إذا تأملت في أمور نفسك وتقلب أحوال الدنيا واضمحلالها وعدم سكونها وثبات استقرار عزتها وذلتها وفقرها وغنائها وصحتها وسقمها وعدم وفاء الإخوان ونصيحة الخلان وعدم الانتفاع بالأولاد والبنين وأمثال ذلك وداومت النظر والتفكر في ذلك وأشباهه فلا بد أن تستولي عليك عظمة الله تبارك وتعالى ويحصل لك الانزعاج عن الدنيا والرغبة في الآخرة وينصرف ذهنك وعقلك إلى الملأ الأعلى فترد عليك الإفاضات الإلهية ويصبح قبلك محلا للأنوار القدسية والعلوم الحقيقة بشرط أن تلاحظ مع التفكر والاستقامة في الأحوال والأقوال والحركات والسكنات وأنحاء المعاشرات وهي الاستقامة الأمور بها في قوله " واستقم كما " وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وبذكره صلوات " شيبتني هذه الآية " على المعنيين إما لصعوبة الامتثال وعظمته بحيث تنهد به القوى والجوارح من خشية الله تبارك وتعالى واستشعار عظمته وإما لأن الامتثال بها مورث للكمال المطلق هو مقتضى مقام الشيبة.
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.