عرس الدم
إهتزّ عرش الإله ربّ السموات والأرض ، والملائكة من حوله تضطرب والأرواح هائمة على وجهها
خائفة وأنوار أصحاب الكساء تلوج الروح بفؤادها. وكأن الرؤوس المقطّعة تحتج لمشهد بحر الدماء
يتكرّر وتذكر لوعة المصاب في كربلا ...
فحبُّ الإلهِ منالنا ودينُ محمدٍ رسالتنا
عشقُ عليًّ فخرنا وشفاعةُ فاطمُ مبتغانا
سمُّ الحسن ِقهرنا ونحرُ الحسين ِقد أجننّا
<<وما حبهم وعشقهم إلا نوع من أنواع الجنون ندفع ضريبته من حياتنا ودمائنا وما أجمل الجنون
وأزكى الدماء النازفة في سبيل عقيدتنا ونيل شفاعتهم في الآخرة >> .
ففي كل بقعة من بقاع الأرض غرسة تنضح بحب " علي" تتدفق عشقاً وولهاً متعطشة لنيل الشهادة
مع صاحب الدموع النازفة يحتضن قميص جده الملطخ بدماء الغدر والخديعة رافعاً رأس الحسين المقطوع
للملأ متعطشاً لثأره والشفاه المشققة حزناً وعطشاً تردد " ذبحوه من القفا عطشاناً "فيا ويلهم عرس
الدم آنذاك لم ينتهِ حتى الآن .
فاليوم في هذه الأرض وفي هذه البقعة بالذات يتكرّر عرسٌ من الدماء المستباحة وتتساقط الأجساد
برصاصات الغدر والحقد والتعصب ،فما أسهل الضغط على الزناد وما أصعب هول المصاب ...
فالسماء إستنكرت وجُنَّت وقَصَفَت وهدَّدَت ورعدت فأرسلت أمطارها رحمةً للشهداء المستباحة أعراضهم
فلملمت دماؤهم الصارخة لاطمة أحزان آل بيت الرسول محمد

رائحةً ً ذكيّة تعبق بحبّ أنوار إلهية ...
وتطهر الأرض من بقايا أنجاس وقذارات مبغضة ترديها إلى مجارٍ تفوح منها رائحةٍ عفنةٍ تليق بأبالسةٍ
تولد من أرحامٍ شيطانية .
تعليق