بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري
وجدتُ هذا البحث القيّم لأحد الفضلاء ( ناصر الحق المبين )
فأحببتُ نشره بين المؤمنين هنا
وهذا فهرس البحث :
الفصل الأول :
في تمسك العامة بأعداء السنة المحمدية .
الفصل الثاني :
في بيان اعتماد العامة على المجروحين والمطعونين .
الفصل الثالث :
في بيان ضعف رجال الجرح والتعديل عند العامة.
الفصل الرابع :
في بيان اعتمادهم على النواصب .
الفصل الخامس :
في مدحهم للوضاعين والكذابين .
الفصل السادس :
في بيان دوافعهم في تقييم الرجال .
الفصل السابع :
في رفضهم لأحاديث الرسول الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام .
ــــــــــــــــــــــــــ
من أين يأخد العامة معالم دينهم ؟!!
سوف نتطرق في هذا البحث لموضوع تلقي السنة النبوية الشريفة عند إخواننا العامة ، وسوف نقيم بناء على نتيجة هذا البحث مصداقية نسبة الكثير من رواياتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، و أرجو من علماء العامة بعد قراءة هذا البحث أن يفكروا كثيراً لكي يجيبوا على هذا السؤال المهم : من أين يأخذون معالم دينهم ؟
وكلامنا سوف يكون ـ إن شاء الله ـ ضمن عدة فصول :
كان أهل العامة وما زالوا يقدسون و يتبعون من حارب السنة النبوية وعمل من أجل عدم نشرها .
وسوف اذكر هنا صورتين من صور محاربة بعض المقدسين عند العامة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله :
الصورة الأولى :
1ـ اخرج البخاري بسنده إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا [ عني خ ل ] ، فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ( ص ) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .(( في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى ، ص 5 من الجزء الرابع من صحيحه )).
2ـ واخرج البخاري عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه قال : أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر : ان النبي صلى الله عليه (وآله ) وسلم غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وأكثر اللفظ قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع . فخرج ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وبين كتابه .
يوجد في صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم ج 1 ص 37 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 1 ص 39 ط مطابع الشعب وج 1 ص 14 ط بمبي بالهند وج 1 ص 32 ط دار احياء الكتب وج 1 ص 22 ط المعاهد وج 1 ص 22 ط الشرفية وج 1 ص 38 ط محمد علي صبيح وج 1 ص27 ط الفجالة وج 1 ص 20 ـ 21 ط الميمنية بمصر .
3ـ قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه قال : « يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس ، فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ( قال ) ونسيت الثالثة .
يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد ج 4 ص 31 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 85 ط مطابع الشعب وج 2 ص 178 ط دار احياء الكتب وج 2 ص 120 ط المعاهد وج 2 ص 125 ط الشرفية وج 5 ص 85 ط محمد علي صبيح وج 4 ص 55 ط الفجالة وج 2 ص 111 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 115 ط بمبي بالهند . صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح بمصر وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية في بيروت وج 11 ص 89 ـ 94 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد ج 1 ص 222 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 286 ح 1935 بسند صحيح وج 5 ص 45 ح 3111 ط دار المعارف بمصر .
أقول : هنا صرحوا بلفظ المعارضة وهو (( هجر رسول الله )) لأنهم لم يصرحوا باسم صاحب المعارضة وهو عمر ، وهذه عادتهم .
4ـ وفيه عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت له يا ابن عباس ما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه فقال أئتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : ما له أهجر استفهموه فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه فأمرهم بثلاث : قال : اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم والثالثة اما أن سكت عنها واما ان قالها فنسيتها .
يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 ص 65 ـ 66 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 12 ط بمبي بالهند وج 2 ص 132 ط آخر .
5ـ أخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس ، قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمّ : إئتوني بالكتف والدواة ، أو اللوح والدواة ، اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا : ان رسول الله يهجر .
يوجد ذلك في : صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية وج 11 ص 94 ـ 95 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 355 ط الميمنية بمصر وج 5 ص 116 ح 3336 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر ، تاريخ الطبري ج 3 ص 193 بمصر ، الكامل لابن الاثير ج 2 ص 320 .
الصورة الثانية :
1ـ روى الذهبي أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيِّهم فقال: ((إنّكم تحدّثون عن رسول اللّه (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدّثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا كتاب اللّه فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه)) تذكرة الحفّاظ للذهبي بترجمة أبي بكر 1 / 2 و 3.
2ـ في طبقات ابن سعد: ((انّ الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها)). طبقات ابن سعد 5 / 140 بترجمة القاسم بن محمّد بن أبي بكر.
3ـ وروي عن قرظة بن كعب أنّه قال: ((لمّا سيّرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر إلى صرار، ثمّ قال: أتدرون لم شيّعتكم؟ قلنا: أردت أن تشيعنا وتكرمنا، قال: انّ مع ذلك لحاجة، إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدّوهم بالاحاديث عن رسول اللّه وأنا شريككم، قال قرظة: فما حدّثت بعده حديثا عن رسول اللّه (ص) )). وفي رواية أُخرى: فلمّا قدم قرظة بن كعب قالوا: حدّثنا، فقال: نهانا عمر.
أخرجها ابن عبدالبرّ بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم، باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم له 2 / 147، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث، ص88، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 4 و 5.
وقرظة بن كعب أنصاري خزرجي، في أسد الغابة هو أحد العشرة الذين وجَّههم عمر مع عمار بن ياسر الى الكوفة. شهد أحداً وما بعدها، وفتح الري سنة 23. ولاه عليّ على الكوفة لمّا سار الى الجمل، وتوفي بها في خلافته. أسد الغابة 4/ 203.
4ـ عن عبدالرّحمن بن عوف قال: ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول اللّه فجمعهم من الافاق عبداللّه بن حذيفة وأبا الدرداء وأباذرّ وعقبة بن عامر، فقال:
ما هذه الاحاديث الّتي أفشيتم عن رسول اللّه في الافاق؟قالوا: تنهانا؟ قال:
لا ، أقيموا عندي، لا واللّه لاتفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم، فما فارقوه حتّى مات الحديث رقم 4865 من الكنز. ط. الاُولى 5 / 239، وط. الثانية 10 / 180، الحديث 1398، ومنتخبه 4 / 62.
5ـ وروى الذهبي أنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال: أكثرتم الحديث عن رسول اللّه تذكرة الحفّاظ 1 / 7 بترجمة عمر.
وكان يقول للصحابة: أقلّوا الرواية عن رسول اللّه إلاّ في ما يعمل به تاريخ ابن كثير 8 / 107.
6ـ روى الدارمي وغيره (( ان أباذر كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه، ثمّ قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه، فقال: أرقيب أنت عليّ؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه ـوأشار إلى قفاه? ـ ثمّ ظننت أنِّي أنفذ كلمة سمعت من رسول اللّه (ص) قبل أن تجيزوا عليّ لانفذتها)) والرواية في سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354 بترجمة أبي?ذر، واختزلها البخاري وذكرها في باب العلم قبل القول في صحيحه 1 / 161.
7ـ وفي هذا العصر ـ أيضا ـ كان ما رواه الاحنف بن قيس قال: أتيت الشام فجمَّعت فإذا رجل لاينتهي إلى سارية إلاّ خرَّ أهلها، يصلِّي ويخفُّ صلاته. قال: فجلست إليه، فقلت له: يا عبد اللّه! من أنت؟ قال: أنا أبوذرّ، فقال لي: فأنت من أنت؟ قال: قلت: الاحنف بن قيس. قال: قم عنِّي لا أُعديك بشرٍّ، فقلت له: كيف تعديني بشرٍّ؟ قال: إنّ هذا ـ يعني معاوية ـ نادى مناديه: ((ألاّ يجالسني أحد)) طبقات ابن سعد 4 / 168.
لماذا منع التحدث بسنة رسول الله من قبل الخلفاء ؟
ذكر بعض أهل العلم أن ذلك لعدة اسباب منها :
1ـ حجب فضائل أهل البيت عليهم السلام ، إذ ليس من المعقول أن يسمح الخلفاء بنشر احاديث الرسول وفيها حديث الدار والمنزلة والطير و الغدير لأن هذه الاحاديث كما هو واضح تعصف بعروشهم المزيفة .
روى الطبري أنّ معاوية لمّا استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وأمّره عليها دعاه وقال له: أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لاتترك شتم عليّ وذمّه، والترحُّم على عثمان والاستغفار له، والعيب لاصحاب عليّ والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم، فقال له المغيرة: قد جرّبت وجُرِّبت، وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني وستبلو فتحمد أو تذمّ، فقال: بل نحمد إن شاء اللّه في ذكر حوادث سنة 51ه من كل من الطبري 2 / 112 و 113 و 2 / 38، وابن الاثير 3/ 102.
وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمّة ممّن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته، وكان أشدّ البلاء حينئذ أهل الكوفة برواية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عنه 3 / 15 و 16، ط. البابي الحلبي .
2ـ منع نشر مثالب اعداء اهل البيت عليهم السلام ، كقول الرسول لمعاوية (( لا اشبع الله بطنك )) وقوله (( عمار تقتله الفئة الباغية )) وقوله (( فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني )) وغيرها من الاحاديث التي فيها فضح مباشر او غير مباشر لأعداء أهل البيت عليهم السلام .
ومن العجيب انهم وضعوا مجموعة من الروايات التي تظهر الرسول سبابا لعانا يلعن ويسب من لا يستحق ، لنصدق نحن ان الخطأ في تلك الروايات التي يلعن الرسول فيها المنافقين أو يكشف نفاقهم ليس من الملعونين ، وإنما من الرسول الأكرم صاحب الخلق العظيم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
يتبع ..
رب اشرح لي صدري
وجدتُ هذا البحث القيّم لأحد الفضلاء ( ناصر الحق المبين )
فأحببتُ نشره بين المؤمنين هنا
وهذا فهرس البحث :
الفصل الأول :
في تمسك العامة بأعداء السنة المحمدية .
الفصل الثاني :
في بيان اعتماد العامة على المجروحين والمطعونين .
الفصل الثالث :
في بيان ضعف رجال الجرح والتعديل عند العامة.
الفصل الرابع :
في بيان اعتمادهم على النواصب .
الفصل الخامس :
في مدحهم للوضاعين والكذابين .
الفصل السادس :
في بيان دوافعهم في تقييم الرجال .
الفصل السابع :
في رفضهم لأحاديث الرسول الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام .
ــــــــــــــــــــــــــ
من أين يأخد العامة معالم دينهم ؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف نتطرق في هذا البحث لموضوع تلقي السنة النبوية الشريفة عند إخواننا العامة ، وسوف نقيم بناء على نتيجة هذا البحث مصداقية نسبة الكثير من رواياتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، و أرجو من علماء العامة بعد قراءة هذا البحث أن يفكروا كثيراً لكي يجيبوا على هذا السؤال المهم : من أين يأخذون معالم دينهم ؟
وكلامنا سوف يكون ـ إن شاء الله ـ ضمن عدة فصول :
الفصل الأول :
في تمسك العامة بأعداء السنة المحمدية .كان أهل العامة وما زالوا يقدسون و يتبعون من حارب السنة النبوية وعمل من أجل عدم نشرها .
وسوف اذكر هنا صورتين من صور محاربة بعض المقدسين عند العامة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله :
الصورة الأولى :
1ـ اخرج البخاري بسنده إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا [ عني خ ل ] ، فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ( ص ) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .(( في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى ، ص 5 من الجزء الرابع من صحيحه )).
2ـ واخرج البخاري عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه قال : أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر : ان النبي صلى الله عليه (وآله ) وسلم غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وأكثر اللفظ قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع . فخرج ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وبين كتابه .
يوجد في صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم ج 1 ص 37 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 1 ص 39 ط مطابع الشعب وج 1 ص 14 ط بمبي بالهند وج 1 ص 32 ط دار احياء الكتب وج 1 ص 22 ط المعاهد وج 1 ص 22 ط الشرفية وج 1 ص 38 ط محمد علي صبيح وج 1 ص27 ط الفجالة وج 1 ص 20 ـ 21 ط الميمنية بمصر .
3ـ قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه قال : « يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس ، فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ( قال ) ونسيت الثالثة .
يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد ج 4 ص 31 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 85 ط مطابع الشعب وج 2 ص 178 ط دار احياء الكتب وج 2 ص 120 ط المعاهد وج 2 ص 125 ط الشرفية وج 5 ص 85 ط محمد علي صبيح وج 4 ص 55 ط الفجالة وج 2 ص 111 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 115 ط بمبي بالهند . صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح بمصر وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية في بيروت وج 11 ص 89 ـ 94 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد ج 1 ص 222 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 286 ح 1935 بسند صحيح وج 5 ص 45 ح 3111 ط دار المعارف بمصر .
أقول : هنا صرحوا بلفظ المعارضة وهو (( هجر رسول الله )) لأنهم لم يصرحوا باسم صاحب المعارضة وهو عمر ، وهذه عادتهم .
4ـ وفيه عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت له يا ابن عباس ما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه فقال أئتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : ما له أهجر استفهموه فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه فأمرهم بثلاث : قال : اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم والثالثة اما أن سكت عنها واما ان قالها فنسيتها .
يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 ص 65 ـ 66 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 12 ط بمبي بالهند وج 2 ص 132 ط آخر .
5ـ أخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس ، قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمّ : إئتوني بالكتف والدواة ، أو اللوح والدواة ، اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا : ان رسول الله يهجر .
يوجد ذلك في : صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية وج 11 ص 94 ـ 95 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 355 ط الميمنية بمصر وج 5 ص 116 ح 3336 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر ، تاريخ الطبري ج 3 ص 193 بمصر ، الكامل لابن الاثير ج 2 ص 320 .
الصورة الثانية :
1ـ روى الذهبي أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيِّهم فقال: ((إنّكم تحدّثون عن رسول اللّه (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدّثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا كتاب اللّه فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه)) تذكرة الحفّاظ للذهبي بترجمة أبي بكر 1 / 2 و 3.
2ـ في طبقات ابن سعد: ((انّ الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها)). طبقات ابن سعد 5 / 140 بترجمة القاسم بن محمّد بن أبي بكر.
3ـ وروي عن قرظة بن كعب أنّه قال: ((لمّا سيّرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر إلى صرار، ثمّ قال: أتدرون لم شيّعتكم؟ قلنا: أردت أن تشيعنا وتكرمنا، قال: انّ مع ذلك لحاجة، إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدّوهم بالاحاديث عن رسول اللّه وأنا شريككم، قال قرظة: فما حدّثت بعده حديثا عن رسول اللّه (ص) )). وفي رواية أُخرى: فلمّا قدم قرظة بن كعب قالوا: حدّثنا، فقال: نهانا عمر.
أخرجها ابن عبدالبرّ بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم، باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم له 2 / 147، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث، ص88، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 4 و 5.
وقرظة بن كعب أنصاري خزرجي، في أسد الغابة هو أحد العشرة الذين وجَّههم عمر مع عمار بن ياسر الى الكوفة. شهد أحداً وما بعدها، وفتح الري سنة 23. ولاه عليّ على الكوفة لمّا سار الى الجمل، وتوفي بها في خلافته. أسد الغابة 4/ 203.
4ـ عن عبدالرّحمن بن عوف قال: ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول اللّه فجمعهم من الافاق عبداللّه بن حذيفة وأبا الدرداء وأباذرّ وعقبة بن عامر، فقال:
ما هذه الاحاديث الّتي أفشيتم عن رسول اللّه في الافاق؟قالوا: تنهانا؟ قال:
لا ، أقيموا عندي، لا واللّه لاتفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم، فما فارقوه حتّى مات الحديث رقم 4865 من الكنز. ط. الاُولى 5 / 239، وط. الثانية 10 / 180، الحديث 1398، ومنتخبه 4 / 62.
5ـ وروى الذهبي أنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال: أكثرتم الحديث عن رسول اللّه تذكرة الحفّاظ 1 / 7 بترجمة عمر.
وكان يقول للصحابة: أقلّوا الرواية عن رسول اللّه إلاّ في ما يعمل به تاريخ ابن كثير 8 / 107.
6ـ روى الدارمي وغيره (( ان أباذر كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه، ثمّ قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه، فقال: أرقيب أنت عليّ؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه ـوأشار إلى قفاه? ـ ثمّ ظننت أنِّي أنفذ كلمة سمعت من رسول اللّه (ص) قبل أن تجيزوا عليّ لانفذتها)) والرواية في سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354 بترجمة أبي?ذر، واختزلها البخاري وذكرها في باب العلم قبل القول في صحيحه 1 / 161.
7ـ وفي هذا العصر ـ أيضا ـ كان ما رواه الاحنف بن قيس قال: أتيت الشام فجمَّعت فإذا رجل لاينتهي إلى سارية إلاّ خرَّ أهلها، يصلِّي ويخفُّ صلاته. قال: فجلست إليه، فقلت له: يا عبد اللّه! من أنت؟ قال: أنا أبوذرّ، فقال لي: فأنت من أنت؟ قال: قلت: الاحنف بن قيس. قال: قم عنِّي لا أُعديك بشرٍّ، فقلت له: كيف تعديني بشرٍّ؟ قال: إنّ هذا ـ يعني معاوية ـ نادى مناديه: ((ألاّ يجالسني أحد)) طبقات ابن سعد 4 / 168.
لماذا منع التحدث بسنة رسول الله من قبل الخلفاء ؟
ذكر بعض أهل العلم أن ذلك لعدة اسباب منها :
1ـ حجب فضائل أهل البيت عليهم السلام ، إذ ليس من المعقول أن يسمح الخلفاء بنشر احاديث الرسول وفيها حديث الدار والمنزلة والطير و الغدير لأن هذه الاحاديث كما هو واضح تعصف بعروشهم المزيفة .
روى الطبري أنّ معاوية لمّا استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وأمّره عليها دعاه وقال له: أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لاتترك شتم عليّ وذمّه، والترحُّم على عثمان والاستغفار له، والعيب لاصحاب عليّ والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم، فقال له المغيرة: قد جرّبت وجُرِّبت، وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني وستبلو فتحمد أو تذمّ، فقال: بل نحمد إن شاء اللّه في ذكر حوادث سنة 51ه من كل من الطبري 2 / 112 و 113 و 2 / 38، وابن الاثير 3/ 102.
وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمّة ممّن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته، وكان أشدّ البلاء حينئذ أهل الكوفة برواية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عنه 3 / 15 و 16، ط. البابي الحلبي .
2ـ منع نشر مثالب اعداء اهل البيت عليهم السلام ، كقول الرسول لمعاوية (( لا اشبع الله بطنك )) وقوله (( عمار تقتله الفئة الباغية )) وقوله (( فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني )) وغيرها من الاحاديث التي فيها فضح مباشر او غير مباشر لأعداء أهل البيت عليهم السلام .
ومن العجيب انهم وضعوا مجموعة من الروايات التي تظهر الرسول سبابا لعانا يلعن ويسب من لا يستحق ، لنصدق نحن ان الخطأ في تلك الروايات التي يلعن الرسول فيها المنافقين أو يكشف نفاقهم ليس من الملعونين ، وإنما من الرسول الأكرم صاحب الخلق العظيم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
يتبع ..
تعليق