بعد هذا الغياب لم أكتب غير لا تسلني وأهديها الى خادمة الحسين
لا تسلني ْ
أو خدود تحضن الدمع المهجر
كي أصلي بخشوع
كي أواري سوءة الحزن المرير
كي اموت
لا تسلني
جف شرياني وجف الكبرياء
ضاعت الاحلام في قصف الاعاصير الغريبة
ضاع شوقي ..
ضاع مني كل شيء
كل شيء قد تهجر
لا تسلني
كلما سموّه انساناً لدى الانسان ضاع
بقيت صحراء صمت
لا عواء
لا نباح
لا صفير
لا ذبابات تغني حول جثة
لا صقور أو نسور
اختفى حتى الجحيم
كل شيء قد تهجر
لا تسلنيْ
لا تسلني كيف مات الله رب العالمين
في قلوب اوصدت باب الحياة
في قلوب امنت ان لا إله سوى الخيال
ثم قادت ..
وتعالت ..
وتجلتّ للجموعْ
تزرع الصمت المفجّر
لا تسلنيْ
لا تسلني عن طريق العاشقين ..
قتلوه ..
سحقوا كل زهور الياسمين
شغلوا قيسا عن الشعر بخط اللافتات
حين قفى .. قتلوه
ولليلى ..
زينوا الحرية السوداء ثوبا عاريا
البسوها ..
ثم قالوا فاجرة
اغتصبوها ..
ورموا جثتها قرب الفرات
لا تسلني
لا تسلني إن بقى في حييّنا الدموي العاب صغار
كلها صارت لدينا خطرة
والجدار
حينما كنا صغارا .. نرسم الاحلام اشلاءً على طول الجدار
وراينا ليلة الامس صغاراً .. وزِّعت اشلائها فوق الجدار
رحلت كل العصافير التي بالامس تحلم سرقوا منها الجناحات الصغيرة
سرقوا منها جميع الزقزقات
صارت الاجيال منها لا تطير
كي تهاجر
لا وإلا ستفجر
لا تسلني
إننا مثل نواقيس الكنائس
حين تطرق
تخرج الآلام ألحاناً تنادي للصلاة
ونصلي ..
علّه يمضي سلاماً يومنا المرّ المقدر
لا تسلني
جار

تعليق