السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
1 - هل قال علي ع بأن هذا القرآن محرف ؟ وأنه هناك قرآن آخر ؟ ولماذا إذن كان يقرأ به على المسلمين وفي أيام خلافته أيضاً .
2 - ولماذا في كتب الشيعة الموجودة الآن أن القرآن محرف ، مثل الكافي ، تفسير القمي ، والحكومة الإسلامية للخميني ص 52 ، وغيرها من كتب الشيعة الموجودة الآن ؟
3 - وإن كان القرآن غير محرف كما تدعون ، فلماذا لا تقومون بحذف ما في تلك الكتب ، أو على الأقل يقوم علماؤكم بإنكار ذلك وهذا أضعف الإيمان ؟
والجواب عن ذلك :
نحن نعتقد أن القرآن كان مجموعاً من زمن النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت نسخه موجودة في أيدي المسلمين في المدينة وخارجها ، ويوجد حديث يقول إنه كان بين منبر الرسول صلى الله عليه وآله والحائط مقدار ما تمر العنز ، وكان فيه دواة وقرطاس ، فكلما نزلت سورة كتبوها ووضعوها هناك ، لكي يكتبها من يريد .
وأبسط دليل على ذلك أنه ثبت عند الجميع بسند صحيح متواتر ، أن الرسول أوصى المسلمين بالتمسك من بعده بالقرآن والعترة ، ولا تصح الوصية بقرآن لم تجمع نسخته !
وقد كانت أكمل نسخة من القرآن عند علي عليه السلام ، لأنه كان يكتب القرآن والسنة بأمر النبي صلى الله عليه وآله في حياته .
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله جاء علي عليه السلام بنسخة القرآن إلى المسجد ، وفيه كبار
الصحابة ، وكانت ملفوفة بثوب أصفر ، فقال لهم : لقد أوصاكم النبي صلى الله عليه وآله بالقرآن والعترة ، وهذا القرآن وأنا العترة .
ولكنهم لم يقبلوا النسخة منه ، وقالوا : لا حاجة لنا به عندنا القرآن .
فقال لهم : إذن والله لن تروه ، فقد أمرني النبي صلى الله عليه وآله أن أعرضه عليكم إن قبلتم .
ولم تعتمد دولة الخلافة نسخة علي ، وكذلك جاء الأنصار ليكتبوا القرآن فمنعتهم الدولة ... إلخ . وهكذا لم تتبن الدولة الإسلامية نسخة رسمية للقرآن ، وقد وعدت المسلمين بذلك ، وشكلت لجنة لجمعه ، لكن لم يصدر عنها القرآن المدون .. واستمر الأمر كذلك إلى أن انتهت خلافة أبي بكر ، وعمر ، وشطر من خلافة عثمان !
وفي هذه المدة كان المسلمون يكتبون نسخ القرآن في العراق والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة عبد الله بن مسعود ، وفي الشام والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي بن كعب ، وفي البصرة والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي موسى الأشعري .. وكانوا يكتبون عن نسخ صحابة آخرين أيضاً..
وقد نشأت بسبب ذلك مشكلة الإختلاف في القراءات واتسعت بين المسلمين ، حتى انفجرت وكادت تصل إلى القتال بين جيش المجاهدين في فتح أرمينية ، حيث شارك فيه جيش الشام وجيش الكوفة ، ووقع بينهم اختلاف في القراءات ، وأعلن بعضهم كفره بقرآن الآخر ، وكاد يقع قتال ، فأصلح بينهم قائدهم حذيفة بن اليمان بحكمته ومكانته ، وجاء في وفد إلى المدينة ليعالج المشكلة وساعده على ذلك علي عليه السلام ، وأقنعوا الخليفة عثمان بضرورة أن تتبنى الدولة نسخة من القرآن ، وتوحد نسخه في جميع البلدان ، فقبل بذلك وأصدر أمره بتدوين النسخة الأم الفعلية ..
فالنسخة الفعلية تم تدوينها بطلب حذيفة وعلي ، وتدل الروايات على أنها كتبت عن نسخة علي .. فكيف يمكن أن يصدر عنه كلام بأنها محرفة ؟!
وفي هذا الموضوع بحوث ودراسات لا يتسع لها المجال .
أما ما ذكرت من الروايات الموجودة في كتبنا عن التحريف في القرآن والعياذ بالله ، فهي مردودة عند علمائنا أو مؤولة .. وهي مشكلة لا تختص بمصادرنا أيها الأخ ، فإن ما عندنا .. نقطة في بحر .. مما يوجد في مصادركم ، من الصحاح وغيرها !
وإن شئت أهديت لك عشرين رواية صحيحة منها !!
فلا بد من معالجة المشكلة في مصادر الطرفين ، وعلاجها عندنا أسهل ، لأنا لا نقول بصحة كل ما في الكافي ، ولا أي مصدر غيره ، بل نخضع أحاديثنا كلها للبحث العلمي واجتهاد المجتهدين الجامعين لشروط الإجتهاد .
فمشكلة أحاديث التحريف نظرية ، وليست عملية والحمد لله ، والجميع متفقون على أن القرآن معصوم عن التحريف ، وأن الأحاديث التي توهم تحريفه يجب أن ترد أو تؤول .
هذا الموضوع منقول من موقع سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
1 - هل قال علي ع بأن هذا القرآن محرف ؟ وأنه هناك قرآن آخر ؟ ولماذا إذن كان يقرأ به على المسلمين وفي أيام خلافته أيضاً .
2 - ولماذا في كتب الشيعة الموجودة الآن أن القرآن محرف ، مثل الكافي ، تفسير القمي ، والحكومة الإسلامية للخميني ص 52 ، وغيرها من كتب الشيعة الموجودة الآن ؟
3 - وإن كان القرآن غير محرف كما تدعون ، فلماذا لا تقومون بحذف ما في تلك الكتب ، أو على الأقل يقوم علماؤكم بإنكار ذلك وهذا أضعف الإيمان ؟
والجواب عن ذلك :
نحن نعتقد أن القرآن كان مجموعاً من زمن النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت نسخه موجودة في أيدي المسلمين في المدينة وخارجها ، ويوجد حديث يقول إنه كان بين منبر الرسول صلى الله عليه وآله والحائط مقدار ما تمر العنز ، وكان فيه دواة وقرطاس ، فكلما نزلت سورة كتبوها ووضعوها هناك ، لكي يكتبها من يريد .
وأبسط دليل على ذلك أنه ثبت عند الجميع بسند صحيح متواتر ، أن الرسول أوصى المسلمين بالتمسك من بعده بالقرآن والعترة ، ولا تصح الوصية بقرآن لم تجمع نسخته !
وقد كانت أكمل نسخة من القرآن عند علي عليه السلام ، لأنه كان يكتب القرآن والسنة بأمر النبي صلى الله عليه وآله في حياته .
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله جاء علي عليه السلام بنسخة القرآن إلى المسجد ، وفيه كبار
الصحابة ، وكانت ملفوفة بثوب أصفر ، فقال لهم : لقد أوصاكم النبي صلى الله عليه وآله بالقرآن والعترة ، وهذا القرآن وأنا العترة .
ولكنهم لم يقبلوا النسخة منه ، وقالوا : لا حاجة لنا به عندنا القرآن .
فقال لهم : إذن والله لن تروه ، فقد أمرني النبي صلى الله عليه وآله أن أعرضه عليكم إن قبلتم .
ولم تعتمد دولة الخلافة نسخة علي ، وكذلك جاء الأنصار ليكتبوا القرآن فمنعتهم الدولة ... إلخ . وهكذا لم تتبن الدولة الإسلامية نسخة رسمية للقرآن ، وقد وعدت المسلمين بذلك ، وشكلت لجنة لجمعه ، لكن لم يصدر عنها القرآن المدون .. واستمر الأمر كذلك إلى أن انتهت خلافة أبي بكر ، وعمر ، وشطر من خلافة عثمان !
وفي هذه المدة كان المسلمون يكتبون نسخ القرآن في العراق والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة عبد الله بن مسعود ، وفي الشام والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي بن كعب ، وفي البصرة والبلاد المفتوحة من جهتها من نسخة أبي موسى الأشعري .. وكانوا يكتبون عن نسخ صحابة آخرين أيضاً..
وقد نشأت بسبب ذلك مشكلة الإختلاف في القراءات واتسعت بين المسلمين ، حتى انفجرت وكادت تصل إلى القتال بين جيش المجاهدين في فتح أرمينية ، حيث شارك فيه جيش الشام وجيش الكوفة ، ووقع بينهم اختلاف في القراءات ، وأعلن بعضهم كفره بقرآن الآخر ، وكاد يقع قتال ، فأصلح بينهم قائدهم حذيفة بن اليمان بحكمته ومكانته ، وجاء في وفد إلى المدينة ليعالج المشكلة وساعده على ذلك علي عليه السلام ، وأقنعوا الخليفة عثمان بضرورة أن تتبنى الدولة نسخة من القرآن ، وتوحد نسخه في جميع البلدان ، فقبل بذلك وأصدر أمره بتدوين النسخة الأم الفعلية ..
فالنسخة الفعلية تم تدوينها بطلب حذيفة وعلي ، وتدل الروايات على أنها كتبت عن نسخة علي .. فكيف يمكن أن يصدر عنه كلام بأنها محرفة ؟!
وفي هذا الموضوع بحوث ودراسات لا يتسع لها المجال .
أما ما ذكرت من الروايات الموجودة في كتبنا عن التحريف في القرآن والعياذ بالله ، فهي مردودة عند علمائنا أو مؤولة .. وهي مشكلة لا تختص بمصادرنا أيها الأخ ، فإن ما عندنا .. نقطة في بحر .. مما يوجد في مصادركم ، من الصحاح وغيرها !
وإن شئت أهديت لك عشرين رواية صحيحة منها !!
فلا بد من معالجة المشكلة في مصادر الطرفين ، وعلاجها عندنا أسهل ، لأنا لا نقول بصحة كل ما في الكافي ، ولا أي مصدر غيره ، بل نخضع أحاديثنا كلها للبحث العلمي واجتهاد المجتهدين الجامعين لشروط الإجتهاد .
فمشكلة أحاديث التحريف نظرية ، وليست عملية والحمد لله ، والجميع متفقون على أن القرآن معصوم عن التحريف ، وأن الأحاديث التي توهم تحريفه يجب أن ترد أو تؤول .
هذا الموضوع منقول من موقع سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي
تعليق