تويت
قرر أن ينفردَ بنفسه
رحلة مع النفس
قرر أن ينفردَ بنفسه في حجرته المتعبة.. أحضر ورقتين، كتب في الأولى:قائمه بنعم الله عليّه ‘ و في الثانية : قائمهبما فعل من معاصي وذنوب فإذا به يعنون كل ما اجترته ذاكرته ‘ وبدأ يكتب ويكتب و...، وكلماكتب نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها، أو تقوم عليها، وهكذا، اكتملت الورقة الأولى.ولم يكمل شريط العرض.. وسحب ورقة أخرى، وواصل التدوين ‘وإذا به يقف عاجزاً بعد أنأكملَ الورقة الثانية، ولقد رأى نفسه أشبه بالغريق في خضمبحر عظيم..واكتفى بما كتب وهو يردد: ( وأن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاتُحْصُوهَا(.
وانتقلَ إلى القائمةالثانية و قلبه لحظتها بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله.. وكانت خفافيش الماضي تتسلق أهدابه من ذنوبٍ ومعاصي وزلات، اغترفها ولا أزال متلطخا بكثير منها.
وكتب، وإذا بهذهالأخرى تتوالد كأنها الدود، وهالهُ أن رأى هذا الزخم من الهفوات والمخالفات فسحب ورقة أخرى ليواصل رحلة البحث..
وإذا به أمام قائمتين علىطرفي نقيض ‘ الأولى نعم منهمرة متدفقة ‘ والثانية : قائمة يطأطئ لها الرأس حياءً‘ قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وهفوات وتقصيروجرأة على الله تعالى ..
وإذا المخاض مع النفس أدخله في سلسلةِ عتاب، ثُمَ كانت القشة التيقصمت ظهرَ البعير قفز إلى ذهنه خاطرة جعلته يجهش بالبكاء متذكراً كيف يعامل أبنائه وأنه قائم بأمرهم ومن ثم فعليهم طاعته، وعدم مخالفتهوأنه لا يحتمل ما يفرط منهم من مخالفات، فينزل بهم فورة غضبٍ عارمةوقال لنفسه : فكيفلو يعاملني الله بما أعامِلُ به أبنائي.كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها ؟
فأنتابه الخوف والرجاء والحياء؛ الخوف من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام ‘والرجاء لما مَنَ الله عليه من نِعم ‘والحياء لأنه لن يبخل من السؤال والدعاء....
جار
الحق
تعليق