إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف نرى الحسين عليه السلام في عمق التأريخ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نرى الحسين عليه السلام في عمق التأريخ؟

    كيف نرى الحسين عليه السلام في عمق التأريخ؟


    1) إن إحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام لا ينحصر في القوالب اللفظية من : إنشاد الشعر ، وذكر الفضائل ، وإقامة العزاء وغير ذلك ، وإن كانت كلها درجة من درجات إحياء الذكر .. إنما الإحياء الأكمل يتمثل في ترجمة سيرتهم العملية في حياتنا الفردية والاجتماعيه .. فإن الناس لو اطلعوا على محاسن أقوالهم وتطبيقاتها في الحياة المعاصرة ، لما وسعهم إلا الإتباع العملي والولاء الفكري والتعلق العاطفي.


    2) إن البكاء - وإن كان في ظاهره يتمثل فى جريان الدمع من العين - إلا أنه في الواقع عملية معقدة لها جذورها في الفكر والقلب ، ولها آثارها على الجوارح .. إذ أن البكاء حصيله تفاعلات باطنية متمثله في : الإعتقاد النظري بقدسية الجهة التي نبكي على مصائبها ، من جهة انتسابها لمصدر القدسية العظمى في الوجود ، المتمثلة بقدسية الرب المتعال .. كما أنها حصيلة تفاعلات قلبية مرتبطة بذلك الإعتقاد ، فإن ما جرى على وليه الحسين يوم عاشوراء ، كان هتكاً للرسالة التي ثار الحسين من أجلها ، و هتكاَ للنبوة اذ كان الحسين طالباَ للإصلاح في أمتها ، وهتكاَ للإمامة إذ جرى عليه من المآسي عليه وعلى عياله ما لم يذكر نظيره في تاريخ البشرية !!.


    3) إن البكاء في منطق الفرد والأمة : موقف يتخذه الإنسان إلى جانب اليد واللسان ، للتعبير عن رأيه في مفردات الحياة .. وعليه فإن البكاء على سيد الشهداء إبداء لنوع استياء من كل صور الظلم التس وقعت على الأمة ، بعد غياب المنهج السماوي الذي رسمه الله تعالى لها ، والمتمثل بميراث الكتاب ( الحبل الممدود بين السماء والأرض ) وميراث العترة ( الحبل الممدود بين النبي والأمة ) .. والأشجار تعرف بثمارها ، ومن المعلوم أن واقعة الطف هي الثمرة المرة للشجرة الخبيثة ، التى جاء وصفها في القرآن الكريم .


    4) إن الاسلوب الطبيعي لإصلاح الأمة يتمثل في الحديث والموعظة التي يخاطب بها العقول والقلوب ، وهو ما مارسه علي والحسن عليهما السلام .. إلا أن الأمة وصلت إلى درجة من التخدير وموت الإرادة ، بحيث أصبحت تنظر إلى يزيد إماماً لها ، وهو الذى يصفه سيد الشهداء قائلا بعدما كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة منه وإلا ضرب عنقه :
    (إنَّا أهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّة ، وَمَعْدِنُ الرِّسَالَة ، وَمُخْتَلَفُ المَلائِكَة ، وَبِنَا فَتَحَ الله ، وَبِنَا خَتَمَ الله .. وَيَزِيد رَجُلٌ فَاسِق شَارِبُ الخَمْرِ قَاتِلُ النَّفْسِ المُحَرَّمَة مُعْلِنٌ بِالفِسْقِ وَمِثْلِي لا يُبَايِعْ مِثْلَه !! )
    فلم يبق إلا اسلوب التضحية بالدم لتستفيق الأمة على هول المصيبة التي ابتليت بها ، بعد التراكمات التاريخية للإنحراف التدريجي !!


    5) علينا أن ننظر إلى خط الإمامة كمنهج متكامل في شتى الأبعاد : فها هو الحسين - الذى يمثل حلقة من حلقات هذه السلسلة المباركة - نراه تارة في أعلى صور العبودية والتذلل لرب العالمين في مناجاة يوم عرفة ، التي قل نظيرها في مناجاة بشر مع ربه .. و نراه تارة فى حالة تثبيت حاكمية الله تعالى على الأرض من خلال خُطًبِه السياسية عند خروجه من المدينة .. ونراه تارة داعياً من حوله من أصحابه إلى التعلق الروحي بالمبدأ الأعلى ، من خلال وصاياه في ليلة عاشوراء .. فكان لهم دوي كدويّ النحل ليلاً ، وصرخات كزئير الأسود نهارا !!..


    6) إن مجالس الحسين تعد بحق جامعة كبرى لها فروعها في عواصم المدن الكبرى إلى الأرياف الصغرى .. ومن هنا لا نرى أمة متفقهة في كليات الشريعة - فقهاً ، وتاريخاً ، وسيره - كأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين يدخلون هذه الجامعة شهرين في كل عام ، سواء في ذلك الصغير الذي لم يبلغ الحلم ، إلى الكبير الذي وصل على مشارف نهاية عمره !! .. أوَليس هؤلاء الخريجون مدينون لحركة الحسين المباركة ؟! .. هذه الحركة التي لم تكن حركة في التاريخ ، وإنما كانت حركة للتاريخ !!.. هذه الثورة التي تحمل في طياتها طلباً للحكم الصوري ، وإنما كانت تحمل رسالة لتغييير منهج الحياة ، بقراءة صحيحة للإسلام الذي كاد أن يصاب بداء الأمم السالفة !!


    7) هناك ارتباط وتجانس بين عشرات ثلاث : العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، والعشر الأوائل من شهر ذى الحجة الحرام ، والعشر الأوائل من محرم الحرام ، وهي بمجموعها تمثل شهراً كاملاً في كل عام .. علينا أن نتخذ من مجموع هذه العشرات المباركات والموزعة على مدار السنة : محطات لإعادة الصلة بالله تعالى الذي نبتعد عنه خطوة بعد كل معصية ، لنعوض بذلك أميال البعد عنه ، بخطوة جريئة إليه في كل موسم مصالحة !!.. ولإعادة الصلة بمنهج أهل البيت عليهم السلام ، فلو كان لجدهم المصطفى مدينة علم ، فهم الأبواب لتلك المدينة دون غيرهم !!.. وإن كان لله تعالى بيوت أذن الله تعالى أن يرفع فيها اسمه ، فهم البيوت دون غيرهم !!


    8) إن لله تعالى عقوبات في الأبدان والقلوب وما ضرب العبد بعقوبة أشد من قساوة القلب .. ومن المعلوم أنه ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب !!.. إن الابتلاء بقسوة القلب في هذه الأيام ، علامة غير صحية كاشفة عن خلل في الجهاز الشعوري للإنسان ، فعلى العبد أن يكتشف أسباب ذلك ، وإلا فإن الخسارة فادحة .. وهنيئا لمن رأى على صدره وسام النبي المتمثل بالشهادة على الإيمان ، حيث اعتبر لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين ، لا تبرد ابدا .. فهل تجد في قلبك هذه الحرارة الكاشفة عن حياة القلب ؟!.



    شبكة السراج في الطريق إلى الله
    http://www.alseraj.net/ar/media/joma...es_txt_056.htm

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X