ما هو الحد الفاصل بين العقل واللاعقل ؟ العقل هو أن تؤمن بشىء واقعي وتحس فيه ويدخل في عالم
الماديات وأما اللاعقل فهو التحليق في عالم الخيال والأسطورة وأن تؤمن بشىء لا وجود له ويستحيل
عقلا أن يكون له وجود في عالم الواقع كما أمن عرب الجاهلية بالغول والعنقاء ورويت الكثير من هذه
الأخبار في الكتب المختلفة وذكر طرفا منها الأستاذ خليل عبد الكريم في كتابه " شدو الربابة " .
ومن الأمور التي تندرج في خانة اللامعقول الأعتقاد بظهور مخلص في أخر الزمان يعيد للأمة مجدها
وكرامتها ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملأت ظلما وجورا .
وهذه العقيدة اللاعقلية كانت نتيجة طبيعية لفترة الأضطهاد التي مرت به بعض الطوائف والأديان المختلفة والأضطهاد دائما ما يجلب للشعوب المضطهدة الأمال العريضة والأحلام الكبيرة في مجىء مخلص ألهي ينير لها دروب الحرية والأمان وينتقم من أعدائها الكفرة الفجرة !!! .
وعقيدة المخلص هي عقيدة تؤمن بها أصحاب جميع الديانات السماوية والأرضية ففي الهندوسية مثلا
ينتظر المؤمنون بها مجىء الأله راما كريشنا وأما في البوذية فأنها تنتظر المجىء الثاني لعظيمها بوذا
وهكذا في اليهودية فأنها تنتظر عودة المخلص الألهي الذي يعيد بناء هيكل سليمان ويعيد بناء مملكة
أسرائيل الكبرى ولا ننسى أيضا المسيحية وخاصة الطوائف الأنجيلية منها فأن ما ذكره القديس يوحنا
في سفر الرؤيا عن معركة هرمجدون الحاسمة ما زالت تداعب أحلامهم بل وتتبناه شريحة كبيرة من
السياسيين في الولايات المتحدة ولعل أفضل من كتب ذلك هي الصحفية الأمريكية صاحبة كتاب " النبؤة
والسياسة " .
أذن فأن الشعور بالأضطهاد هو الذي يجعل الحلم بمجىء المخلص يداعب أحلام الشعوب المضطهدة
ولكن هذا الحلم غالبا ما يختلط بالأسطورة والخيال لأنه نابع من فكرة لاعقلانية وعندما يغيب العقل
يصبح الخيال هو المسرح البديل - وربما الوحيد - وكما قال الأستاذ جورج طرابيشي فحيثما يكبو الواقع
ينهض الخيال ويسرح وينطلق متحللا من كل قيد بما فيه قيد القابلية للتصديق .
__________________
الماديات وأما اللاعقل فهو التحليق في عالم الخيال والأسطورة وأن تؤمن بشىء لا وجود له ويستحيل
عقلا أن يكون له وجود في عالم الواقع كما أمن عرب الجاهلية بالغول والعنقاء ورويت الكثير من هذه
الأخبار في الكتب المختلفة وذكر طرفا منها الأستاذ خليل عبد الكريم في كتابه " شدو الربابة " .
ومن الأمور التي تندرج في خانة اللامعقول الأعتقاد بظهور مخلص في أخر الزمان يعيد للأمة مجدها
وكرامتها ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملأت ظلما وجورا .
وهذه العقيدة اللاعقلية كانت نتيجة طبيعية لفترة الأضطهاد التي مرت به بعض الطوائف والأديان المختلفة والأضطهاد دائما ما يجلب للشعوب المضطهدة الأمال العريضة والأحلام الكبيرة في مجىء مخلص ألهي ينير لها دروب الحرية والأمان وينتقم من أعدائها الكفرة الفجرة !!! .
وعقيدة المخلص هي عقيدة تؤمن بها أصحاب جميع الديانات السماوية والأرضية ففي الهندوسية مثلا
ينتظر المؤمنون بها مجىء الأله راما كريشنا وأما في البوذية فأنها تنتظر المجىء الثاني لعظيمها بوذا
وهكذا في اليهودية فأنها تنتظر عودة المخلص الألهي الذي يعيد بناء هيكل سليمان ويعيد بناء مملكة
أسرائيل الكبرى ولا ننسى أيضا المسيحية وخاصة الطوائف الأنجيلية منها فأن ما ذكره القديس يوحنا
في سفر الرؤيا عن معركة هرمجدون الحاسمة ما زالت تداعب أحلامهم بل وتتبناه شريحة كبيرة من
السياسيين في الولايات المتحدة ولعل أفضل من كتب ذلك هي الصحفية الأمريكية صاحبة كتاب " النبؤة
والسياسة " .
أذن فأن الشعور بالأضطهاد هو الذي يجعل الحلم بمجىء المخلص يداعب أحلام الشعوب المضطهدة
ولكن هذا الحلم غالبا ما يختلط بالأسطورة والخيال لأنه نابع من فكرة لاعقلانية وعندما يغيب العقل
يصبح الخيال هو المسرح البديل - وربما الوحيد - وكما قال الأستاذ جورج طرابيشي فحيثما يكبو الواقع
ينهض الخيال ويسرح وينطلق متحللا من كل قيد بما فيه قيد القابلية للتصديق .
__________________
تعليق