إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب ودخلنا التشيع سجدا للمستبصر محمد علي المتوكل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب ودخلنا التشيع سجدا للمستبصر محمد علي المتوكل

    كتاب
    ودخلنا التشيع سجدا
    للمستبصر السوداني
    محمد علي المتوكل
    http://www.angelfire.com/moon2/motawakkil/index.html




    ....

  • #2
    تمهيد
    مضى ما يربو على العقد من الزمان على تلك الرحلة الجماعية التي انتهت بنا على شواطئ الولاية لأهل البيت (عليهم السلام)، وذلك الاكتشاف الكبير، الذي أماط اللثام، لا عن الحقيقة، ولكن عن الأعين التي كان قد أعماها التقليد، وحجبها الموروث عن الإبصار، إنها تجربة جماعية خاض غمارها فتية منّ الله عليّ أن كنت أحدهم، تجربة مجالها الفكر والعقيدة والتاريخ، ونتاجها التشيُّع لأهل البيت (عليهم السلام) في مجتمع يكّن أكثر أهله مودة خاصة لهم، ويعـاني في الوقت ذاته من البعد عنهم فكراً وفقهاً وعقيدة.
    ورغم مُضي كل تلك المدة على التجربة؛ فإني أرى ضرورة تدوينها للحقيقة والتاريخ، وإن لم تكن الظروف مواتية فيما مضى فهي اليوم، إذ ننعم بجوار العقيلة زينب (عليها السلام)، مواتية أكثر من أي وقت مضى، في أجواء روحية وعلمية قل أن تتوافر إلا بجوار هذه المراقد الشريفة.
    وإذا كان التوثيق في حد ذاته هدفاً، فهناك أهداف أخرى للكتابة لا تقل أهمية، وهي مرتبطة بالقارئ الذي أخاطبه وأوجه إليه رسالتي، وهو قد يكون مسلماً سنيِّا أو شيعياً. بالنسبة للأول أرى لزاما عليّ أن أجيب على الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنه ما أن يعرف أن هناك من يترك مذاهب أهل السنة والجماعة ليعتنق غيرها ! وقد يقدم على إصدار الكثير من الأحكام القاسية والعجولة.أما القارئ الشيعي فهو الآخر معني بما نكتب، وإن كانت الرسالة الأولى التي تُوجَّه إليه هي رسالة عتاب، خاصة للعلماء منهم، هذه الرسالة توجد لدى كل مستبصر عرف أهل البيت من بعد طول احتجاب عنهم، وفحواها: لو أنكم تضاعفون الجهد حتى يتبين أمر الولاية لأهل البيت، لما لبثنا أنضر أيام شبابنا لا نكاد نعرف عنهم شيئا، فهلا اتخذتم من التبليغ رسالة تؤدون بها الشكر لله تعالى أن من عليكم بنعمة الولاية؟ وباطلاعكم على هذا النوع من الكتب التي تحوي تجارب الاستبصار، تعرفون كيف أن التبليغ هو من أجلّ الأعمال التي يعبرِّ بها الموالي عن حقيقة انتمائه وصدق ولائه.
    بالنسبة للقارئ السني، من الطبيعي أن يتساءل ؛ بل يستغرب ويستنكر، ويصدر ما يعنّ له من الأحكام على كل من ينتقل إلى التشيع، وقد يبدو الأمر له ضرباً من ضروب الردة والانحراف العقائدي، ذلك أنه يقطع، ظناً وتقليداً، بأن الحق كل الحق هو ما عليه أهل السنة، وهل بعد الحق إلا الضلال؟
    وقبل أن يسترسل في أسئلته وأحكامه الخاصة نضيف إلى قائمته سؤالين، لعله يطرحهما على نفسه، أو لعله يتذكر قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (سورة سبأ/24).
    أولاً: هل كونك سنياً كان أمراً باختيارك، أم هو ما وجدت عليه آباءك والذين من حولك، فكنت أحدهم في ذلك؟
    ثانياً: بعد أن بلغت الرشد وتبين لك أن هناك أديان أخرى ومذاهب إسلامية يقوم بعضها على نفي البعض الآخر والحكم بانحرافه، هل خامرك الشك أو افترضت للحظة أن الحق قد يكون بخلاف ما ألفيت عليه الآباء؟ ومن ثم هل سعيت من أجل التحقق والتثبت من صحة معتقداتك وأفكارك الموروثة؟ وإذا أجبت بالنفي فأنت كغيرك من أهل الأديان وأصحاب المذاهب الموروثة، الذين لا يرون الحق في شيء بخلاف ما هم عليه، فقط لأنهم ألفوا آباءهم عليه، حتى أولئك الذين يدينون بأديان واضحة البطلان، إنما يتبعونها لاعتقادهم أنها الحق، ظناً وتخرصاً.
    لا شك أن الإسلام يتميز على غيره بانسجامه التام مع الفطرة، وعدم التنافر بينه وبين العقل فيما يتعلق بكليَّاته، ومن هنا قد لا تبدو المقارنة بين المسلم وغيره موضوعية، إلا إذا كنّا بصدد نقد المنهج التقليدي الوراثي الذي يرتب آثـارا بالغة الخطورة عندما تتشعب السبل وتتعدد المذاهب داخل الدين الواحد، فتجد نفسك عند مفترق طرق يزعم كل منها أنه ينتهي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث الدين الخالص المبرأ من الشوائب، ويدعي أنه طريق النجاة والفرقة الناجية التي هي واحدة إلى جانبها اثنان وسبعون فرقة ضالة ومن ثم هالكة(
    )، ولقد تفرق المسلمون منذ اللحظة الأولى التي فارقهم فيها نبيهم، وتنازعوا حول خلافته قبل أن يدفنوه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الإمام علي استنادا إلى الكتاب والسنة بإمامته وإمامة بنيه من بعده وساندته الزهراء ونخبة من المهاجرين والأنصار بينما أبت قريش أن تقر لهم بذلك وبادر قادتها إلى حسم الأمر في «سقيفة بني ساعدة» حيث كان الأنصار يأتمرون من أجل مبايعة الخليفة منهم. ثم خاضت قريش جولة أخرى من معاركها ضد إمامة أهل البيت فيما عرف بحرب الجمل بقيادة السيدة عائشة ومساندة طلحة والزبير وبعض الأمويين. وهكذا في صفين وكربلاء ومواقع أخرى كثيرة عبّرت عن البعد السياسي والعسكري للتمذهب، بينما تجلى البعد الفكري والعقائدي في ظهور المذاهب الفقهية والكلامية التي كانت، في كثير من الأحيان، يشكل كل واحد منها ديناً قائماً بذاته، وهكذا سارت أمتنا على خطى اليهود والنصارى حدو النعل بالنعل وتفرقت كما تفرقوا حتى لم يعد يُعرف الناجي من الهالك.
    فالأمر كما ترى جد خطير، فمجرد أن يكون هناك احتمال، ولو بنسبة 1%، أن تكون من الأغلبية الضالة هو أمر يدعو إلى الخوف ويدفع إلى التدقيق وإمعان النظر في كل الموروث ومراجعته، علّه يكون زائفاً.وطالما أن الأمر أمر جنة أو نار، فهو جدير بأن ينذر المرء ما تبقى من أيام عمره، إذا تطلب الأمر، للبحث والتحقيق وتحري السبيل التي تقود إلى النجاة والطريق التي تنتهي به إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).ثم التصميم على اتباع نتائج البحث حتى ولو كانت نسفا لكل التراث الفكري والعقائدي، وخروجاً على الأسرة المجتمع.
    قد لا تكون في شك من سلامة أي من معتقداتك ومسلّماتك التاريخية، مع أنها في الغالب تكون مجرد تقليد أعمي وتبعية ساذجة للأسرة والمجتمع، فلماذا لا تخصص جزءاً من وقتك واهتمامك للتحقق من مطابقة معتقداتك لحقائق الدين، ومسلماتك التاريخية للواقع التاريخي، فإنك إن فعلت لن تخسر شيئاً، بل تكون لك الحجة إذا ما سئلت عن مصدر قناعاتك، ولا تكون من الذين يقولون إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم مقتدون، وعندئذ تكون حجتك داحضة وعذرك مردوداً.والقرآن عندما يحكي عن الأمم السابقة ويفنّد ما كان من تبريرهم لكفرهم بتقليد الآباء ؛إنما ينتقد ذلك كمنهج بغض النظر عمن يتبعه ويعمل به، والمسلم القارئ للقرآن هو أول المعنيين بمثل هذا الخطاب، ولو أن كل آية موضوعها الكافرون في القرون الخالية اقتصر حكمها عليهم، إذن لانتفت الحكمة من توسع القرآن في عرضه قصص السابقين.
    ومما يزعزع الثقة بالتراث ويجعل الاطمئنان إليه أمراً ساذجاً، أن القرون الأربعة عشر التي تلت رحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت حافلة بالفتن والمؤامرات التي استهدفت الإسلام فكراً ونظاماً، وأن التفسير والحديث والتاريخ، كل ذلك كان خاضعاً لأهواء السلاطين الذين انتحلوا الإمامة وإمرة المؤمنين تجاوزاً وعدواناً، ووجدوا من العلماء من يعمل لخدمة مصالحهم بالتزييف والتحريف فلم يسلم من التراث شيء، وعبر هذه القرون الطويلة، وصل الدين إلينا مثقلاً بالغث والسمين، فاقداً لأصالته ونقائه، يغلب الطابع الأموي فيه على النبوي، ومع ذلك، تجدنا نقبل عليه بكل اطمئنان، ونتلقاه دون أن نتساءل عن حقيقته أو نتثبت من سلامته.
    للتأكد مما نقول يكفي أن تراجع بعض الموسوعات الحديثية المعروفة بالصحاح أو مصنفات السلف في التفسير والتاريخ، لتجد نفسك في لجة من التناقضات والأكاذيب والخرافات التي لا تشبه الدين في شيء، على أن لا يكون رجوعك إليها من خلال خلفياتك النفسية التي تقدس السلف وتتعبد بتقليده والتسليم لتركته وليكن مرجعك القرآن والعقل وأنت تتصفح كتب التراث.
    القرآن لأنه لاشك في كونه كلام الله الذي نزل به الوحي على قلب نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام بتبليغه كما أنزل، ووصل إلينا دون أن تشوبه زيادة أو نقصان، هذا القول لا ينطبق على التفسير وقد طالته يد الدس والتحريف، وقام قرّاء البلاط بتأويله لمصلحة الطغاة، ووضعوا أسباب النزول بما يتفق ودواعي السياسة، ولم يأْلُ علماء اليهود والنصارى الذين ادعوا الإسلام جهداً في دس الأكاذيب والخرافات التي عرفت بالإسرائيليات، وساعدهم على ذلك تلاميذهم من الصحابة والتابعين.
    والعقل لأنه ذلك النور الإلهي الذي يدل صاحبه على الحق مالم تحجبه الأهواء والشهوات، وهو حجة الله على الإنسان، به عرف الله وبه يُصدّق الأنبياء، وبه يميز الحق عن الباطل، ولا دين لمن لا عقل له. لقد سعت المناهج السلفية إلى سلب الإنسان جوهرته التي بها يبصر، ونوره الذي به يرى، لتجعله بعد ذلك أسير التقليد والتقديس لرجال السلف، لا كلهم ولكن أولئك الذين ثبتت عداوتهم لأهل البيت، وخلص ولاؤهم لكل من ناصب العترة الطاهرة العداء. وأتباع هذا المنهج لا تستطيع أن تحتج عليهم بالقرآن لأنهم يشترطون أن تكون المرجعية للسلف وما فهموه منه، كأنهم أئمة الكتاب لا الكتاب إمامهم، وليس لك أن تحتج عليهم بالعقل، لأن العقل عندهم هو الرأي المحظور.والنتيجة أن الحق لم يعد يعرف إلا بالرجال لا العكس، بخلاف كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) «لا يعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله».
    والواقع أن السلفيين عندما يقومون بإلغاء دور العقل فإن ذلك لا يكون في مقابل النص تماماً، بل هو في مقابل عقائد غير إسلامية تسللت إلى المسلمين عبر المتأسلمين من أهل الكتاب، وعبر الترجمة والانفتاح على الفلسفات المادية، فما يتبناه السلفيون من آراء في التوحيد لا يمت إلى النصوص الدينية بصلة إلا ما كان منها حديثاً موضوعاً من أجل تمرير عقيدة خاطئة أو فكرة منحرفة، كما أنَّه يصطدم مباشرة مع الفطرة السليمة، ولذلك عجزت الحركة السلفية، بكل ما تملك من إمكانيات مادية، عن اختراق المجتمعات المسلمة وتحويل معتقداتها، فيما عدا بعض الفئات البدوية أو القطاعات ذات الفطرة المشوهة والنفسية الحاقدة، ويكفي لتأكيد هذا القول، إلقاء نظرة خاطفة على خارطة العالم الإسلامي لتحديد المناطق التي وجد فيها السلفيون موطئ قدم.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن الروح; الساعة 19-03-2009, 02:20 PM.

    تعليق


    • #3
      وفقكم الله اخي العزيز
      وجعله الله في ميزان اعمالك
      اللهم صل على محمد وال محمد

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عمار حيدر
        وفقكم الله اخي العزيز
        وجعله الله في ميزان اعمالك
        اللهم صل على محمد وال محمد
        أحسنت وشكراً على مروركم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X