بسم الله الرحمن الرحيم

يسير وراء جنازتها بــ خطوات متثاقلة ,
يتدلى شماغه الأحمر على كتفيه يطأطئ رأسه إلى الأرض
يبدو على ملامح وجهه الحزن واليأس
ينظر بــ عينين وديعتين .. تخفيان وراءهما ثمة من الأفكار المتزاحمة
في مخيله المشوش ,
خلفه قطرات الدموع تنهمر من عيون الأحبة
صياح وعويل يضج بــ المكان
يطلق تنهداته بعد ما واروا جثمانها تحت الثرى ..
يعود إلى المنزل صامتا .. يجلس في الزاوية بالقرب من غرفته الضيقة
حوله أفراد أسرته , نظرات العطف والحنان تنساب من عيون ابنائه وبناته
ثمة من الاسئلة يطرحها أحفاده .
جدي : هل تحب جدتي ؟
بصوت متحشرج .. نعم
هل تتمنى أن تكون معها في الجنة ؟ أتمنى ذلك
هل ستتزوج بــ امرأة أخرة ؟ لا
يطلق زفرات ملتهبة . ثم ينهمر باكيا بــ صوت عال
يضع يده اليمنى على رأسه متألما
يرق له الجميع بعواطف جياشة وحب كبير وتقبيل الجبين
لعله يسترخي قليلا ويجلس معهم في هدوء
مضت ثلاثة أيام وهو على هذا الحال .., أحواله متقلبة
تارة يصرخ في أبنائه متعصبا .. تارة يتودد إليهم ويلاطفهم
وتارة أخرى يتمارض ويسقط مغشيا عليه .. يتنفس الصعداء
يصرخ متألما .. الخوف يدب في قلوب ابنائه
يسارعون به إلى أقرب مستشفى
لكنه سرعان ما يفيق قبل الدواء
شئ ما يشغل تفكيره .. كلمات متعلقة على شفيته
نظرات تحملق بهم .. الوقت يمضي , لا بد من مصارحتهم
فكر مليا وفكر بــ ثـقة عالية .. أخذ بيد محمد جانبا
بني أنت أكبر أبنائي .. اسمعني جيدا ..وافهم ما أقول
لقد تركتني والدتك وحيدا ورحلت الى الرفيق الأعلى
في اللية الماضية اشتدت علي آلام في معدتي وآلام في رأسي
لم يكن أحد جانبي يسقيني شربة ماء
ابحث عن رفيقة تؤنسني , تشاركني ما بقي من عمري
بني افهمني
الأثنين 13 / 3 / 1430 هــ
من خربشات قلمي تحتاج لنقد بناء
غير جارح
دمتم موفقين
تعليق