إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عيد للولاية و آخر للبراءة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عيد للولاية و آخر للبراءة

    عيد للولاية و آخر للبراءة

    العيد الأول معروف و مشهور لدى الموالين و العيد الثاني للأسف غير مشهور وهو مقتل خليفة الجور و الظلم الثالث رأس الشجرة الملعونة الأموي الناصبي المرتد عثمان بن عفان لعنة الله عليه الذي يصادف يوم هلاكه يوم الغدير الأغر

    1
    عثمان القاتل : رجم البريئةحتى الموت




    في كتاب السنن الكبرى للبيهقي فيالجزء السابع أخبرنا أبو أحمد المهرجاني ، أنا أبو بكر بنجعفر المزكي ، نا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، نا ابن بكير ، نامالك أنه بلغهأن عثمان بن عفان (رض ) أتي بإمرأة قد ولدت فيستة أشهر فأمر بها أن ترجم ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ليس ذلك عليها ، قال الله تبارك و تعالى ( و حمله و فصاله ثلاثون شهراً ) قال ( و فصاله فيعامين ) ، و قال ( و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ) فالرضاعة أربعة وعشرين شهراً والحمل ستة أشهر ، فأمر عثمان بها أن ترد ، فوجدتقد رجمت و الله أعلم .
    في كتاب الموطأ لمالك بن أنس في كتابالحدودو حدثني مالك أن بلغه أن عثمان بن عفانأتي بإمرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم ، فقال له عليبن أبي طالب : ليس ذلك عليها ، إن الله تبارك و تعالى يقول فيكتابه ( وحمله و فصاله ثلاثون شهرا ) ، و قال ( و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أردأن يتم الرضاعة ) فالحمل يكون ستةأشهر ، فلا رجم عليهافبعث عثمان بن عفان في أثرهافوجدها قد رجمت .
    كما ان الدكتور محمد رواس قلعهجي ذكر هذهالحادثة في موسوعته الكبيرة فقهالـسلـفبل و استدل بها على أن اقل مدة للحمل هي 6 أشهر .و نعود للحادثة الأليمة الذي تسبب بها ابن عفانلنرى نتائجها ، النتيجة ازهاق روح بريئة ماتت بالرجم بسبب خطأ وجهل الحاكم الذي تولى رقاب الناس ، فلا عجب أن ثارت عليهالجماهير و زحفت على داره و قتلته ، فالحاكم كلما أخطأ و اخطأفإنه يعطي المبرر للناس لرفضه و محاربته ، و تزداد نقمة الناسإذا كان الخطأ في الدماء و الأعراض ، فكل من تعدى على الأعراض والدماء فإنه يعطي الضوء الأخضر للناس للإقتصاص منه ، فلا يلومنبعدها إلا نفسهكما أن هذا نتيجة طبيعية لإسناد الأمر إلى غيرأهله ، و حتى يعلم اولئك الذين سكتوا و صمتوا عن غصب الخلافة وركنوا للدنيا و بهارجها أنهم هم ضحايا هذا الصمت و الاستسلام .و هناك نتائج و نتائج قد يصل إليها كل من تأمل وفكر في هذه الحادثة البشعةسواء في الأسباب أو العواقب .

    إتمام عثمان الصلاة في السفر


    أخرج مالك في الموطأ 1: 282 عن عروة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الرباعيةبمنى ركعتين، وإن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين، وإن عمر بن الخطاب صلاها بمنىركعتين، وإن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته ثم أتمها بعد.
    ورواه إمام الحنابلة أحمد في المسند 1: 378. وأخرج حديث أنس المذكور فيمسنده 1 ص 145 ولفظه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة بمنى ركعتين وصلاها أبو بكربمنى ركعتين، وصلاها عمر بمنى ركعتين، وصلاها عثمان بن عفان بمنى ركعتين أربعسنين ثم أتمها بعد

    إبطال عثمان الحدود

    خرج البلاذري في الأنساب 5: 33 من طريق محمد بن سعد، بالإسناد عن أبيإسحاق الهمداني: إن الوليد بن عقبة شرب فسكر فصلى بالناس الغداة ركعتين(1)ثم التفت فقال: أزيدكم؟ فقالوا: لا قد قضينا صلاتنا، ثم دخل عليه بعد ذلك أبو زينبوجندب بن زهير الأزدي وهو سكران فانتزعا خاتمه من يده وهو لا يشعر سكرا.قال أبو إسحاق: وأخبرني مسروق إنه حين صلى لم يرم حتى قاء، فخرج فيأمره إلى عثمان أربعة نفر: أبو زينب. وجندب بن زهير. وأبو حبيبة الغفاري. والصعببن جثامة. فأخبروا عثمان خبره فقال عبد الرحمن بن عوف، ما له؟ أجن؟ قالوا: لا،ولكنه سكر. قال: فأوعدهم عثمان وتهددهم، وقال لجندب: أنت رأيت أخي يشربالخمر؟ قال: معاذ الله، ولكني أشهد إني رأيته سكران يقسلها من جوفه، وإني أخذتخاتمه من يده وهو سكران لا يعقل. قال أبو إسحاق: فأتى الشهود عائشة فأخبروها بما جرى بينهم وبين عثمان، وإنعثمان زبرهم، فنادت عائشة: إن عثمان أبطل الحدود وتوعد الشهود.وقال الواقدي: وقد يقال: إن عثمان ضرب بعض الشهود أسواطا، فأتوا عليافشكوا ذلك إليه. فأتى عثمان فقال: عطلت الحدود وضربت قوما شهدوا على أخيك

    تقديم عثمان الخطبة على الصلاة
    قال ابن حجر في فتح الباري 2: 361: روى ابن المنذر عن عثمان بإسناد صحيحإلى الحسن البصري قال: أول من خطب قبل الصلاة عثمان، صلى بالناس ثم خطبهم(1)فرأى ناسا لم يدركوا الصلاة، ففعل ذلك، أي صار يخطب قبل الناس، وهذه العلةغير التي إعتل بها مروان، لأن عثمان رأى مصلحة الجماعة في إدراكهم الصلاة، ووأما مروان فراعى مصلحتهم في استماعهم الخطبة، لكن قيل: إنهم كانوا في زمن مروانيتعمدون ترك سماع خطبته لما فيها من سب ما لا يستحق السب، والافراط في مدحبعض الناس، فعلى هذا إنما راعى مصلحة نفسه، ويحتمل أن يكون عثمان فعل ذلكأحيانا بخلاف مروان فواظب عليه. وذكره الشوكاني في نيل الأوطار 3: 362.


    قطع عثمان فدك لمروان

    عد ابن قتيبة في المعارف ص 84، وأبو الفدا في تاريخه 1: 168 مما نقم الناسعلى عثمان قطعه فدك لمروان وهي صدقة رسول الله التي طلبتها فاطمة ميراثا فروى أبو بكرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة


    أخذ بتصرف من حياة الخليفة عثمان للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني وهو متوفر في موقع www.aqaed.com


    2
    كيف رسول الله (ص) يزوج بنتين من بناته لعثمان ؟ وهو اعلم الناس به.
    وبعد , فللعلماء في هذا المجال اقوال فمنهم من يرى عدم ثبوت دعوى التزويج المذكور تاريخيا ومنهم من يقول بأن هاتين كانتا ربيبتي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) , وحتى أن بعضهم يصرّح بأنهما كانتا بنتي هالة اخت خديجة(عليها السلام ) , في حين أن البعض الآخر يؤيد نظريّة التزويج المذكور , وللبحث في مدى صحة الاقوال مجال آخر.
    وبالجملة فانّ الزواج من الاحكام الظاهرية في الاسلام الذي يدور مدار اعتناق الدين وأداء الشهادتين والالتزام بالظواهر الشرعية، وليس فيه أيّ دلالة على موضوع ايمان الشخص واعتقاداته في داخل نفسه اثباتاً او نفياً، فتزويجه (ص) هاتين من عثمان لايدلّ الاّ على اسلامه الظاهري وهذا مما لا ينكر، والاّ فكيف يوصف بالنفاق وهي صفة من يدعي الاسلام وفي الواقع يكون على خلافه. ثم حتّى لو افترضنا صحة القضية فلا يضرّ في المقام , فان المصالح العليا كانت تقتضيه حتم , مضافا الى أنّ علم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم )بالمستقبل لا يفرض عليه فعلا الخروج عن الوظيفة الظاهرية , وكم له نظير فمثلا زواجه(صلى الله عليه وآله وسلم )من عائشة وحفصة _ مع ما أوردا من مصائب فيما بعد _ كان لمصالح منها تكبيت الضغائن التي كانت في صدور القوم ومسايرتهم الى أن يستتّب امر الاسلام وإخماد الدسائس والفتن والنعرات القبلية , مع علمه(صلى الله عليه وآله وسلم )بالمواقف المعادية لعائشة بالنسبة لأمير المؤمنين(عليه السلام ) , وهكذا. فكقاعدة عامة إنّ علم الامامة والنبوة لا تطبّق على المجتمع مطلقا والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم )إنما يجب عليه تطبيق الأحكام الظاهرية فحسب , والاسلام والتناكح من تلك الاحكام.
    ودمتم سالمين

    مركز الأبحاث العقائدية


    قرأت وسمعت بعض الأسماء الذين شاركوا أو حرضوا على قتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان , ومنهم عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه ومحمد بن ابي بكر رضي الله عنه ومنهم من بايع تحت الشجرة كعبدالرحمن العدوي فهل هذا صحيح ؟ فهل بامكانكم توضيح دور كل شخص منهم هؤلاء ؟ وخصوصا أن بعضهم معروف بالولاء والتشيع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن هم الشخصيات الأخرى؟



    أخي العزيز نرجو من جنابك أن تطالع أي كتاب تأريخي وتقرأ هذه المسألة فترى أسباب الثورة على عثمان وإجماع الأمة على خلعه واتفاق الصحابة من المهاجرين والأنصار وأهل الأمصار على الخروج والإنكار عليه, فحاصروه ومنعوه الماء والطعام والخروج والصلاة بالناس أكثر من أربعين يوماً دون إنكار من أحد أو دفاع عنه أو تدخل سوى ماذكر عن أمير المؤمنين (ع), من ارساله ماء له ولعياله لنفاذ كلمته في المسلمين, وكذلك منع من الدفن ثلاثة أيام ثم دفن خارج البقيع ولم يدفن في مقابر المسلمين, فكل هذه الأشياء حصلت بالإجماع سوى قتله فإنه حصل بغتة ودون اتفاق لوجود شبهة وخلاف في استحقاقه للقتل! والحدود تدرأ بالشبهات كما هو معلوم فلم يصر أحد على قتله الكل مع اختلاف التصريحات المنقولة من هذا وذاك وتلك !
    فالمسألة إذن اتفاقية في الجملة وليست خاصة بالشيعة, بل ذكروا في ضمن قتلته شبث بن ربعي وهو من الخوارج على علي (ع) ومن قتلة الحسين (ع), وذكروا في قتلته من أهل مصر من لم يعرف بالتشيع كسودان بن حمران وكنانة بن بشر التجيبي وعبد الرحمن بن عديس البلوي الصحابي الرضواني الذي كان قائداً للجيش, وذكروا في من قتله محمد بن أبي بكر ورومان اليماني بالإضافة إلى عمرو بن الحمق الخزاعي الصحابي الجليل الذي دعا له رسول الله (ص) بالبركة وعدم الشيب, وغيرهم من الصحابة والسلف, بالإضافة إلى من ألب عليه من الصحابة كطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر وعائشة وعبد الله بن مسعود, وأنكر عليه وحاججه أيضاً أمير المؤمنين (ع) ولكنه لم يؤلب عليه ولم يتدخل كثيراً لمعرفته لما ستؤول إليه القضية برمتها, وقد صرح (ع) في هذا المقام بقوله: (لو أمرت به لكنت قاتلاً أو نهيت عنه لكنت ناصراً) وقوله (ع): (ماقتلت عثمان ولا مالأت على قتله).
    وقول ابن عمر أيضاً يبين موقف الصحابة والسلف فقال :

    ( مامنَا إلا خاذل أو قاتل) .
    فنستخلص من كل ذلك نتيجة واضحة بأن المشكلة في ساحة إخواننا أهل السنة وليست عند الشيعة ألبتة, لأن الكل محسوبون عليهم حتى أمير المؤمنين(ع) وعمار ومحمد بن أبي بكر وعمرو بن الحمق فإنهم صحابة وهم عدول . والمشكلة التي عندهم هي أن السلف والصحابة أجمعوا على الإنكار على عثمان وكانوا بين قاتل وخاذل حقاً, وأما الخلف والمتأخرون فإنهم يدافعون عن عثمان بغلو وتطرف ملحوظ! حيث أنهم يلعنون قتلته ويترضون عنه, فخالفوا سلفهم ومبدأهم في عدالة جميع الصحابة حيث أن بعض الصحابة إشتركوا إما بقتله أو بقيادة الجيش والحصار عليه أو التأليب والتعبئة ضده والإنكار عليه والمطالبة بخلعه! فحصل ماحصل ولاندري كيف يتخلص إخواننا من هذا المأزق المحكم الذي يطعن بأحد طرفين من الصحابة وأصحاب الشجرة فالقاتل والمقتول صحابي, وهذه مشكلة عظيمة فإنهم الآن لايستطيعون الترضي على الطرفين وعذر القتلة وجعلهم مجتهدين متأولين مأجورين أجراً واحداًً.



    ودمتم في رعاية الله
    مركز الأبحاث العقائدية www.aqaed.com

  • #2
    تتمة

    3

    فقد روى العياشي عن أبي حمزة قال: ”قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا حمزة.. إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا. قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال: يصدّق الله ويصدّق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والإئتمام به، وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوّهم، وكذلك عرفان الله. قلت: أصلحك الله، أي شيء إذا عملتُه أنا استكملت حقيقة الإيمان؟ قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمر الله. قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة. قلت: من هم؟ قال: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله“. (تفسير العياشي ج2 ص116).
    قال ابن حزم أنه: ”روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك“! (المحلّى لابن حزم ج11 ص224).

    عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342).






    هل يمكن القول بأن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يشاركوا في قتل عثمان؟ وهل كان الإمام رافضا لقتله حقا؟

    زبدة القول في هذا الموضوع تتوقّف على بيان مقدّمة هي: إن الأمة محكومة شرعا بإمامها المعصوم، ولا ينبغي لأفرادها الإقدام على أي عمل من قبيل الخروج على السلطان إلا بإذنه ورضاه وتوجيهه، حتى ولو كان أصل الخروج مباحاً، فإن على أفراد الأمة التقيّد بالكيفية التي يأمر بها الإمام لتحقيق مقاصد الخروج والثورة، بل عليهم الاستئذان في وقته ومبدئه سيّما إذا كان الإمام حاضرا.
    ونظير ذلك؛ قتل الناصب الفعلي، فإنه مُباح أصلاً، إلا أن مبدأه ووقته وكيفيته تتطلب جميعا الاستئذان من الإمام المعصوم عليه السلام، لأن المعصوم أقدر على تشخيص صلاح العمل من عدمه في المورد، وتوجيهه بما يدرأ المفاسد، فإذا أقدم أحدٌ على قتل ناصبي بغير استئذان كان عمله من قبيل ترك الأولى، ولهذا نجد الصادق (صلوات الله عليه) يقول لعبد الله بن النجاشي الذي قتل جماعة من النواصب: ”يا أبا خداش؛ عليك بكل رجل منهم قتلته كبش تذبحه بمنى، لأنك قتلتهم بغير إذن الإمام، ولو أنك قتلتهم بإذن الإمام لم يكن عليك شيء في الدنيا والآخرة“. (الكافي ج7 ص370).

    ولا يخفى أن دية النفس ليست شاة واحدة بل هي ألف شاة، فذبح شاة واحدة والتصدّق بها في منى إنما يكون لجبر ترك الأولى وهو استئذان الإمام رغم أن العمل مباح أصلا.

    إذا عرفت هذا؛ فاعلم أن الأمة بمن فيهم من بعض أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ينبغي عليهم أن يسلكوا سبيلا آخر للتخلص من عثمان لعنه الله، وهو تحشيد الناس وتوعيتهم بحقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ليأتوه مبايعين بالخلافة فيقوم هو بخلع عثمان، وكان ذلك سيدرأ كثيرا من المفاسد كإراقة الدماء واختلاط الحق بالباطل.
    أما إراقة الدماء فإن عثمان لو لم يُقتل لما كان لعائشة وطلحة والزبير ومعاوية الطلب بدمه كذبا وتصنّعا بدعوى أنه مقتول ظلما، الأمر الذي كان سيجنّب الأمة هذه الحروب الأهلية الطاحنة، لا لأن عائشة وطلحة والزبير ومعاوية (لعنهم الله) سيتورّعون عن محاولات إشعال فتيل الحرب؛ بل لأنهم لن يحصلوا على مظلومية يتاجرون بها أو (قميص عثمان) يخدعون به الناس ويستثيرون به عواطفهم لينصروهم ويقاتلوا الأمير عليه السلام.
    وأما اختلاط الحق بالباطل فإن الذين بايعوا أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد مقتل عثمان إنما بايعوه دون أن يعرفوا من هو؟! فقد بايعوه كما بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان (لعنهم الله) بتصوّر أنه مجرد حاكم أو خليفة بالمعنى الذي يعتقدونه، ولم يبايعوه على أنه إمام مفترض الطاعة وحجة الله على الخلق أجمعين!

    وكان الأمير (عليه السلام) مضطرا لأن يسير بهؤلاء لقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، ومن هنا كان يتجنّب إجمالا الإفصاح عن مقامه الشرعي وموقفه ممن تقدّمه، وهو الموقف الذي كان يعرفه خُلّص أصحابه من شيعته، إلى أن تهيّأ له أن يفصح عن شيء من ذلك في البصرة بعد معركة الجمل، ثم صرّح بالحقيقة كاملة في أواخر خلافته على منبر الكوفة، فإلى ذلك الحين كان ثمة اختلاط للحق بالباطل، إذ لم يعلم عامة الناس أن عليا يبرأ إلى الله من أبي بكر وعمر وعثمان ويوجب ذلك على أصحابه.
    ولو أن الناس حين بايعت عليا (عليه السلام) علمت من يكون واستذكرت نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه؛ لما وقع مثل هذا الخلط، إلا أن الذي جرى هو أن الناس بايعته كردّ فعل على مقتل عثمان ليس إلا، ومن هنا كان الإمام (عليه السلام) كارها لهذه البيعة غير المكتملة وحاول تجنّبها في بادئ الأمر.

    بناءً على ما تقدّم؛ فإن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كان راغبا عن قتل عثمان بالكيفية التي وقعت، وإنْ كان قتله مباحا بالأصالة، وما يبدو من محاولاته (عليه السلام) لمنع قتله لم تكن إلا محاولات لتصويب الفعل ودرء المفاسد وضبط الانفلات، لا أنها بُذلت لحماية عثمان أو نصرته، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يأمر ولم ينهَ في شأنه، وهذا صريح قوله: ”لو أمرت به لكنت قاتلا، أو نهيت عنه لكنت ناصرا، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول خذله من هو خير منه، ومن نصره لا يستطيع أن يقول نصره من هو خير مني“. (نهج البلاغة - الخطبة: 30).

    ومنه تعرف أنه (عليه السلام) كان على موقف الحياد (في الكيفية) وعلى موقف التأييد (في الأصل) كما هو بادٍ من ذيل كلامه، فإنه يصرّح فيه بأن الذين خذلوا عثمان خير من الذين نصروه.
    ثم إن عدم تقاصّه (عليه السلام) من قتلة عثمان وإبقائهم مقرَّبين منه - كمحمد بن أبي بكر وكميل بن زياد النخعي وعمرو بن الحمق الخزاعي وحكيم بن جبلة العبدي - يؤكد موقفه في استحقاق عثمان للقتل وإن كان متحفظا على الأسلوب والكيفية على ما قرّرناه. وأما أن أصحابه (عليه السلام) لم يشاركوا في قتل عثمان؛ فذلك مما هو بعيد عن الادّعاء فضلا عن الإثبات مع استفاضة ذلك في التاريخ، وإنما أمر الروايات التي نقلتموها هو على ما شرحناه.


    فيمن نزلت الآية عبس وتولى؟
    نزلت في عثمان بن عفان عليه لعائن الله، لا في نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يفتري المخالفون الذين هان عليهم أن ينسبوا إلى النبيّ هذه المعابة عوضا عن نسبتها إلى سيّدهم نعثل بني أمية! قال السيد المرتضى رضوان الله تعالى عليه: ”ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هو خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه، وفيها ما يدل على أن المعنيَّ بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين والمسترشدين، ثم الوصف بأنه يتصدّى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، ويؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه صلى الله عليه وآله وسلم: وإنك لعلى خلق عظيم. وقوله: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فالظاهر أن قوله «عبس و تولى» المراد به غيره، و قد رُوي عن الصادق (عليه السلام) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذّر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه“. (مجمع البيان في تفسير الآية الشريفة).
    وقال الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه: ”هذا فاسد! لأن النبي صلى الله عليه وآله قد أجلّ الله قدره عن هذه الصفات، وكيف يصفه بالعبوس والتقطيب وقد وصفه بأنه على خلق عظيم؟! وقال: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك؟! وكيف يُعرض عمن تقدّم وصفه مع قوله تعالى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه؟! ومَن عرف النبي صلى الله عليه وآله وحُسن أخلاقه وما خصّه الله تعالى به من مكارم الأخلاق وحُسن الصحبة حتى قيل: إنه لم يكن يصافح أحدا قط فينزع يده من يده حتى يكون ذلك الذي ينزع يده من يده! فمن هذه صفته كيف يقطب في وجه أعمى جاء يطلب الإسلام؟! على أن الأنبياء عليهم السلام منزّهون عن مثل هذه الأخلاق وعمّا هو دونها لما في ذلك من التنفير عن قبول قولهم والإصغاء إلى دعائهم، ولا يُجوِّز مثل هذا على الأنبياء من عرف مقدارهم وتبيّن نعتهم“. (التبيان للطوسي ج10 ص269).
    والقصة الحقيقية لسبب نزول هذه الآية الشريفة يرويها علي بن إبراهيم القمي (رضوان الله تعالى عليه) عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام، قال: ”نزلت في عثمان وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم موذنا لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكان أعمى، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده، فقدّمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليه، فعبس وجهه وتولّى عنه فأنزل الله: عبس وتولّى، يعني عثمان“. (تفسير القمي ج2 ص404).
    وهذه هي حالنا مع معشر المخالفين النواصب! ففي الوقت الذي ننزّه فيه نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) مما افتراه عليه أمثال عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك ومجاهد وهشام بن عروة والضحاك ونافع وكعب الأحبار والحسن البصري؛ فإن القوم لا يستحون من نسبة تلك المخازي إليه صلى الله عليه وآله، وهم مع ذلك يدّعون أنهم مسلمون وهذا نبيّهم! كذبوا عليهم لعنة الله، كما قال إمامنا الجواد صلوات الله عليه. والعجب من قوم يطلبون سيرة نبي من البعداء عنه ولا يطلبونها عند أبنائه وأهل بيته! أفلا سألوا أبناء هذا النبي عن سيرة جدّهم الصحيحة؟!
    هل كشف التاريخ عن القاتل المباشر للخليفة عثمان بن عفان؟
    أما من مهّد القتل فهم عامة المسلمين، وأما الذين تسوّروا بيته وباشروا قتله فقد دوّن التأريخ أسماءهم وفيهم من كان من كبار الصلحاء والعبّاد كما فيهم من يسمّيهم القوم بالصحابة، وهم محمد بن أبي بكر (رضوان الله تعالى عليه) وعمرو بن الحمق الخزاعي (رضوان الله تعالى عليه) وكنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران ورومان اليمامي وعمير بن ضابئ وعبد الرحمن بن عُديس البلوي.
    وأجمال الحادثة في مصادر المخالفين أن محمد بن أبي بكر تسوّر على دار عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة، فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال: ”قد أخزاك الله يا نعثل“! فقال عثمان: ”لست بنعثل ولكن عبد الله وأمير المؤمنين“! فقال محمد: ”ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان“؟ فقال عثمان: ”يابن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه“، فقال محمد: ”ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك“! ثم طعن جبينه بمشقص في يده، وضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه، وضربه سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتله، وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات. وقال: ”أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله، وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان في صدري عليه“. (راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص73 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج39 ص409 وتاريخ الطبري ج3 ص423 وغيرها كثير).
    هذا ولا خلاف في جلالة شأن محمد بن أبي بكر وعمرو بن الحمق الخزاعي رضوان الله تعالى عليهما، فهما من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، والمخالفون يقرون بهذا. كما يقرّون بأن عبد الرحمن بن عديس هو من ”الصحابة“ أيضا بل من كبارهم إذ هو من أصحاب بيعة الرضوان. ولهذا فإن المخالفين واقعون في حيرة من أمرهم تجاه هذه المسألة وهم يستذبحون لإيجاد حل لها لأنها تنقض نظريتهم في عدالة الصحابة جملة وتفصيلا وتجعلهم في مأزق لا مفرّ منه إلا بترك دينهم الباطل واعتناق الإسلام الحق القائم على الوعي





    www.alqatrah.net



    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X