بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
لخصوم شيعة أهل البيت - عليهم السلام - العديدُ من الأوهام التي يلوكونها ليلَ نهار، يجترونها بين الحين والآخر، يريدون من خلال ذلك تقديم صورة مشوَّهة عن التشيع والشيعة؛ بهدف الحؤول دون انجذاب الناس إلى خطِّ التشيع العظيم..
ومن أقدم هذه الأوهام الفاسدة: زعمُهم أن الشيعة هم الذين دعوا الإمام الحسين الشهيد – عليه السلام – إلى الكوفة، ثم خانوه وغدروا به وقتلوه.. ثم ندموا وأخذوا يقيمون النياحة واللطم ندامةً وحسرةً..!
هذا ممَّا أفرزته الخصومة، واخترعته الأوهام، ورسمت ملامحَه (شنآنُ قومٍ على ألاَّ تعدلوا..)..
ولست هنا بصدد تفنيد هذا الوهم عبر بيان وجوه فساده، ولكنني هنا بصدد استعراض صورة أخرى ترتبط بهذه القضية، من شأنها أن تُسهم في بيان مدى التناقُض الذي ابتُلي به التاريخ المكتوب بأيدي الساسة وعملائهم..
وهذه الصورة نستقيها من كتاب مشهور من كتب التاريخ والسيرة، وهو لأحد كبار علماء أهل السنة ومؤرِّخيهم.. وهو كتاب "أُسْد الغابة في معرفة الصحابة"، لمؤلِّفه العلاّمة ابن الأثير الجزري، مما جاء فيه في الجزء2 ، الصفحة351 ، فقد جاء في هذا المصدر السنِّي المعروف في ترجمة الصحابي "سليمان بن صرد الخزاعي" أن سليمان بن صرد كا ضمن أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين - عليه السلام – يدعونه إلى المجيء، ويعدونه بالبيعة والنصرة، ثمَّ خذلوه، حتى قُتل، فندموا وقرَّروا أن يغسلوا ذنبهم بقتل أنفسهم في سبيل طلب ثأره عليه السلام، وإليك نص ما في المصدر المذكور متحدِّثاً عن الصحابي سليمان بن صرد:
"وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد موت معاوية يسأله القدوم إلى الكوفة فلما قدمها ترك القتال معه فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب ابن نجبة الفزاري وجميع من خذله ولم يقاتل معه وقالوا ما لنا توبة الا ان نطلب بدمه".
وقد سبق ابنَ الأثير الجزري بنقل المعلومة أعلاه عالمٌ سنيٌّ أقدم، وهو ابنُ عبد البر (ت 463 هـ) في كتابه المشهور "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ج2 ، ص650 ، ونص عبارته:
"وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، يسأله القدوم إلى الكوفة، فلمَّا قدمها ترك القتال معه، فلمَّا قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله؛ إذ لم يقاتلوا معه، ثم قالوا: ما لنا من توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه".
والمصدر الأقدم من "الاستيعاب" في نقل هذه القضية: كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد (ت 230 هـ) ، ج4 ، ص292 ، ونص عبارته:
"كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة، فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه، كان كثير الشك والوقوف، فلما قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه، فقالوا: ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟ فخرجوا فعسكروا بالنخيلة لمستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولَّوا أمرهم سليمان بن صرد، وقالوا: نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين، فسُمّوا (التوابين) وكانوا أربعة آلاف..." الخ ما ذكره.
ولنقرأ الآن مصدراً نحتمل أنه من المصادر التي استند إليها خصوم شيعة أهل البيت في صياغة أوهامهم، وهو كتاب "تاريخ ابن خلدون" ج4 ، ص2 ، الذي قال متحدِّثاً عن الشيعة:
"ثم استدعوا الحسين بعد وفاة معاوية فكان من قتله بكربلاء ما هو معروف، ثمَّ ندم الشيعة على قعودهم عن مناصرته، فخرجوا بعد وفاة يزيد وبيعة مروان، وخرج عبيد الله بن زياد عن الكوفة، وسموا أنفسهم التوابين، وولَّوا عليهم سليمان بن صرد..." الخ ما ذكره.
فالصحابي سليمان بن صرد ومن معه ممن خذلوا الإمام الحسين، هم المقصودون بالشيعة الذين خانوا الإمام الحسين، ثم ندموا..
وقد تطورت الشبهة في الذهنيات (التي تمتلك موهبة الابتكار والتطوير) فقالوا بعد ذلك إن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام..!
ولنعد إلى القضية التي ترتبط بالصحابي سليمان بن صرد الخزاعي وأصحابه التوّابين، والتي طالعنا جملة من أهمِّ مصادرها ومتونها، ونسجِّل ما يلي من النقاط:
النقطة الأولى: إن تحامُل خصوم الشيعة في هذه القضية، مما يجرُّ إلى النيل من كرامة الصحابة، لأن فيهم من هو صحابي.. فكيف يوفِّقون بين كراهيتهم المبالغ فيها إزاء الشيعة من جهة، واعتقادهم بالعدالة والجلالة للصحابة من جهة أخرى؟
النقطة الثانية: إن كان في الصحابة شيعة لأهل البيت عليهم السلام، والصحابة هم السلف الصالح عند خصوم الشيعة، كما هم كذلك عند سائر أهل السنة والجماعة، فما الذين يمنعهم من التشيُّع اقتداءً بالسلف الصالح؟
النقطة الثالثة: جاء في نص بعض المتون التي استعرضناها آنفاً أنَّ السبب في خذلان سليمان بن صرد للإمام الحسين، هو ارتياب سليمان في مصداقية الخروج الحسيني، وهو ما عبِّر عنه في "الطبقات الكبرى" لابن سعد بـ "كان كثير الشك والوقوف" ، ونحن نعرف أن الشيعة يعتقدون بعصمة الإمام الحسين عليه السلام، فمن يعتقد بعصمة الإمام كيف ينتابه الشك إزاء سلوكه؟ ومن هنا يتبين لنا أن الذين خذلوا الإمام الحسين لم يكونوا شيعة بالمعنى الاصطلاحي الخاص، وإنما كانوا شيعة بمعنى سياسي عام كان يطلقه عليهم المؤرخون؛ نظراً إلى تموقعهم في معسكر الإمام عليٍّ عليه السلام في مرحلة من مراحل الصراع بين الصحابة، بغض النظر عن مدى صدقية هذا العنوان في حقهم، وبغض النظر عن عقيدتهم في الإمام والإمامة.. فإما أن نقول بهذا، وهو ما يعني نفي فرية الخذلان إلى الشيعة الإمامية وسلفهم الصالح، أو أن نقول بأنه لم يقع الخذلان من الشيعة أصلاً، وأن ما يصوغه المؤرخون، هو من بنات أوهامهم ونتاج تصوراتهم المتأثرة بإيحاءات الخطوط المعادية للتشيع والشيعة؛ والشاهد على ذلك أن المبررات التي ذكرت للخذلان، لا تنسجم وعقيدة الشيعة بعصمة أئمتهم..
النقطة الرابعة: لا يزال بعض الأغرار يتصوّرون أن ليزيد بن معاوية – عليه لعائن الله – ، وكذا من تلاه من خلفاء بني أمية ، كرامةً من جهة كونهم أمراء للمسلمين ، تجب طاعتهم وولايتهم.. حتَّى بلغ التمادي ببعضهم إلى أن يتصور خطأ الإمام الحسين في خروجه العظيم.. إلا أن هذه القضية التي نطالع مصادرها ومتونها ، تخاطب عقول وأفهام من بقيت لهم عقول وأفهام: بأن المسألة لا تحتمل توقفاً في صحة قيام سيد شباب أهل الجنة، بل المسألة تعدت ذلك إلى عدم احتمال صحة وجواز القعود عن نصرته، فالذي خذله ولم ينصره ؛ عليه أن يتوب بقتل نفسه بطلب ثأره ، وفي جملة من اعتقد بهذا فضلاء فيهم الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي.. فما بال الذين يحترمون الصحابة ومرجعيتهم ، لا يرون في هذا رادعاً عن التشكيك في مصداقية الثورة الحسينية العظيمة؟! ومما يؤكِّد ذلك ما روي بسند حسن من أن أم المؤمنين أم سلمة لعنت قاتلي الإمام الحسين عليه السلام . انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2 ، ص983 ، برقم1392 دار ابن الجوزي ، وقال المحقق: إسناده حسن. ولو كان خروج الحسين معصية أو خطأ، لما ساغ لعنُ من قتله.. على أنَّ لعن أم سلمة – كما يظهر من الرواية المذكورة – متوجِّهٌ إلى أهل العراق الذين خذلوا وقتلوا ، وقد عرفت أن في رأس الخاذلين: الصحابي سليمان بن صرد ، وحينئذ نتساءل: كيف يروي علماء أهل السنة لعن الصحابي للصحابي، ولا يمثِّل ذلك عندهم إشكالية تستلزم المعالجة؟!
نعم ؛ الأمر الذي اعتاد الفكر الكاسد أن يتعاطاه: السكوت عمَّا وقع بين الصحابة من فتن و...
وأمَّا الذين يحترمون عقولهم فيعلمون أنَّ التزام الصمت إزاء جبال الإشكاليات، هو نفسه إشكالية تثير الارتياب..!
والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
ومن أقدم هذه الأوهام الفاسدة: زعمُهم أن الشيعة هم الذين دعوا الإمام الحسين الشهيد – عليه السلام – إلى الكوفة، ثم خانوه وغدروا به وقتلوه.. ثم ندموا وأخذوا يقيمون النياحة واللطم ندامةً وحسرةً..!
هذا ممَّا أفرزته الخصومة، واخترعته الأوهام، ورسمت ملامحَه (شنآنُ قومٍ على ألاَّ تعدلوا..)..
ولست هنا بصدد تفنيد هذا الوهم عبر بيان وجوه فساده، ولكنني هنا بصدد استعراض صورة أخرى ترتبط بهذه القضية، من شأنها أن تُسهم في بيان مدى التناقُض الذي ابتُلي به التاريخ المكتوب بأيدي الساسة وعملائهم..
وهذه الصورة نستقيها من كتاب مشهور من كتب التاريخ والسيرة، وهو لأحد كبار علماء أهل السنة ومؤرِّخيهم.. وهو كتاب "أُسْد الغابة في معرفة الصحابة"، لمؤلِّفه العلاّمة ابن الأثير الجزري، مما جاء فيه في الجزء2 ، الصفحة351 ، فقد جاء في هذا المصدر السنِّي المعروف في ترجمة الصحابي "سليمان بن صرد الخزاعي" أن سليمان بن صرد كا ضمن أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين - عليه السلام – يدعونه إلى المجيء، ويعدونه بالبيعة والنصرة، ثمَّ خذلوه، حتى قُتل، فندموا وقرَّروا أن يغسلوا ذنبهم بقتل أنفسهم في سبيل طلب ثأره عليه السلام، وإليك نص ما في المصدر المذكور متحدِّثاً عن الصحابي سليمان بن صرد:
"وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد موت معاوية يسأله القدوم إلى الكوفة فلما قدمها ترك القتال معه فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب ابن نجبة الفزاري وجميع من خذله ولم يقاتل معه وقالوا ما لنا توبة الا ان نطلب بدمه".
وقد سبق ابنَ الأثير الجزري بنقل المعلومة أعلاه عالمٌ سنيٌّ أقدم، وهو ابنُ عبد البر (ت 463 هـ) في كتابه المشهور "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ج2 ، ص650 ، ونص عبارته:
"وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، يسأله القدوم إلى الكوفة، فلمَّا قدمها ترك القتال معه، فلمَّا قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله؛ إذ لم يقاتلوا معه، ثم قالوا: ما لنا من توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه".
والمصدر الأقدم من "الاستيعاب" في نقل هذه القضية: كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد (ت 230 هـ) ، ج4 ، ص292 ، ونص عبارته:
"كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة، فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه، كان كثير الشك والوقوف، فلما قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه، فقالوا: ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟ فخرجوا فعسكروا بالنخيلة لمستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولَّوا أمرهم سليمان بن صرد، وقالوا: نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين، فسُمّوا (التوابين) وكانوا أربعة آلاف..." الخ ما ذكره.
ولنقرأ الآن مصدراً نحتمل أنه من المصادر التي استند إليها خصوم شيعة أهل البيت في صياغة أوهامهم، وهو كتاب "تاريخ ابن خلدون" ج4 ، ص2 ، الذي قال متحدِّثاً عن الشيعة:
"ثم استدعوا الحسين بعد وفاة معاوية فكان من قتله بكربلاء ما هو معروف، ثمَّ ندم الشيعة على قعودهم عن مناصرته، فخرجوا بعد وفاة يزيد وبيعة مروان، وخرج عبيد الله بن زياد عن الكوفة، وسموا أنفسهم التوابين، وولَّوا عليهم سليمان بن صرد..." الخ ما ذكره.
فالصحابي سليمان بن صرد ومن معه ممن خذلوا الإمام الحسين، هم المقصودون بالشيعة الذين خانوا الإمام الحسين، ثم ندموا..
وقد تطورت الشبهة في الذهنيات (التي تمتلك موهبة الابتكار والتطوير) فقالوا بعد ذلك إن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام..!
ولنعد إلى القضية التي ترتبط بالصحابي سليمان بن صرد الخزاعي وأصحابه التوّابين، والتي طالعنا جملة من أهمِّ مصادرها ومتونها، ونسجِّل ما يلي من النقاط:
النقطة الأولى: إن تحامُل خصوم الشيعة في هذه القضية، مما يجرُّ إلى النيل من كرامة الصحابة، لأن فيهم من هو صحابي.. فكيف يوفِّقون بين كراهيتهم المبالغ فيها إزاء الشيعة من جهة، واعتقادهم بالعدالة والجلالة للصحابة من جهة أخرى؟
النقطة الثانية: إن كان في الصحابة شيعة لأهل البيت عليهم السلام، والصحابة هم السلف الصالح عند خصوم الشيعة، كما هم كذلك عند سائر أهل السنة والجماعة، فما الذين يمنعهم من التشيُّع اقتداءً بالسلف الصالح؟
النقطة الثالثة: جاء في نص بعض المتون التي استعرضناها آنفاً أنَّ السبب في خذلان سليمان بن صرد للإمام الحسين، هو ارتياب سليمان في مصداقية الخروج الحسيني، وهو ما عبِّر عنه في "الطبقات الكبرى" لابن سعد بـ "كان كثير الشك والوقوف" ، ونحن نعرف أن الشيعة يعتقدون بعصمة الإمام الحسين عليه السلام، فمن يعتقد بعصمة الإمام كيف ينتابه الشك إزاء سلوكه؟ ومن هنا يتبين لنا أن الذين خذلوا الإمام الحسين لم يكونوا شيعة بالمعنى الاصطلاحي الخاص، وإنما كانوا شيعة بمعنى سياسي عام كان يطلقه عليهم المؤرخون؛ نظراً إلى تموقعهم في معسكر الإمام عليٍّ عليه السلام في مرحلة من مراحل الصراع بين الصحابة، بغض النظر عن مدى صدقية هذا العنوان في حقهم، وبغض النظر عن عقيدتهم في الإمام والإمامة.. فإما أن نقول بهذا، وهو ما يعني نفي فرية الخذلان إلى الشيعة الإمامية وسلفهم الصالح، أو أن نقول بأنه لم يقع الخذلان من الشيعة أصلاً، وأن ما يصوغه المؤرخون، هو من بنات أوهامهم ونتاج تصوراتهم المتأثرة بإيحاءات الخطوط المعادية للتشيع والشيعة؛ والشاهد على ذلك أن المبررات التي ذكرت للخذلان، لا تنسجم وعقيدة الشيعة بعصمة أئمتهم..
النقطة الرابعة: لا يزال بعض الأغرار يتصوّرون أن ليزيد بن معاوية – عليه لعائن الله – ، وكذا من تلاه من خلفاء بني أمية ، كرامةً من جهة كونهم أمراء للمسلمين ، تجب طاعتهم وولايتهم.. حتَّى بلغ التمادي ببعضهم إلى أن يتصور خطأ الإمام الحسين في خروجه العظيم.. إلا أن هذه القضية التي نطالع مصادرها ومتونها ، تخاطب عقول وأفهام من بقيت لهم عقول وأفهام: بأن المسألة لا تحتمل توقفاً في صحة قيام سيد شباب أهل الجنة، بل المسألة تعدت ذلك إلى عدم احتمال صحة وجواز القعود عن نصرته، فالذي خذله ولم ينصره ؛ عليه أن يتوب بقتل نفسه بطلب ثأره ، وفي جملة من اعتقد بهذا فضلاء فيهم الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي.. فما بال الذين يحترمون الصحابة ومرجعيتهم ، لا يرون في هذا رادعاً عن التشكيك في مصداقية الثورة الحسينية العظيمة؟! ومما يؤكِّد ذلك ما روي بسند حسن من أن أم المؤمنين أم سلمة لعنت قاتلي الإمام الحسين عليه السلام . انظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2 ، ص983 ، برقم1392 دار ابن الجوزي ، وقال المحقق: إسناده حسن. ولو كان خروج الحسين معصية أو خطأ، لما ساغ لعنُ من قتله.. على أنَّ لعن أم سلمة – كما يظهر من الرواية المذكورة – متوجِّهٌ إلى أهل العراق الذين خذلوا وقتلوا ، وقد عرفت أن في رأس الخاذلين: الصحابي سليمان بن صرد ، وحينئذ نتساءل: كيف يروي علماء أهل السنة لعن الصحابي للصحابي، ولا يمثِّل ذلك عندهم إشكالية تستلزم المعالجة؟!
نعم ؛ الأمر الذي اعتاد الفكر الكاسد أن يتعاطاه: السكوت عمَّا وقع بين الصحابة من فتن و...
وأمَّا الذين يحترمون عقولهم فيعلمون أنَّ التزام الصمت إزاء جبال الإشكاليات، هو نفسه إشكالية تثير الارتياب..!
والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
تعليق