الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أثار الزملاء الشيعة مسألة (التمسح بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وتقبيله)، وجاءوا برواية منسوبة للإمام احمد يظنونها حجة لهم في غلوهم وباطلهم، وطبلوا لها كثيرا وفرحوا بها كأنهم شربوا ماء زلالا .
في هذا الموضوع سنأتي على هذه الرواية لننسفها باذن الواحد الاحد من جذورها كي لا يبقى لاحد مستمسك على أهل التوحيد
الرواية
كتاب "العلل ومعرفة الرجال" لأحمد بن حنبل ج2/491 :[3243 - سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه و سلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز ؟ . فقال : لا بأس بذلك.]
الرد
روى بن الأثرم وهو من أجل اصحاب الإمام احمد عن الامام أحمد
أنه سئل عن جواز لمس قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتمسح به فقال: ما أعرف هذا) .حاشية لهيتمي على شرح الإيضاح في المناسك...
وهذه صورة لصفحة الكتاب

أنه سئل عن جواز لمس قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتمسح به فقال: ما أعرف هذا) .حاشية لهيتمي على شرح الإيضاح في المناسك...
وهذه صورة لصفحة الكتاب

فالشاهد انه توجد روايتان متعارضتان عن الإمام أحمد رحمه الله ،.....فوجب التحقيق في المسألة
ولما كان أهل مكة أدرى بشعابها وأصحاب أحمد أولى بتأويل كلام إمامهم وتحقيقه ، رجعنا الى كتب الحنابلة لنقف على الرواية الصحيحة فوجدنا الآتي :
قال بن قدامة في المغني(( ولا يستحب التسمح بحائط قبر النبي صلى الله عليه و سلم ولا تقبيله قال أحمد : ما أعرف هذا قال الأثرم : رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي صلى الله عليه و سلم يقومون من ناحية فيسلمون قال أبو عبد الله : هكذا كان ابن عمر يفعل)))
قال الإمام أحمد شرف الدين الحجوي في كتابه الاقناع في فقه أحمد
((ولا يتمسح ولا يمس قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا حائطه ولا يلصق به صدره ولا يقبله)) الاقناع في فقه الإمام أحمد 1/396
و قال الإمام المرداوي الدمشقي في كتابه الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل
((الثانية لا يستحب تمسحه بقبره عليه أفضل الصلاة والسلام على الصحيح من المذهب قال في المستوعب بل يكره قال الإمام أحمد أهل العلم كانوا لا يمسونه))الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف 4/40
فالنتيجة هي ان الذي عليه المحققون من الحنابلة أن راي الإمام احمد ينصرف الى عدم جواز التمسح بقبر النبي ولا تقبيله.
وويؤيد هذه النتيجة ما نقله الحافظ بن حجر في فتح الباري من كون بعض اصحاب احمد يستبعدون صحة نسبة الرواية للإمام أحمد
وهذه صورة من الكتاب

هذا والحمد لله رب العالمين
تعليق