نَوْمُ بيروت ...
بيروت ... يا بيروت ... يا حلم الطفولة ...
يا سنيّ الطويلة ...
يا ذكرياتي الجميلة ...
يا لياليّ الحزينة ...
بيروت ... يا إمرأة مستلقية ... في بحور النسيان
إستفيقي يا صغيرتي النائمة ... وأحلام الهوى
ترسم ثغرك وتلهب جسدك بنيران عنقودية ...
وأنت صغيرة ... لم يكتمل بعد ريعان الشباب فيك
إستفيقي يا حلوتي على ألحان الصواريخ والطائرات
تقصف دماغك والدبابات تسحق جسدك وتطحن
عظامك الفتيّة ...
بالله عليك ! ، أنهار من الدماء تنزف جداولاً وتمطر
السماء أشلاءً بشريّة ...ورؤوساً مقطعّة ... وأعضاءً مفتتّة ...
ويكاد الطوفان يغرقنا ببحر من الدماء الإنسانيّة ...
والأثير يعبق برائحة الجيف المنتنة ،
نكاد نختنق وأنت نائمة ...
الشعوب في الخارج تضجّ وتصرخ سالخةً عنها جلدها لتشتري
رغيف الخبز كفاف يومها وفي اليوم الآخر ما يحلُّ بها ؟؟؟
تبتاع الخبز بعظامها ودمائها ، فالموت ... الموت يحدق بنا ،
يبتلعنا وأنت نائمة ...
الأشجار إقتلعت من جذورها وسحقت موتانا فألزمتهم التراب،
والأزهار والنباتات إنتحرت خوفاً من الأفظع ، والطيور في
السماء تآكلت والحيوانات في البراري إنقضّت على الجثث
جوعاً وحرمانا حتى صَعُرَتْ وجُنَّتْ وباتت تتخبط بجدرانك
بيروت ... جدرانك إنهارت وكل شيء ينهار وأنت نائمة ...
أستحلفك بالله بيروت... أهذا نومٌ عميق ؟؟ أم هو موتٌ بطيء .
أتستمتعين بعروبتك يا إمرأة وجنودٌ إسرائيليّة ...
تتداور جسدك برغبة جهنميّة ... وأنت تتلويّن وجعاً وألماً ...
سحقاً لك بيروت ما أبرد الدماء الجارية في عروقك الثلجية...
وما أحقرك من أفكار جنونية... تبيعين ضميرك وتستحلّ
المحارم جسدك ويستلبك الهوان والهزيمة وتتقمصّك أفكار
بوش وشارون الشيطانيّة ...
عاهرةٌ أنت يا إمرأة تتبرجين ساقطةً وترفعين بين أصابعك
السحريّة كأسك المملوء بالدماء وتشربين كأس الهزيمة ...
ترقصين ويتلوّى الجسد المخمليّ على أنغام ووقع كراسي
الزعامة والرئاسة وما هي إلا أوهام مستحيلة ...
فأنت لم تنال ِ الحياة ولن تنالي الموت إلاّ جرعة تلو جرعة...
إلى أن يفرغ الكأس المشؤوم وتنتهي المعزوفة اللعينة...
معزوفة الشياطين والأبالسة ، تدقّ أجراس الخوف وتقرع
طبول الموت تنعيك إلى العالم قد وارت الثرى بيروت عربيّة...
مسحوقةً نازفةً أوردتها وشرايينها ، دُفِنَتْ تختضن بيدين
مسحوقتين شرفها وعذريتها المغصوبة ...
إستيقظي بيروت ... هيّا يا إمرأة ...
إستفيقي يا طفلتي الموؤودة تحت التراب لنشرب قهوتنا
الصباحيّة ...
ونرتّل نشيد الثورة " فما أقصر الرحلة ...
وما أنبل الفكرة ...
وما أحقر الدولة ...
اللبنانيّة ...
ملاحظة : أعذروني على الجرأة في التعابير ولكن الظلم
والإستبداد أفقدوننا عقولنا.
تعليق