تويت
تجريد
بقلم: حسين أحمد سليم
ترتعش شعيرات الرّيشة مغمّسة باللون, كلّ شعرة تعزف لحنها الخاصّ, تتموسق الألحان عند رؤيسات الشّعيرات, تتفاعل فيما بينها كلّ الأنغام, تتأبجد في هارمونيّة جواب اللحن... تقطر الشّعيرات من رؤيساتها بعض اللون, مزيج اللون بعض مشبّع من خلاصة عناصر خامة اللون, يسيل فوق قماشة تتألّق نصاعة بياض, ضربات شعيرات الرّيشة تشكّل بعض المعالم... ترفل العين الوامضة للضوء, تتكحّل بهالة بعض اللون المندلق في المساحات, يكتنز الطرف الوامض ببعض الإشعاعات, ما يثير التّفكّر في هدأة العقل, تتحرّك أنسام الرّؤى في الإمتدادات, تختلط الحروف بعضها ببعض, يتفتّق الخيال عن منظومة من الكلمات, تسوّى في نغم ما في سياق ما, تعكس صورة أخرى أقرب للوعي, يتلقفها العقل عبر مصفاة الفكر, يحلّل رموزها ويفكّك طلاسمها, ويعيدها إلى سيرتها الأولى, فينطق اللسان بها لغة متداولة بين العقلاء, تشكّل من عوالم الفنون قبسا من فن, توكيدا مصحوبا بالخلق والإبداع, تتماهى في رواقه لوحة التّشكيل, تتكامل في عناصر هارمونياتها, كلّّ النّقاط والخطوط والأشكال والألوان والإضاءة والظّلال....
مدارس الفنّ تجارب تتلوها التّجارب, تتفتّق من مدارس معدودة ومعروفة, والأخيرة من مواليد المدرسة الفنّيّة الأولى, التي فيها إجتمعت كلّ المعالم... تولد الفلسفة من رحم الفلسفة, ويولد التجريد من قلب فلسفة التّجريد, فيهيم العقل المتفكّر في ملكوت الحقّ, يرود الأبعاد اللامتناهية, يبحث عن ومضات الفلسفة في الكنه التّشكيلي, ليغرف من الحبّ بعض ما تيسّر, ويسكب من العشق على صفحة العشق بعض ما إستجمل... , بين إمتدادات الرّحلات الخلويّة للخيال, وإثارة كوامن المشاعر الهاجعة في الأعماق, وتحريض الأحاسيس المضطجعة في ردهات النّفس, تمتشق الذّات المستيقظة من رقادها الموروث, ينفخ فيها من روح الحقّ بعض الرّوح, فتهيم في عوالم الإستطلاع, تقطف من كلّ جمال بعض الجمال, وتعود لتسكب الجمال فوق بساط الجمال, أدوات الخلق والإبداع في عالم الفنّ والتّشكيل, الرّيشة بشعيراتها الحانية, وأطياف من الألوان تحرّر من قيودها, فتولد لوحة التّجريد من فلسفة التّفكّر...
أطياف من قزحيّة الألوان تختلط, تتمازج فيما بينها بنسب مقدّرة, تزيد حينا وتتناقص أحيانا, يجمح لون على لون, ويتفاعل لون بلون, ويتضاءل لون أمام لون, وهكذا اللعبة الفنّيّة تبدأ ولكن هل تنتهي؟!, النّور يعطي الأشكال جمال المظهر, ويعطي الحجوم قيمة البعد الثّالث, نور من نور الحقّ يدثّر عناصر التّشكيل, فتتجلّى القيم الجماليّة من إيحاءات تفتّق الخيال, ترجمة البعد الآخر في إمتدادات الرّؤى, تكوينات تتقمّص من التّكوينات, وعناصر تتجسّد من التّناسخات, وأجزاء مختلطة تولد من بقايا التّفسّخات الفنّيّة, لتتراسخ جميع العناصر تؤلّف فيما بين تكاملها مشهديّة الفنّ... الفنّ لغة الجمال, والجمال مقياس التّصانيف بين الحقّ والباطل, فإذا ما إقترن الفنّ بالجمال كشف النّقاب عن الحقّ, ليتألّق في فضاءات الحياة, تصفّق له الأكفّ بالحقيقة, وتؤشّر له الأنامل الحانية بالزّهوّ, وتتماهى الألوان والعناصر من الخطوط والنّقاط والأشكال, توكيدا للحقيقة المنشودة, المولودة من رحم حقيقة الفنّ المجرّد, وكلّما كان التّجريد أعمق طلسمة وإصطلاحا, كلّما كانت الحقيقة أسطع بهاءا من قلب لوحة التّجريد...
بقلم: حسين أحمد سليم
ترتعش شعيرات الرّيشة مغمّسة باللون, كلّ شعرة تعزف لحنها الخاصّ, تتموسق الألحان عند رؤيسات الشّعيرات, تتفاعل فيما بينها كلّ الأنغام, تتأبجد في هارمونيّة جواب اللحن... تقطر الشّعيرات من رؤيساتها بعض اللون, مزيج اللون بعض مشبّع من خلاصة عناصر خامة اللون, يسيل فوق قماشة تتألّق نصاعة بياض, ضربات شعيرات الرّيشة تشكّل بعض المعالم... ترفل العين الوامضة للضوء, تتكحّل بهالة بعض اللون المندلق في المساحات, يكتنز الطرف الوامض ببعض الإشعاعات, ما يثير التّفكّر في هدأة العقل, تتحرّك أنسام الرّؤى في الإمتدادات, تختلط الحروف بعضها ببعض, يتفتّق الخيال عن منظومة من الكلمات, تسوّى في نغم ما في سياق ما, تعكس صورة أخرى أقرب للوعي, يتلقفها العقل عبر مصفاة الفكر, يحلّل رموزها ويفكّك طلاسمها, ويعيدها إلى سيرتها الأولى, فينطق اللسان بها لغة متداولة بين العقلاء, تشكّل من عوالم الفنون قبسا من فن, توكيدا مصحوبا بالخلق والإبداع, تتماهى في رواقه لوحة التّشكيل, تتكامل في عناصر هارمونياتها, كلّّ النّقاط والخطوط والأشكال والألوان والإضاءة والظّلال....
مدارس الفنّ تجارب تتلوها التّجارب, تتفتّق من مدارس معدودة ومعروفة, والأخيرة من مواليد المدرسة الفنّيّة الأولى, التي فيها إجتمعت كلّ المعالم... تولد الفلسفة من رحم الفلسفة, ويولد التجريد من قلب فلسفة التّجريد, فيهيم العقل المتفكّر في ملكوت الحقّ, يرود الأبعاد اللامتناهية, يبحث عن ومضات الفلسفة في الكنه التّشكيلي, ليغرف من الحبّ بعض ما تيسّر, ويسكب من العشق على صفحة العشق بعض ما إستجمل... , بين إمتدادات الرّحلات الخلويّة للخيال, وإثارة كوامن المشاعر الهاجعة في الأعماق, وتحريض الأحاسيس المضطجعة في ردهات النّفس, تمتشق الذّات المستيقظة من رقادها الموروث, ينفخ فيها من روح الحقّ بعض الرّوح, فتهيم في عوالم الإستطلاع, تقطف من كلّ جمال بعض الجمال, وتعود لتسكب الجمال فوق بساط الجمال, أدوات الخلق والإبداع في عالم الفنّ والتّشكيل, الرّيشة بشعيراتها الحانية, وأطياف من الألوان تحرّر من قيودها, فتولد لوحة التّجريد من فلسفة التّفكّر...
أطياف من قزحيّة الألوان تختلط, تتمازج فيما بينها بنسب مقدّرة, تزيد حينا وتتناقص أحيانا, يجمح لون على لون, ويتفاعل لون بلون, ويتضاءل لون أمام لون, وهكذا اللعبة الفنّيّة تبدأ ولكن هل تنتهي؟!, النّور يعطي الأشكال جمال المظهر, ويعطي الحجوم قيمة البعد الثّالث, نور من نور الحقّ يدثّر عناصر التّشكيل, فتتجلّى القيم الجماليّة من إيحاءات تفتّق الخيال, ترجمة البعد الآخر في إمتدادات الرّؤى, تكوينات تتقمّص من التّكوينات, وعناصر تتجسّد من التّناسخات, وأجزاء مختلطة تولد من بقايا التّفسّخات الفنّيّة, لتتراسخ جميع العناصر تؤلّف فيما بين تكاملها مشهديّة الفنّ... الفنّ لغة الجمال, والجمال مقياس التّصانيف بين الحقّ والباطل, فإذا ما إقترن الفنّ بالجمال كشف النّقاب عن الحقّ, ليتألّق في فضاءات الحياة, تصفّق له الأكفّ بالحقيقة, وتؤشّر له الأنامل الحانية بالزّهوّ, وتتماهى الألوان والعناصر من الخطوط والنّقاط والأشكال, توكيدا للحقيقة المنشودة, المولودة من رحم حقيقة الفنّ المجرّد, وكلّما كان التّجريد أعمق طلسمة وإصطلاحا, كلّما كانت الحقيقة أسطع بهاءا من قلب لوحة التّجريد...