
ارتبط اسم عاشوراء - يوم العاشر من شهر محرم - بحادثة واقعة كربلاء الدموية المفجعة ارتباطا وثيقا فكلما ذكر الحسين (ع) حفيد النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ذكرت حادثة عاشوراء, وكلما ذكرت عاشوراء الدم ذكر الحسين الضحية.
ومع مرور يوم عاشوراء مع بداية كل عام هجري تجدد الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام الحسين الذي قال عنه جده المصطفى (ص): (حسين مني وأنا من حسين), وقال بحقه وبحق أخيه الإمام الحسن (ع): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا), وقال (أحب الله من أحب حسينا).
فالحسين هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي كان يقول بصوت عالي جدي محمد رسول الله بعد استشهاد أخيه الإمام الحسن (ع) ولهذا عرف نفسه في يوم كربلاء للقوم الذين يقاتلونه وهم يدعون الإسلام ومتابعة سنة جده محمد (ص) قائلا: "أنا ابن بنت نبيكم. وليس هناك ابن بنت نبي غيري". كما انه حدد هدفه من عدم مبايعة حكومة يزيد ابن معاوية الأموية قائلا: "لم اخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي". وعندما وجد الإصرار من قادة الجيش والجنود على مقاتلته قال كلمته المشهورة التي لا زالت تزلزل الطغاة: كونوا أحرارا في دنياكم.
انتصار الدم على السيف
يوم عاشوراء الحسين ذكرى لانتصار الدم على السيف, انتصار الحق على الباطل انتصار الحرية على الاستبداد والدكتاتورية, كما انها سجل خالد لأجمل صور التضحية والفداء والإباء على مر العصور, فالإمام الحسين ضحى بدمه وبجسده الذي حطمته حوافر الخيول, وبرأسه المقطوع الذي حمل على رمح من بلد إلى بلد يتقدم كوكبة من أبنائه ونسائه وبناته حرائر نبي الأمة الإسلامية محمد (ص) لإنقاذ امة جده ممن يرفعون راية الإسلام الفارغ من الحقيقة والواقع, وليكون قدوة للأحرار. ولهذا فيوم عاشوراء يوم حداد وبكاء ونحيب وبطولة وإباء ووفاء ومواساة لأل النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم.
كل يوم عاشوراء
وبذلك تحول يوم عاشوراء الحسين إلى شعار للثائرين والسائرين على درب الحرية والعدل, ونبراس أمل وتحدي للمظلومين والمضطهدين في جميع العالم من جميع الديانات والملل والعروق. إلى درجة أن محبي الحسين والسائرين على منهجه رفعوا شعار "كل يوم عاشوراء كل ارض كربلاء", وكما قال غاندي: لقد تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر.
محاربة عاشوراء
ولأن عاشوراء أصبحت شعاعا يهيج ويحرك أصحاب القلوب الصادقة المحبة للعدل والحرية على الحكومات الظالمة والمستبدة, ولان الحسين (ع) أصبح اسما يهز عروش الظالمين. فقد حاول الحكام الطغاة والمستبدين منذ واقعة يوم عاشوراء, واستشهاد الإمام الحسين على قتل أفكاره وأهدافه التي هي امتداد طبيعي لأفكار ومبادئ جده الرسول الأكرم محمد (ص), والعمل على منع مظاهر إحياء يوم عاشوراء وزيارة قبر الشهيد ابن بنت خاتم الأنبياء والرسل, وإخفاء ما يتعلق بها, ومعاقبة كل من يسعى بالتحدث عن مأساة عاشوراء الحسين الدموية.
كما قامت الحكومات المتلاحقة في العالم الإسلامي منذ الحكم الأموي على تهميش حادثة عاشوراء الحسين "ع" عبر استخدام جميع الأساليب المرعبة من قتل وسجن وتعذيب وتهجير...وتشويه للحادثة إعلاميا في محاولة لطمسها لدرجة خروج قاضي القضاة في الحكومة الإسلامية بالإعلان بان الحسين قتل بسيف جده, وانه خرج على أمير زمانه.. وغير ذلك من أمور.
تعليق