اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى الارواح التي حلت بفنائه واناخت برحله .
نعم انها تلك الكلمات الخالدة من تلك الخطبة البليغة للسيدة الطاهرة المطهرة
تلك الابية صاحبة الشجاعة الحيدرية و الفصاحة العلوية سيدة الاباء و سيدة الحزن و الصبر
حتى تغنى بذلك الصبر القاصي و الداني الموالف و المخالف سيدتي و مولاتي زينب بنت علي بن ابي طالب
صلوات الله عليها و سلامه .
لم يخيفها جبروت اللعين بن اللعين يزيد الماجن الفاجر الفاسق و لم يذلها الاسر و السبي ... لم تنحني امام هول الفجيعة
بل وقفت صامدة في مجلس ابن الطلقاء لتنحر رقبة ذلك الماجن بحد كلماتها العلوية الحقة و لتفضحه و توبخه على رؤوس الاشهاد
حتى بقيت كلماتها خالدة تتناقلها الاجيال رغما عن سطوة الامويين و جبروتهم .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى الارواح التي حلت بفنائه واناخت برحله .
نعم انها تلك الكلمات الخالدة من تلك الخطبة البليغة للسيدة الطاهرة المطهرة
تلك الابية صاحبة الشجاعة الحيدرية و الفصاحة العلوية سيدة الاباء و سيدة الحزن و الصبر
حتى تغنى بذلك الصبر القاصي و الداني الموالف و المخالف سيدتي و مولاتي زينب بنت علي بن ابي طالب
صلوات الله عليها و سلامه .
لم يخيفها جبروت اللعين بن اللعين يزيد الماجن الفاجر الفاسق و لم يذلها الاسر و السبي ... لم تنحني امام هول الفجيعة
بل وقفت صامدة في مجلس ابن الطلقاء لتنحر رقبة ذلك الماجن بحد كلماتها العلوية الحقة و لتفضحه و توبخه على رؤوس الاشهاد
حتى بقيت كلماتها خالدة تتناقلها الاجيال رغما عن سطوة الامويين و جبروتهم .
هنا الخطبة بالصوت و الصورة من فلم موكب الآباء
اضغط هناخطبة السيدة زينب (ع) في الشام
ومن ذلك:
خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية في الشام(52) رواها جماعة من العلماء في مصنفاتهم، وهي من ابلغ الخطب وأفصحها، عليها أنوار الخطب العلوية وأسرار الخطبة الفاطمية (عليهم السلام).
قال: روى الصدوق من مشايخ بني هاشم وغيره: انه لما دخل علي بن الحسين (عليه السلام) وحرمه على يزيد جيء برأس الحسين(عليه السلام) ووضع بين يديه في طشت، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده وهو يقول:
ليـــت أشيـــــاخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الاسل
لأهلــــوا واستهــــلوا فــرحــاً *** ثم قــــالوا يــــا يـزيد لا تشــل
قد قتــــلنا القــرم من ساداتهم *** وعــــدلناه بــــبدر فـــاعتـــدل
لعــــبت هــــاشم بالمـــلك فــلا *** خــــبر جــــاء ولا وحي نــزل
لســــت من خـندف ان لم انتقم *** من بنــــي احمد ما كان فعـل
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالت:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه حيث يقول: (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن)(53).
أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأسراء ـ ان بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب أصدريك فرحاً، وتنفض مذوريك مرحاً، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، وفمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: (ولايحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين)(54).
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
لأهلوا واستهلوا فرحاً *** ثم قالوا يا يزيد لا تشل
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك، وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأقة، بإراقتك دماء ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
اللهم خذ لنا بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا.
فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، يأخذ بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(55).
وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً، وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً، واضعف جنداً.
ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى.
الا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لنجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول.
فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.
والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل)(56).
52 - رواها ابو الفضل احمد بن ابي طاهر طيفور في كتابه بلاغات النساء والخوارزمي في المقتل.
53 - سورة الروم: الآية 10.
54 - سورة آل عمران: الآية 178.
55 - سورة آل عمران: الآية 169.
56 - بلاغات النساء ص35 كلام زينب بنت علي بن ابي طالب (عليه السلام).
تعليق