صاحب العزاء
في كل عام من أشهر محرّم الحرام ، أشهر الحزن والمصائب
والعويل والبكاء . تنهمك الناس في إرتداء السواد معلنة ً في
الشوارع يافطات سوداء كتبت عليها عبارات الأسف والحزن
واللوعة على عظم المصاب،وأخرى تحثّك رغماً عن إرادتك إلى
التفكّر بِعِظَم هذه المناسبة .
أرى الناس مهرولةً إلى حضور المجالس الحُسينيّة لمشاركة
صاحب العزاء والبكاء واللّطم والحزن الشديد حتى الإغماء...
وينتهي ذلك كلّه بإنتهاء الراوي ذكر المصيبة رافعاً يديه
بالدعاء،فيخرج الناس مُطَئْطِئي الرأس والدموع تمطر كالشتاء
في عاصفة هوجاء مرّت للحظات وفعلت ما فعلت بالطبيعة من
كوارث ، وبعدها ترحل وتسكن إلى حين موعد آخر مع
المصائب .
وأخرى تنهمك بتوزيع وتحضير الطعام عن روح صاحب العزاء
والمصيبة ، وبإنتهاء تلك الأشهر الحرم والمجالس الحسينية
ينتهي كل شيء وكأنّ شيئاً لم يكن ، وتعود الناس لممارسة
حياتها الروتينية وتنسى البكاء والعويل والعظات والمحاضرات
وحتى ذكر صاحب المصاب كبش الفداء الذّي قدّم نفسه وحياته
وأولاده ونساءه وأصحابه في سبيل بقائنا وإستمرارنا.
هو المطروح أرضاً المذبوح من القفا المضرّج شيبه الخضيب
بدماء نحره، هو الذي داست أضلعه حوافر الخيول بلا رحمة
ولا شفقة، هو المقطّعة أعضاؤهوالذي نُحِرَ من شمرٍ لعين
وسقط عطشانا ، هو الذي إنفصلت رأسه الشريفة عن جسده
المقدّس.
هو نور الله في الأرض وسبط الرسول وولد الزهراءالبتول
وحيدر الكراروأخ الحسن وهما سّيدا شباب أهل الجنّة.
هو ابو العليل بكربلا وأبو الأئمّة الأطهار أئمة الهدى ومصابيح
الدُجى وجدّ المهدي صاحب العصر والزمان الطالب بدم المقتول
في كربلاء رافعاً قميص جدّه الحسين بعبارات دمويّة يا لثارات
الحسين .
هو أخ الحوراء أم المصائب زينب التي تحمّلت السبي والقهر
والحزن والأسى وحضنت رأس أخيها ورفعت جسده عن
الأرض وظلّلته من حرارة الشمس وتوجهت إلى اله
وقالت : تقبّل منا هذا القربان . وهي لسان أبي عبد الله في
هذه الأرض وفي كل أرض وعانت لتعيش كلمة الحسين وتبقى
حيّة فينا بأنفسنا وبأرواحنا هي أن نعتقد ونهتف ونعزّز
شعارات الحسين وأن نحيي ذكراه في كل لحظة من لحظات
حياتنا ليس فقط في الأشهر الحرم فكل يوم عاشوراء وكل
أرض كربلاء .
يا أيّها الناس أين الحسين في داخلكم اليوم أهو فقط أيام
معدودات لبكاء أو للتباكي؟ أهو لحظات تمرّ مرور الكرام ؟
أهو رغيف خبز أو حفنة من الملح أو ما شابه توزّع بنظركم
عن روحه .؟؟؟
يا أيها الناس كذب الموت فالحسين مخلّد وهو حيٌّ فينا، هو
الروح لأجسادنا والنبض لنعيش هو الدماء الجارية في
عروقنا هو الحياة والأمل والخلاص لنا هو سفينة النجاة من
ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك إلى مصير أسود إلى الجحيم
الأبديّ .
هو الأب الروحيّ لنا هو نور لطريقنا هو الشمعة المحترقة من
أجلنا ، هو الذي من أجله يجب أن نقدّم دماءنا وأرواحنا فداءً
لقطرة واحدة من دمائه الشريفة .
فأنت يا حسين لا يكفيك الدموع والعويل ولا اللطمولا حتى إقامة مجالس حسينية ذكرى لمصائبك في أيام معدودات .
الحياة كلها حزن عليك والدموع كلها لدموعك والعذاب كله لعذاباتك ودماؤنا لدمائك وأرواحنا لروحك المحلّقة فوق عرش الله .
أمّا أجسادنا القذرة الحقيرة التافهة هي أبخس الأثمان مساواة لما حلّ بجسدك وكل هذا لا يفيك حقّك وحتى أننا لا نعرفك حق المعرفة ، فرأفة منك بنا لا تحرمنا معرفتك والسبيل للقائك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة .
فكل قطرة دم تهتف بإسمك يا حسين روحي لك الفداء فسلامي وألف سلام لك ولجسدك ونحرك ورأسك ودمائك ودموعك وسلامي لأرض كربلاء تحتضنك بطياتها .
أحنّ إلى تربتها الممزوجة بدمائك وأعطش لتقبيل تلك القطعة الحمراء التي تظل نحرك وأموت لأركع وأسجد تحت قبّتك محتضنة القفص المقدس لنيل شفاعتك ورضاك حبيبي وحلم عمري ونهاية مطافي يا حسين .
يطول ويطول الكلام ولا ينتهي الفرد منا عن الكلام ويعجز عن التعبير ويتوقف الزمن وتموت الأوقات وتنتحر الساعات وتتلاشى خارطة الأيام فيضرب زلزال عميق يبتلع الأرض ومن عليها ويختفي كل شيء عن الوجود لتخرج يدٌ ممدودة من أعماق الأرض ترفع رأسك المقطوع المضرّج بالدماء وتدوّي صرخة من السماء باكية قائلة : ولدي حسين .
في كل عام من أشهر محرّم الحرام ، أشهر الحزن والمصائب
والعويل والبكاء . تنهمك الناس في إرتداء السواد معلنة ً في
الشوارع يافطات سوداء كتبت عليها عبارات الأسف والحزن
واللوعة على عظم المصاب،وأخرى تحثّك رغماً عن إرادتك إلى
التفكّر بِعِظَم هذه المناسبة .
أرى الناس مهرولةً إلى حضور المجالس الحُسينيّة لمشاركة
صاحب العزاء والبكاء واللّطم والحزن الشديد حتى الإغماء...
وينتهي ذلك كلّه بإنتهاء الراوي ذكر المصيبة رافعاً يديه
بالدعاء،فيخرج الناس مُطَئْطِئي الرأس والدموع تمطر كالشتاء
في عاصفة هوجاء مرّت للحظات وفعلت ما فعلت بالطبيعة من
كوارث ، وبعدها ترحل وتسكن إلى حين موعد آخر مع
المصائب .
وأخرى تنهمك بتوزيع وتحضير الطعام عن روح صاحب العزاء
والمصيبة ، وبإنتهاء تلك الأشهر الحرم والمجالس الحسينية
ينتهي كل شيء وكأنّ شيئاً لم يكن ، وتعود الناس لممارسة
حياتها الروتينية وتنسى البكاء والعويل والعظات والمحاضرات
وحتى ذكر صاحب المصاب كبش الفداء الذّي قدّم نفسه وحياته
وأولاده ونساءه وأصحابه في سبيل بقائنا وإستمرارنا.
هو المطروح أرضاً المذبوح من القفا المضرّج شيبه الخضيب
بدماء نحره، هو الذي داست أضلعه حوافر الخيول بلا رحمة
ولا شفقة، هو المقطّعة أعضاؤهوالذي نُحِرَ من شمرٍ لعين
وسقط عطشانا ، هو الذي إنفصلت رأسه الشريفة عن جسده
المقدّس.
هو نور الله في الأرض وسبط الرسول وولد الزهراءالبتول
وحيدر الكراروأخ الحسن وهما سّيدا شباب أهل الجنّة.
هو ابو العليل بكربلا وأبو الأئمّة الأطهار أئمة الهدى ومصابيح
الدُجى وجدّ المهدي صاحب العصر والزمان الطالب بدم المقتول
في كربلاء رافعاً قميص جدّه الحسين بعبارات دمويّة يا لثارات
الحسين .
هو أخ الحوراء أم المصائب زينب التي تحمّلت السبي والقهر
والحزن والأسى وحضنت رأس أخيها ورفعت جسده عن
الأرض وظلّلته من حرارة الشمس وتوجهت إلى اله
وقالت : تقبّل منا هذا القربان . وهي لسان أبي عبد الله في
هذه الأرض وفي كل أرض وعانت لتعيش كلمة الحسين وتبقى
حيّة فينا بأنفسنا وبأرواحنا هي أن نعتقد ونهتف ونعزّز
شعارات الحسين وأن نحيي ذكراه في كل لحظة من لحظات
حياتنا ليس فقط في الأشهر الحرم فكل يوم عاشوراء وكل
أرض كربلاء .
يا أيّها الناس أين الحسين في داخلكم اليوم أهو فقط أيام
معدودات لبكاء أو للتباكي؟ أهو لحظات تمرّ مرور الكرام ؟
أهو رغيف خبز أو حفنة من الملح أو ما شابه توزّع بنظركم
عن روحه .؟؟؟
يا أيها الناس كذب الموت فالحسين مخلّد وهو حيٌّ فينا، هو
الروح لأجسادنا والنبض لنعيش هو الدماء الجارية في
عروقنا هو الحياة والأمل والخلاص لنا هو سفينة النجاة من
ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك إلى مصير أسود إلى الجحيم
الأبديّ .
هو الأب الروحيّ لنا هو نور لطريقنا هو الشمعة المحترقة من
أجلنا ، هو الذي من أجله يجب أن نقدّم دماءنا وأرواحنا فداءً
لقطرة واحدة من دمائه الشريفة .
فأنت يا حسين لا يكفيك الدموع والعويل ولا اللطمولا حتى إقامة مجالس حسينية ذكرى لمصائبك في أيام معدودات .
الحياة كلها حزن عليك والدموع كلها لدموعك والعذاب كله لعذاباتك ودماؤنا لدمائك وأرواحنا لروحك المحلّقة فوق عرش الله .
أمّا أجسادنا القذرة الحقيرة التافهة هي أبخس الأثمان مساواة لما حلّ بجسدك وكل هذا لا يفيك حقّك وحتى أننا لا نعرفك حق المعرفة ، فرأفة منك بنا لا تحرمنا معرفتك والسبيل للقائك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة .
فكل قطرة دم تهتف بإسمك يا حسين روحي لك الفداء فسلامي وألف سلام لك ولجسدك ونحرك ورأسك ودمائك ودموعك وسلامي لأرض كربلاء تحتضنك بطياتها .
أحنّ إلى تربتها الممزوجة بدمائك وأعطش لتقبيل تلك القطعة الحمراء التي تظل نحرك وأموت لأركع وأسجد تحت قبّتك محتضنة القفص المقدس لنيل شفاعتك ورضاك حبيبي وحلم عمري ونهاية مطافي يا حسين .
يطول ويطول الكلام ولا ينتهي الفرد منا عن الكلام ويعجز عن التعبير ويتوقف الزمن وتموت الأوقات وتنتحر الساعات وتتلاشى خارطة الأيام فيضرب زلزال عميق يبتلع الأرض ومن عليها ويختفي كل شيء عن الوجود لتخرج يدٌ ممدودة من أعماق الأرض ترفع رأسك المقطوع المضرّج بالدماء وتدوّي صرخة من السماء باكية قائلة : ولدي حسين .
تعليق