إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحزن والبكاء في الشرع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحزن والبكاء في الشرع












    المقدمة:-

    بسم الله الرحمن الرحيم

    على الاطائب من أهل بيت محمد وعلي (صلى الله عليهما وآلهما) , فليبك الباكون , وإياهم فليندب النادبون , ولمثلهم فلتذرف الدموع , وليصرخ الصارخون , ويضج الضاجون , ويعج العاجون .

    أين الحسن , وأين الحسين , وأين أبناء الحسين صالحاً بعد صالح , وصادق بعد صادق , أين السبيل بعد السبيل , أين الخيرة بعد الخيرة , أين الشموس الطالعة , أين الأقمار المنيرة , أين الأنجم الزاهرة , أين أعلام الدين وقواعد العلم .

    أين مبيد العتاة والمردة , أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد .

    أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى , أين مؤلف شمل الصلاح والرضا , أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء , أين الطالب بدم المقتول بكربلاء .

    وبعد ...

    يرد في أذهان الكثير السؤال عن مشروعية إقامة مجالس العزاء الحسيني وذكر الحسين(عليه السلام) والبكاء عليه والسؤال عن أهمية ذلك , وعن الهدف والغاية المرجوة منه ؟؟

    وللإجابة على تلك التساؤلات اذكر عدة نقاط غير ملتزم بتسلسل الإجابة , وأرجو ان تكون مناسبة ووافية , ومبينة بصورة جلية , ان الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الإمام الحسين (عليه السلام) كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة , بل ان طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين , في الأرض والسماء , عند أهل الأرض وعند سكان السماء , وان الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم , وبعد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً ان حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والإمام المنتظر (عليه السلام) ودولته الإلهية العادلة , كلها جزء من الحركة الحسينية وامتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها (عليه السلام) والحركة المهدوية وقائدها (عليه السلام) هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من اجلها , والتي ننال بها القرب والرضا الإلهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى ( جلت قدرته ) مع الأنبياء والأئمة والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) .



    فالكلام في خمسة فصول :-

    الفصل الأول :

    الحزن والبكاء في الشرع .
    الفصل الثاني :

    الثورة الحسينية .

    الفصل الثالث :

    طف كربلاء .

    الفصل الرابع :

    الدولة المهدوية .

    الفصل الخامس :

    المنبر الحسيني .





    الفصل الأول

    الحزن والبكاء في الشرع

    ان البكاء والحزن على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون (صلوات الله عليهم أجمعين) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي وان فيه اجر شهيد بل مئة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسف (عليهما السلام) , ولا يخفى ان المراد في المقام ليس الجزع على المصائب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى , واليك بعض ما يشهد لهذا المعنى :





    آدم(عليه السلام)

    يبكي ويحزن على هابيل(عليه السلام)

    عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) : (انه لما سولت لقابيل نفسه قتل أخيه .... فلما قتله .... فحفر له حفيرة ودفنه فيها , فرجع قابيل لأبيه(عليه السلام) .... فانصرف آدم (عليه السلام) وبكى على هابيل أربعين يوماً وليلة ...)

    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... وان آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحاً)

    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... إلى ان قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعاً قطعه عن إتيان النساء خمسمائة عام)







    يعقوب النبي(عليه السلام)

    يحزن ويبكي

    بالرغم من ان الروايات تشير إلى ان يعقوب (عليه السلام) يعلم بوجود يوسف على قيد الحياة لكنه(عليه السلام) لم يتحمل فراقه وحزنه عليه وبكى لمدة عشرين أو أربعين أو ثمانين عاماً حتى التقى به . وقد أشار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان بكاء يعقوب(عليه السلام) على ابنه له فيه اجر مئة شهيد واليك ما يشير إلى هذا المعنى :

    أ- عن الإمام الباقر (عليه السلام) عندما سئل عن يعقوب (عليه السلام) هل كان يعلم بحياة يوسف وذهب عينيه عليه من البكاء , أجاب(عليه السلام) : ( نعم علم يعقوب (عليه السلام) انه حي .... فكتب إلى (عزيز مصر) يعقوب (عليه السلام) : بسم الله الرحمن الرحيم , من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله

    أما بعد : .... ثم رجعوا إليه وزعموا ان الذئب أكله, فاحدودب لهذا ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري ..... )

    ب- ورد في تفسير الكشاف عند قوله تعالى (وأسفاه على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) ... قيل : ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف إلى حين لقاءه , ثمانين عاماً وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى منه .

    ج- نفس المصدر السابق (الكشاف) , عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : انه (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل جبرائيل(عليه السلام) ,

    ما بلغ وجد يعقوب على يوسف ؟

    قال جبرائيل : وجد سبعين ثكلى .

    قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : فما كان له من الأجر ؟

    قال جبرائيل : اجر مئة شهيد .







    يوسف(عليه السلام)

    يحزن ويبكي على يعقوب(عليه السلام)

    بكى يوسف (عليه السلام) على فراق أبيه حتى تأذى أهل السجن من ذلك , فصالحهم على ان يبكي في الليل فقط أو في النهار فقط ويشهد لهذا

    عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (البكاؤون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف (عليهم السلام) وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي ابن الحسين (عليه السلام)

    1- أما آدم , فبكى على الجنة حتى صار خديه أمثال الأودية .

    2- أما يعقوب , فبكى على يوسف حتى ذهب بصره.

    3- أما يوسف , فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن , فقالوا له : أما ان تبكي بالليل وتسكت بالنهار , وأما ان تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم (عليه السلام) على واحدة منهما .

    4- وأما فاطمة (عليها السلام) فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , حتى تأذى بها أهل المدينة , فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء , فتبكي , حتى تقضي حاجتها فتنصرف .

    5- وأما علي ابن الحسين (عليهما السلام) فبكى على الحسين (عليه السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة , ما وضع بين يديه طعام إلا بكى , حتى قال له مولى له : جعلت فداك إني أخاف ان تكون من الهالكين ؟

    قال (عليه السلام) : انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم ما لا تعلمون , اني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة) .







    قول وفعل وإقرار

    النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)

    لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عمه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله ابن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة عندما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) , وعلى سعد ابن عبادة . وقد اقر (صلى الله عليه وآله وسلم) بكاء البكائين , وكذلك نراه (صلى الله عليه وآله وسلم) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر ابن الخطاب عندما كان يمنع وينهى الناس عن البكاء فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف

    أ- عن أبي داوود والنسائي ... عن علي (عليه السلام) لما مات أبو طالب (عليه السلام) فعندما اخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (اذهب اغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه)

    ب- في سيرة الحلبي والدحلاني .... عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً اشد من بكاءه على حمزة , وضعه في القبلة , ثم وقف على جنازته وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة , يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة , يا فاعل الخيرات يا حمزة , يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذاب عن وجه رسول الله ....)

    ج- البخاري في صحيحه : (ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نعى جعفراً وزيداً وابن رواحة , وان عينيه لتذرفان )

    د- مسلم في صحيحه : (يوم زار (صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمه آمنة فبكى وأبكى من حوله )

    هـ - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ , فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟

    قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء)

    و- مسلم والبخاري .... يوم اشتكى سعد ابن عبادة فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوده ومعه بعض أصحابه فوجده في غاشية أهله , فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( قد قضى ) .

    قالوا : لا يا رسول الله .

    فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , فلما رأى القوم بكاءه بكوا

    فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)

    ز- ابن عبد البر في الاستيعاب ..... يوم استشهاد جعفر الطيار , إذ جاءت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأته أسماء بنت عميس فعزاها , ودخلت فاطمة (عليها السلام) وهي تبكي وتقول وا عماه) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي )

    ح- احمد في مسنده عن أبي هريرة , يوم مرت جنازة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها بواكي , فنهرهن عمر , فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (دعهن يا عمر فإن النفس مصابة والعين دامعة) .

    وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) , ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الإنسانية إلى صنف السباع والوحوش الحيوانية .





    المصدر

    الثورة الحسينية والدولة المهدوية





    تأليف

    سماحة آية الله العظمى السيد محمود الحسني

    (دام ظله)















  • #2
    بارك الله فيك
    وجزاك الله عنا افضل الجزاء

    في انتظار باقي الفصول

    تعليق


    • #3
      مشروعية البكاء على الحسين

      قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)
      وفقك الله ياخ محمد على هذا الموضوع الرائع وجعلك من انصار قائم ال محمد،ننتظر بقية الفصول

      تعليق


      • #4
        وفقك الله يا محمد على هذا الموضوع

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخي الكريم على هذا الموضوع القيم والرائع وجعلك الله من انصار الايمان والحق والهدى

          تعليق


          • #6
            شكراً لمروركم

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X