بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع حبيت انزله حتى نرى ان الخلفاء الراشدين الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين كانوا يد واحده ولم يفرقهم الا الموت وان علي رابع الخلفاء الراشدين لم يكن له خلاف او احقاد على ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كما تدعون ايه الشيعة وهنا دليل قوي على بطلان ما تقولون وهو زواج عمر بن الخطاب بابنت علي بن ابي طالب اقراءوا هذا التقرير وليهديكم الله :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد:
فقد قال الله تعالى< يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً> [سورة النساء آية 1]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: <كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري>(1)
وقال الله تعالى < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً> [سورة الأحزاب 70-71]
وقال أيضاً عزَّ وجلّ < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون> [201 سورة آل عمران ]
هذا كلام الله عزَّ وجلَّ وهدي رسوله يوصينا بالتقوى وقول الحق ويبيِّن لنا نعمه وآلاءه التي لا تحصى بأن خلق لنا من أنفسنا ما تسكن إليه وترتاح لديه.
وإني قد عزمت حمداً وشكراً لهذه النعم في أول السنة الهجرية غرة المحرم عام 1241هـ على الابتداء في بحثي هذا، وسميته (زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة وليس افتراءً ـ) وقد سميته بذلك ليكون مدخلاً للسرور لنفس المؤمن، فالمسألة هذه شائكة محيرة، حيَّرت كثيراً من علماء الشيعة وألف وصنَّف فيها كثيرون معظمهم من علماء الشيعة يردون هذا النكاح وينكرونه، لعلل كثيرة يدرك أولوا الألباب وأصحاب البصائر.
وقد يتساءل القارئ، لماذا يرهق باحث نفسه لإثبات زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم؟!! وما الذي يعنينا من هذا الزواج؟!! ولا يتصل مثل هذا الأمر بعقيدة ما أو تشريع؟!!
والجواب عن ذلك أن كثيراً من علماء الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ينكرون هذا النكاح، ويشككون في حدوثه أصلاً، ويذهبون في تأويلهم لهذا النكاح كل مذهب، والروايات التي وردت فيه مذاهب شتى <سوف أستعرضها جميعها في بحثي هذا> ـ إن شاء الله ـ، وغرضهم من هذا بيان أن الخصومة والكراهية والتنافر دائمة وظاهرة بين الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ خاصة بين عليَّ ـ رضي الله عنه ـ وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذ يعتقد الإمامية أن الأخير(2) وغيره من الصحابة ممن تولوا خلافة المسلمين الراشدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا ظالمين لعلي ومغتصبين حق الخلافة منه، وأن الخلافة حق لعلي بالنص، وأن ما نحن عليه حتى الآن من ضلال وفساد إنما يرجع إلى غصب أهل البيت حقوقهم وتنحيتهم عن الخلافة الراشدة ابتداء من غصب أبي بكر الصديق للخلافة من علي ثم مَنْ بعده.
ولذلك تنصبُّ لعنات الشيعة على أول ظالم لأهل البيت وثاني ظالم لهم وثالث ورابع... إلخ وذلك في أدعيتهم وأذكارهم، حتى بلغ بهم الأمر ذكر هذه الأوراد في بيت الخلاء(3).
ومن هنا كان لِزاماً عليهم <أي علماء الشيعة الإمامية> إنكار أي علاقة نسب أو مصاهرة بين الصحابة وأهل البيت، خاصة من يرونهم أعداء لأهل البيت ومغتصبين لحقوقهم مثل آل الخطاب وآل الزبير وآل طلحة وبني أمية، ومن هنا أنكروا تلك المصاهرات بين أهل البيت ومن سلف ذكرهم. وكان أول ما أنكروه زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ثم زواج السيدة سكينة بنت الحسين من مصعب بن الزبير ثم مصاهرات أخرى كثيرة سنأتي على ذكرها ـ إن شاء الله ـ في نهاية بحثنا هذا.
ولما سبق لزمهم إنكار هذا النكاح، إذ كيف يزوج علي ابنته لعمر بن الخطاب وهو الذي اغتصب الخلافة من علي، والشيعة يلعنونه، بل ويكفرونه فكيف يجيزون الزواج من كافر، بل يروي نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية) عن تعجب إبليس ممن هو أشد منه عذاباً ومكبل بالأصفاد والسلاسل ثم يكشف لنا الجزائري في روايته عن المفاجأة التي ادخرها لنهاية القصة إذ أن هذا الذي هو أشد عذاباً من إبليس ليس سوى عمر بن الخطاب...(4).
هذا ويورد غيرهم من اللعنات والسباب على عمر بن الخطاب والصحابة عامة ما لا يمكن إيجازه هنا(5).
ومن هنا صنف علماء الشيعة الكتب المنفصلة لبيان إنكارهم لهذا الزواج.
وذهبوا في هذا مذاهب شتى منها ما لا يتخيله عقل إبليس فضلاً عن عقول البشر، ومنها ما لا يقبله منطق وترده كتب الأنساب والتواريخ.
ومما لايتخيله عقل إبليس ما ادَّعاه الجزائري في <الأنوار النعمانية> وغيره من علماء الإمامية من أن عمر لم يتزوج بأم كلثوم ابنة علي، وإنما زوجه علي بشيطانة تشبه أم كلثوم تماماً استدعاها علي من نجران لهذا الأمر، ثم بعد أن مات عمر حوت ميراثه ورجعت إلى مقرها <نجران>.
ولعمري أي عقل يتقبل مثل هذا القول؟!
وهل عندما مات عمر بن الخطاب وعادت أم كلثوم إلى بيت أبيها بعد وفاة زوجها، وتزوجت بعده ابن عمها هل التي خرجت لبيت أبيها كانت الشيطانة أم أم كلثوم!؟
وهل عندما أنجبت أم كلثوم لعمر بن الخطاب رقية وزيداً هل كانا من شيطانة؟!
أما ما لا يقبله منطق وترده كتب الأنساب والتواريخ فهو ادِّعاء أحدهم أن أم كلثوم التي تزوجها عمر ليست هي ابنة علي، بل هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
وهذا والله من المضحكات المبكيات، لأمرين واضحين جليين لكل ذي بصر وبصيرة، أولهما: أن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق تزوجها طلحة بن عبيدالله وعلى هذا كل كتب الأنساب والتواريخ.
ثانيهما: أن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق عندما تولى عمر خلافة المسلمين كانت في بطن أمها فقد مات الصديق ولم تكن وُلدت أم كلثوم بعد، وإنما ولدت بعد مماته ـ رضي الله عنه ـ وليس هاهنا موضع البيان والتفصيل وإنما أردت أن يتنبه القارئ العزيز لأهمية مسألة هذا النكاح وإثباته ورد الشبهات التي تدور حوله أو التي يطرحها علماء الشيعة الإمامية في هذه المسألة بشكل خاص، وغيرها من المسائل التي تتعلق بالمصاهرات.
فلو صحَّ ما ثبت فعلاً من نكاح عمر بن الخطاب من أم كلثوم لتبيَّن أن هذه المصاهرة إنما كانت لما بين عمر وعلي من مودة ومحبة وصفاء وإلا ما قبل أن يزوجه ابنته. وهذا فيما أرى أنصع دليل وأوضح برهان على أنه لا ظلم أو تظالم أو كراهية أو لعن أو سباب بين علي وعمر رضي الله عنهما، فقد كان علي وزيراً لأبي بكر وعمر في خلافتهما يشاورانه في الأمور ويدلي برأيه ومشورته وكثيراً ما أخذ بها <الصديق> و<الفاروق> ومن بعدهما <ذو النورين>.
لقد كانت الأواصر والعلاقات بين الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أشد عمقاً وترابطاً فهم كما وصفهم ومدحهم الله عز وجل في كتابه العزيز <محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم...> (الفتح).
وختاماً قد أكون أسأت وأخطأت في هذا البحث، وذلك مرده إلى تقصيري وغواية الغوي وقد أكون أحسنت وأصبت فهذا من فضل الله وبتوفيقه عليه أتوكل وإليه أنيب.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا
ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به
واعف عنَّ واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى رحمة ربه
أبو مُعاذ الإسماعيلي
أرض الكنانة
غرة محرم 1241هـ ـ
الهوامش
(1)الحديث في صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني ج2، ص 838.
(2)اعتقاد الشيعة الإمامية بكفر عمر بن الخطاب والصديق أبي بكر وعثمان بن عفان أمر عقائدي معلوم لا ينكره أحد، ومن أراد أن يراجع من مراجعهم <بحار الأنوار> للمجلسي في المجلدات الثلاثة (الملاحم والفتن) رقم (92، 03، 13) والمجلدات هذه مخصصة للطعن في هؤلاء الثلاثة من الصحابة وعائشة وحفصة ـ رضوان الله عليهم وكذا بني أمية.
(3) انظر نص الدعاء هذا في لئالي الأخبار لمحمد التوسيركاني 4/29.
(4) أوردت ما يذكره الشيعة في سب ولعن الشيخين وهنـاك نص دعـاء صنمي قريش وهـو مشهور جداً وانظر دعاء زيارة عاشوراء، والدعاء الوارد في (زيارات وارث) ودعاء التاج وروضة المحتاج، والمصباح للكفعمي ص237 ط/ الأعلمي 4991م.
(5)انظر الأنوار النعمانية، للجزائري. ج1 ص38 ـ 48 فصل نور مرتضوى.
هذا الموضوع حبيت انزله حتى نرى ان الخلفاء الراشدين الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين كانوا يد واحده ولم يفرقهم الا الموت وان علي رابع الخلفاء الراشدين لم يكن له خلاف او احقاد على ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كما تدعون ايه الشيعة وهنا دليل قوي على بطلان ما تقولون وهو زواج عمر بن الخطاب بابنت علي بن ابي طالب اقراءوا هذا التقرير وليهديكم الله :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد:
فقد قال الله تعالى< يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً> [سورة النساء آية 1]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: <كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري>(1)
وقال الله تعالى < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً> [سورة الأحزاب 70-71]
وقال أيضاً عزَّ وجلّ < يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون> [201 سورة آل عمران ]
هذا كلام الله عزَّ وجلَّ وهدي رسوله يوصينا بالتقوى وقول الحق ويبيِّن لنا نعمه وآلاءه التي لا تحصى بأن خلق لنا من أنفسنا ما تسكن إليه وترتاح لديه.
وإني قد عزمت حمداً وشكراً لهذه النعم في أول السنة الهجرية غرة المحرم عام 1241هـ على الابتداء في بحثي هذا، وسميته (زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة وليس افتراءً ـ) وقد سميته بذلك ليكون مدخلاً للسرور لنفس المؤمن، فالمسألة هذه شائكة محيرة، حيَّرت كثيراً من علماء الشيعة وألف وصنَّف فيها كثيرون معظمهم من علماء الشيعة يردون هذا النكاح وينكرونه، لعلل كثيرة يدرك أولوا الألباب وأصحاب البصائر.
وقد يتساءل القارئ، لماذا يرهق باحث نفسه لإثبات زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم؟!! وما الذي يعنينا من هذا الزواج؟!! ولا يتصل مثل هذا الأمر بعقيدة ما أو تشريع؟!!
والجواب عن ذلك أن كثيراً من علماء الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ينكرون هذا النكاح، ويشككون في حدوثه أصلاً، ويذهبون في تأويلهم لهذا النكاح كل مذهب، والروايات التي وردت فيه مذاهب شتى <سوف أستعرضها جميعها في بحثي هذا> ـ إن شاء الله ـ، وغرضهم من هذا بيان أن الخصومة والكراهية والتنافر دائمة وظاهرة بين الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ خاصة بين عليَّ ـ رضي الله عنه ـ وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذ يعتقد الإمامية أن الأخير(2) وغيره من الصحابة ممن تولوا خلافة المسلمين الراشدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا ظالمين لعلي ومغتصبين حق الخلافة منه، وأن الخلافة حق لعلي بالنص، وأن ما نحن عليه حتى الآن من ضلال وفساد إنما يرجع إلى غصب أهل البيت حقوقهم وتنحيتهم عن الخلافة الراشدة ابتداء من غصب أبي بكر الصديق للخلافة من علي ثم مَنْ بعده.
ولذلك تنصبُّ لعنات الشيعة على أول ظالم لأهل البيت وثاني ظالم لهم وثالث ورابع... إلخ وذلك في أدعيتهم وأذكارهم، حتى بلغ بهم الأمر ذكر هذه الأوراد في بيت الخلاء(3).
ومن هنا كان لِزاماً عليهم <أي علماء الشيعة الإمامية> إنكار أي علاقة نسب أو مصاهرة بين الصحابة وأهل البيت، خاصة من يرونهم أعداء لأهل البيت ومغتصبين لحقوقهم مثل آل الخطاب وآل الزبير وآل طلحة وبني أمية، ومن هنا أنكروا تلك المصاهرات بين أهل البيت ومن سلف ذكرهم. وكان أول ما أنكروه زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ثم زواج السيدة سكينة بنت الحسين من مصعب بن الزبير ثم مصاهرات أخرى كثيرة سنأتي على ذكرها ـ إن شاء الله ـ في نهاية بحثنا هذا.
ولما سبق لزمهم إنكار هذا النكاح، إذ كيف يزوج علي ابنته لعمر بن الخطاب وهو الذي اغتصب الخلافة من علي، والشيعة يلعنونه، بل ويكفرونه فكيف يجيزون الزواج من كافر، بل يروي نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية) عن تعجب إبليس ممن هو أشد منه عذاباً ومكبل بالأصفاد والسلاسل ثم يكشف لنا الجزائري في روايته عن المفاجأة التي ادخرها لنهاية القصة إذ أن هذا الذي هو أشد عذاباً من إبليس ليس سوى عمر بن الخطاب...(4).
هذا ويورد غيرهم من اللعنات والسباب على عمر بن الخطاب والصحابة عامة ما لا يمكن إيجازه هنا(5).
ومن هنا صنف علماء الشيعة الكتب المنفصلة لبيان إنكارهم لهذا الزواج.
وذهبوا في هذا مذاهب شتى منها ما لا يتخيله عقل إبليس فضلاً عن عقول البشر، ومنها ما لا يقبله منطق وترده كتب الأنساب والتواريخ.
ومما لايتخيله عقل إبليس ما ادَّعاه الجزائري في <الأنوار النعمانية> وغيره من علماء الإمامية من أن عمر لم يتزوج بأم كلثوم ابنة علي، وإنما زوجه علي بشيطانة تشبه أم كلثوم تماماً استدعاها علي من نجران لهذا الأمر، ثم بعد أن مات عمر حوت ميراثه ورجعت إلى مقرها <نجران>.
ولعمري أي عقل يتقبل مثل هذا القول؟!
وهل عندما مات عمر بن الخطاب وعادت أم كلثوم إلى بيت أبيها بعد وفاة زوجها، وتزوجت بعده ابن عمها هل التي خرجت لبيت أبيها كانت الشيطانة أم أم كلثوم!؟
وهل عندما أنجبت أم كلثوم لعمر بن الخطاب رقية وزيداً هل كانا من شيطانة؟!
أما ما لا يقبله منطق وترده كتب الأنساب والتواريخ فهو ادِّعاء أحدهم أن أم كلثوم التي تزوجها عمر ليست هي ابنة علي، بل هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
وهذا والله من المضحكات المبكيات، لأمرين واضحين جليين لكل ذي بصر وبصيرة، أولهما: أن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق تزوجها طلحة بن عبيدالله وعلى هذا كل كتب الأنساب والتواريخ.
ثانيهما: أن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق عندما تولى عمر خلافة المسلمين كانت في بطن أمها فقد مات الصديق ولم تكن وُلدت أم كلثوم بعد، وإنما ولدت بعد مماته ـ رضي الله عنه ـ وليس هاهنا موضع البيان والتفصيل وإنما أردت أن يتنبه القارئ العزيز لأهمية مسألة هذا النكاح وإثباته ورد الشبهات التي تدور حوله أو التي يطرحها علماء الشيعة الإمامية في هذه المسألة بشكل خاص، وغيرها من المسائل التي تتعلق بالمصاهرات.
فلو صحَّ ما ثبت فعلاً من نكاح عمر بن الخطاب من أم كلثوم لتبيَّن أن هذه المصاهرة إنما كانت لما بين عمر وعلي من مودة ومحبة وصفاء وإلا ما قبل أن يزوجه ابنته. وهذا فيما أرى أنصع دليل وأوضح برهان على أنه لا ظلم أو تظالم أو كراهية أو لعن أو سباب بين علي وعمر رضي الله عنهما، فقد كان علي وزيراً لأبي بكر وعمر في خلافتهما يشاورانه في الأمور ويدلي برأيه ومشورته وكثيراً ما أخذ بها <الصديق> و<الفاروق> ومن بعدهما <ذو النورين>.
لقد كانت الأواصر والعلاقات بين الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أشد عمقاً وترابطاً فهم كما وصفهم ومدحهم الله عز وجل في كتابه العزيز <محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم...> (الفتح).
وختاماً قد أكون أسأت وأخطأت في هذا البحث، وذلك مرده إلى تقصيري وغواية الغوي وقد أكون أحسنت وأصبت فهذا من فضل الله وبتوفيقه عليه أتوكل وإليه أنيب.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا
ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به
واعف عنَّ واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى رحمة ربه
أبو مُعاذ الإسماعيلي
أرض الكنانة
غرة محرم 1241هـ ـ
الهوامش
(1)الحديث في صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني ج2، ص 838.
(2)اعتقاد الشيعة الإمامية بكفر عمر بن الخطاب والصديق أبي بكر وعثمان بن عفان أمر عقائدي معلوم لا ينكره أحد، ومن أراد أن يراجع من مراجعهم <بحار الأنوار> للمجلسي في المجلدات الثلاثة (الملاحم والفتن) رقم (92، 03، 13) والمجلدات هذه مخصصة للطعن في هؤلاء الثلاثة من الصحابة وعائشة وحفصة ـ رضوان الله عليهم وكذا بني أمية.
(3) انظر نص الدعاء هذا في لئالي الأخبار لمحمد التوسيركاني 4/29.
(4) أوردت ما يذكره الشيعة في سب ولعن الشيخين وهنـاك نص دعـاء صنمي قريش وهـو مشهور جداً وانظر دعاء زيارة عاشوراء، والدعاء الوارد في (زيارات وارث) ودعاء التاج وروضة المحتاج، والمصباح للكفعمي ص237 ط/ الأعلمي 4991م.
(5)انظر الأنوار النعمانية، للجزائري. ج1 ص38 ـ 48 فصل نور مرتضوى.
تعليق