بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو السن الذي يكون فيه الشباب مؤهلين للزواج ؟
عندما نطرح هذا السؤال على الناس نجد أن الإجابات والآراء تختلف , طبعا لاختلاف وجهات النظر ....
فالبعض يقول أنا أفضل أن يتزوجوا مبكرا , والبعض يقول : نحن لا نحبذ الزواج المبكر , بل لابد أن يصل الشاب إلى الثلاثين والشابة تصل إلى العشرين بعد ذلك يتزوجوا ...
وهكذا ... تختلف الآراء وتتعدد لاختلاف وجهات النظر .. ولكن دعونا نسأل الإسلام .. نسأل الشرع في ذلك لنرى ما هو رأيه في ذلك .
إن الدين الإسلامي وضع لذلك ــ أعني حتى يكون الشاب والشابة مؤهلين للزواج ــ ركيزتين أساسيتين :
الركيزة الأولى : البلوغ
الركيزة الثانية : الرشـــد
فيقول يكون الشاب مؤهل للزواج متى ما صار بالغا رشيداً , وكذلك الشابة .
أما الركيزة الأولى : البلوغ , فهــو للفتى عند سن الخامسة عشر (15) وربما ينقص عن ذلك سنة أو سنتين , ولكن لا يكون أكثر من خمسة عشر , وهذه قاعــدة عــــامة لكل الشباب .
أمــا الفتيات فــسن البلوغ لهن هــو إكمال السنة التاسعة القمرية والدخول في العاشرة , وهذا العمر قــاعدة عــــامة لكل الفتيات , ولا ينقص بلوغهن عن ذلك ولا يزيد .
هــذا بالنسبة إلى الركيزة الأولى ــ البلوغ ــ ,
أمـا الركيزة الثانية : وهـي الرشــد : فهــو ـ الرشد ـ بعكس البلوغ أي أنه يختلف من شخص إلى آخر ولا توجد له قاعدة عامة أو سن معين , فقــد يكون الرشد عند بعض الشباب عند بلوغ الخامسة عشر , وقد يصل البعض إلى الثلاثين من العمر وهـو ليس برشيد . وكذلك الحال في الفتيات فقد يكون الرشد عند بعض الفتيات عند بلوغها العاشرة من العمر , وقد تصل بعض الفتيات إلى العشرين وإلى الثلاثين وهي ليست برشيدة . إذن سن الرشد ليس له وقت محدد ولا توجد فيه قاعدة عامة , عكس البلوغ تماما .
إذا اتضح هــذا .. أقــول :
متى ما أصبح الفتى بالغا ورشيدا (1) استحق بذلك الزواج ولا يحبذ له الإسلام تأخير نفسه أكثر من ذلك بل يحثه على الزواج بأسرع وقت ممكن , وكذلك الحال في الفتات .. فمتى ما أصبحت بالغة ورشيدة استحقت الزواج ولا يحبذ لها الإسلام التأخير أكثر بل يحثها على الزواج بأسرع وقت ممكن , ولا ترفض كل من يتقدم لخطبتها بحجة أنها ما زالت صغيرة , ولا يحق لأهل الفتات منعها من الزواج ــ إذا كانت بالغة رشيدة ــ بحجة أنها ما زالت صغيرة .
فقـــد حــث الإسلام الحنيف على الزواج , وعلى الإبكار فيه حثا لا مثيل له فقد ورد عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) أنه قال : ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني ) بحار الأنوار, ج10, ص220 .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره )
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( أكثر أهل النار العزاب ) .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من تزوج أحرز نصف دينه ) . وعن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قال : ( ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه يا ويله يا ويله عصم مني ثلثي دينه ، فليتق الله العبد في الثلث الباقي ) بحار الأنوار, ج10 , ص 221.
وغير ذلك من الروايــــات الكثيــــــــرة الواردة في فضل الزواج والحث عليه والإبكار فيه أعرضت عنها للاختصار (2) .
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وإن شاء الله سوف أذكر الأمور التي تساعد الفتى أو الفتاة على الرشد .
(2) وسف أذكر ذلك في مقال مستقل بعنوان ( فضائل الزواج في الكتاب والسنة )
تعليق