلن ما يلي:
- تأسيس منتدى الطالب العربيِّ للطالب وسوف يديره الأخ محمد صالح من خلال هذا المنتدى سنحقق للطلاّب إنشاء مكتبة عامة ومركز للبحث وخصوصاً لطلاّب الدراسات العليا، الذين يعدّون أطروحات الماجستر والدكتوراه.
- إطلاق نشرة شهريّة للطالب العربيِّ، تكون منبراً لكلّ الفعاليّات والطاقات والإبداعات الطلاّبيّة العربيّة. فنحن نريد أن نسمع هؤلاء وأن نقرأ لهم لنكون على تواصل مع بعضنا البعض ومع كلّ الناس.
- يلي هذا اللقاء الطلاّبي الموسّع جلسة خاصة مع الطلاّب في القسم التربوي للمجلس الإسلاميِّ العربيِّ لنشكّل لجنة طلاّبية تتفرّع منها لجان مختلفة،تربوية واقتصادية وثقافيّة، تكون مهمتهم جميعاً التعاون معنا لنفهم ونخطط لعمل تربوي واعد، إذلا يمكن أن يفهم الطالب إلاّ الطالب. لذا أطلب منكم ترشيح شخصين منكم ليكون مرشحكم الى المجلس النيابي الجديد.
- والثاني يجب أن يكون طالبة لأننا نؤمن بضرورة تمثيل المرأة في المجلس النيابي،لذا سيكون على اللائحة مرشحات من النساء وهذا من اختصاص القسم النسائي في المجلس. ولكن بدوركم عليكم أن تساهموا معنا من أجل تحقيق هذا التمثيل النيابي النسائي لذا نريد منكم أن تختاروا طالباً وطالبة.
شكراً لكم وأتمنّى لكم النجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القسم التربويِّ
المجلس الإسلاميِّ العربيِّ
منتدى الطالب العربيِّ