بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق بعظمته وابدع صوره بلطفه واحكم تدبيره بعلمه خلق الانسان في احسن صورة صورها واعظم خلقة ركبها وجعله سيد خلقه وجعل هذا الكون الفسيح بما فيه من بدائع خلقها هو سيدها ومسخرة لخدمته واعطاه بمنه وفضله كنز عظيم من كنوز عظمته فوهب له العقل وجعله بواسطته سيدا على الخلق وامره بالطاعة والعبادة وجعل ما امره به هو خدمة لما فيه مصلحته وتكامله ورقيه ونهاه عما فيه ضرره وتسافله وانحطاطه .
قال سبحانه في محكم كتابه المنزل على نبيه الاكرم (ص)(ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)).
وان هذه العبادة لاتزيد الله سبحانه في ملكه وقدرته ولا تنقص منه شيء عند تركها ولكنها طريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى وان معرفة الله هي اعلى مراتب الكمال الانساني الذي رسمه الله للانسان منذ خلقه الى ان يحشر امام ربه فرادى يحمل كل فرد درجة معرفته بربه ليستحق جزاء المعرفة الحقيقية دار السعادة الحيقيقية بجواره وتحت ظله سبحانه فخلق الحياة الدنيا وجعلها دار اختبار وامتحان وابتلاء وجعلها عصور وازمان يتدرج فيها الانسان حسب عمره وتكليفه ضمن عصره في مدارج الكمال الانساني وينتقل من عصر الى عصر ومن مرحلة الى مرحلة حسب استعداده وتقبله لتعاليم المرحلة اللاحقة

قال الامام الهادي (عليه السلام)(لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (ع)من العلماء الداعين اليه والداعين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقى احد الا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء شيعتنا كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عند الله

عز وجل )).
ايها الاخوة علينا سلك الطريق الذي يوصلنا لرضا الله تعالى وعبادة الله حق عبادته بلا كسل ولا ملل