إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بقلم سنّي سلفي: ابن تيمية ناصبي وكلامه اليوم مقدّم على كلام الرسول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم سنّي سلفي: ابن تيمية ناصبي وكلامه اليوم مقدّم على كلام الرسول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ملخص المبحث:
    1- التشيع هو محض الايمان وكان عند الصحابة الأوائل ولاتعارض بين الشيعة بالمعنى الحق والسنة بالمعنى الحق.
    2- لايجوز محاكمة النصوص حسب فهم العلماء لها خاصة الذين فيهم لون من النصب بل يجب ان يُفهم النص من كلماته ذاته.
    3- ابن تيمية ناصبي و
    نصبه أخفى وأخطر من نصب الاخرين فهو عالم فاضل له مشاركة قوية في كثير من العلوم ولأنه يتحدث باسم السنة والجماعة! ويدافع عن بعض النصب باسم السنة.
    4- علماء السنة والسلفية يتبعون سنة ابن تيمية لاسنة الرسول ، و
    كلام ابن تيمية مازال إلى اليوم مقدماً على كلام رسول الله
    5- الامام علي والامام الحسن كلاهما صائب في موقفه حسب مااقتضاه ظرف كل منهما.
    6- معظم الصحابة واهل بيعة الرضوان كانوا مع الامام علي في صفين بخلاف مايدعيه الناصبي ابن تيمية وتلميذه ابن كثير.
    7- حديث صلح الحسن لم يصح عن الرسول.
    8- معاوية قاتل على المُلك والامام علي قاتل لتثبيت شرائع الدين.
    9-
    الانحراف المعاصر عن علي بن أبي طالب وأهل بيته هوأنه انحراف عام بسبب التأثر بأهل الشام.
    10- معاوية سم الامام الحسن وسعد بن ابي وقاص وهو من أسس لسنة لعن الامام علي على المنابر.


    المبحث:


    الكلام في موضوع معاوية بن أبي سفيان:





    بقلم: الباحث الشيخ حسن بن فرحان المالكي


    ثم تحدث الشيخ السعد من ص54 عن ما جرى بين علي رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان فأصاب في أشياء وأخطأ في أشياء ومن أبرز الأخطاء:

    1- لم يستوف الشيخ الأدلة الصحيحة في أحقية الإمام علي وبغي معاوية.
    2- قدّم الأدلة الأقل صحة والموهمة الدلالة كحديث أبي سعيد (أولى الطائفتين) وحديث أبي بكرة (في صلح الحسن) وأخّر الأدلة القاطعة الدلالة والأكثر صحة كحديث عمار(تقتله الفئة الباغية)!.
    3- أكثر الشيخ من النقول عن بعض المتهمين بالنصب كابن تيمية وابن كثير([1]) وابن حزم وابن العربي صاحب العواصم من القواصم! وجعلها من حيث لا يشعر هي الحكم لا النصوص الشرعية! وهذا من النصب الخفي الذي لا يتنبه له كثير من الأخوة، فيقعون فيه بلا قصد! لكنهم مطالبون بتحكيم النصوص الشرعية بعيداً عن أقوال المتهمين بالنصب أو المتهمين بالتشيع ، وخاصة المتهمين بالنصب لأن النصب كله حرام أوله وآخره أما التشيع فأصله وبداياته عند الصحابة وصالحي التابعين كان محض السنة بل محض الإيمان، لحديث (لا يحب علياً إلا مؤمن) وإنما ينكر منه الغلو الذي حصل فيما بعد، بمعنى أن الواجب على السني أن يكون شيعياً بالمعنى المعتدل لا المغالي، والواجب على الشيعي أن يكون سنياً بالمعنى المعتدل لا المغالي أيضاً، فالسنة بالمعنى الحق لا تتعارض مع التشيع بالمعنى الحق، أما النصب فكله حرام لأنه يبدأ بالانحراف عن أهل البيت.


    إذن فلا يجوز محاكمة النصوص لما فهمه بعض العلماء الذين فيهم نوع من الانحراف الذي لحقهم من تقليد أو بيئة، ولكن انظروا للنصوص ودعوها تتحدث وقدموا الأقوى وحاكموا المتشابه إلى المحكم فهي لا تحتاج لكثير من التفسير.

    ولعلي أنقد بشيء من التفصيل فأقول:
    شيخنا الفاضل: أنا لا أطالبك بتصحيح الأدلة الأخرى فلعل لك اجتهاداً فيها ولا أتهمك بما أتهم به آخرين بأن لهم منهجاً خاصاً مع فضائل علي بن أبي طالب! لا يطبقونه مع كثير من فضائل غيره! وهذا ما اعتدناه من غلاة السلفية لا معتدليهم وحسن الظن بالشيخ وفقه الله أنه من المعتدلين - إلا في مسائل معدودة - وأنه سيحذر من ازدواجية المنهج نتيجة التأثر بكثرة الغلاة وأصواتهم وأن يتحاكم للنصوص الشرعية لا لرغباتهم.

    والشيخ قبل الكتابة في الموضوع بحاجة أن يحدد منهجاً صارماً يسير عليه غير مبالٍ بمعارضة من عارض.

    على أية حال: أجاد الشيخ وفقه الله في قوله في المنهج (لن أذكر إلا ما جاء عن الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” في بيان هذه القضية وحكم من وقع فيها بإذن الله تعالى ولن أذكر قال فلان أو فلان إلا ما كان تعليقاً على الأحاديث فأذكر ما جاء عن أهل العلم ما يبين الحديث) أهـ.

    أقول: المنهج جيد في أوله لكن آخره ينقض أوله فإذا عرض النصوص الشرعية على أقوال ابن تيمية وغيره ممن يسميهم (أهل العلم) ([2]) فهذا يعني تأويل النصوص أو تعطيلها؛ لأن ابن تيمية إذا كان متهماً بالنصب ممن يثني عليه ويحبه كابن حجر والمقبلي والشوكاني فيجب ترك الاحتجاج بكلامه في الحكم بين الإمام علي ومعاوية خاصة إذا عارض هذا الكلام نصوصاً شرعية أو روايات تاريخية صحيحة.

    بمعنى آخر أقول: إن أفضل وأعدل من يحكم بين علي ومعاوية هو رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وليس أهل الشام!.

    فأهل الشام أهل الشام! لم ينقطع عنهم النصب إلى القرن الرابع ثم بدأ يخبو شيئاً فشيئاً بل بعضهم يوصل نصب أهل الشام إلى يومنا هذا ويرى أنه مازال النصب في كثير منهم لكنه بدرجة أقل وقد غزانا النصب بسبب مؤلفات الشاميين ولولاها لما احتجنا أن نؤلف الكتب في التفريق بين حق علي وبغي معاوية!.

    لكن حسن الظن بالشيخ أنه يقصد أنه لن يذكر إلا ما قاله النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وأنه إن وجد كلاماً لابن تيمية أو غيره يخالف النصوص الشرعية فسيضرب به عرض الحائط، هذا منهجه النظري الذي أجزم به.
    وسأعد من منهجه النظري بأنه لن يأخذ من أقوال الشاميين إلا ما وافق الحق.
    ثم أقول:

    - قال الشيخ: (لا شك أن علي بن أبي طالب ومن معه أولى بالحق من غيره..) واستدل بحديث (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق).

    أقول:
    أولاً: هذا الحديث غير متواتر فلماذا قدمه الشيخ وأخر الحديث المتواتر (تقتل عماراً الفئة الباغية) وله زيادة في البخاري (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) فهذا الحديث كان الأولى أن يقدم لأنه نص واضح في الحادثة نفسها.

    42-:لماذا تقديم حديث أبي سعيد؟!:
    السبب الذي جعل ابن تيمية والشاميين –وتبعهم شيخنا[3]- يقدمون حديث أبي سعيد (أولى الطائفتين بالحق) وتأخير أو إهمال! حديث عمار المتواتر لأنهم يظنون أن هذا الحديث أخف في الحكم وأهدأ لغة من حديث عمار! لأن كلمة (أولى) عندهم تعني الاشتراك في الحق وإن كان علي أولى! وهذا ما صرح به ابن تيمية في أكثر من موضع!.

    ورغم أن ظنهم هذا يتنافى مع الإيمان الكامل المقتضي للتسليم إلا أن ظنهم غير صحيح فكلمة (أولى) لا تدل بالضرورة على الاشتراك في الحكم فقد قال الله عز وجل عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ومشركي قريش
    (ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا ) |سورة مريم آية70|.

    فعلى منطق هؤلاء يكون النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وكفار قريش الكل يستحقون النار لكن الكفار أولى! وهذا باطل لا يقوله مسلم.

    وكذلك قول النسوة في الحديث الصحيح يخاطبن عمر بن الخطاب (…أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ….) لا يعني هذا أن رسول الله كان فظا غليظا ولكن عمر أفظ وأغلظ! والنصوص في هذا المعنى كثيرة وكذا كلام العرب.

    وحتى لفظة (أقرب) أيضا لا تعني دائماً الاشتراك فقد قال تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) فهذا ليس معناه أن الظلم والعدل قريبان من التقوى لكن العدل أقرب!
    وكذلك عندما يقول النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” (تقتلهم أولى الطائفتين بالحق) أو (أقرب الطائفتين إلى الحق) مع أن اللفظ الأخير ضعيف منكر([4]).

    ومع هذا لا يفيد الحديث ما يذهبون إليه وإنما يفيد هذا الحديث أن الحق مع الإمام علي والباطل مع معاوية مثلما نحكم أن العدل قريب من التقوى لا الظلم، وأن الكفار مستحقون للنار لا النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وأصحابه وهكذا..

    وقد يقول قائل: هل كل استعمالات كلمة (أولى) و (أقرب) من هذا الجنس؟
    أقول: لم نقل هذا فقد تدل كلمة (أولى) على الاشتراك أو التفاضل اليسير وهو الأغلب في الاستعمال مثلما نقول : فلان أولى بإمامة المسجد من فلان، أو فلان أولى بالصلة من فلان، والفرق بين أولى وأولى يعرف من السياق فقد أقول: المسلم أولى بالصدقة من اليهودي المحارب!، وقد أقول: المسلم من ذوي الأرحام أولى بالصدقة من المسلم من غير ذوي الأرحام؟

    ألا نستطيع هنا أن نفرق بين (أولى) و (أولى)؟!.

    43-:سؤال مشروع:
    فإذا قال قائل: إذا كان (أفعل) التفضيل كأولى وأقرب قد يدل على الاشتراك في الشيء وقد لا يدل فلماذا في موضع علي ومعاوية جعلته من النوع الأول الذي لا يدل على الاشتراك في الحق؟!

    قلت: عرفت هذا بالأحاديث الأخرى (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) وهو جزء من حديث عمار، والفرق بين العدل والبغي[5]، والصلاح والفسق[6]، والهداية والضلالة[7].

    فالعادل ليس بينه وبين الظالم اشتراك! والذي يدعو إلى الجنة ليس كمن يدعو إلى النار!.. هذه هي الألفاظ النبوية ذاتها وهي التي كان من الواجب على الشيخ أن يذكرها دون قول فلان أو فلان ليكون عند وعده الذي قطعه على نفسه في بداية الكلام. فإذا أمكن أن لا يفسر حديثا للنبي “صلى الله عليه وآله وسلم” إلا بحديث آخر في القضية نفسها فالواجب أن يفعل ولا يتجاوز هذا لأن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” لا يتناقض وإذا حكم على معاوية وطائفته بأنهم أهل بغي دعاة إلى النار فلا يجوز أن نظن أنه ظلمهم! ثم نجعل هؤلاء البغاة الدعاة إلى النار مأجورين على الظلم والدعوة إلى النار! فإذا كان الداعي إلى النار مأجوراً على دعوته فما هو الذنب الذي ليس عليه أجر؟!

    فهذا الاعتقاد يخشى على صاحبه من الوقوع في رد حديث النبي ([8]) مع الاستهانة بكلامه “صلى الله عليه وآله وسلم” وإن شئتم فاستعرضوا الآيات الكريمة في ذم البغي وذم الدعوة إلى النار وكذا البغي والفسق والضلالة؛ فلن تجدوا في تلك الآيات ما يوحي بالسلامة من الإثم فضلاً عن نيل الأجر! فمن أين قلتم بهذا وهذا؟! بل من أول من قال به من السلف؟!، وإن وجدتم عالماً في القرن الثالث أو الرابع قال بهذا فهل يكون في المنـزلة السلفية لعلي وعمار وخزيمة بن ثابت وعبادة بن الصامت وأبي ذر وأمثالهم ؟!.

    ثم المعنى يجب أن نعرفه ونعرف حكمه شرعاً قبل أن نعرفه عرفاً فضلاً عن النقل من أقوال الدمشقيين واستبعاد أقوال الكوفيين!

    أعود فأقول: إن الشيخ السعد وفقه الله وسامحه لم يكن ليؤخر الحديث المتواتر (حديث عمار) إلا لأمر! وهذا الأمر لن يجده إلا في أقوال أهل الشام أو نواصب الحنابلة أو تحريض البطانة.

    ألم يقل إن من مقتضيات الإيمان بالنبي “صلى الله عليه وآله وسلم” اتباعه في أقواله بلا زيد أو نقص! قال هذا في كتابه وفي محاضراته ومقدمته هذه، إذن فأنا أدعوه لهذا المقتضى وليقل (فئة علي عادلة تدعو إلى الجنة وفئة معاوية فئة باغية تدعو إلى النار)! هذا أبسط شرح لحديث البخاري وشطره الأول متواتر جزم بتواتره الشيخ نفسه وأنا أسمع وقد بحثت الحديث وجزمت بذلك وجزم بذلك قبلنا علماء كبار كابن الأثير والذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم، إذن ما الذي يمنعنا من القول به كما قال به النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” بلا زيد أو نقص؟!.
    (هل عندكم من علم فتخرجوه لنا)؟!
    (أم تخافون أن يحيف الله عليكم ورسوله)؟!

    أنا أعلم أنه لا جرأة لهم على النطق بالحديث لأن فيه مخالفة لما يراه ابن تيمية! ومن هنا جاء إنكاري عليهم من عشر سنوات هذا الإنكار الذي لم يعقلوه إلى الآن، وبقوا على ترديد شبهات الشاميين وغلاة الحنابلة، ويظنونه علماً وهاأنتم رأيتم شبهة كبيرة من شبهات ابن تيمية ([9]) كيف تهاوت أما النصوص الشرعية وشبه ابن تيمية رحمه الله وسامحه تؤثر في طالب العلم المبتدئ الجاهل بكثير من أمور التاريخ والحديث والمنطق.

    ولكن لم أكن أتوقع أن تؤثر في من هو في علم الحديث كابن تيمية أو أعلم منه حسب وجهة نظري.
    وكذلك لم يستعرض الشيخ الأحاديث الأخرى كحديث (أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) وحديث الزبير (تقاتل علياً وأنت له ظالم) فإذا كان الزبير رضي الله عنه وهو من العشرة ظالماً لعلي فكيف بمعاوية وهو من الطلقاء الذين شك بعض السلف في إسلامهم ([10])؟!

    44-أهل الجمل ليسوا كأهل صفين!
    يجب أن ننبه هنا بأن طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم وإن أخطأوا في الخروج على أمير المؤمنين علي لكنهم تابوا وندموا وانسحبوا من المعركة قبل الدخول ومباشرة القتال فيها [11] ولم يكونوا كأهل الشام الذين أصروا على البغي وقد ذكرت الفروق بينهما في مقدمة كتاب العقائد.

    أما ما نقله الشيخ عن النووي ([12]): (ص55) في تعليقه على حديث (أولى الطائفتين بالحق) كان جيداً في الجملة.

    ثم نقل الشيخ كلام ابن تيمية (ص55) بأن (كلا الطائفتين المقتتلتين علي وأصحابه ومعاوية وأصحابه على حق)! إذن فهذا سبب تقديم هذا الحديث وتأخير حديث عمار!

    صحيح أن ابن تيمية أكمل بقوله (ولكن علياً وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه).

    أقول: هاهو ابن تيمية سامحه الله – وقد تابعه الشيخ - يترك حديث عمار المتواتر الصريح الدلالة إلى ما ظنوه من دلالة حديث (أولى الطائفتين) الآحاد، ثم ينتقل من لفظ (أولى الطائفتين) وهو أصح ما في مسلم إلى
    (أقرب الطائفتين) ليخرج لنا بنتيجة كبيرة عجيبة وهي أن (علي ومعاوية كلاهما على حق)!.

    وهذه هي فلسفة ابن تيمية ليس مع هذا الحديث فقط وإنما مع كثير من الأحاديث والقضايا التي ينصرها ابن تيمية فهو من أذكياء العالم ولا يستطيع أحد اكتشاف أخطاءه إلا بصعوبة مع تجرد كبير و بحث المسائل بحثاً مستقلاً وإلا سيصل للنتيجة نفسها التي تجعل (العادل والظالم كلاهما على حق)!
    وتجعل (الداعي إلى الجنة كالداعي إلى النار كلاهما على حق)!
    وتجعل المهتدي والضال على حق!

    ويتم تثبيت هذا في الذهن أولا!ً ثم يأتون ليمنَّوا على علي وأصحابه ويقولون: (هم أقرب إلى الحق)!! يعني كالأصبع السبابة مع الأصبع الوسطى فقط!

    سبحان الله: إذن لماذا وجدنا النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كان صريحاً في حديث عمار في التفريق القوي بين الطائفتين (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) أظن أنه “صلى الله عليه وآله وسلم” خشي أن يأتي من يزعم أن الطائفتين كلاهما على حق؟!

    وللأسف أن كلام ابن تيمية مازال إلى اليوم مقدماً على كلام رسول الله فكأنه عند هؤلاء أعدل وأليق من كلام رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"؟!
    لمثل هذا يموت القلب من كمد!.


    45-كلام ابن كثير:
    ثم نقل الشيخ كلام ابن كثير ص56 ولم ينكر الشيخ ما زعمه ابن كثير من أن معاوية (مأجور على قتال علي)! وقتله للبدريين.

    وربما يقول إنه مأجور على سن لعن علي بن أبي طالب على المنبر!.
    وأنه مأجور في قتل حجر بن عدي وأصحابه!
    ومأجور في حرمان الأنصار والأثرة عليهم!
    ومأجور في المتاجرة بالخمر!
    ومأجور في استلحاق زياد ورد الحديث!
    ومأجور في تفويض أمر الأمة ليزيد الفاسق!
    ومأجور في تقويض الخلافة الراشدة!
    ومأجور في سن الملك العضوض!
    ومأجور في التعامل بالربا!
    ومأجور في بيع الأصنام للهند!
    ومأجور في اغتيال المخالفين!
    ومأجور في قتل 25 بدرياً يوم صفين!
    ومأجور في قتل محمد بن مسلمة!
    ومأجور في سم الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص!،
    ومأجور في خروجه على إمام زمانه وحربه له!
    ومأجور على استغلاله لقميص عثمان وخداعه لأهل الشام بذلك،

    وهذه وغيرها كثير مما ثبت في معاوية فهو على منهج هؤلاء مأجور في كل هذا بدعوى أنه اجتهد[13]! ومن مهازلنا أننا ندعي الاجتهاد لمن لم يجتهد! لأننا خلطنا عقيدتنا بعقائد أهل الشام، وعقيدة الشاميين كانت خلطة عجيبة من النصب الشامي والعقائد الحنبلية مع إرجاء في الاعتذار عن أهل الشام وخارجية في ذم أهل العراق! أخذوا بعضها من غلاة الحنابلة الذين تأثروا بالمحنة وأصبحوا يبالغون في مدح معاوية والثناء عليه معارضة للشيعة والمعتزلة وتلبية لرغبة المتوكل الذي كان يبغض علياً ويجعل أحد المهرجين يرقص ويشرب الخمر زاعماً أنه –أي المهرج- علي بن أبي طالب فيرقص ويشرب وينشد زاعماً أنه الإمام علي!:
    والمتوكل يضحك!

    والحنابلة يقولون: نصر الله به السنة وقمع البدعة!

    فنحن أمراضنا قديمة! وليست وليدة العصر والتصحيح يحتاج لشجاعة لا أظن أننا نتحلى بها الآن ولا في المستقبل القريب، شجاعة مع النفس ومع الناس بأن نلتزم بحكم الله ورسوله ونترك أهواء الناس في بطون الكتب.

    46-دعواهما واحدة!
    أما حديث (دعواهما واحدة) فالدعوى دعوى لكن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” قد فصل في هذه الدعوى وإلا فكل ظالم لا يحضر إلى المحكمة إلا وهو يزعم ويدعي أنه مظلوم.

    47-القتال على الملك:
    أما ما نقله الشيخ عن ابن كثير ص56 قوله من أنهم –يعني الإمام علي ومعاوية- (إنما يتنازعون في شيء من أمور الملك ومراعاة المصالح العائد نفعها على الأمة والرعايا! وكان ترك القتال أولى من فعله كما هو مذهب الجمهور)أهـ.

    قلت: أولاً: هذا قول ابن تيمية نقله تلميذه ابن كثير وإن لم يصرح باسم ابن تيمية وقد نقل الشيخ عن النووي ما يخالف هذا بأن جمهور الصحابة كانوا مع علي فيبقى الحكم للروايات الصحيحة.

    ثانياً: لا يصح ما ذكره من أن الجمهور كان على ترك القتال فأكثر الصحابة كما سبق كانوا مع علي ولم يذكروا من المعتزلين للحرب مع علي إلا القليل وليس كما يزعم أهل الشام.

    فكان مع علي نحو سبعين من أهل بدر وقيل أكثر ولم يبق يومئذٍ منهم يومئذٍ إلا أقل من المائة والذين لم يشاركوا اعتذروا بأشياء فبعضهم يكون عذره في كبر السن وبعضهم في التورع عن القتال كما تورع بعضهم في نصرة عثمان لكن الأغلبية من أهل بدر وأهل بيعة الرضوان كانوا مع علي ويدل على ذلك روايات كثيرة صحيحة استطردنا بعضها في كتابنا (بيعة علي) وكل الروايات التي تزعم أن الفتنة ثارت ولم يشهدها من الصحابة خمسة أو لم يشهدها ثلاثون روايات ضعيفة وكانت مع ذلك تتعلق بالفتنة في عهد عثمان لا الفتنة في عهد علي –وقد حققت المسألة-، في كتاب (أحاديث الفتن) [14].

    لكن الخلاصة أنه تأكد عندي أنه لم يعتزل الحرب مع علي إلا نحو العشرة من أهل بدر على أكبر تقدير لأعذار وشبهات وشهدها مع علي سبعون بدرياً.
    أما الرضوانيون فشهد مع علي ثمانمائة ولم يعتزل إلا نحو العشرين لأسباب وأعذار.
    والصحابة الذين شاركوا مع علي في حروبه أكثر من الصحابة الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية كاليرموك والقادسية –أعني أصحاب الصحبة الشرعية- وهم أكثر بكثير من الصحابة الذين نصروا عثمان!.
    وقد مات كثير من البدريين والرضوانيين في عهد الخلفاء الثلاثة وبعضهم طعن في السن والقليل اعتذر بالتورع عن القتال كسعد بن أبي وقاص وهو من أهل بدر وكابن عمر وهو من أهل الرضوان وقد ندما وخاصة ابن عمر ثبت ندمه بأسانيد صحيحة أما ندم سعد فروي في أثر وفي إسناده نظر لكنه صحَّ عنه أنه لم يكن يجزم أنه على حق وشرطه في امتلاك سيف (يعرف المؤمن من الكافر) يشمل مانعي الزكاة والبغاة والخوارج مع قولنا بوجوب قتال الخوارج ومانعي الزكاة.

    بل قد اعتزل سعد بن أبي وقاص من عهد عثمان ضد الثوار فلماذا لم يحتج النواصب بفعله هنا؟ مع أنه شاركه في ذلك كثير من الصحابة، كما لم ينصر علياً ضد البغاة والخوارج ولم يعتزل معه إلا قلة من الصحابة.

    إذن فالصحابة الذين اعتزلوا نصرة عثمان أكثر بكثير من الذين اعتزلوا نصرة علي ومع ذلك لا يحتج النواصب ومقلدوهم باعتزال الأكثرية عن عثمان ويحتجون باعتزال الأقلية عن علي! مع مخالفة هذا الاعتزال للنصوص الشرعية من الأمر بقتال الفئة الباغية.

    إذن فمانعو الزكاة، وأهل الجمل وأهل صفين والخوارج والثائرون على عثمان كل هؤلاء يقولون (لا إله إلا الله) ولم ينقل أنه قاتلهم أحد من هؤلاء المعتزلين فلم يقاتلهم سعد بن أبي وقاص ولا أسامة بن زيد ولا محمد بن مسلمة ونحوهم وخاصة أسامة بن زيد فإن صوبتموهم في ترك القتال مع علي فصوبوهم في ترك قتال مانعي الزكاة والخوارج والثوار على عثمان.

    فالنواصب ومقلدوهم يجهلون هذه الأمور فيبنون عليها اتهام الآخرين بالبدعة
    وسوء النية لأنهم لايقرءون التاريخ وإنما يكتفون بما دونه معتدلو النواصب من الردود على المخالفين.

    فمثلا يجهلون اعتزال الصحابة عن عثمان ويجهلون أن معظم المهاجرين والأنصار كانوا ساخطين على سياسة عثمان مؤيدين في الجملة لمطالب الثوار صرح بذلك المطالبون بدمه قبل غيرهم فكانت تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها –ما معناه- (ما أحببت أن ينال من عثمان شيء إلا نيل مني مثله حتى لو أنني تمنيت أن يقتل لقتلت)!.

    وكان طلحة من الثوار المحاصرين لعثمان وقد اعترف الذهبي بأن طلحة كان فيه تمغفل وتأليب على عثمان!
    وأما نقد أبي ذر وعمار وعبادة بن الصامت وحذيفة وابن مسعود لعثمان فأكثر وأشهر وأصح من أن ننبه عليه.
    بمعنى أن المعارضين لعثمان أكثر وأصح ديناً وأقدم إسلاماً ونصرة ممن عارضوا علياً باستثناء طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم فقد ندموا من معارضة عثمان وعلي رضي الله عنهما.

    أما معارضو عثمان الآخرون وهم أغلبية المهاجرين والأنصار فلم يؤثر عنهم توبة ولا ندما وإنما سخط كثير منهم على المباشرين لقتل عثمان وكانوا لا يريدون قتله ولا يحبون ذلك وإنما يريدون تسليم مروان وعزل بعض ولاته والإنصاف من بني أمية أو خلع عثمان إذا تعذر الأمر.

    هذا الكلام سيكون غريباً على مقلدي ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله اللذين نقلا مضمون رواية سيف بن عمر الناصبي الكذاب وتركا مرويات الثقات،
    إذن فمقلدو ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله سيستغربون من هذا الكلام لأنهم لم يقرؤوا التاريخ إلا بعيون شامية ([15]) ولم يرجعوا لمصادر التاريخ ليقارنوا وينظروا.

    والخلاصة هنا: أن الأمر ليس كما يقول ابن كثير سامحه الله ورحمه فجمهور الصحابة الصحبة الشرعية كانوا مع علي وكان مع معاوية الطلقاء والأعراب والقبائل الشامية وجمع لا بأس به من النصارى أخوال يزيد ([16])!

    أما ما زعمه ابن كثير سامحه الله من أن النـزاع كان من أجل الملك ولمراعاة المصالح التي يعود نفعها على الأمة! فهدف أهل الشام صحيح أنه كان للملك يدل عليه دلائل كثيرة وأما هدف الإمام علي ومن معه فكان هدفاً شرعياً من قتال البغاة وشاقي العصا، أما معاوية فهو وإن قاتل على الملك لكن لم يصرح بهذا إلا بعد أن تم له الأمر وخطبهم في الكوفة وصرح بهذا أما علي فكان قتاله لمعاوية بسبب خروجه على الجماعة وامتناعه من تسليم الشام ومن حق كل خليفة وكل حاكم أن يقاتل أي ولاية تنفصل عن الحكومة المركزية فهذا أمر يفعله المسلمون والكفار على حد سواء ، ومع علي الأدلة الشرعية التي رواها الفريقان والمعتزلون وكان معاوية يواجهها بالتأويل أو العمومات أو دعوى الطلب بدم عثمان!

    وتبعه النواصب على هذه المزاعم ثم تبعنا نحن النواصب ([17])! لأسباب كثيرة ودقيقة تخفى على كثير من الناس ليس هنا مجال ذكرها.

    أما ما ذكره ابن كثير من أن ترك القتال كان خيراً من فعله فهو مردود بأمر الله عز وجل بقتال الفئة الباغية، قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).
    فالله لم يقل (فاعتزلوا) وإنما قال (فقاتلوا التي تبغي) وقد ثبت بالنص المتواتر أن فئة معاوية باغية فوجب قتالها، ولو لم يقاتلهم علي لترك أمراً شرعياً ولأصبح من سنة الخلفاء الراشدين أن الباغي لا يقاتل.

  • #2

    أما الحسن بن علي فقد كان مضطراً للصلح مع معاوية لتفرق جيشه وطعنهم له ومكاتبتهم خصمه ولم يثبت معه إلا القليل من المخلصين كبقية الصحابة وبعض كبار التابعين الصالحين أما القبائل وأصحاب الدرهم والدينار فقد كاتبوا معاوية واتفق رؤساء العشائر معه... فكان عمل الصلح أولى من فعله في هذه الحالة ولذلك جاء الحديث –إن صح- في مدح صلح الحسن مع أن الأقرب في الحديث أنه مرسل لا يصحوإن دندن حوله النواصب –ليس حباً في الحسن ولا في صلحه ولكن طعناً في الإمام علي وحربه للبغاة.

    ولا ريب أن قتال علي للبغاة مقدم على صلح الحسن معهم، لأن حرب علي للبغاة معه فيه الحق في أحاديث متواترة صريحة الدلالة بينما صلح الحسن لو فعله مع القدرة على قتال البغاة لكان مخطئاً لأنه بهذا يكون قد جعل شرعية للملك العضوض الذي ذمه النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ويكون قد ساهم في إنهاء الخلافة الراشدة التي مدحها النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ولكن الحسن كان مضطراً لذلك ثم ليس في مدح الصلح إلا حديث فرد مختلف فيه لاختلاف المحدثين في سماع الحسن من أبي بكرة مطلقاً أم لا؟! ثم اختلافهم هل سمع هذا الحديث من أبي بكرة أم لا؟([18]) وسيأتي أن شطر الحديث الأخير ضعيف لا يصح مرفوعاً وإنما هو مدرج من كلام أبي بكرة.

    والصواب أن يقال علي محق في حرب البغاة في زمانه والحسن محق في الصلح معهم لظروفه وحق علي أوضح من عذر الحسن ([19]).

    48-:هل أثنى النبي على الملك العضوض؟!
    أما قول الشيخ ص58 (لو لم يكن معاوية أهلاً للملك لما مدح الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” هذا الصلح الذي فيه تنازل الحسن)!.

    أقول:
    أولاً: النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” لم يصح عنه أنه مدح صلح الحسن والحديث في ذلك مرسل أو هو مدرج من كلام أبي بكرة كما سيأتي.

    ثانياً: لو كنتم صادقين في مدح ما مدحه النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” لمدحتم قتال علي للبغاة فالنبي “صلى الله عليه وآله وسلم” مدح قتال علي للبغاة بأبلغ وأصح وأصرح من هذا المدح الذي جاء في حديث مرسل، أو على الأقل مختلف في وصله وإرساله.

    ثالثاً: هذا المدح للحسن -إن صحَّ- لا يعني ثناءً على ملك معاوية! وإنما ثناءً على الحسن لتمكنه من طرق أفضل الحلول التي لولاها لاستأصل معاوية البقية الباقية وانقطع خير كثير.

    رابعاً: ذم ملك معاوية جاء صريحاً في حديث (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تكون ملكاً عضوضاً) وهو صحيح آحاد وحديث (فساد أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء من قريش) وهو في البخاري، ونحو هذا من الأحاديث المصرحة بظلم معاوية وتغييره لكثير من سنن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” كحديث (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) صححه جمع منهم الألباني، فهذا كله ذم خاص صريح([20]).

    خامساً: ثناء النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” على قتال علي لمعاوية وتسمية مقاتليه كعمار (دعاة إلى الجنة) فهذا أبلغ في الثناء من حديث صلح الحسن.

    سادساً: قد روي حديث صلح الحسن بأكثر من لفظ بعضها لا يفيد معنى الصلح وإنما فيها لفظ (إصلاح الطائفتين) وهذا اللفظ عند أحمد والترمذي وهو أقوى من غيره.

    سابعاً: قد يشهد لضعف حديث صلح الحسن أن الحسن لم يحتج به في الصلح رغم معارضة بعض أصحابه للصلح فلم يرد به على الذين أنكروا عليه من أصحابه.

    ثامناً: أما الحكم بالإسلام للطائفتين فلم ننكره، فكل من تسمى بالإسلام يجب معاملته بالظاهر والله يتولى السرائر.

    تاسعاً: لا يلزم من وصف طائفة معاوية بأنها مسلمة أن نصف كل أفراد الطائفة بذلك فقد كان بينهم نصارى ومنافقون ويشهد لذلك أن الآية الكريمة (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا...) نـزلت في طائفتين طائفة منافقة لكنها تتسمى بالإسلام وطائفة مؤمنة وكان رأس الطائفة المنافقة عبد الله بن أبي وعلى رأس المسلمة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ومع ذلك أطلق الله عز وجل لفظة (المؤمنين) على الجميع بحكم التسمي بالإسلام لا بحكم الحقيقة؟ وإن كان بحكم الحقيقة لا يعني إنـزالها على جميع الأفراد المنتمين لهذه الطائفة وهذا معروف في كلام العرب.
    فلو تقوم اليوم حرب بين مصر والسودان سنقول: هناك حرب بين طائفتين مسلمتين بحكم التغليب وإلا فهناك نصارى وربما وثنيون في جيوش هؤلاء وهؤلاء.
    وسيأتي التوسع في بيان ضعف حديث الحسن وضعف استدلالهم به.


    هوامش

    (1) اتهام الشاميين بالنصب من الانحراف عن علي بن أبي طالب والميل لمعاوية قوي الدلائل بحكم تأثير البيئة والشاميون المعاصرون لابن تيمية كالذهبي وابن كثير وابن القيم رحمهم الله جميعاً وسامحهم تأثروا بنصب ابن تيمية لكنهم أخف نصباً منه وهو أخف من غلاة النواصب كمروان بن الحكم وحريز بن عثمان ومعاوية ويزيد وسائر ملوك واتباع بني أمية (إلا عمر بن عبد العزيز ويزيد الناقص) وكذا أبرز ملوك بني العباس المتقدمين كالمنصور والرشيد والأمين والمتوكل كانوا نواصب، ولا ريب أن ابن تيمية رحمه الله أخف نصباً من هؤلاء كلهم لكن نصبه أخفى وأخطر من نصب هؤلاء جميعاً لأنه عالم فاضل له مشاركة قوية في كثير من العلوم ولأنه يتحدث باسم السنة والجماعة! ويدافع عن بعض النصب باسم السنة ولا يرجع للنصوص الشرعية إلا قليلاً.

    وإثبات هذا يحتاج لوقت ولن تخوفنا الاتهامات بالتشيع عن قول الحق، لأن البعض يريد قطع الطريق بأن يتهمك بالتشيع ويسارع في ذلك حتى يبقى جانب النصب مصوناً! ونحن مع اتهامنا لبعضهم بالنصب إلا أننا لا نظلمهم ولا نطرح فضائلهم كما يفعل مقلدوهم مع من يبدعونهم ممن هم أعلم وأفضل من ابن تيمية، والغريب أن غلاة السلفية يتساهلون مع من يتهم أبا حنيفة بالكفر والزندقة ولا يتساهلون مع من يثني على ابن تيمية لكنه يأخذ عليه شيئاً من النصب! مع أن الإنكار يجب أن يكون على قدر الخطأ هذا لو افترضنا أن متهم ابن تيمية بالنصب مخطئاً مع أن الصواب معه؛ لكن التقليد يمنع من الاعتراف بذلك مع ظهوره لكل منصف؛ وهذا لايمنع من محبته والثناء عليه فيما أصاب فيه؛ وابن تيمية نفسه قد ذكر أن الشخص قد يُحب في الله من وجه ويُبغض في الله من وجه.

    (2) هم من أهل العلم لا شك في هذا لكن أعني أنه يكتفي بهذا ولا يعرضها على غيرهم من أهل العلم كابن عبد البر والنسائي والحاكم ومسروق بن الأجدع وشريك وعلقمة بن قيس والمقبلي وابن الوزير وابن الأمير... الخ! فكلامه يوهم أن (أهل العلم) متفقون على ما ذكر ابن تيمية أو ابن كثير! أو محصورون في هؤلاء الذين ذكرهم وهذا غير صحيح، وأربأ بالشيخ أن يحصر تمثيل السنة في نفر من أهل الشام شهادتهم في الموضوع لا تخلو من جرح.

    [3] وكذا يفعل أغلب المعاصرين كالأخوة الأفاضل: سفر الحوالي في (ظاهرة الإرجاء) وسلمان العودة في (العزلة والخلطة) ومحمد امحزون وغيرهم من المتأثرين بأهل الشام، ومحبتنا لهؤلاء في الله موجودة لكن محبتنا للإمام علي أكبر، ومن واجبنا أن ننبه لأسباب الانحراف المعاصر عن علي بن أبي طالب وأهل بيته وأنه انحراف عام للأسف بسبب التأثر بأهل الشام وهذا لا يمنع أيضاً من الاعتراف بأخوتهم وفضلهم ودعوتهم لكن الحق يجب أن يقال ولا أظن عاقلاً يمانع من نقد كلامه بالتي هي أحسن.

    (4) أرجو أن يراجع الشيخ إسناد هذا اللفظ في مسلم ولينظر هل هو من باب المنكر في اللفظ أم لا، خاصة إذا علمنا أن المنكر مخالفة الضعيف للثقة، وأترك الحكم على إسناده للشيخ نفسه!.

    [5] البغي أخذناه من حكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المسألة في حديث عمار المتواتر، وقد أنجانا الله من السفسطة التي يحاول بها البعض -تبعاً للشاميين!-إبطال دلالة الحديث.

    [6] فسق أهل الشام أخذناه من قول عمار بن ياسر الصحابي البدري ميزان تلك الحروب (لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا ظلموا).

    [7] ضلال أهل الشام أخذناه من قول خزيمة بن ثابت وهو بدري (الآن بانت لي الضلالة)! قالها بعد قتل عمار؛ وكذا أخذناه من قول عمار (والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أننا على الحق وهم على الضلالة)!.

    لاحظوا أن السلف الصالح أمثال علي وعمار وخزيمة متفق مع النصوص الشرعية في ذم بغي وظلم أهل الشام فهؤلاء هم السلف الحق ، واقوالهم متسايرة مع النصوص وليسوا كسلف غلاة السلفية الذين يجتهدون في رد دلالة النصوص الشرعية إما بالتأويل الباطل أو بمظنونات نصوص أخرى أو بالتقليد المحض لعلماء فيهم نصب؛ فإن لم يكن عمار وأمثاله من السلف فليس في الدنيا سلف؛ وبهذا المثال نعرف أن الإشكال ليس في الانتساب إلى السلف إنما الإشكال في التطبيق نفسه من حصر البعض للسلف في مجموعة من غلاة العقائديين المتهمين بالنصب.

    (87) بعضهم يقول: إذا كان المحدثون قد أنكروا على المعتزلة رد الأسانيد فالمحدثون يردون المتون! فلا يؤمنون بها وإنما يؤلونها ويعطلونها، ورد المتون أبلغ في المحذور من رد الأسانيد مع الإيمان بمعاني المتون المتفقة.

    (88) في استدلاله بلفظة (أولى) على أن الجميع على حق!

    (89) واستدلوا بأحاديث في ذلك منها حديث (يموت معاوية على غير ملتي) وفي لفظ (على غير سنتي) وسنده صحيح وله شواهد وقد قوى بعض أسانيده الدكتور جاسم المشهداني في رسالته الجامعية (موارد أنساب الأشراف للبلاذري) من جامعة أم القرى، والشيخ عزوز المكي والسيد محمد بن عقيل وغيرهم، وكل هؤلاء سنة وأصحاب حديث، ولي في الحديث مبحث خاص. والحديث آحاد ليس موضع مفاصلة رغم قوة إسناده ،فهو أقوى إسناداً من كل فضائل معاوية التي يدعونها له!؛ فإن صححوا أسانيد فضائله لزمهم تصحيح هذا الإسناد لأنه أقوى بلا شك، لا سيما مع كثرة شواهده من الأحاديث والآثار.

    [11] سبق أن ذكرنا في مقدمة كتاب العقائد أن الزبير رجع بعد تذكير علي وطلحة رجع برجوع الزبير وعائشة كانت تنهى عن القتال، وبقي جيشهم الذي ليس فيه بدري ولا رضواني مختلطاً في القتال مع جيش الإمام، وكان جيشهم هو الباديء في القتال وليس كما يزعم سيف بن عمر من المؤامرة المزعومة، لكن يبقى فعلهم في الخروج خطأُ، والثلاثة لهم سابقة وفضل وجهاد وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم وليسوا من الطلقاء والأعراب كمعاوية وبسر وأبي الأعور السلمي وحرقوص بن زهير.

    (91) نص قول النووي (هذه الروايات صريحة في أن علياً رضي الله عنه كان هو المصيب المحق والطائفة الأخرى معاوية رضي الله عنه كانوا بغاة متأولين وفيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان ولا يفسقون وهذا مذهبنا)أهـ.

    [13] فنكون بهذا لم نفسد السنة فقط وإنما أفسدنا الإسلام نفسه، ولم يصبح لأوامر القرآن ونواهيه أي معنىً! لأنه كلما استزاد الشخص من الذنوب كلما زاد أجره عندنا! فلذلك لا نستغرب إذا وصمنا من قبل المعتزلة بأننا أنصار الظلم والظالمين، لأن نرتب الأجر على كل الذنوب والجرائم ما عدا الكفر الصريح المعلن!

    [14] لم يطبع بل لم يكتمل.

    (15) هؤلاء غالباً لا يرجعون إلا لابن كثير أو ابن تيمية أو الذهبي وكلهم شاميون متأثرون بالبيئة الشامية وأخفهم في ذلك الذهبي.

    (16) معاوية تزوج امرأتين من كلب وكانت القبيلة نصرانية وقد أخلصوا لمعاوية!.

    (17) عندما أقول (نحن) لا أقصد التعميم وإنما نحن نرى اليوم كثيراً من طلبة العلم يجمعون بين السنة والنصب وغالباً يكون هذا بلا قصد وإنما لثقة في عالم أو تقليد لمذهب أو تيار أو بسبب الغلو الشيعي المعاصر فيحذر بعض السنة حتى يقع في النصب وهو لا يشعر.

    (18) سيأتي التفصيل في الحديث، وأنه لا يصح مرفوعاً.

    (19) والكفار وهم كفار يجوز قتالهم والصلح معهم حسب القدرة والإمكان فإذا كان قتال أهل الشام واجباً في الأصل فقد يعجز الحسن وأصحابه في قتالهم فيعد معذوراً ممدوحاً على ترك المجازفة لما فيه من المحافظة على البقية الباقية من المؤمنين وليتمكنوا من نشر العلم وممارسة المعارضة السلمية وبيان أخطاء النظام وكان يفعل هذا الصحابة الذين كانوا مع علي وبقوا إلى عهد بني أمية كأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله وغيرهم ممن لهم روايات في ذم الظلم الأموي وبيان السنن للناس ونحو ذلك.

    (20) وهذه الأحاديث من دلائل ضعف حديث صلح الحسن لأن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” لن يثني على شيء ويمدحه فهذا تناقض يتنـزه عنه كلام النبوة.

    تعليق


    • #3
      موضوع ذات صلة للأخ أميري حسين - 5

      ##عار عليكم أن جعلتم رسوُل الله يناقضِ نفسه##

      http://www.yahosein.org/vb/showthread.php?t=113740

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اقول
        ان قال اخي محمد الوائلي
        كونه متابع لموضوعي وينتظر ترقيع الطرف الاخر للتناقض
        فاني اقول
        لقد اغلق عليهم حسن فرحان المالكي كل طريق وترقيع
        @@@@@
        مجهود طيب منك اخي صندوق العمل
        ودعائي الى الله ان تنفتح عقول اهل السنة ليقفوا عند حقيقة من ضمن عدة حقائق حاول طمسها المؤرخون
        حيث لاحظنا قول المالكي
        ان المؤرخين اخذوا يؤولون الحدث دون الوقوف على النصوص الشرعية والاخذ والعمل بها
        وذلك بالطبع تميعا للحقيقة
        ######
        والغريب من فرحان المالكي
        ان يذكر حديث النبي
        عن قتال الامام للناكثين والقاسطين والمارقين
        ولكن ومع ذلك نجده يعطي الاعذار لجريمة الجمل وقادته
        ولكنه مهما حاول هو او غيره
        فنراه اي حسن فرحان المالكي هنا ودفاعا عن عائشة والزبير وطلحة قد انتهج نفس منهج المؤرخين لما هو انتقدهم بنفسه
        كونهم اهملوا النصوص الشرعية وأولوا الحدث باراهم
        ونرى المالكي
        في الجمل قد سار على نفس الخطا وان كان هو قد ذمهم من قبل
        بارك الله بك اخي صندوق العمل في ميزان حسناتك ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          الله يحفظك اخي أميري حسين

          حمداً لله ان حسن بن فرحان المالكي هو سني سلفي سعودي ويعيش في السعودية ولايطبّق افكاره على كل معتقداته تطبيقاً كاملاً ، لأنه لو فعل ذلك لاتهموه انه صار شيعياً حقيقةً فيسقط ولايُعد لكلامه بعد ذلك أي اعتبار.

          اسأل الله ان يهديه يوماً الى التشيع ونحمده جلّ وعلا على نصرته لمذهب رسوله وآل بيته بأقلام سنيّة مخالفة للشيعة.

          تعليق


          • #6
            لأن لأبد للحق أن ينجلي ..
            الله يكثر من أمثال السلفي حسن فرحان المالكي
            تظهر الحقيقة رغم أنوف الوهآبية الجلاب
            الله يُلعن الناصبي بن زانية

            تعليق


            • #7
              يا مهدي ادركنا

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة غدير الولاء
                لأن لأبد للحق أن ينجلي ..
                الله يكثر من أمثال السلفي حسن فرحان المالكي
                تظهر الحقيقة رغم أنوف الوهآبية الجلاب
                الله يُلعن الناصبي بن زانية

                اهلاً بأختي غدير
                سعيد بعودتك بعد هذا الانقطاع
                منورين الموضوع

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابو ربيع
                  يا مهدي ادركنا
                  مشكور على المرور والمشاركة أخي الكريم ابو ربيع

                  تعليق


                  • #10
                    هذا الرجل جرئ واعتقد انه سوف يُقتل عاجلا ام اجلا لانه يهدم الدين الوهابي ببحوثه


                    تعليق


                    • #11
                      الله يحفظة ويجعله سبب لاستبصار اهل السنة.
                      نسأل الله ان يهديه الى حسن الخاتمة.

                      بحوث هذا الرجل علمية بحيث يستطيع الشيعي ان يستخدمها ضد الوهابية لالكوننا نلزمهم بقول صاحبهم انما لان الحجية في البحوث نفسها.

                      تعليق


                      • #12
                        يرفع بالصلاة على محمد و آل محمد فقط لا أصحاب ولا زوجات كما ابتدعها أهل البدعة !!!

                        اللهم صل وسلم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم صل وسلم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين

                          تعليق


                          • #14

                            ومن هذا حسن فرحان؟



                            اقرأ كلامه لتعرف مذهبه :

                            إذن فأصحاب النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" –الصحبة الشرعية- ليسوا إلا المهاجرين والأنصار ومن يدخل في حكمهم؛ ممن أسلم قديماً في العهد المكي ثم عاد إلى بلاده بإذن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، أو استشهد، أو هاجر إلى الحبشة ولم يعد إلا بعد الحديبية، كما يدخل فيهم من جعل النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" له الهجرة في دياره كوفد مزينة وكذا قبيلة أسلم من أسلم منهم قبل الرضوان ولم يهاجر، لثبوت هذا بأدلة خاصة، كما يدخل في حكمهم نساء المهاجرين اللاتي هاجرن معهم، وكذلك مواليهم المسلمين الذين شاركوهم في الإسلام والهجرة… وأمثال هؤلاء وكذلك يدخل نساء الأنصار ومواليهم وحلفاؤهم المسلمون بالبوادي القريبة منهم.
                            ثم يقول :

                            وعلى هذا فلا يدخل في الصحابة خالد بن الوليد رضي الله عنه وطبقته كعمرو بن العاص وعثمان بن أبي طلحة ولا يدخل من بعدهم كالعباس بن عبد المطلب وأبي سفيان بن الحارث، ومن باب أولى ألا يدخل من أسلم بعد هؤلاء كالطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، والأعراب، والوفود، ولا أبناء الصحابة الصغار الذين رأوا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" أطفالاً ولم يشهدوا شيئاً من الأحداث، وقد يفضل بعضهم على بعض الصحابة بدليل خاص.


                            هل يوجد سني ينفي الصحبة الشرعية عن العباس بن عبدالمطلب؟


                            نترك لك الباقي لتعرف مذهبه




                            فعندما تضع اسمه, ضع اسم مذهبه بجانبة, فالسنة عقيدة واتباع, وليست ادعاء

                            تعليق


                            • #15
                              أخي صندوق العمل أخالفك في قولك أن حسن بن فرحان المالكي سلفي , لا يوجد فيه شئ يدل على أنه سلفي , هو المثال الصحيح للسني

                              عندما نناقش الوهابية , نقول لهم أنتم لستم سنة ونبين ذلك بأدلة , فإن كنا سنعتبر حسن بن فرحان المالكي من السلفية هذا يعني أننا نضحك على أنفسنا عندما نقول للوهابية أنتم لستم سنة

                              حسن بن فرحان المالكي يعتبر معاوية من أهل النار , فهل مثل هذا يطلق عليه سلفي

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X