إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بطلان مذهب الشيعة الزيدية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بطلان مذهب الشيعة الزيدية

    بطلان مذهب الشيعة الزيدية:

    في أيام الإمام أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام ) كانت قصة زيد بن علي بن الحسين أخيه، وذلك أن زيد بن علي لما نظر إقبال الناس على أخيه محمد بن علي (عليه السلام ) وعلو ذكره فيهم قال له: مالك لا تقوم وتدعو الناس إلى القيام معك. فأعرض عنه وقال: لهذا وقت لا يتعداه. فدعى زيد إلى نفسه وقال: إنما الإمام منا من شهر سيفه وقام يطلب حق آل محمد عليهم السلام لا من أرخى عليه ستره وقعد في بيته.

    وأوهم الشيعة أنه قام عن أمر أخيه، فأجابه منهم جماعة كثيرة، فأظهر نفسه، فقال له أخوه الإمام أبو جعفر (عليه السلام ): يا زيد إنما مثل القائم منا أهل البيت قبل قيام المهدي منا مثل فرخ نهض من عشه قبل أن يستوي جناحاه، فإذا فعل ذلك سقط فأخذه الصبيان يتلاعبون به، فاتق الله في نفسك لا تكون المصلوب غدا بالكناسة. فلم يلتفت إلى قوله، فنهى أبو جعفر (عليه السلام ) الشيعة عن القيام معه، وعرفهم أنه يقتل ويصلب، فتوقف كثير ممن كان انتدب في القيام معه، وجاءه بعض الشيعة فقال له: أهذا الذي تدعونا إليه عندك فيه عهد من أبيك أو وصية أوصى بها إليك ؟ قال: لا. ومعاذ الله أن أقول عليه ما لم يقله، ولكن الإمام منا من شهر سيفه وقام بأمر الأمة لا من قعد في بيته، وأرخى عليه ستره.

    قال له الرجل: وإن لم يقم منكم إمام شهر السيف [لم يكن منكم إمام] وان قام منكم جماعة أيكونون كلهم أئمة؟ فصمت ولم يحر جوابا، وعلم من حضر فساد قوله. ثم قال الرجل: أن أخاك أبا جعفر يذكر أن أباه عهد إليه عهده، وأوصى إليه واشهد له، وعرفنا من اشهده عليه من ثقات أولياءه. قال: معاذ الله ولو كان ذلك لأطلعني عليه والله لقد كان ربما نفض المخ من العظم ليطعمني إياه، فما يضعه في فيّ حتى يبرده، فهو يتوقى علي من حر المخ، ولا يتوقى علي من حرارة النار، فيطلع على ذلك غيري ويستره عني.
    قال له الرجل: نعم قد يكون ذلك وهذا كتاب الله عز وجل يشهد به. قال: وأين هذا من كتاب الله عز وجل؟ قال: فيما حكاه الله سبحانه عن يعقوب في قوله ليوسف لما أخبره بما رآه وعلم أن الأمر يصير إليه، فقال له: ".. يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " -يوسف5-فكتم ذلك عن أخوته، وأمره بكتمانه عنهم وأخبره بما يصير إليه من الأمر، فقال: "وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ ..." –يوسف6-.

    ولم يطلع أخوته على ذلك. فأفحم زيد ولم يحر جوابا. وسمع ذلك من بقي معه ممن كان أجابه فافترقوا عنه. وكان الرجل الذي حاج زيد بن علي من شيعة أخيه أبي جعفر (عليه السلام ) أرسله ليقيم الحجة عليه في محضر من الشيعة.

    وكانت أم زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام ) أم ولد. قال عبد الله بن صالح: دخل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) على هشام بن عبد الملك ، وهو يومئذ بالرصافة، فسلم عليه بالخلافة ثم جلس،فقال: يا أمير المؤمنين ، انه ليس أحد يكبر عن أن يؤمر بتقوى الله، ولا يصغر عنه أحد وأني أوصيك بتقوى الله وكفى بالله جازيا لعباده الصالحين ومثيبا. فظن هشام أنه يريد أن يتكلم وأشفق أن لا يبلغ جوابه فأراد أن يقطع عليه كلامه فقال: أنت الراجي للخلافة والمنتظر لها، وكيف ترجوها وأنت ابن أمة. قال: يا أمير المؤمنين إن لتعييرك إياي بأمي جوابا فإن شئت أجبت، و أن شئت أمسكت. قال بل أجب فما أنت وجوابك. قال زيد: انه ليس أحد عند الله أعظم من نبي بعثه رسولا، فلو كانت ولادة أم الولد تقصير عن بلوغ منزلة الأنبياء والرسل لم يبعث الله إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام ) وكانت أمه مع أم اسحق كأمي مع أمك، ولم يمنع الله سبحانه أن بعثه نبيا وكان عنده مرضيا، وكان أباً للعرب، وأباً لخير الأنبياء، وخاتم الرسل، والنبوة اعظم خطراً من الخلافة، وما على رجل بأمه وهو ابن رسول الله، وابن علي بن أبي طالب. ثم خرج مغضبا فقال: ما أحب أحد الحياة إلا ذل. فقال سالم مولى هشام: لا يسمعن هذا الكلام منك أبداً.

    وقيل كان من أسباب قيام زيد على هشام انه طالبه وأمر بالقبض عليه، وذلك لما عزل خالد بن عبد الله القسري عن الكوفة، وأخذه يوسف بن عمرو الثقفي بمكة واتهمه أن يكون عنده مال خالد بن عبد الله وأخذ معه داود بن علي.

    ففي ذلك يقول كثير بن كثير بن المطلب السهمي:
    يأمن الطير والحمام ولا = يأمن آل النبي عند المقام

    طبت بيتا وطاب أهلك أهلا = أهل بيت النبي والإسلام

    رحمة الله والنبي عليكم = كلما قام قائم بسلام

    حفظوا خاتماً وحروا رداء = وأضاعوا قرابة الأرحام

    ثم أطلقه يوسف بن عمرو فغصبت له الشيعة وأتوه فسألوه القيام معهم. وقيل أن سبب قيامه رؤيا رآها، وانه أمر بالقيام على هشام فترك قول أخيه أبي جعفر (عليه السلام ) وخرج إلى الكوفة فشهر بها دعوته، واجتمعت عليه الشيعة وسألوه عن أبى بكر وعمر فتولاهما، فافترقت الشيعة عليه، فصاروا فرقتين؛ فرقة قامت معه على ما قال فسموا الزيدية، وفرقة بقت على ولاية أخيه الإمام محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام ).

    وحين ثار زيد بن علي بالكوفة، وقع الحرب بينه وبين يوسف بن عمرالثقفي فانهزم أصحاب زيد بن علي وبقي في جماعة يسيرة، فقاتلهم زيد أشد القتال وهو يقول :

    فذل الحياة وعز الممات = وكل أراه طعاماً وبيلا

    فان كان لا بد من واحد = فسيري إلى الموت سيرا جميلا

    و حال المساء بين الفريقين فانصرف زيد مثخنا بالجراح، وقد أصابه سهم في جبهته ، فطلبوا من ينزع النصل فأتى بحجام فاستكتموه أمره، فاستخرج النصل فمات من ساعته، فدنوه في ساقية ماء، وجعلوا على قبره التراب والحشيش وأجري الماء على ذلك، وحضر الحجام مواراته، وعرف الموضع فدل عليه يوسف الثقفي فاستخرجه وجر رأسه وبعث به إلى هشام بن عبد الملك فكتب إليه هشام يأمره بصلبه فصلبه على جذع نخلة، ثم أمر بعد ذلك به فاحرق حتى صار رمادا، وذرى به في الرياح.

    وفي صلبه يقول بعض شعراء بني أمية يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم من أبيات:

    صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة = ولم يك مهدي على الجذع يصلب

    وقال يحيى بن زيد بن علي :

    لكل قتيل معشر يطلبونه = وليس لزيد في العراقين طالب

    وبإمامة زيد بن علي قالت الزيدية، واليه انتسبت، وقالوا بإمامة أولاد فاطمة (عليه السلام ) وان كل فاطمي كان شجاعاً ، زاهداً، سخياً فهو حري بالإمامة إذا ادعاها، وسواء عندهم كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين (عليهما السلام ) ونحن نجد كثيراً من أولاد الحسن والحسين (عليهما السلام ) كلهم يدعي الشجاعةوالسخاء، ويتحلى بالزهد، فعلى قولهم يجب أن يكونوا جميعاً أئمة، وهم مع ذلك متناقضون مختلفون يفسق بعضهم بعضا.

    وقد شاهدنا في زماننا ثلاثة كلهم يدعي الإمامة، وهم المهدي بن أبي الفضائل، وابن المؤيد القطابري المتسمي بالهادي، وعلي بن صلاح المتسمي بالمنصور صاحب صنعاء، وصعده، و ذمار، وثلا، ومدن، وقرى، و حصون كثيرة في اليمن الأعلى. وكان المهدي يفر منه في المغارب والبلاد الوعرة ويلجأ إلى القبائل في الخوف والترقب. والقطابري مستجير في ملكه من نواحي صعدة بقبائل كثيرين من خولان. ولم يقم أحد من الزيدية المنتحلين الإمامة، فكان له ما لعلي بن صالح المنصور ولأبيه صلاح الناصر وجده علي بن محمد المهدي، كأنهم وجدوا الأعوان واستطالوا على من في نواحيهم بالعدوان، والزيدية يقول كثير منها أن علي بن صلاح لا علم له وإنما ملك بالسيف.

    والسيف عندهم قاعدة الإمامة، ويقولون بمن أوتي سلطانا في الدنيا التي قدرها عند الله مهين، ولا يأتون في أكثر دعواهم ببرهان مبين يرمون المتبعين لإسماعيل بن جعفر (عليه السلام ) بالترهات، ويأتون إليهم بالأفعال المنكرات، مع أنهم يستطيلون حيث قدروا على جميع المسلمين، ولا يبقون على زيدي، ولا غيره من الناس أجمعين، ولا يمنعهم عن التهتك إلا قلة الاستطالة وضعفهم عن ما راموه لا محالة.

    ولما كان في سنة أربعين وثمانمائة من نزول الحسين في كثير ممن بأقطاراليمن، ونزول أمر الله النافذ على من قرب وشطن، كان ممن نزلت به الوفاة علي بن صلاح وجميع من ينسب إليه من الأولاد، وحل بهم ما حل بثمود وعاد والله للظالمين بالمرصاد. ونزل بالمهدي نازل حمامة.

    وكان القطابري قبل ذلك قد وافاه انقطاع أيامه، فقام بعدهم ثلاثة أئمة واحد بصعدة يدعى صلاح بن أبي القاسم، والآخر بذمار يسمى الناصر بن محمد بن الناصر، وهو ابن بنت علي بن صلاح وتنسب إليه صنعاء بالاسم وهي بالحقيقة لعبد علي بن صلاح قاسم وهما هادويان ممن ينسب إلى الحسن (عليه السلام ). وواحد ثالث حمزي ينتمي إلى الحسن خانه الأعوان وليس له سلطان إلى شهر المحرم أول سنة اثنين وأربعين وثمانمائة، فهذا في صقع من اليمن لا يزال جماعة منهم يدعون الإمامة، ولا يعلم ما في الأرض ممن ينسب بتك السمة ويعتلم بتلك العلامة، وتابع هذا يلعن ذاك ويسعى لو قدر عليه بالهلاك، وكلهم على الدنيا يتكالبون، ولجمع حطامها يتألبون.

    وتلمذت الزيدية في الفروع والأصول على مذهب واصل بن عطاء الغزالي، رأس المعتزلة، فقالوا قوله وذهبوا مذهبه إلا في الإمامة، وكان واصل بن عطاء الغزالي يبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) ويخطيه في حرب أهل الجمل وأهل الشام. ولقد كان في مذهب أهل البيت (عليه السلام ) وفي الرجوع إلى باقرهم وصادقهم ما يغني عن واصل بن عطاء وعن مذهبه.

    وكان يزعم الزيدية الإمام بعد زيد يحيى أبنه، ثم محمد وإبراهيم أبنا عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) اللذان خرجا أيام المنصورالعباسي، فظفر بهما وقتلهما وسوف نذكر من خبرهما إذا انتهينا إليه. ولم ينتظم أمر الزيدية في أصول مذهبهم وفروعه حتى ظهر صاحبهم ناصر الاطروش بخراسان، وهو أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، فحين ظهر بخراسان طلب ليقتل فاختفى واعتزل إلى بلاد الجيل والديلم وكانوا غير مسلمين، فأسلم خلق كثير على يديه، واعتقدوا إمامته ومذهبه، وكان ينتمي إلى مذهب زيد بن علي بن الحسين ويقول بإمامته، ويجعل علمه استملاء عن واصل بن عطاء المعتزلي. وإنما اخذوا على علم واصل بن عطاء لأن زيد قتل سريعاً ولم يعرف له مذهب ولا أخذ عن علمه أحد.
    وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرين فكان يخرج واحد بعد واحد من أئمتهم ويلي أمرهم، ثم لما كثروا وتشعبوا، دخلوا اليمن فقويت فيه دعوتهم، وكان أول أئمتهم في اليمن الهادي الذي وصل إلى مدينة صعدة فنشر بها دعوته واستجاب كثير من الشيعة له.

    وهم فرق منهم الجارودية وعقيدتهم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نص عليه بغير تسمية له بل بالوصف والإشارة. ويقولون أن الذين نصبوا أبا بكر باختيارهم قد كفروا حيث لم يعرفوا الوصف ويطلبوا الموصوف فقد قصروا. واختلفت الجارودية، فمنهم من قال أن محمد بن عبد الله بن الحسن لم يقتل وانه سيخرج ويملأ الأرض عدلا، ومنهم من ساق الإمامة إلى محمد بن القاسم بن علي الحسين صاحب الطالقان، وقد أسر أيام المعتصم وحمل إليه.

    ومنهم من قال بإمامة يحيى بن عمر العلوي صاحب الكوفة لأنه خرج ودعاالناس إلى نفسه، وأجتمع عليه خلقا كثير، وقتل أيام المستعين، وحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر حتى قال بعض العلويين :

    قتلت أعز من ركب المطايا = وجئتك استلينك في الكلام

    وعز علي أن ألقاك إلا = وفيما بيننا حد الحسام

    وهذا صاحب الكوفة هو يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين

    وكان أبو الجارود الذي انتسبت إليه الجارودية اسمه سرجوب.

    قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني: سرجوب اسم شيطان في البحر أعمى سماه بذلك أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام ).

    ثم من فرق الزيدية السليمانية نسبوا إلى سليمان بن جرير، وكان يقول أن الإمامة شورى فيما بين الخلق، ويقول أن الأمة أخطأت في تقديم من قدمت على أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) إلا أن ذلك الخطأ دون الفسق، ويطعن على

    عثمان، ويكفر طلحة والزبير وعائشة، ويجوز إمامة المفضول وجود الفاضل.

    ثم من فرقهم أصحاب الحسن بن صالح بن حي، وأصحاب كثير التوراني الأبتر، ويقال لهم الصالحية والبترية وقولهم واحد، وعقيدتهم في الإمامة عقيدة السليمانية أنها شورى وانه يجوز أن بتقدم فيها المفضول الفاضل، وهم يقفون في عثمان ويقولون: إن نظرنا إلى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه من العشرة، رأيناه مؤمناً، وإن نظرنا إلى أحداثه في الإسلام رأيناه كافراً، لكنا نقف فيه ولا نقطع بإيمانه ولا بكفره.

    ويقولون أن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) أفضل الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنه قد رضي بتقدم من تقدم عليه، ويقولون نحن نرضى ما رضيه.

    فهذه أصول الزيدية وعمدة مذهبهم في أوليته.

    ثم انهم جعلوا مذهبهم مذهبان: مذهب الهادي ومذهب الناصر، وبينهما اختلاف. فمن ذلك أنه يقول أحدهما أن الماء القليل إذا أصابته النجاسة اليسيرة نجس حتى يكون ذراعين في ذراعين. في عمق ذراعين، فلا يغيره بعد ذلك من النجاسة إلا ما غلب على ريحه أو طعمه أو لونه، وذلك يوافق قول أهل البيت (عليه السلام ).

    وزعم الآخر أن الماء القليل إذا أصابته نجاسة لم ينجس إلا أن تغلب عليه النجاسة، فيكون ذلك الماء بقول هذا طاهر، وبقول هذا نجس. ثم يقولون أن امرأة هذا طلقت على مذهب الهادي، وهي امرأته على مذهب الناصر، فيكون حلال حراما بزعمهم، إلى غير ذلك من أقوالهم.

    ومنهم فرقة تسمى المطرفية أوجبوا جهادهم، وجاهدهم المنصور عبد الله ابن حمزة الحسني وابتنى مسجداً، وقال أبيات أولها:

    بالبيت أحلف مقسماً والمصحف = لا يدخلنك ما بقيت مطرفي

    فأجابه بعض المطرفية بقوله من أبيات:

    أنتم وقبلتكم ومسجدكم معاً = كذبالة في وسط مصباح طفى


    وجرت بينهم وبين إمامهم حمزة حروب كثيرة، وذلك في مدة فترة بني أيوب في اليمن، فخرج ابن النساخ إلى الخليفة العباسي إلى بغداد، فلما دخل على الخليفة انشده رسالة أنشأها وهي معروفة وقصيدته المشهورة التي أولها:

    لمنشي الخلق ذي الملكوت حمدي = رداء الفضل أفضل ما تردي

    ومنها :

    علينا أن نبين لكم ونبدي = بأن المرء شيمته التعدي


    ويقول فيها:

    نيام يا بني العباس أنتم = وهذا ثوب أمرتكم تـُردى

    ولم نقصد ذكر ذلك فنستقصيه وإنما ذكرنا اعتقادهم والمشهور من أمرهم.

    ولما قتل زيد بن علي بن الحسين وصلب عرفت الشيعة فضل أخيه الإمام أبى جعفر محمد بن علي (عليه السلام ) وما أوعده من أنه يصلب في الكناسة بعد قتله، وعلمت صدق وعده وقوله.

    وروي عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام ) أنه قال: رحم الله عمي زيداً، فلو مالك الأمر رده إلينا ووقفت على قول بعض المؤلفين أن زيد بن علي وعلي ابن موسى الرضي رحمة الله عليهما، لم يشهرا أنفسهما إلا ستراً على صاحب الحق للتقية عليه ، ولو ملكا الأمر رداه إليه. ونقول أن من ادعى الإمامة وليس من أهلها ولا هو مستحقها فقد ظلم نفسه، وباء بإثمه، وأضل من بعده. ومن لم يقصد إلا الستر على ولي أمره وهو، يعتقد ولايته، ولا يخرج عن طاعته، فهو من المقتصدين السالكين نهج الهدى المتبعين لأولياء الله أمراء المؤمنين
    .

    منقوووووول
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X