قصه من قصص فاطمة الزهراء عليها السلام
أنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أقام أيّاماً لم يُطعم طعاماً، حتى شقّ ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه، فلم يصب في بيت أحد منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة رضي الله عنها فقال: " يا بنيّة هل عندكِ شيء آكلُ فإنّي جائع؟ " فقالت: لا والله بأبي أنتَ وأمّي، فلمّا خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم، فأخذته منها ووضعته في جفنة وغطّت عليه وقالت: لأوثرنّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة من طعام، فبعثت حسناً وحسيناً إلى جدّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها، فقالت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله قد أتانا الله بشيء فخبّأته لك، قال: " فهلمّي به " ، فأُتي به فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليه بهتت وعرفت أنّها من بركة الله، فحمدت الله تعالى وصلّت على نبيّه، فقال (عليه السلام): " من أين لك هذا يا بنيّة؟ " قالت: هو من عندالله إنّ الله يزرق من يشاء بغير حساب، فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيّدة نساء بني إسرائيل، فإنّها كانت يرزقها الله رزقاً حسناً فسُئِلت عنه { قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } ] فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي اللَّه عنه، ثم أكل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته جميعاً حتى شبعوا ".
قالت فاطمة: وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل اللَّه فيها بركة وخيراً.
المصدر
تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...&Page=4&Size=1
تعليق