إنّ حب آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وموالاتهم ونصرتهم والذب عنهم معنى إيماني رائع، تجيش له مشاعر المؤمنين الصادقين، طالما بقي الحب حباً إيمانياً شرعياً لا تكدره تحريفات المبطلين.
لكنه حين يتعدى حدود الشرع فإنه ينقلب ولا بد بغضاً وعداوة لآل البيت النبوي.
ذلك لأنّ التقوّل على الأتقياء الصالحين ونسبة ما يضاد دينهم وأخلاقهم إليهم، لا يُمكن بحال من الأحوال أن يُعتبر حباً وولاء وإنما يُصنّف مباشرة تحت عنوان (البغض والمعاداة)!
ولو جاز لنا أن نسأل المسيح عليه السلام على سبيل المثال عن رأيه وموقفه ممن غلا فيه ونسب إليه ما لم يقل – باسم حبه وتوليه – أتراه يصرّح بحب هذا المغالي وتمني الاجتماع به في الجنان عند مليك مقتدر؟ أم يذكره بالسوء ويبرأ إلى الله تعالى منه ومن صنيعه بما أفسد به دين الله وعقائد الناس؟
إنّ أبغض الناس عند المسيح عليه السلام هم الذين غالوا فيه وجعلوه نداً لله تارة، وابناً له تارة أخرى، واستبدلوا رسالته التي بُعث من أجلها إلى (مسخ) من عقائد وثنية وضعية أقنعوا أنفسهم والناس بأنها دين المسيح عليه السلام!
وقد أخبر الله تعالى عن موقف المسيح عليه السلام من النصارى يوم يدعوه ويسأله }أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ{؟!
فيتبرأ قائلاً }سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَن اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{(سورة المائدة آية 116-117).
نعم ... لقد ادعى النصارى ذلك وصنعوا له الروايات، والقصص والأحلام والمنامات. وبنوا الكنائس، وصنعوا الصلبان. وصوروا الصور، ونصبوا التماثيل التي تصور صلب المسيح -الإله! وصرفوا الأموال، وبذلوا الجهود والأوقات. وسفكوا الدماء... كل ذلك من أجل وهم لا وجود له، ولا دليل عليه. اللهم إلا المتشابهات!
فالحب الذي لا ضابط له هو شؤم على صاحبه وعلى الناس، وإن لم يلجم المؤمن حبه للأخيار بلجام من التقوى والوقوف عند الشرع الحنيف فإنه سيبتعد عن الدين أميال وفراسخ.
والحال في أهل البيت لا يختلف كثيراً عن الحال في المسيح عليه السلام، فأبغض الناس عند أهل البيت عليهم السلام ليس النواصب الذي جهروا بمعاداتهم ونصبهم، فهؤلاء أعداء واضحون مفضوحون ومخذولون.
لكن الخوف كل الخوف من الذي تلبسوا بلباس أهل البيت ونطقوا باسمهم وغالوا فيهم وأسبغوا عليهم صفات الإلوهية، واستبدلوا دعوتهم المستمدة من معين سيدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدعوة أخرى لا تشترك مع الأولى إلا بالعنوان أو بالشعارات الرنانة!
وفي هذا يقول الإمام جعفر الصادق: (لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممّن ينتحل مودّتنا!)(رجال الكشي ص373 – رواية رقم (555).).
ويقول أيضاً: (إنّ ممن ينتحل هذا الأمر(أي التشيع لآل البيت) لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا!!)(بحار الأنوار 65/166 ورجال الكشي ص364 – رواية رقم (528).).
ويقول أيضاً: (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع!!)(رجال الكشي ص366 – رواية رقم (535) ومعجم رجال الحديث للخوئي 15/265).
إنّ أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام لا يتحملون مسؤولية ما أحدثهالناس في زمانهم ومن بعدهم من العقائد والأفكار التي لا تمت إلى عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم بصلة، وإنما يتحملها الغلاة وحدهم.
وسيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة. .. بل قد يسأل الإمام علي نفسه: أأنت قلت للناس استغيثوا بي عند الشدائد وتناسوا الحي الذي لا يموت؟
وما دعاء(حلال المشاكل) عنكم ببعيد وهو من أكثر الأدعية انتشاراً بينكم, في العراق وإيران والخليج، وهو دعاء تنبض عروقه بالشرك بالله تعالى، إذ يستغيث المرء فيه بالإمام علي طالباً منه النصرة وحل المشكلات ورفع البلاء وجلب المصالح ودفع الضر بكل انكسار وخشوع! قائلاً:
يا أبا الغيـث أغثـني
يا عـلـي الدرجـات
حل عقدتي بك قيـدي
أنت لي إن نـاب دهري
أنت لي إن حط قدري
يا محـل المشـكـلات
سيـدي أنت منـائي
سـيدي أنت رجائـي
لك أخلصت ولائـي
يا محـل المشـكـلات
سيـدي أنت سندي
سـيدي أنت عمـادي
في مماتـي ومعـادي
يا محـل المشـكـلات
حدث أحد الأفاضل عن حادثة طريفة حدثت له حول هذا الدعاء، يقول: كنت أمام البائع فوقفت بالقرب مني امرأة وطلبت من البائع كتاب (حلال مشاكل) فتحرك في نفسي الفضول: فقلت لها ، عن ماذا يتحدث هذا الكتاب؟ فشرحت لي الفكرة والدعاء.
يقول: فقلت لها ... سبحان الله ... تعتقدين أنّ علي بن أبي طالب لم يحل مشكلته مع أبي بكر وعمر وتريدينه أن يحل مشكلتك!! فقالت لي: (اصمت) وأحمد الله أني لم أُصب منها بأذى.
وربما يسأل الأئمة واحداً بعد واحد: أأنتم قلتم للناس فضّلونا على
الأنبياء والمرسلين واستثنوا منهم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم؟
أأنتم قلتم للناس بأنّ ولايتكم عُرضتْ على الأنبياء والمرسلين
وجعلتموها شرطاً لقبول أعمال العباد؟
وسيتبرأ هؤلاء جميعاً من الدعاوى الباطلة التي نُسبت إليهم زوراً وبهتاناً وممن
نسبها إليهم.
فقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أنه ما من أمر يأمر به سبحانه عباده بفعله إلا كان للشيطان فيه حظان كلاهما حبيب إلى نفسه: إما غلو وإفراط وإما تقصير وتفريط.
ولأقف هاهنا على رائعة من روائع الإمام علي وهو يصف الناس في نظرتهم له فيقول: (وسيهلك فيّ صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب البغض به إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالاً: النمط الوسط فالزموه، والزموا السواد الأعظم فإنّ يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة فإنّ الشاذ من الناس للشيطان كما أنّ الشاذ من الغنم للذئب)(نهج البلاغة ص127 (ومن كلام له (ع) وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين).)، ويظهر للمتمعن بالنص أنّ الفئات الثلاث المشار إليها هي: الشيعة والنواصب وجمهور المسلمين (أهل السنة).
فإذا كان النواصب يمثلون جانب البغض والعداء للإمام علي حتى جرهم بغضهم له إلى شتمه ولعنه والبراءة منه!
وإذا كان الشيعة الإثنا عشرية يمثلون جانب الغلو في الحب حتى قالوا بعصمة الإمام علي وكون إمامتهأعظم من إمامة الأنبياء سوى محمداً عليه الصلاة والسلام حتى جعلوا الإيمان بإمامته شرطاً لصحة قبول الأعمال!
فمن الواضح أنّ السواد الأعظم من المسلمين المعبّر عنهم بـ (النمط الوسط) هم الذين أحبوا علياً وشهدوا له بالإيمان والصدق فقالوا هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد أهل البيت، فحفظوا له مآثره العظيمة في تاريخ الإسلام، مقرين بفضائله بخلاف النواصب الجاحدين، غير راضينبالغلو والمبالغة فيه خلافاً للشيعة، فقالوا: لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فـ (نبي واحد خير من ألف ولي وصالح).
تحت أي بند يُصنّف هذا الحب؟!
حين يبلغ الغلو مداه .. وتغيب الموازين الشرعية تظهر الاستهانة بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورتها المقززة ، حين ترى الروايات الشيعية وعلماء الشيعة يبالغون في وصف الأئمة وذكر أحوالهم مبالغة تحوي بين طياتها انتقاصاً مبطّناً أو ظاهراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!
لقد حاولت مراراً وتكراراً أن ألطّف عباراتي وأنا أطرق هذا المبحث بالذات مستحضراً كل معاني الصبر التي تعلمتها في حياتي فلم أستطع، فالموضوع لا يحتمل تلطيفاً للعبارات إذ إنه لا يمس شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب بل الذات الإلهية أيضاً!
فالله عز وجل وعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم في أعيننا من كل أحد، كائناً من كان.
ولهذا أقول: ليتحمل مني القارئ الكريم بعض الغلظة وقسوة العبارة، وليتفكر فيما سأذكره وليزنه بميزان الإسلام الذي يرفض مثل هذه الكفريات سواء أصدرت من منتسب لأهل السنة أم للشيعة أو لغيرهما.
فإن شئت أن نبدأ الحديث عن الإمام علي بن أبي طالب فإليك رواية ولادته ففيها من التفضيل المبطّن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ما فيها.
تقول الرواية الشيعية: (فقمت(الكلام هنا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم – فيما يزعمون-.) فوجدت أمه بين النساء والقوابل من حولها وإذا بسجاف وقد ضربه جبرائيل بيني وبين النساء فإذا هي قد وضعته فاستقبلته، قال: ففعلت ما أمرني به جبرائيل ومددت يدي اليمنى بنحو أمه فإذا بعلي قد أقبل على يدي واضعاً يده اليمنى في أذنه يؤذن ويقيم بالحنيفية ويشهد بالوحدانية لله ، ولي بالرسالة ثم انثنى إليّ وقال: السلام عليكم يا رسول الله ، أأقرأ يا أخي؟ ، فوالذي نفسي بيده قد ابتدى بالصحف التي أنزلها الله على آدم وأقام بها ابنه شيث فتلاها من أولها إلى آخرها حتى لو حضر آدم لأقر له أنه ألفظ لها منه، ثم تلا صحف إبراهيم، ثم قرأ التوراة حتى لو حضر موسى لشهد له أنه ألفظ لها منه، ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر لأقر له أنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن الذي أُنزل عليّ من أوله إلى آخره ثم خاطبني وخاطبته بما تخاطب الأنبياء ثم عاد إلى طفوليته)(مدينة المعاجر لهاشم البحراني 1/29 والفضائل لابن شاذان القمي ص127-128 وشجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري 2/219 والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص35).
لكنه حين يتعدى حدود الشرع فإنه ينقلب ولا بد بغضاً وعداوة لآل البيت النبوي.
ذلك لأنّ التقوّل على الأتقياء الصالحين ونسبة ما يضاد دينهم وأخلاقهم إليهم، لا يُمكن بحال من الأحوال أن يُعتبر حباً وولاء وإنما يُصنّف مباشرة تحت عنوان (البغض والمعاداة)!
ولو جاز لنا أن نسأل المسيح عليه السلام على سبيل المثال عن رأيه وموقفه ممن غلا فيه ونسب إليه ما لم يقل – باسم حبه وتوليه – أتراه يصرّح بحب هذا المغالي وتمني الاجتماع به في الجنان عند مليك مقتدر؟ أم يذكره بالسوء ويبرأ إلى الله تعالى منه ومن صنيعه بما أفسد به دين الله وعقائد الناس؟
إنّ أبغض الناس عند المسيح عليه السلام هم الذين غالوا فيه وجعلوه نداً لله تارة، وابناً له تارة أخرى، واستبدلوا رسالته التي بُعث من أجلها إلى (مسخ) من عقائد وثنية وضعية أقنعوا أنفسهم والناس بأنها دين المسيح عليه السلام!
وقد أخبر الله تعالى عن موقف المسيح عليه السلام من النصارى يوم يدعوه ويسأله }أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ{؟!
فيتبرأ قائلاً }سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَن اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{(سورة المائدة آية 116-117).
نعم ... لقد ادعى النصارى ذلك وصنعوا له الروايات، والقصص والأحلام والمنامات. وبنوا الكنائس، وصنعوا الصلبان. وصوروا الصور، ونصبوا التماثيل التي تصور صلب المسيح -الإله! وصرفوا الأموال، وبذلوا الجهود والأوقات. وسفكوا الدماء... كل ذلك من أجل وهم لا وجود له، ولا دليل عليه. اللهم إلا المتشابهات!
فالحب الذي لا ضابط له هو شؤم على صاحبه وعلى الناس، وإن لم يلجم المؤمن حبه للأخيار بلجام من التقوى والوقوف عند الشرع الحنيف فإنه سيبتعد عن الدين أميال وفراسخ.
والحال في أهل البيت لا يختلف كثيراً عن الحال في المسيح عليه السلام، فأبغض الناس عند أهل البيت عليهم السلام ليس النواصب الذي جهروا بمعاداتهم ونصبهم، فهؤلاء أعداء واضحون مفضوحون ومخذولون.
لكن الخوف كل الخوف من الذي تلبسوا بلباس أهل البيت ونطقوا باسمهم وغالوا فيهم وأسبغوا عليهم صفات الإلوهية، واستبدلوا دعوتهم المستمدة من معين سيدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدعوة أخرى لا تشترك مع الأولى إلا بالعنوان أو بالشعارات الرنانة!
وفي هذا يقول الإمام جعفر الصادق: (لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممّن ينتحل مودّتنا!)(رجال الكشي ص373 – رواية رقم (555).).
ويقول أيضاً: (إنّ ممن ينتحل هذا الأمر(أي التشيع لآل البيت) لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا!!)(بحار الأنوار 65/166 ورجال الكشي ص364 – رواية رقم (528).).
ويقول أيضاً: (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع!!)(رجال الكشي ص366 – رواية رقم (535) ومعجم رجال الحديث للخوئي 15/265).
إنّ أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام لا يتحملون مسؤولية ما أحدثهالناس في زمانهم ومن بعدهم من العقائد والأفكار التي لا تمت إلى عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم بصلة، وإنما يتحملها الغلاة وحدهم.
وسيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة. .. بل قد يسأل الإمام علي نفسه: أأنت قلت للناس استغيثوا بي عند الشدائد وتناسوا الحي الذي لا يموت؟
وما دعاء(حلال المشاكل) عنكم ببعيد وهو من أكثر الأدعية انتشاراً بينكم, في العراق وإيران والخليج، وهو دعاء تنبض عروقه بالشرك بالله تعالى، إذ يستغيث المرء فيه بالإمام علي طالباً منه النصرة وحل المشكلات ورفع البلاء وجلب المصالح ودفع الضر بكل انكسار وخشوع! قائلاً:
يا أبا الغيـث أغثـني
يا عـلـي الدرجـات
حل عقدتي بك قيـدي
أنت لي إن نـاب دهري
أنت لي إن حط قدري
يا محـل المشـكـلات
سيـدي أنت منـائي
سـيدي أنت رجائـي
لك أخلصت ولائـي
يا محـل المشـكـلات
سيـدي أنت سندي
سـيدي أنت عمـادي
في مماتـي ومعـادي
يا محـل المشـكـلات
حدث أحد الأفاضل عن حادثة طريفة حدثت له حول هذا الدعاء، يقول: كنت أمام البائع فوقفت بالقرب مني امرأة وطلبت من البائع كتاب (حلال مشاكل) فتحرك في نفسي الفضول: فقلت لها ، عن ماذا يتحدث هذا الكتاب؟ فشرحت لي الفكرة والدعاء.
يقول: فقلت لها ... سبحان الله ... تعتقدين أنّ علي بن أبي طالب لم يحل مشكلته مع أبي بكر وعمر وتريدينه أن يحل مشكلتك!! فقالت لي: (اصمت) وأحمد الله أني لم أُصب منها بأذى.
وربما يسأل الأئمة واحداً بعد واحد: أأنتم قلتم للناس فضّلونا على
الأنبياء والمرسلين واستثنوا منهم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم؟
أأنتم قلتم للناس بأنّ ولايتكم عُرضتْ على الأنبياء والمرسلين
وجعلتموها شرطاً لقبول أعمال العباد؟
وسيتبرأ هؤلاء جميعاً من الدعاوى الباطلة التي نُسبت إليهم زوراً وبهتاناً وممن
نسبها إليهم.
فقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أنه ما من أمر يأمر به سبحانه عباده بفعله إلا كان للشيطان فيه حظان كلاهما حبيب إلى نفسه: إما غلو وإفراط وإما تقصير وتفريط.
ولأقف هاهنا على رائعة من روائع الإمام علي وهو يصف الناس في نظرتهم له فيقول: (وسيهلك فيّ صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب البغض به إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالاً: النمط الوسط فالزموه، والزموا السواد الأعظم فإنّ يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة فإنّ الشاذ من الناس للشيطان كما أنّ الشاذ من الغنم للذئب)(نهج البلاغة ص127 (ومن كلام له (ع) وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين).)، ويظهر للمتمعن بالنص أنّ الفئات الثلاث المشار إليها هي: الشيعة والنواصب وجمهور المسلمين (أهل السنة).
فإذا كان النواصب يمثلون جانب البغض والعداء للإمام علي حتى جرهم بغضهم له إلى شتمه ولعنه والبراءة منه!
وإذا كان الشيعة الإثنا عشرية يمثلون جانب الغلو في الحب حتى قالوا بعصمة الإمام علي وكون إمامتهأعظم من إمامة الأنبياء سوى محمداً عليه الصلاة والسلام حتى جعلوا الإيمان بإمامته شرطاً لصحة قبول الأعمال!
فمن الواضح أنّ السواد الأعظم من المسلمين المعبّر عنهم بـ (النمط الوسط) هم الذين أحبوا علياً وشهدوا له بالإيمان والصدق فقالوا هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد أهل البيت، فحفظوا له مآثره العظيمة في تاريخ الإسلام، مقرين بفضائله بخلاف النواصب الجاحدين، غير راضينبالغلو والمبالغة فيه خلافاً للشيعة، فقالوا: لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فـ (نبي واحد خير من ألف ولي وصالح).
تحت أي بند يُصنّف هذا الحب؟!
حين يبلغ الغلو مداه .. وتغيب الموازين الشرعية تظهر الاستهانة بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصورتها المقززة ، حين ترى الروايات الشيعية وعلماء الشيعة يبالغون في وصف الأئمة وذكر أحوالهم مبالغة تحوي بين طياتها انتقاصاً مبطّناً أو ظاهراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!
لقد حاولت مراراً وتكراراً أن ألطّف عباراتي وأنا أطرق هذا المبحث بالذات مستحضراً كل معاني الصبر التي تعلمتها في حياتي فلم أستطع، فالموضوع لا يحتمل تلطيفاً للعبارات إذ إنه لا يمس شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب بل الذات الإلهية أيضاً!
فالله عز وجل وعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم في أعيننا من كل أحد، كائناً من كان.
ولهذا أقول: ليتحمل مني القارئ الكريم بعض الغلظة وقسوة العبارة، وليتفكر فيما سأذكره وليزنه بميزان الإسلام الذي يرفض مثل هذه الكفريات سواء أصدرت من منتسب لأهل السنة أم للشيعة أو لغيرهما.
فإن شئت أن نبدأ الحديث عن الإمام علي بن أبي طالب فإليك رواية ولادته ففيها من التفضيل المبطّن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ما فيها.
تقول الرواية الشيعية: (فقمت(الكلام هنا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم – فيما يزعمون-.) فوجدت أمه بين النساء والقوابل من حولها وإذا بسجاف وقد ضربه جبرائيل بيني وبين النساء فإذا هي قد وضعته فاستقبلته، قال: ففعلت ما أمرني به جبرائيل ومددت يدي اليمنى بنحو أمه فإذا بعلي قد أقبل على يدي واضعاً يده اليمنى في أذنه يؤذن ويقيم بالحنيفية ويشهد بالوحدانية لله ، ولي بالرسالة ثم انثنى إليّ وقال: السلام عليكم يا رسول الله ، أأقرأ يا أخي؟ ، فوالذي نفسي بيده قد ابتدى بالصحف التي أنزلها الله على آدم وأقام بها ابنه شيث فتلاها من أولها إلى آخرها حتى لو حضر آدم لأقر له أنه ألفظ لها منه، ثم تلا صحف إبراهيم، ثم قرأ التوراة حتى لو حضر موسى لشهد له أنه ألفظ لها منه، ثم قرأ إنجيل عيسى حتى لو حضر لأقر له أنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن الذي أُنزل عليّ من أوله إلى آخره ثم خاطبني وخاطبته بما تخاطب الأنبياء ثم عاد إلى طفوليته)(مدينة المعاجر لهاشم البحراني 1/29 والفضائل لابن شاذان القمي ص127-128 وشجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري 2/219 والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص35).
تعليق