ذات يوم ركبت سفينة النجاة ..
واخذتني بعيدا الى مدينة الغرام...
وقفت خائــفة على اعتاب باب المدينة ..
فابتسم لي احدى حراسها ..
قال لي : لاتخافي يافتاة فان كل من دخل هذه المدينة سيعرف السعادة الابدية
ترددت قليلا ولكن ماهي الا لحظات والا بقدمي تجرني الى هذا العالم المبهم
مشيت ومشيت..
ارى اناس ساكنين ..
لاينطقون اي حرف ...
شدني مظهر عجوز هرم يحمل كتاب صغيرا ويتصفحه ..كلما وصل لاخر صفحة انتابته حالة بكاء قويه ..
فتوجهت اليه ,وسالت سيدي العجوز مابالك تتصفح هذا الكتاب مبتسما حتى تصل الى اخر صفحة وتنتابك حالة البكاء الهستيريه
فنظر اليه نظره حتى تجمدت في مكاني خوفا منه ...
ثم ابتسم ... وقال:ذات يوم عندما كنت في عمرك احببت فتاة زرعت لها من الورد عدد ورود العالم..
فديتها بروحي وعمري ...
سقيتها من ماء حياتي ...
احببتها واحبتني...
فقاطعته مستغربة ,اذن فلماذا البكاء....
فاجابني : بعد كل حبي لها باعتني بارخص الاثمان ومع من مع اعز اصدقائي
علامات الصدمه رسمت على وجهي . فسألته وماذا فعلت بعد ان صدمتك؟؟؟؟؟
فاجابني العجوز: لاشي سلمت امرها بيد الله..
ثم نضر اليه العجوز وسالني وانتي يافتاة مابالك في مدينة الاحزان؟؟؟
انااااااااااااااااااااااااااااااا؟
نعم انتي؟ ماهي قصتك؟؟
انا ...
ااااه....
العجوز: من اهااااتك افهم انك قد جرحتي ؟!!!
اااه ياسيدي ...
الايام هي التي جرحتني ...
ذات يوم احببت شخصا ومازلت احبه الى الان ...
قال لي اعشقك ياشمس حياتي...
وقال لي لا اقدر العيش من دونك....
قال لي انتي ماء حياتي...
قال لي انتي النور الذي استمد منه قوتي....
انتي ملاكي ...
انتي اجمل مافي حياتي....
ثم انتابتني حالة من السكوت ..واخذتني الذكريات الجميله لبرهة ..
وماهي الا ثواني حتى قاطعني العجوز قائلا : وماذا جرى بعد كل هذا الحب ؟
****
لقد كان اكبر من الحب نفسه..
لقد كان عشقا ...
عشقا لم يعشقه قيس لليلى
ولا عنتر لعبله..
ولكن شاء القدر ان يبعدني عنه
وها اانا ابحث عنه في هذه المدينة علني اجده بين ضحاياها ..
جأت ابحث عنه .. رغم ان الصحيح يجب ان يكون العكس..
جأت ابحث عن الجزء الحي من حياتي..
جأت ابجث عن ماابقيته له يوما ما وهو قلبي المسكين ..
قبل فراقنا سلمته قلبي وقلت له ..
احتفظ به لاني ذات يوم سأبحث عنه..
مرت الايام..
ومرت الشهور ...
وها انا كنت اقف كل يوم على شباك غرفتي انتظر ان المح منه شيء ..
ولكن دون جدوى ..
ذهب ولم يعود ابدا..
رحيله يذكرني بتساقط الاوراق في فصل الخريف..
سقوط ابدي...
ولكنني عنيدة..
فعندما وجدته لم يبحث عني..
قررت ان ابحث عنه ..
حتى لو كنت ابحث عن سراب ..
عسى ولعلى تكون نهاية سرابي فرحا...
في تلك الاثناء ابتسم لي العجوز وقال ..
اذا كنت مؤمنة بحبك له واخلاصه..
فتمسكي بخيط الامل حتى وان كان رفيعا ..
فربما تقدرين ان تكوني تلك الوردة الجميلة التي يبحث هو عنها في بستان الامل من مدينة الغرام....
لحظة ايه العجوز ..!!!
اتقصد اني ربما قد اجده هنا؟؟؟!!!!
سكت العجوز وابتسم قائلا :
هناك بستان مهجور في هذه المدينه ,تقول الاساطير في يوما من الايام ستأتي اميرة جميلة وتفتح ابوابه لانها تمتلك مفاتيح الامل والاصرار ..
حاول الكثير ان يتقمصوا شخصيتها ..وكانت النتيجة ان حلت اللعنة عليهم ..
ولكنني متاكد .بانك هي تلك الفتاة التي كانت الاساطير تتكلم عنها ...
فسالته :ماالذي يجعلك تعتقد بانني تلك الفتاة التي تتكلم عنها الاسطوره
فضحك العجوز وقال لانك الوحيدة من على مر السنين التي جاءت تبحث عن الحب الضائع من حياتها !!!!
ابتسمت اليه وقلت اذن فسأدع قلبي يدلني على بستان الامل ..
علني اقدر على ايجاد حبيبي الضائع من على مر السنين ...
اذا ياسيدي العجوز الان حان وقت وداعنا ..
ساذهب للبحث عن حبيبي ..
ارجوك ان تتمنى لي كل الخير بأيجاده..
*******


نسالكم الدعاء
نوسي فاطمه
تعليق