أفكار عراقية
الدكتور أياد علاوي والإسلام الأمريكي الجديد
كتابات - نبيـل الكرخي
بين الحين والآخر يظهر علينا الدكتور أياد علاوي ـ وبعض أعضاء قائمته ـ بتصريحات ذات صبغة علمانية يوجه من خلالها أسهم الإنتقاد للمرجعية الدينية العليا بسبب ما يسميه تدخلها في الشأن السياسي ، ومن خلال دراسة توقيتات تلك التصريحات وكيفيتها والمرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن ، نجد ان تلك التصريحات لا تخرج عن الإطار البعثي الذي كان يرسمه نظام صدام المجرم حينما كان مدعوماً من الغرب وحتى بعد أن أنقلب على أسياده أو أنقلبوا هم عليه بعد غزوه للكويت. أي أن تصريحات الدكتور علاوي تمثل نوعاً من الغزل مع الأمريكان أو السير في ركابهم من حيث تخطيطهم لإقامة نظام علماني في العراق على الطريقة التركية وتقليص نفوذ رجال الدين والمرجعية الدينية خصوصاً ، وتغيير الإسلام إلى نظام الصلاة الجماعية المختلطة او شيء من هذا القبيل ! كما يجري الآن على نطاق ضيق في أمريكا نفسها.
الإسلام الأمريكي لا يناسبنا ، ويجب على جميع الساسة العراقيين أن يعرفوا هذه الحقيقة ، ولا شك أن تضحيات الملايين من أبناء الشعب العراقي في ايام ظلم صدام المجرم تثبت تمسك العراقيين بالإسلام ورفضهم لكل أشكال الإسلام الممسوخ سواء الإسلام البعثي على طريقة عفلق (إستلهام الروح !) أو الإسلام الأمريكي الممسوخ على طريقة الصلاة الجماعية المختلطة !
ومن المعلوم أن المرجعية العليا المباركة قد أبتعدت عن التدخل بتفاصيل العمل السياسي ولم تتدخل في السياسة إلا بالأمور المفصلية الهامة ، ولو رأت أن تتدخل بالتفاصيل المذكورة فهي محقة أيضاً ، وثقة الشعب مبذولة لها ، فالأمر موكول لما ترتأيه من مصلحة ، والمسلمون في العراق كلهم ثقة بخط المرجعية العليا أولاً وبالمرجعية العليا نفسها ثانياً وقد بينت لنا التجارب حكمتها البالغة ودقة نظرها ومطالبتها بحقوق كافة أطياف الشعب العراقي ، فلم تعد شريحة أو لون عراقي إلا وفي نفسه تقدير لدورها وإحترام لمكانتها ، فإذا ما أنبرى أحد محاولاً تبرير فشله السياسي فهذا لا يعكس سوى تضائله وتضائل أفكاره أمام المهمات العظيمة التي تمارسها المرجعية العليا بحيث أنه لم يعد لديه منهج أو وسيلة لإقناع الشعب سوى منهج الإساءة لممثلي الشعب الحقيقيين ، نعم فالمرجعية العليا تمثل جميع أطياف الشعب العراقي وطموحاته ، وهذا أمر لا ندعيه بل له تطبيق وواقع ملموس في الشارع العراقي نفسه ، تجد صداه في القدرة الهائلة للمرجعية العليا على تفعيل دور المواطن في العملية الإنتخابية بحيث خرج الملايين رغم الإرهاب ليقوموا بدورهم الشرعي والوطني ، والدور البارز للمرجعية العليا الرشيدة في منع عمليات الثأر عقيب سقوط النظام البعثي المقبور ، ومساهمتها الفاعلة في منع حدوث فتن طائفية وعنصرية بين مكونات الشعب العراقي ، كل هذا يثبت التلاحم بين أبناء الشعب العراقي الجريح وبين القيادة المرجعية الواعية لهموم المواطن ومشاكله والطرق الجديرة بالمعالجة والخروج بالعراق من النفق المظلم الذي ادخلته فيه السياسات الخاطئة للمجرم صدام.
ولو عدنا بذاكرتنا إلى الماضي القريب وبخصوص محاولات السياسيين العلمانيين حث رجال الدين على الإبتعاد عن الدور السياسي المضاد للخطط العلمانية والمفسد للمصالح والأطماع الأجنبية ، فنجد أنه في أثناء إعتقال السيد الخميني (قده) في أحداث إنتفاضة سنة 1963م إلتقى به رئيس وزراء نظام الشاه آنذاك وقال له بلهجة الناصح : (إنَّ السياسة دجل وتزوير ولا يستطيع أن يمارسها إلا السفلة المنحطون ، إترك السياسة لنا وانشغل في مهمتك الدينية) فأجابه السيد الخميني (قده) على الفور : (السياسة التي تتحدث عنها أتركها لك ولأمثالك ، أما أنا فأفهم السياسة أنها حماية مصالح المسلمين) ، {عن كتاب الإسلام يقاوم ص86}.
نعم هكذا يفهم رجال الدين السياسة أنها دفاع عن مصالح المسلمين وإبطال لمنافع الأجانب على حساب المصلحة الوطنية ، ومنع للنفوذ الأجنبي من أن يتوغل في السيطرة على مقدرات الشعب.
إنَّ أعداء الإسلام والشعب كثيرون عبر التاريخ ، وإذا أراد الدكتور أياد علاوي الإنضمام لقائمتهم فلن يكون إلا في آخرهم ولن يكون أكثر أهمية منهم أو أكثر تأثيراً وإساءة للإسلام منهم ، وكما استطاع المسلمون بصبرهم وصمودهم وتضحياتهم الجسيمة إفشال مخططات من سبق الدكتور اياد علاوي تجاه الإسلام فإنَّ إرادة الشعب العراقي الحر لن تنثني أمام من هو أقل تأثيراً من أولئك الطغاة.
إنَّ الشعب العراقي يقظ ومنتبه لما يدور حوله من توجهات وأفكار يطرحها الساسة العراقيون ، والشارع العراقي واعٍ لكل مايدور حوله ، ولم يعد هناك من يمكنه خداعه بشعارات زائفة أو الإنقياد لمن يحاول جره إلى معارك جانبية بعيداً عن المعركة الرئيسية ، معركة بناء الوطن والأمن والرخاء والعدالة لكافة أطياف الشعب
العراقي الجريح.
nabilalkarkhy@yahoo.com
الدكتور أياد علاوي والإسلام الأمريكي الجديد
كتابات - نبيـل الكرخي
بين الحين والآخر يظهر علينا الدكتور أياد علاوي ـ وبعض أعضاء قائمته ـ بتصريحات ذات صبغة علمانية يوجه من خلالها أسهم الإنتقاد للمرجعية الدينية العليا بسبب ما يسميه تدخلها في الشأن السياسي ، ومن خلال دراسة توقيتات تلك التصريحات وكيفيتها والمرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن ، نجد ان تلك التصريحات لا تخرج عن الإطار البعثي الذي كان يرسمه نظام صدام المجرم حينما كان مدعوماً من الغرب وحتى بعد أن أنقلب على أسياده أو أنقلبوا هم عليه بعد غزوه للكويت. أي أن تصريحات الدكتور علاوي تمثل نوعاً من الغزل مع الأمريكان أو السير في ركابهم من حيث تخطيطهم لإقامة نظام علماني في العراق على الطريقة التركية وتقليص نفوذ رجال الدين والمرجعية الدينية خصوصاً ، وتغيير الإسلام إلى نظام الصلاة الجماعية المختلطة او شيء من هذا القبيل ! كما يجري الآن على نطاق ضيق في أمريكا نفسها.
الإسلام الأمريكي لا يناسبنا ، ويجب على جميع الساسة العراقيين أن يعرفوا هذه الحقيقة ، ولا شك أن تضحيات الملايين من أبناء الشعب العراقي في ايام ظلم صدام المجرم تثبت تمسك العراقيين بالإسلام ورفضهم لكل أشكال الإسلام الممسوخ سواء الإسلام البعثي على طريقة عفلق (إستلهام الروح !) أو الإسلام الأمريكي الممسوخ على طريقة الصلاة الجماعية المختلطة !
ومن المعلوم أن المرجعية العليا المباركة قد أبتعدت عن التدخل بتفاصيل العمل السياسي ولم تتدخل في السياسة إلا بالأمور المفصلية الهامة ، ولو رأت أن تتدخل بالتفاصيل المذكورة فهي محقة أيضاً ، وثقة الشعب مبذولة لها ، فالأمر موكول لما ترتأيه من مصلحة ، والمسلمون في العراق كلهم ثقة بخط المرجعية العليا أولاً وبالمرجعية العليا نفسها ثانياً وقد بينت لنا التجارب حكمتها البالغة ودقة نظرها ومطالبتها بحقوق كافة أطياف الشعب العراقي ، فلم تعد شريحة أو لون عراقي إلا وفي نفسه تقدير لدورها وإحترام لمكانتها ، فإذا ما أنبرى أحد محاولاً تبرير فشله السياسي فهذا لا يعكس سوى تضائله وتضائل أفكاره أمام المهمات العظيمة التي تمارسها المرجعية العليا بحيث أنه لم يعد لديه منهج أو وسيلة لإقناع الشعب سوى منهج الإساءة لممثلي الشعب الحقيقيين ، نعم فالمرجعية العليا تمثل جميع أطياف الشعب العراقي وطموحاته ، وهذا أمر لا ندعيه بل له تطبيق وواقع ملموس في الشارع العراقي نفسه ، تجد صداه في القدرة الهائلة للمرجعية العليا على تفعيل دور المواطن في العملية الإنتخابية بحيث خرج الملايين رغم الإرهاب ليقوموا بدورهم الشرعي والوطني ، والدور البارز للمرجعية العليا الرشيدة في منع عمليات الثأر عقيب سقوط النظام البعثي المقبور ، ومساهمتها الفاعلة في منع حدوث فتن طائفية وعنصرية بين مكونات الشعب العراقي ، كل هذا يثبت التلاحم بين أبناء الشعب العراقي الجريح وبين القيادة المرجعية الواعية لهموم المواطن ومشاكله والطرق الجديرة بالمعالجة والخروج بالعراق من النفق المظلم الذي ادخلته فيه السياسات الخاطئة للمجرم صدام.
ولو عدنا بذاكرتنا إلى الماضي القريب وبخصوص محاولات السياسيين العلمانيين حث رجال الدين على الإبتعاد عن الدور السياسي المضاد للخطط العلمانية والمفسد للمصالح والأطماع الأجنبية ، فنجد أنه في أثناء إعتقال السيد الخميني (قده) في أحداث إنتفاضة سنة 1963م إلتقى به رئيس وزراء نظام الشاه آنذاك وقال له بلهجة الناصح : (إنَّ السياسة دجل وتزوير ولا يستطيع أن يمارسها إلا السفلة المنحطون ، إترك السياسة لنا وانشغل في مهمتك الدينية) فأجابه السيد الخميني (قده) على الفور : (السياسة التي تتحدث عنها أتركها لك ولأمثالك ، أما أنا فأفهم السياسة أنها حماية مصالح المسلمين) ، {عن كتاب الإسلام يقاوم ص86}.
نعم هكذا يفهم رجال الدين السياسة أنها دفاع عن مصالح المسلمين وإبطال لمنافع الأجانب على حساب المصلحة الوطنية ، ومنع للنفوذ الأجنبي من أن يتوغل في السيطرة على مقدرات الشعب.
إنَّ أعداء الإسلام والشعب كثيرون عبر التاريخ ، وإذا أراد الدكتور أياد علاوي الإنضمام لقائمتهم فلن يكون إلا في آخرهم ولن يكون أكثر أهمية منهم أو أكثر تأثيراً وإساءة للإسلام منهم ، وكما استطاع المسلمون بصبرهم وصمودهم وتضحياتهم الجسيمة إفشال مخططات من سبق الدكتور اياد علاوي تجاه الإسلام فإنَّ إرادة الشعب العراقي الحر لن تنثني أمام من هو أقل تأثيراً من أولئك الطغاة.
إنَّ الشعب العراقي يقظ ومنتبه لما يدور حوله من توجهات وأفكار يطرحها الساسة العراقيون ، والشارع العراقي واعٍ لكل مايدور حوله ، ولم يعد هناك من يمكنه خداعه بشعارات زائفة أو الإنقياد لمن يحاول جره إلى معارك جانبية بعيداً عن المعركة الرئيسية ، معركة بناء الوطن والأمن والرخاء والعدالة لكافة أطياف الشعب
العراقي الجريح.
nabilalkarkhy@yahoo.com
تعليق