إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد على الوهابية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على الوهابية

    الرد على الوهابية


    بسم الله الرحمن الرحيم




    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله الطاهرين وصحبه المخلصين


    أن توحيد الله سبحانه وتعالى من أشرف ما يتصف به الإنسان، ومعارفه من أشرف المعارف، ولذلك نجد كل الرسالات السماوية كان جُلَّ اهتمامها هو نشر التوحيد، بل كان هو الحد الفاصل بين أتباع الرسالة وغيرهم، ومن هنا كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقاتل الكفار حتى يقولوا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فإذا قالوها عصموا بها دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وهذا مما لا يختلف فيه مسلمان على وجه هذه الأرض منذ البعثة إلى أن جاء محمد بن عبد الوهاب، فَقَتَل المؤمنين الموحدين تحت راية التوحيد وهذا مما أكده أخوه سليمان بن عبد الوهاب في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) حيث يقول في كتابه:
    (من قبل زمان الإمام أحمد في زمن أئمة الإسلام حتى مليت بلاد الإسلام كلها ولم يرو عن أحد من أئمة المسلمين أنهم كفروا بذلك ولا قالوا هؤلاء مرتدون ولا أمروا بجهادهم، ولا سموا بلاد
    المسلمين بلاد شركٍ وحرب كما قلتم أنتم بل كفرتم من لم يكفر بهذه الأفاعيل وإن لم يفعلها، وتمضي القرون على الأئمة من ثمانمائة عام ومع هذا لم يرو عن عالم من علماء المسلمين أنه كفر بل ما يظن هذا عاقل، بل والله لازم قولكم أن جميع الأمة بعد زمان أحمد (رحمه الله تعالى) علماؤها وأمراؤها وعامتها كلهم كفار مرتدون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، واغوثاه إلى الله! ثم واغوثاه أن تقولوا كما يقول بعض عامتكم أن الحجة ما قامت إلا بكم).
    ويقول أيضاً: (فإن اليوم ابتُلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي من خالفه. وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم تكن فيه خصلة واحدة من فعال أهل الاجتهاد لا والله، ولا عُشر واحدٍ، مع هذا فراح كلامه ينطلي على كثير من الجهال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، الأمة كلها تصيح بلسان واحد، ومع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار وجهال: اللهم أهد
    هذا الضال ورده إلى الحق).
    هذا ما يدعوا إليه الوهابية من التوحيد، وهو في الواقع تكفير كل المسلمين ووصفهم بالشرك، كما يقول محمد بن عبد الوهاب (إن مشركي زماننا ـ أي المسلمين ـ أغلظ شركاً من الأولين، لأن أولئك يشركون في الرخاء ويوحدون في الشدة، وهؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (سورة العنكبوت: آية/ 56).
    والناس عادةً نناقش الوهابية في أمور فرعية تتفرع من مفهومهم العام للتوحيد والشرك، ونحن هنا نريد أن أحول مسار النقاش من الفروع إلى الأصول والمفاهيم العامة في تحديد مناط العبادة.
    إن مفهوم العبادة عند الوهابية هو " مطلق الخضوع والتذلل وتكريم وتعظيم غير الله ".
    إذا سلمنا مع الوهابية... بصحة هذا المفهوم فإننا لا يمكن أن نعاتبهم على النتائج التي يمكن الوصول إليها، فعندما نرى مسلماً يتمسح ويتبرك بضريح فإن مفهوم العبادة الذي سلمنا به سوف ينطبق عليه، لأنه
    يتذلل لغير الله فيكون بذلك عابداً للضريح وبالتالي يكون مشركاً، وهذا استنتاج منطقي صحيح وفقاً للقاعدة التي تقول (كل متذلل لغير الله مشرك، وهذا متذلل، إذاً هذا مشرك)، ولكن الحقيقة والواقع إن الكبرى( أي كبرى القياس، فالقياس ينقسم إلى كبرى، وصغرى، ونتيجة، فالكبرى هنا كل متذلل.. والصغرى، هذا متذلل، والنتيجة هذا مشرك) غير مسلم بها، فكل متذلل لغير الله مشرك كاذبة، وهذه بديهة عقلية وعقلائية، ويمكن معرفة ذلك من الواقع الذي يعيشه أي إنسان، فإن من طبيعة البشر الإحترام بل من الأخلاق في بعض الأحيان التذلل لبعضنا البعض كتذلل التلميذ لأستاذه، وقد جعل القرآن الكريم شعار المؤمن التذلل للمؤمن {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} سورة المائدة اية 54 كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بتعظيم الوالدين والتذلل لهم {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ} (سورة الإسراء: آية/ 24)، وأكثر من ذلك إن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، والسجود كما تعلمون أكمل مرتبة في الخضوع والتذلل، فإذا كان كما تدعي الوهابية فتكون كل
    الملائكة مشركه وإبليس هو الموحد الوحيد لأنه رفض السجود، ولا يمكن أن يحتج محتج بأن السجود هنا كان بأمر الله لأن الله لا يأمر بالشرك والباطل إذا كانت ماهية السجود هي العبادة، قال تعالى: { قل إن الله لا يأمُرُ بالفحشاءَ أتقولون على اللهِ ما لا تعلمون }الأعراف آية 28، إلا إذا قلنا إن أصل السجود ليس عبادة وهو الحق، أما إذا كان عبادة ولكن الله أمر بها فإن الأمر الإلهي لا يغير ماهية الشيء لأنها من لوازم الموضوع ولا يمكن أن يتصور الموضوع معزول عن الماهية. ومما يدل أيضاً إن ماهية السجود ليس عبادة سجود سيدنا يعقوب وأولاده لسيدنا يوسف قال تعالى: {رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} (يوسف: آية/100). فإن هذا السجود لم يكن بالأمر الإلهي كما إن الله سبحانه لم يعاتب نبيه على ذلك ولم يصفه بالشرك.
    فإذاً لا يمكن أن يكون أي خضوع أو تذلل عبادة، ولابد أن يكون هناك ملاكٌ آخر أكثر دقة وهو مسألة الاعتقاد، فإن الخضوع إذا كان مقترناً


    بالإعتقاد، بألوهية المخضوع لَهُ، فيكون هذا الخضوع عبادة بل إن أي تصرف يكون بدافع الاعتقاد لغير الله فهو مصداقٌ للشرك، فالخضوع والتذلل بمعزله ليس شركاً والإعتقاد الألوهية في غير الله شرك وإن كان من غير خضوع أو تذلل، فيتضح من ذلك أن العبادة هي خضوع مقترن بالاعتقاد في غير الله تعالى، أما الخضوع والتذلل من غير اعتقاد يمكن أن يناقش من جهة الحسن والقبح، وهذا دائر مدار العناوين التي تطرأ على التذلل، فمثلاً يكون تذلل المؤمن لغير المؤمن قبيح، ونفس هذا التذلل عندما يكون من المؤمن للمؤمنين يكون حسناً بل هو مستحب، فإذاً هو خارج تخصصاً عن مبحث التوحيد والشرك، وسحبه على هذا البحث يكون مقدمة فاسدة تؤدي إلى نتائج حتماً فاسدة.
    أما القول إن هؤلاء الجهال يطلبون من الميت ويتوسلون به، وهو لا ينفع ولا يضر، أو يطلبون حتى من الحي طلباً لا يقدر على فعله فهو شرك.
    هذا الكلام لا يقبله جاهل فضلاً عن عالم لأن هذا بعيدٌ كلَّ البعد عن مورد الشرك، فإن معنى الميت
    لا ينفع ولا يضر غير تام، لأن الحي بهذا المعنى لا ينفع ولا يضر أيضاً من دون الله، وبما أن الحي ينفع ويضر بإذن الله كذلك الميت، فليس هناك استقلالية بالفعل سواء من الحي أو الميت، وبذلك لا يكون هنالك غرابة في الطلب من الميت لأنه كالطلب من الحي، وإنما يكون البحث كل البحث عن جدوى الطلب أو عدم جدواه، وهذا خارج جملةً وتفصيلاً عن مسار البحث، ولتوضيح الصورة أضرب لكم مثالاً: إذا طلبت من شخص أن يحضر لي كأساً من الماء هل في هذا شرك؟؟!!
    وفي نفس الوقت إذا طلبت هذا الطلب من نفس هذا الإنسان ولكنه كان نائماً فهو في الواقع لا يقدر على فعل هذا الأمر، ولكن هل يمكن أن تقول أنك مشرك لأنه لا يقدر؟؟!!
    بل أكثر ما يمكن أن يقال في حقي أن طلبك طلب عبثي لا جدوى منه، أو سميني حتى مجنوناً ولكن لا تصِفْني بالشرك.
    وبهذا عرفنا إن عدم القدرة على الفعل ليست ملاكاً في التوحيد والشرك.


    أما الكلام إن طلب الأمور المادية لا إشكال فيها وإنما الشرك هو طلب الأمور الغيبية التي لا يقدر عليها إلا الله.
    فأنَّ في هذا الكلام مغالطة لأن السنن المادية أو الغيبية ليسَ لها دخل في ملاك التوحيد والشرك، وأنا بدوري أسأل: هل هذه السنن هي مستقلة عن الله بمعنى أنها تعمل بقدرة ذاتية منفصلة عن الله أم أنها بإذن الله وإرادته؟ وهنا المحور، فإذا تعامل معها الإنسان باعتبار أنها مستقلة فهو مشرك سواءً كانت مادية أو غيبية، أما إذا كان باعتبار أنها قائمة بالله تعالى وبإذنه فهذا هو عين التوحيد، وأقرِّب لكم هذه الصورة بمثال: إذا مرض إنسان فمن الطبيعي أنه سيذهب إلى الطبيب، فإذا كان ينظر له بأنه قادر على شفائه بقدرة ذاتية منفصلة عن الله كان مشركاً ولا يشك في ذلك اثنان، أما إنه يشفي المريض بقدرة الله وإرادته فلا إشكال في ذلك بل هو عين التوحيد، فمن هنا نعرف إن السنة والسبب ليس لها اعتبار بعنوان أنه مادي أو غيبي وإن مدار الكلام هو الاعتقاد باستقلالية هذه الأسباب أو عدم استقلاليتها، وتحت
    هذه القاعدة يمكن أن نقيس كل موضوع سواء كان طلب إحضار كأس من الماء أو طلب الذرية والولد من نبي او ولي من أولياء الله وكلاهما محكومٌ ـ بالقاعدة.
    أما القول "لا يقدر عليها إلا الله" بهذا المعنى الذي أطلقته لا يوجد شيء في صفحة الوجود يقدر على فعل شيء، وإنما القادر الحقيقي هو الله، ولكن المسألة لا تؤخذ بهذا الإطلاق، كما إن الله أعطى الإنسان القدرة على فعل بعض الأشياء بإذنه ومشيئته، أعطى عباداً من عباده أسراراً وقدرات لم يعطيها لغيرهم، مثلما كان عند الأنبياء من إحياء الموتى وشفاء المرضى، بل حتى ما كان عند أتباع الأنبياء مثل إحضار عرش بلقيس والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم.



  • #2
    بسم الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن للنبي الأكرم مكانة مرموقة عند ربه ليس لأحد مثلها، فهو أفضل الخليقة، وقد بلغت عناية القرآن الكريم ببيان نواح من مناقبه إلى حد لا ترى مثل ذلك إلا في حق القليل من أنبيائه، وربما يطول بنا الكلام إذا قمنا بعرض جميع الآيات الواردة في حقه، وإنما نشير إلى بعضها.
    فقد أشار الذكر الحكيم إلى مكانته المرموقة ولزوم توقيره وتكريمه وأنه لا يصلح دعاؤه كدعاء البعض للبعض بقوله سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (الحجرات/2) وقال سبحانه أيضاً (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) (النور/63).
    وإلى كماله الرفيع وإمامته وكونه قدوة وأُسوة للمؤمنين يتأسون به في قِيَمه ومُثُله العليا، بقوله سبحانه ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) (الأحزاب/21).
    وإلى عظمته وكرامته عند الله بحيث يصلي عليه سبحانه وملائكته فأمر المؤمنين أن يصلوا عليه بقوله( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) (الأحزاب/56).
    وإلى صفاء نفسه وقوة روحه وجمال خلقه بقوله( إنك لعى خُلقٍ عظيم) (الشعراء/137).
    وإلى عكوفه على عبادة ربه وتهجده في الليل وسهره في طريق طاعة الله بقوله إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك) (المزمل/20).
    وإلى غزارة علمه بقوله(وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً) (النساء/113).
    وإلى أنه (ص) أحد الأمانين في الأرض بقوله( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) ( الأنفال/33).
    قد بلغت كرامة الرسول- عند الله- إلى جد يتلو اسمه، اسم الله وينسب إليهما فعل واحد ويقول وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) ( التوبة/94). وقال سبحانه من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) (الأحزاب/71). وقال الله سبحانه وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) (التوبة/74). إلى غير ذلك من الآيات التي اقترن فيها اسم نبيه إلى اسمه سبحانه ونسب إليهما فعل واحد وشهدت بكرامته عند الله وقربه منه، فإذا كانت هذه منزلته عند الله، فلا يرد دعاؤه، وتستجاب دعوته، فيكون دعاء مثل تلك النفس غير مردود، والمتمسك بدعائه متمسكاً بركن وثيق وعماد رصين، ولأجل تلك الخصوصية نرى أنه سبحانه يأمر المذنبين من المسلمين إلى التمسك بذيل دعائه، ويأمرهم بأن يحضروا الرسول الأعظم ويستغفروا الله في مجلسه ويسألونه أن يستغفر لهم أيضاً، فكان استغفاره لهم سبباً لنزول رحمته وقبوله توبنهم، قال سبحانه وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءُوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) (النساء/64).
    نرى أنه سبحانه في آية اخرى يندد بالمنافقين بأنه، إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله، لووا رؤوسهم، يقول سبحانهوإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لك رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون) (المنافقون/5).
    وما هذا إلا لأن دعاء الرسول دعاء مستجاب، ودعوته مقبولة، واستغاثته مستجابة، لأنه نابع من نفس طاهرة مؤمنة راضية مرضية.
    إن من الظلم الواضح تسوية دعاء النبي بسائر المسلمين والتعبير عن دعائه (ص) بدعاء الأخ المؤمن! وجعل الجميع تحت عنوان واحد، فان لدعاء الأخ المؤمن مقاماً رفيعاً، ولكن أين هو من دعاء الرسول؟!.
    إن التوسل بدعاء الإنسان الأمثل كان رائجاً في الرسالات السابقة، نرى أن أبناء يعقوب بعدما كُشف أمرهم وبان ظلمهم توسلوا بدعاء أبيهم النبي وقالوا له يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا مخطئين * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) ( يوسف/97-98).
    ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أن رحمة الله الواسعة تارة تتنزل على العبد مباشرة وبدون واسطة، وأخرى تنزل على طريق أفضل خلائقه وأشرف رسله، بل مطلق رسله وسفرائه.
    وفي ذلك دلالة على وهن ما يلوكه بعض الناس ويقولون: أنه سبحانه أعرف بحال عبده وأقرب إلأيه من حبل الوريد يراه ويسمع دعائه، فلا حاجة لتوسط سبب والتوسل بمخلوق و...، هذه الكلمات تصدر عمن ليس له إلمام بالقرآن الكريم ولا بالسنة النبوية ولا بسيرة السلف الصالح إذ ليس الكلام في علمه سبحانه، بل الكلام في أمر آخر وهو أن دعاء الإنسان الظالم لنفسه ربما لا يكون صاعداً إلى الله تبارك وتعالى ومقبولاً عنده، ولكنه إذا ضم إلأيه دعاء الرسول أصبح دعاؤه مستجاباً وصاعداً إليه سبحانه.
    وللشيخ محمد الفقي- من علماء الأزهر الشريف- كلام في المقام نأتي بملخصه.
    لقد شرف الله تعالى نبيه (ص) بأسمى آيات التشريف، وكرمه بأكمل وأعلى آيات التكريم، فأسبغ عليه نِعمه ظاهرة وباطنة، وتوجه بأعظم أنواع التيجان قدراً وذكراً، وأرفع الأكاليل شأناً وخطراً،. فذكر منزلته منه جل شأنه حياً وميتاً في قوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) فأي تشريف أرفع وأعظم من صلاته سبحانه وتعالى هو وملائكته عليه (ص)؟ وأي تكريم أسمى بعد ذلك من دعوة عباده وأمره لهم بالصلاة والسلام عليه (ص)؟.
    ولم يقف تقدير الله تعالى له عند هذا التقدير الرائع، بل هناك ما يدعوا إلى الإعجاب ويلفت الأنظار إلى تعظيم على جانب من الأهمية، ألم تر قوله تعالى لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) ما يأخذ بالألباب ويدهش العقول، فقد أقسم سبحانه وتعالى بنبيه في هذه الآية وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) قال ابن عباس (رض) : ما خلق الله ولا ذرأ ولا برأ نفساً أكرم على الله من محمد (ص) وما سمعتُ أنه تعالى أقسم بحياة أحد غيره، والقرآن الكريم تفيض آياته بسمو مقامه، وتوحي بعلو قدره، وجميل ذكره، فقد جعل طاعته (ص) طاعة له تعالى وقوله عز من قائل من يطع الرسول فقد أطاع الله) وعلق حبه تعالى اعباده على اتباعه (ص) فيما بعث به وأرسل للعالمين، إذ يقول سبحانه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
    ومما يدل على مبلغ تقديره، ومدى محبة الله تعالى، وتشريفه لرسوله (ص) قوله تعالى وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) الآية، قال علي (رض):" لم يبعث الله نبياً من آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد (ص) لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأخذ العهد".
    ففي ملازمة جبريل له (ص) من مكة إلى بيت المقدس أكبر مظهر من مظتهر الشرف والفخار، وأسمى آية من آيات التقدير للرسول الأعظم في حياة الأمم وتأريخها. فهذه الآيات التي قصصتها وجئتكم بها وإن كانت كلها بصائر وهدى ورحمة لقوم يؤمنون لا أرى مانعاً من ذكر ما عداها، ففيها تنبيه الغافلين إلى مزيد من النظر فيما عساه أن يقنهم ويهديهم إلى الإيمان بما جاءت به الآيات البينات، وما يوحي به الدين وتعاليمه القويمة، فمن روائع ما يتمتع به من العظمة الصلاة عليه (ص) عند بدء الدعاء وختمه، فان في ذلك القبول والاستجابة، فقد صح عن عمر وعلي - رضي الله عنهما- أنهما قالا لرجل دعا ولم يصل على النبي (ص) : إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يرفع ولا تفتح له الأبواب حتى يصلي الداعي على لنبي (ص)، ومثل هذا لا يقال من قبيل الرأي فهو في حكم المرفوع، بل قد ثبت هذا مرفوعاً إلى رسول الله (ص).
    وأخيراً قد دل قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك) على علو مكانته وجليل قدره وعظم شأنه، إذ المعنى في ذلك اننا قرنا اسمك باسمنا، وجعلنا الإيمان لا يتحقق إلا بالنطق بالشهادتين، وغير ذلك من براهين الشريعة وأدلتها التي لا تحصى ولا يمكن أن تستقصى.
    وإليك ما قاله حسان بن ثابت صاحب الرسول وشاعره:
    اغرَّ عليـــــه للنبــــوة خــاتـــم ................ من الله مـن نـور يلــوح ويشـهـد
    وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ................ إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
    وشق لـــه مـــن اسمـــه لِيُجلَّـه ................ فذوالعرش محمود وهذا محمد(1)
    إن السبب الواقعي لا ستجابة دعائه إنما هو روحه الطاهرة ونفسه
    ----------------------------------
    (1) محمد الفقي: التوسل والزيارة ص 156-160 ، وقد أورد في بحثه كثيراً من الآيات التي تشهد على عظمة رسول الله ومكانته وقربه وقد لخصنا كلامه.

    الكريمة وقربها من الله سبحانه، وهي التي تضفي للدعاء أثر التأثير وتجعله صاعداً ومدعماً لدعاء الغير.
    نعم هناك كلام في اختصاص ذلك الأمر بحياة النبي الجسمانية، أو يعم حياتهالبرزخية التي فيها يُرزق ويفرح وستبشر، فهماك من يخص الآية بحياته الجسمانية بحجة وروده فيها، ولكن الأدلة التي سنبينها توقفك على جلي الحال، فانتظر... .
    http://www.angelfire.com/ns/nosoos/tsl8.html

    تعليق


    • #3
      مناظرة بين عالم مسلم وعالم وهابي


      يروى إن عالم وهابي أكل طعاماً مع عالم مسلم ، فلما رفع العالم المسلم يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (صلى الله عليه واله وسلم) .
      فقال العالم الوهابي: يا شيخ ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
      فقال العالم المسلم له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله )(1) ، ويقول في موضع آخر : ( ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )(2).
      فقال العالم الوهابي : والله ، هذا في زمن حياته جائز اما في مماته شرك
      فقال العالم المسلم :يعني يجوز عندكم أن نشرك مع الله بحي ولا يجوز أن نشرك به بميت
      يا غبي الشرك شرك سواء كان بحي أم بميت

      الهوامش
      (1) سورة التوبة : الآية 59 .
      (2) سورة النساء : الآية 59 .
      .

      تعليق


      • #4
        والوهابية يقولون التبرك شرك بالله
        بس في أشياء يجوز تتبرك إبها لأنه في دليل على وجود التبرك بها
        مثل الحجر الاسود


        إذا كان التبرك شرك
        فنحن يجوز ان نشرك بالله مع اشياء يوجد دليل انا نشرك بها مع الله
        ولا يجوز ان نشرك مع الله في اشياء لا يوجد دليل على انها نشرك بها مع الله

        تعليق


        • #5




          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X