إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التبرك ببصاق وآثار الرسول <<>> هل هو مقبول <<>> وهل من تفسير معقول ؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التبرك ببصاق وآثار الرسول <<>> هل هو مقبول <<>> وهل من تفسير معقول ؟؟

    بسم الله وبعد،
    الحمد لله قاصم الجبارين مبيـر الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن
    .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه نماذج من روايات:
    1- صحيح البخاري
    بَاب الْبُزَاقِ وَالْمُخَاطِ وَنَحْوِهِ فِي الثَّوْبِ قَالَ عُرْوَةُ عَنْ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ حُدَيْبِيَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَا تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ

    2- صحيح البخاري
    182 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ
    وَهُوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ غُلَامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ
    وَقَالَ عُرْوَةُ عَنْ الْمِسْوَرِ وَغَيْرِهِ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ


    3- صحيح مسلم
    2300 - و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
    لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الْأَيْسَرَ فَقَالَ احْلِقْ فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ فَقَالَ اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ


    4- صحيح مسلم
    3855 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ قَالَ أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَتْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةً الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الْأَبَدَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ
    فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ مِنْهُ وَأَمَّا مِيثَرَةُ الْأُرْجُوَانِ فَهَذِهِ مِيثَرَةُ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا هِيَ أُرْجُوَانٌ فَرَجَعْتُ إِلَى أَسْمَاءَ فَخَبَّرْتُهَا فَقَالَتْ هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا



    سؤالي للسلفية: ما الغاية من التبرك بالنخامة وفضل الوضوء والشعر والجبّة ؟؟؟!!!
    فهل يُعقل ان يكون لهذه الامور نفعا ودفعا ؟؟!!
    وكيف يمكن لغسول جبّة النبي ان تنفع المرضى وتشفيهم من المرض ؟؟؟
    أوليس "من مات قطع عمله" !!!!

    وإن كانت هذه الامور مشروعة ولها فائدة فأيهما افضل: ان ارفع يدي للسماء طالبا من الله الشفاء ام ان اشرب نقيع جبة النبي او شعره ونخامته ؟؟؟

    هل من تفسير مقنع يا ترى ؟؟؟

    والسلام.
    ابــو علــي/..

  • #2
    أهلاً بك أخي المهندس أبو علي

    سررنا بعودتك..فمرحباً بك

    يرفع ببركة الصلاة على محمد وآل محمد

    تعليق


    • #3
      حياكم الله مولانا مكشف

      وانا ايضا مسرور بعودتي بين اخوتي

      سلامي لكم

      تعليق


      • #4
        اسئلة وجيهة

        متابع

        تعليق


        • #5
          مولانا الحبيب
          كلي شوق لكم ولما تخطه يديكم الكريمه
          القوم يا عزيزي يتبركون بالماء المتبقي من غسول إبن تيميه بعد أن هلك
          بعد أن إختلط بفضلاته ويحتسونه طلباً للبركه والإستشفاء
          والحسين عليه السلام ليس له إستثناء ولا للتبرك بآثاره
          بل هنا يحصل الشرك قاتلهم الله

          تعليق


          • #6
            اللهم صلي على محمد وال محمد


            متابع........

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا اخوي المهندس على ماطرحته

              اسجل متابعتي للموضوع

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مختصر مفيد
                القوم يا عزيزي يتبركون بالماء المتبقي من غسول إبن تيميه بعد أن هلك
                بعد أن إختلط بفضلاته ويحتسونه طلباً للبركه والإستشفاء
                كلام خطير ............ تقدر تعطيني دليل ؟؟؟
                ساكون ممتن لك يا اخي
                المشاركة الأصلية بواسطة مختصر مفيد
                إبن تيميه بعد أن هلك
                قل بعد ان مات مثلا ,,,,,, لاتقل هلك ........ للميت الرحمه ,,,,, وللاحياء الاحترام
                ستقول النواصب يتلفضون بهذه الالفاظ ............ اجيبك التزم بادب امامنا علي عليه السلام

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حمود كشخه

                  كلام خطير ............ تقدر تعطيني دليل ؟؟؟
                  ساكون ممتن لك يا اخي
                  التبرك بجنازة إبن تيمية



                  - شيخ الاسلام أبي العباس تقي الدين أحمد بن تيمية قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه : وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الامام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد القدوة شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد إبن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم إبن الشيخ الامام شيخ الاسلام أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد إبن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي ، بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها ، وحضر جمع كثير إلى القلعة ، وأذن لهم في الدخول عليه ، وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرأوا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله ، ثم انصرفوا ، ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله ، فلما فرغ من غسله أخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع وامتلا بالجامع أيضا وصحنه والكلاسة وباب البريد وباب الساعات إلى باب اللبادين والغوارة ، وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار أو نحو ذلك ووضعت في الجامع ، والجند قد احتاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام ، وصلي عليه أولا بالقلعة ، تقدم في الصلاة عليه أولا الشيخ محمد بن تمام ، ثم صلي عليه بالجامع الاموي عقيب صلاة الظهر ، وقد تضاعف اجتماع الناس على ما تقدم ذكره ، ثم تزايد الجمع إلى أن ضاقت الرحاب والازقة والاسواق بأهلها ومن فيها ، ثم حمل بعد أن يصلي عليه على الرؤوس والاصابع ، وخرج النعش به من باب البريد واشتد الزحام وعلت الاصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له ، وألقى الناس على نعشه مناديلهم وعمائمهم وثيابهم ، وذهبت النعال من أرجل الناس وقباقيبهم ومناديل وعمائم لا يلتفتون إليها لشغلهم بالنظر إلى الجنازة ، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم وتارة يتأخر ، وتارة يقف حتى تمر الناس ، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام ، كل باب أشد زحمة من الآخر ، ثم خرج الناس من أبواب البلد جميعها من شدة الزحام فيها ، لكن كان معظم الزحام من الابواب الاربعة : باب الفرج الذي أخرجت منه الجنازة ، وباب الفراديس ، وباب النصر ، وباب الجابية . وعظم الامر بسوق الخيل وتضاعف الخلق وكثر الناس ، ووضعت الجنازة هناك وتقدم للصلاة عليه هناك أخوه زين الدين عبد الرحمن ، فلم قضيت الصلاة حمل إلى مقبرة الصوفية فدفن إلى جانب أخيه شرف الدين عبد الله رحمهما الله ، وكان دفنه قبل العصر بيسير ، وذلك من كثرة من يأتي ويصلي عليه من أهل البساتين وأهل الغوطة وأهل القرى وغيرهم ، وأغلق الناس حوانيتهم ولم يتخلف عن الحضور إلا من هو عاجز عن الحضور ، مع الترحم والدعاء له ، وأنه لو قدر ما تخلف ، وحضر نساء كثيرات بحيث حزرن بخمسة عشر ألف امرأة ، غير اللاتي كن على الاسطحة وغيرهن ، الجميع يترحمن ويبكين عليه فما قيل . وأما الرجال فحرزوا بستين ألفا إلى مائة ألف إلى أكثر من ذلك إلى مائتي ألف وشرب جماع الماء الذي فضل من غسله ، واقتسم جماعة بقية السدر الذي غسل به ، ودفع في الخيط الذي كان فيه الزئبق الذي كان في عنقه بسبب القمل مائة وخمسون درهما ، وقيل إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهما . وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير ، وتضرع وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية وبالبلد ، وتردد الناس إلى قبره أياما كثيرة ليلا ونهارا يبيتون عنده ويصبحون ، ورئيت له منامات صالحة كثيرة ، ورثاه جماعة بقصائد جمة.




                  قل بعد ان مات مثلا ,,,,,, لاتقل هلك ........ للميت الرحمه ,,,,, وللاحياء الاحترام
                  ستقول النواصب يتلفضون بهذه الالفاظ ............ اجيبك التزم بادب امامنا علي عليه السلام


                  كلمة هلك تعني مات وعندما تراجع الروايات الشيعية تجدها ولكن في الوقت الحاضر البعض يتصورها شتيمة

                  تعليق


                  • #10
                    فَقَالَتْ هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا



                    اليس الشافي الله !!
                    فكيف تقوم اسماء بغسل الجبة من اجل الاستشفاء
                    مالفرق بينها وبين من ذهب القبر اليس الاثنين مشركين عند الوهابية
                    فالجبة والقبر جمادات لاتنفع ولاتضر

                    مذهب عجااائب

                    تعليق


                    • #11
                      احسنتم
                      مولانا المهندس

                      متابع..

                      اللهم صل على محمد وال محمد وعجّل فرجهم الشريف

                      تعليق


                      • #12
                        بسمه تعالى

                        طلعوا الجماعة مشركين ....

                        على هامش النقاش و بعيد عنه ... عائشة ورثت جبة الرسول ثم ورثتها لأختها ... أين حديث لا نورث كل ما تركناه

                        صدقة ..؟؟!!

                        على أي حال .... نعود للموضوع ... و ننتظر رد السلف على الموضوع ...

                        مأجور أخي المكرم المهندس بو علي ...

                        تعليق


                        • #13
                          احسن الله لكم اخوتي واخواتي جميعا وحياكم الله

                          ولا زلت انتظر من يرد بعقلانية وجدوى هذا الفعل والمسافة بينه وبين الشرك بالله ؟؟!!

                          ام يحق للجماعة ما لا يحق للشيعة .!!

                          مشاركة كربلائية حسينية:
                          على هامش النقاش و بعيد عنه ... عائشة ورثت جبة الرسول ثم ورثتها لأختها ... أين حديث لا نورث كل ما تركناه

                          صدقة ..؟؟!!


                          سؤال وجيه فهل يطرع مسمع الاخوة المخالفين !

                          والسلام

                          تعليق


                          • #14
                            هذه مقاله كتبها احد الكتاب السنة في جريدة الوطن
                            الدكتور زهير محمد جميل كتبي * - « صحيفة الوطن السعودية » - 14 / 2 / 2009م - 1:07 م
                            بعد نشر مقالاتي "ماذا يريد الغامدي بمكة المكرمة؟". بصحيفة "الوطن" بعددها"3024" ومقالي "عليك أن تعتذر لأهل مكة المكرمة لا أن تتمادى في التصريحات الصحفية" بعددها "3028". قلت في المقال الأول: "إن أمر التبرك أمر مشروع وليس هنا مجال الكلام عنه... ". فأرسل لي قارئ رسالة إلكترونية جاء فيها: " ليت الكاتب الدكتور زهير كتبي يذكر لنا ما هي أدلته في مشروعية التبرك، ولا أعرف لماذا تهرب في مقاله من ذكرها؟. وأتحدى الكاتب إن كان يملك أدلة قوية تؤكد مصداقية ما كتبه... ". رباه، رب الكون، رب محمد، ورب الحوت الذي ابتلع يونس، أين نحن من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟. أين نحن من تعظيمه وتقديره؟. أين نحن من إجلاله؟ فإذا نظرنا إلى حب أصحابه له وتبركهم بآثاره رغم قربهم منه والتصاقهم به فسنجد أن تبركهم يشتد بكل ما اتصل به أو انفصل عنه.

                            إن الآثار النبوية الشريفة هي.. " حقائق ".. ذكرها الصحابة الأجلاء، فالتحمت في الأذهان والقلوب بشكل لا يمكن للأيام والسنين محوها. لقد حفظها المسلمون في قلوبهم وأرواحهم وعاشوها في حياتهم ثم قاموا بنقلها تامة لتحفظ في عقول الأجيال.

                            "التبرك" قضية أو مسألة لم يختلف عليها كثيراً إلا من قبل القليل والقليل، بل إن جمهور العلماء والفقهاء قد أجازوا ذلك. فالتبرك جائز ولدي الكثير من الأدلة الشرعية التي وردت في كتب الصحاح. وكذلك ذكرت في كل كتب السيرة النبوية الشريفة ومعظم كتب التراث الإسلامية، مثل كتاب الاستيعاب لابن عبدالبر، وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، وكتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير، وكتاب الطبقات لابن سعد، وكتاب التاريخ لابن عساكر، وكتاب التاريخ للبخاري، وكتاب التاريخ الكبير ليحيى بن معين، وكتاب تهذيب التذهيب لابن حجر، وكتاب فتح الباري لابن حجر. وأيضا الكثير من كتب العصر الحديث منها كتاب تبرك الصحابة بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضله العظيم، تحقيق العلامة المحقق المؤرخ الباحث الشيخ محمد طاهر الكردي وغيره. وقد احتج ويحتج البعض القليل أن بعض الناس يصلون بجوار بعض الآثار النبوية الشريفة مثل جبل الرحمة بعرفات، أو موقع مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أو غار حراء، أو جبل ثور، فتلك الصلاة جائزة من باب التبرك، لأن الصلاة ليست إلزامية في المساجد، لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ميزه الله جلت قدرته بخمس مزايا ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أورده البخاري، باب الصلاة، وذكرها مسلم في باب المساجد، فقال صلى الله عليه وسلم " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل. وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ".

                            والتبرك بآثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المختلفة هو "سنة مأثورة".. عند المسلمين منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. واستدل لكم بقصص وروايات كثيرة. منها قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. " للحجر الأسود ".. قال عبارته الشهيرة: " والله إني أعرف أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك". ولعل من المناسب المفيد أن أبين لكم عظمة الآثار عند كل الأمم والشعوب وأذكر لكم هذه الرواية الرائعة التي وردت في كتاب تاريخ الخميس حيث جاء فيه: " روي أنه في عهد الخليفة العباسي المتقي لله إبراهيم بن المقتدر سنة 331 إحدى وثلاثين وثلاث مئة هجرية أرسل إليه ملك الروم كتابا يطلب فيه منديلا محفوظاً في كنيسة الرهبان، يزعمون أن المسيح عليه الصلاة والسلام مسح به وجهه، فصارت صورة وجهه فيه، وقال للخليفة: إن أرسلت هذا المنديل أطلقت لك عشرة آلاف أسير من المسلمين، فأحضر الخليفة الفقهاء واستفتاهم، فأفتوا بأن يرسل إليه هذا المنديل، ففعل، وأطلق سراح الأسرى المسلمين". هذه القصة وقعت مع خليفة مسلم استشار علماءه وفقهاءه المتنورين والمجلين لقيمة أثر نبي الله عيسى . انظروا وفكروا جيداً في هذه القصة. فلنتعلم كيف أن الأمم تقدر وتحترم آثار أنبيائها. إن العالم الإسلامي كله دون استثناء اليوم يحرص على آثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما يحرصون على ماء عيونهم، فلذلك وضعوا تلك الآثار النبوية الشريفة في محفظات وأوعية غاية في الإتقان والحرص، لكي تصون تلك اللآلئ والجواهر وتبقى سليمة من عاديات الزمن وتقلبات الأجواء والمناخات. إن تركيا تفخر بما لديها من آثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة في المتحف التركي الشهير "طوب قابي" فهو يحتوي على بردته الشريفة، وبعض سيوفه، ورايته العقابية الشريفة.

                            كما شكك أحد القراء في الحديث الذي ذكرته: "احنثي حراء". فأقول إن هذا الحديث صحيح حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير رضي الله عنهم فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ". رواه مسلم في صحيحة. زاد في رواية ثانية: وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم قيل: وكيف ذلك؟. قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء زاد في رواية: "اهتز حراء" فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " قيل ومن هم قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن: قيل فمن العاشر؟. قال أنا. رواه أحمد في سننه، وأبو أن أبي شيبة والطياليسي وأبو داود في سننه والترمذي والحاكم وابن حبان. وهذا كله كان بعد الفتح أي فتح مكة، مما يدل على مشروعية زيارة هذه الآثار والأماكن لفعله صلى الله عليه وسلم والصحابة معه.

                            ويذكر المفكر التركي الكبير الدكتور محمد فتح الله كولن في كتابه "السنة النبوية تقييدها ومكانتها في الشريعة الإسلامية" قوله " ثم إنهم ما كانوا يضيعون أي بيان أو ملاحظة أو توجيه لأنهم كانوا يعرفون أنها توجيهات إلهية نورانية لا يمكن التفريط بها، وفيها نبع الحياة وسر الوجود.. القلوب صافية، والرسائل والتوجيهات الآنية نضرة وطرية، والقلوب مشتاقة، والأمور التي تتناولها هذه الأحاديث تتعلق بالسعادة الأزلية الخالدة، وما دامت هذه الأحاديث مفتاحاً للسعادة الأبدية فكيف يمكن التهاون في شأنها أو نسيانها أو خلطها مع غيرها، وهكذا كان، فقلوب هؤلاء النفر من الصحابة الذين أقاموا حياتهم على الصدق، وابتعدوا عن كل نوع من أنواع الكذب والغش لم تكن لترضى عن ضياع ذرة واحدة من الصدق، كما كانت مقفلة على جميع ما يخالف الحقيقة والصدق ".
                            ولقد تبرك الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وكذلك تبرك التابعين وتابعي التابعين والصالحين من أمتنا الإسلامية بآثار سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل كانوا يتسابقون لمعرفة موقع أي أثر لسيد البشرية وهذا ما سوف يتضح لكم من الأدلة التي سأذكرها.

                            إن أمر التبرك أمر مشروع ويكفي في ذلك قول الله تعالى "وأنزلنا من السماء ماء مباركاً ". وقوله تعالى " إن أول بيت وضع للناس للّذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"، وأجازه الكثير من العلماء والفقهاء ومن أدلة ذلك ما رواه البخاري في صحيحة فيما يتعلق بالتبرك بالآثار" أن سيدنا عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهماـ وصف مسجداً صلى فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكل دقة إذ قال:عن يمينك حين تقوم وعلى حافة الطريق وأنت ذاهب، وبينه وبين المسجد الآخر رمية حجر"، كما جاء في البخاري أيضا أن عبدالله بن سلام قال لأبي بردة " انطلق إلى المنزل فأسقيك من قدح شرب منه الرسول، ونصلي في مسجد صلى فيه النبي"، أليس مثل هذه الروايات التاريخية الموثقة تستحق منا الوقوف وإعادة النظر بهدوء وحكمة وتفكير عقلاني لنعرف عظمة وقيمة ومكانة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتبرك بآثاره الشريفة، والتبرك لا يعني الشرك، بل إنه لا يؤدي إلى الشرك كما يخاف ويظن البعض، فالعقيدة الإسلامية راسخة في القلوب والعقول.

                            هذه الآثار مثبتة تاريخيا وحسب الروايات المنقولة بصدق وموضوعية، وعبر رجال ثقات اشتهروا بالصدق والنزاهة والزهد، وكتب العلم والتاريخ والدين طافحة بها وهي موجودة في الأسواق العامة، أن التاريخ يثبت بالتواتر ولدينا في مكة المكرمة من الثوابت المحلية التي تلقيناها منذ القدم ما يؤكد أن هذه الأماكن شريفة لما شرفها الله سبحانه وتعالى من أحداث أو مناسبات، وهناك معالم تاريخية ثابتة لا مجال للشك في صحتها وحقيقتها، وهذه الآثار ثابتة علمياً ومحلياً وتواتراً في أمهات الكتب والمصادر، وهذه الآثار عرفت عبر تواتر نقل الأجيال جيلا بعد جيل حتى اليوم.

                            وسؤالي للذين يشككون في المواقع الأثرية فأقول لهم: إن موقع "إبليس".. اللعين، في مشعر منى عرفناه بالتواتر والنقل بالتاريخ المكتوب، وأن موقعه الحالي منذ أبونا سيدنا إبراهيم أي أنه قبل البعثة المحمدية بآلاف السنين، ولم يقم أحد بالتشكيك في هذا الأثر وموقعه؟. فكيف لا نشكك هنا، ونشكك في مواقع الآثار النبوية؟ أليس هذا الأمر يثير الريبة والشك في المشككين ذاتهم؟ وإلا ماذا"؟

                            وأؤكد على بعض الأدلة على تبرك الصحابة بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم آت أنا بشيء من عندي إنما هي كنوز مدفونة في أمهات الكتب والمصادر والمراجع، لا أحد يستطيع أن يفعل معها ومعي.. "" فعل الشك "" ولقد اتجهت إلى أسلوب الاختيار من هنا وهناك حتى لا يفعل.. "" ظن السوء "".. في عقلية البعض فيظن ويشك في بعض ما ذكرت ومنها.

                            1/: ما روي في غزوة بدر أنه بينما الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصفوف يعدلها بقضيب في يده، إذ مر بسواد بن غزية حليف بين النجار وهو خارج عن الصف، فدفعه بالقضيب في بطنه وقال له: استقم يا سواد، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله وقد بعثت بالحق والعدل فأقِدْني من نفسك، فكشف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بطنه وقال: استَقِدْ يا سواد، فاعتنقه سواد وقبل بطنه، قال صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك، فقال: يا رسول الله قد حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد أن يمس جلدي جلدك، فدعا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا ليني كنت محل هذا الصحابي الجليل فأفوز بهذا الفوز العظيم.

                            2/: وورد أيضا أنه لما أرسلت قريش لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية رسولهم عروة بن مسعود الثقفي سيد أهل الطائف، ورأى عروة ما يصنع الصحابة رضوان الله عليهم مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه كان لا يتوضأ وضوءا إلا كادوا يقتتلون عليه ويتمسحون به، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ولا يحدون النظر إليه رجع عروة إلى قريش وقال لهم: والله يا معشر قريش، جئت كسرى في ملكه وقيصر في عظمته، فما رأيت ملكا في قومه مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء أبداً، فانظروا رأيكم فإن عرض عليكم رشداً فاقبلوا ما عرض عليكم فإني لكم ناصح، مع أني أخاف ألَّا تنصروا عليه ".

                            3/: أخرج البخاري في صحيحه في "باب خاتم النبوة ". بإسناده إلى الجعيد بن عبدالرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوءه.. إلخ ".

                            4/: كما روى الشيخان في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه ـ أنه قال: "كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابي، فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني، فقال له: أبشر، فقال: قد أكثرت عليّ من "أبشر" فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال: رد البشرى فاقبلا أنتما، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه، ثم قال: اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمه من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة" أخرجه البخاري في كتاب المغازي في غزوة الطائف, وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة في " باب فضائل أبي موسى ".... الخ.

                            5/: وجاء في صحيح البخاري من كتاب الأشربة في أول باب الشرب من قدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآنيته، أن عبدالله بن سلام الصحابي الذي هو ممن أوتي أجره مرتين قال لأبي بردة: " ألا أسقيك في قدح شرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم فيه ـ؟".

                            6/: وأخرج البخاري في هذا الباب بإسناده إلى عاصم الأحول قال " رأيت قدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند أنس بن مالك، ثم قال: قال أنس " لقد سقيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا القدح أكثر من كذا وكذا".

                            7/: وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: لقد رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعره إلا في يد رجل" رواه مسلم.

                            8/: وأخرج البخاري في كتاب الشروط في قصة صلح الحديبية: أنه كان إذا تنخم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أخذ الصحابة نخامته ودلكوا بها وجوههم وأجسادهم وهو ينظر إليهم، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.

                            9/: كما أن التبرك بشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع أمامه صلى الله عليه وسلم " فلقد شربه جمع من الصحابة منهم: سالم الحجَّام وعبدالله بن الزبير، ومالك بن سنان، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم.

                            10/: وجاء في كتاب سيرة خير العباد المجردة من كتاب زاد المعاد ما نصه وفي صحيح مسلم. "عن أسماء بنت أبي بكر قالت: هذه جُبَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طَيَالِسَة كسروانية، لها لبنة ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضي يستشفون.

                            11/: ويذكر في كتاب تبرك الصحابة بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضيلة تحقيق العلامة المحقق المؤرخ الباحث المكي الشيخ محمد طاهر الكردي - رحمه الله - قوله " إن فضيلة العلامة الشيخ حسين مخلوف مفتي الديار المصرية السابق في كتابه " فتاوى شرعية وبحوث إسلامية". ما نصه: " وفيه دليل على مشروعية التبرك بآثار الصالحين، ويروي أن الإمام أحمد بن حنبل كانت عنده ثلاث شعرات من الجسد الشريف، فأمر بأن توضع واحدة على عينه، وأخرى على عينه الأخرى، وأخرى على فمه إذا كفن، تبركاً بآثاره صلى الله عليه وسلم ".

                            12/: وهذا كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه كان شديد الحرص على المحافظة على البردة التي أعطاها له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد بذل معاوية بن أبي سفيان لكعب في هذه البردة عشرة آلاف من الدراهم، فقال كعب: ما كنت لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً، فلما مات كعب بعث معاوية إلى ورثته بعشرين ألفاً من الدراهم فأخذها منهم، وهي البردة التي كانت عند السلاطين، قال ابن قانع عن ابن المسيب: إنها التي يلبسها الخلفاء في الأعياد. فلماذا أيلبسونها، لجمالها؟. أو لفخامتها؟. لماذا الجواب تبركا بها.

                            13/: كما كان سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكى، ولا مر على ربعه إلا غمض عينيه، كما ذكره البيهقي في الزهد بسند صحيح، ولقد كان ابن عمر يتتبع آثاره صلى الله عليه وسلم في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ناقته فيه، وكان لا يترك الحج فكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                            14/: وقد ورد في كثير من كتب السيرة النبوية الشريفة أن بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة في بيوتهم، فقد أخرج البخاري في كتاب الصلاة، حديث طلب عتبان بن مالك منه عليه الصلاة والسلام أن يصلي له في مكان من بيته ليتخذه مصلى لما ضعف بصره وخاف من حيلولة السيل بينه وبين المسجد النبوي، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وقال: أين تحب أن أصلي لك؟. فأشار إلى ناحية من بيته فصلى فيها، فصفوا خلفه كما هو في الصحيح مستوفى.

                            15/: كما احتفظت السيدة أم سلمه رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، بشعرات حمر من شعره عليه الصلاة والسلام في مثل الجلجل للتبرك بها، وكان الناس عند مرضهم يتبركون بها ويستشفون من بركتها، فتارة يجعلونها في قدح من الماء فيشربون ماءه، وتارة في إجانة ملآى من الماء فيجلسون في الماء الذي فيه الجلجل الذي فيه تلك الشعرات الشريفة.

                            16/: واحتفظ سيف الله خالد بن الوليد وأبو زمعة رضي الله عنهما بشيء من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتفظت أم سليم رضي الله عنها بعرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلته في قوارير للتبرك به.

                            17/: وفي كتاب التراتيب الإدارية: أن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند آل أبي ربيعة المخزميين من قبل أم كلثوم أمهم.

                            هؤلاء من بشر بعضهم بالجنة، وهؤلاء هم سادة العلم والمعرفة وأهل الرأي، والسابقون السابقون، ومنهم من غفر له ذنبه، و..، و..، و..، وإلخ. فهل كانوا على خطأ أو كفروا؟. أو أشركوا بالله حين تبركوا بآثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا ويتفق علماء وفقهاء الدين، وكذلك علماء النفس والاجتماع والتربية أن للذكريات والأمكنة والأعمال والأقوال تأثيراً بالغاً وكبيراً جداً على الذات البشرية فهي ترتقي بالإحساس وتنقيه من الشوائب فترسو العاطفة نحو ذلك التأثير. أي أن الذكريات تعمل على تحريك العقل والوجدان والفؤاد فتأتي عملية.. "العظة".. و.. "الاتعاظ ".. و.. " التذكير ".. و.. " تحريك الغفلة والسهو ".. التي تنتاب الإنسان بسبب ضغوطات الحياة.

                            وأمة بلا "آثار" هي أمة بلا "تاريخ" و"مجد"..، وأمة بلا تاريخ لا تستحق أن تذكر أو يرصد حراكها المختلف. فالفعل يدل على الفاعل. فكل الأمم السابقة من الفراعنة والهنود والفينيقيين والصينيين والكدانيين والآشورين والإغريق واليونانيين وغيرهم. تركوا خلفهم حضارات شامخات، وآثاراً يفتخرون بها ويعتزون بماضيهم، ويبرزون تأثير حضارتهم وآثارهم على تاريخ الشعوب والأمم الأخرى.

                            ونحن كمسلمين نفتخر ونعتز ونتبرك بكل آثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والآثار النبوية الشريفة والعظيمة كثيرة ومتوزعة في كثير من المواقع بالعالم الإسلامي وخاصة مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. وكل الآثار النبوية الشريفة لها تأثيرها الكبير والعظيم على نفس المسلم. فالآثار النبوية الشريفة والعظيمة لها وقع كبير وتدفع بالمسلم إلى "العظة" و"الاتعاظ" و"التذكير" و"العبرة" وقبل ذلك كله هو "التبرك" بفعل تلك الآثار النبوية الشريفة. بل إنها تشكل وتكَّون في النفس المسلمة "طاقة روحانية" عالية الضغط والتأثير. قال تعالى في حق وفضل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "ورفعنا لك ذكرك".

                            تعليق


                            • #15
                              اللهم صل على محمد وآل محمد

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,093 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                              استجابة 1
                              160 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X