باسمه تعالى
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ليلة الجمعة الرمضانية الأولى في 7-11-2002
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع ابنياء الله والمرسلين والشهداء والمجاهدين في سبيل الله منذ آدم الى قيام يوم الدين.
السادة العلماء، الاخوة والاخوات، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد. بسم الله الرحمن الرحيم "شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان." صدق الله العلي العظيم.
أولا أبارك للاخوة والاخوات ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اطلالة هذا الشهر العظيم والمبارك. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن تشملهم رحمته وبركاته وعفوه ورضوانه، وان يمن علينا بعتق رقابنا من النار فيمن يمن عليهم في هذا الشهر العظيم.
أيها الاخوة والاخوات كما نعرف ان المكان والوجود كله لله سبحانه وتعالى. والزمان ايضا كل الزمان هو لله عز وجل. كل الايام والليالي والسنين والشهور له. بحد ذاته المكان والزمان من حيث الاهمية او من الاصل متساو. أي الاربع وعشرين ساعة مثل تلك الاربع وعشرين ساعة. هذه القطعة من الارض مثل تلك القطعة من الارض. حتى في اعراف الناس ووجدانهم يكتسب المكان اهمية او قيمة او قداسة او كرامة معينة او حضور وجداني معين نتيجة احداث او اوضاع ترتبط بذلك المكان او تحصل في ذلك الزمان. وعلى ضوء طبيعة هذا الحدث الطيب يصبح لهذا المكان صورة طيبة وحضور طيب في وجدان هؤلاء الناس، او كان هذا الحدث سيئا مأساويا مؤلما فيكون ايضا الحضور متناسب مع هذا المعنى، والا الازمنة والامكنة بحد ذاتها وبمعزل عن ما يعطيها الله سبحانه وتعالى لها من قيمة وقداسة او ما يعطيها الانسان في دائرة الانسان من احترام او كرامة او قيمة، هي ازمنة متساوية.
لو اخذنا الموضوع من الزاوية الالهية، فقد اقول هذا مقدمة لما هو عملي. الارض كلها لله عز وجل. ولكن عندما يأتي مالك لقطعة ارض ويقول لقد جعلت هذه الارض الفلانية مسجدا لله عز وجل. وتصبح هذه الارض مسجدا وتصبح منسوبة الى الله عز وجل انتسابا خاصا يحصل لها من الكرامة والاحترام والقداسة كبيت من بيوت الله وكمسجد من المساجد وبالتالي تلحق بها كل الاثار الفقهية التي تحدث عنها الفقهاء. لا يجوز لاي كان الدخول اليها، هناك شروط معينة لمن يدخل ويمكث ويمر، ليس كل عمل في هذا المكان مجاز أو من الاعمال المجازة، هناك اعمال غير مجازة، وهكذا لا تبقى هذه الارض كبقية الارض. الزمان ايضا، بكل الاحوال لا اريد ان استهل الوقت في هذه الفكرة هي فكرة واضحة. على هذا الاساس نحن نجد ان هناك امكنة في الارض لها خصوصية عند الله سبحانه وتعالى، فبيت الله الحرام، المسجد الحرام، هذه البقعة من ارض الله وكل الارض لله، هذه البقعة اختصها الله سبحانه وتعالى واختراها لتكون قبلة المسلمين ولتكون لها هذه المكانة الخاصة والمميزة حتى بين المساجد وبيوت الله الاخرى. ولكن هذا المكان اصبح له قداسة بمشيئة الله. في الايام والشهور كذلك، حتى في ايام الاسبوع. نحن كمسلمين نؤمن بان يوم الجمعة هو افضل ايام ايام الاسبوع، ليلة الجمعة هي افضل ليالي الاسبوع. ما الذي اعطى ليلة الجمعة ويوم الجمعة هذه الكرامة وهذه الخصوصية، الله سبحانه وتعالى. عندما نأتي الى شهر رمضان من بين الشهور الله سبحانه وتعالى اختار هذا الشهر وكرمه وفضله وقدمه وأجله ونسبه اليه انتسابا خاصا، مع ان كل الزمن هو لله لكن هذا الشهر بالتحديد هو شهر الله سبحانه وتعالى، ويجب ان نتعاطى مع هذا الشهر بهذه الخصوصية والقيمة والاهمية. هذا الشهر العظيم والمبارك من جملة الاحداث المهمة التي حصلت في التاريخ، ومن جملة الاحداث المهمة التي تتكرر في كل سنة، هي حصلت في هذا الشهر وتحصل في هذا الشهر، وهذا مما يعطي لهذا الشهر ايضا هذه الكرامة والعظمة. لو ذكرنا ولو عنوانين. العنوان الاول هو نزول القرآن بمعزل عن آراء العلماء والمفسرين في نزوله جملة واحدة او متفرقا او بداية نزوله او ان بداية نزوله في شهر رمضان الخ. الاقوال مختلفة ولكن في النص القرآني تصريح واضح. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. الكتاب السماوي الخاتم والخالد والنهائي والابدي. الكتاب السماوي الذي هو اعظم كتب السماء هو القرآن الكريم انزل في هذا الشهر وهذا الزمن. ولذلك من الطبيعي ان يكتسب هذا الزمن الذي انزل فيه القرآن كل هذه الكرامة وكل هذه المكانة. لو اخذنا بعين الاعتبار عظمة القرآن ومكانة القرآن في الدنا والاخرة، للبشرية وللمسلمين. والعنوان الاخر هو ليلة القدر، يعني في شهر رمضان المبارك ليلة من لياليه هي خير من الف شهر، اذا كانت قيمة وعظمة ليلة واحدة من لياليه، الليلة المحددة التي لها هذا القيمة عند الله سبحانه وتعالى هي ليلة القدر، وهي افضل من الف شهر، وهذا بالتاكيد ايضا يعطي لهذا الزمن الذي اسمه شهر رمضان هذه القداسة والعظمة. هذا الشهر المبارك والعظيم، يكفي ان نطلع على خطبة رسو ل الله (ص) في استقبال شهر رمضان، لو اكتفينا ببعض الجمل لكان هذا كافيا لنا لندرك قيمة وعظمة واهمية هذا الشهر. انما احببت في البداية او اوكد على هذا المعنى حتى لا تكون نظرتنا للايام والليالي القليلة الاتية هي نظرة عادية او ان هذا الشهر نعيشه كبقية الشهور. احيانا جهلنا بقية الزمان الذي نعيش فيه يجعل هذا الزمان يفوتنا دون ان نستفيد من بركاته ومن مواهبه والطافه التي خصه الله سبحانه وتعالى بها. لذلك بداية الطريق ايها الاخوة والاخوات في احياء هذا الشهر والتزود من كرامته وعظمته والطافه هو ان نعرف اولا قيمته ومكانته واهميته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى ونتعاطى معه على اساس هذه المعرفة. اول خطة هي هذه المعرفة. اما جهلنا وغفلتنا لو كنا نعرف سوف تجعلنا نتعاطة مع الايام والليالي والساعات كتعاطينا مع كل ليالي وايام وساعات السنة الماضية والاتية، وبالتالي تمر علينا هذه الفرصة الالهية الاستثنائية سنويا دون ان نحصل فيها على البركات.
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ليلة الجمعة الرمضانية الأولى في 7-11-2002
أعوذ بالله من الشيطن الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع ابنياء الله والمرسلين والشهداء والمجاهدين في سبيل الله منذ آدم الى قيام يوم الدين.
السادة العلماء، الاخوة والاخوات، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد. بسم الله الرحمن الرحيم "شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان." صدق الله العلي العظيم.
أولا أبارك للاخوة والاخوات ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اطلالة هذا الشهر العظيم والمبارك. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن تشملهم رحمته وبركاته وعفوه ورضوانه، وان يمن علينا بعتق رقابنا من النار فيمن يمن عليهم في هذا الشهر العظيم.
أيها الاخوة والاخوات كما نعرف ان المكان والوجود كله لله سبحانه وتعالى. والزمان ايضا كل الزمان هو لله عز وجل. كل الايام والليالي والسنين والشهور له. بحد ذاته المكان والزمان من حيث الاهمية او من الاصل متساو. أي الاربع وعشرين ساعة مثل تلك الاربع وعشرين ساعة. هذه القطعة من الارض مثل تلك القطعة من الارض. حتى في اعراف الناس ووجدانهم يكتسب المكان اهمية او قيمة او قداسة او كرامة معينة او حضور وجداني معين نتيجة احداث او اوضاع ترتبط بذلك المكان او تحصل في ذلك الزمان. وعلى ضوء طبيعة هذا الحدث الطيب يصبح لهذا المكان صورة طيبة وحضور طيب في وجدان هؤلاء الناس، او كان هذا الحدث سيئا مأساويا مؤلما فيكون ايضا الحضور متناسب مع هذا المعنى، والا الازمنة والامكنة بحد ذاتها وبمعزل عن ما يعطيها الله سبحانه وتعالى لها من قيمة وقداسة او ما يعطيها الانسان في دائرة الانسان من احترام او كرامة او قيمة، هي ازمنة متساوية.
لو اخذنا الموضوع من الزاوية الالهية، فقد اقول هذا مقدمة لما هو عملي. الارض كلها لله عز وجل. ولكن عندما يأتي مالك لقطعة ارض ويقول لقد جعلت هذه الارض الفلانية مسجدا لله عز وجل. وتصبح هذه الارض مسجدا وتصبح منسوبة الى الله عز وجل انتسابا خاصا يحصل لها من الكرامة والاحترام والقداسة كبيت من بيوت الله وكمسجد من المساجد وبالتالي تلحق بها كل الاثار الفقهية التي تحدث عنها الفقهاء. لا يجوز لاي كان الدخول اليها، هناك شروط معينة لمن يدخل ويمكث ويمر، ليس كل عمل في هذا المكان مجاز أو من الاعمال المجازة، هناك اعمال غير مجازة، وهكذا لا تبقى هذه الارض كبقية الارض. الزمان ايضا، بكل الاحوال لا اريد ان استهل الوقت في هذه الفكرة هي فكرة واضحة. على هذا الاساس نحن نجد ان هناك امكنة في الارض لها خصوصية عند الله سبحانه وتعالى، فبيت الله الحرام، المسجد الحرام، هذه البقعة من ارض الله وكل الارض لله، هذه البقعة اختصها الله سبحانه وتعالى واختراها لتكون قبلة المسلمين ولتكون لها هذه المكانة الخاصة والمميزة حتى بين المساجد وبيوت الله الاخرى. ولكن هذا المكان اصبح له قداسة بمشيئة الله. في الايام والشهور كذلك، حتى في ايام الاسبوع. نحن كمسلمين نؤمن بان يوم الجمعة هو افضل ايام ايام الاسبوع، ليلة الجمعة هي افضل ليالي الاسبوع. ما الذي اعطى ليلة الجمعة ويوم الجمعة هذه الكرامة وهذه الخصوصية، الله سبحانه وتعالى. عندما نأتي الى شهر رمضان من بين الشهور الله سبحانه وتعالى اختار هذا الشهر وكرمه وفضله وقدمه وأجله ونسبه اليه انتسابا خاصا، مع ان كل الزمن هو لله لكن هذا الشهر بالتحديد هو شهر الله سبحانه وتعالى، ويجب ان نتعاطى مع هذا الشهر بهذه الخصوصية والقيمة والاهمية. هذا الشهر العظيم والمبارك من جملة الاحداث المهمة التي حصلت في التاريخ، ومن جملة الاحداث المهمة التي تتكرر في كل سنة، هي حصلت في هذا الشهر وتحصل في هذا الشهر، وهذا مما يعطي لهذا الشهر ايضا هذه الكرامة والعظمة. لو ذكرنا ولو عنوانين. العنوان الاول هو نزول القرآن بمعزل عن آراء العلماء والمفسرين في نزوله جملة واحدة او متفرقا او بداية نزوله او ان بداية نزوله في شهر رمضان الخ. الاقوال مختلفة ولكن في النص القرآني تصريح واضح. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. الكتاب السماوي الخاتم والخالد والنهائي والابدي. الكتاب السماوي الذي هو اعظم كتب السماء هو القرآن الكريم انزل في هذا الشهر وهذا الزمن. ولذلك من الطبيعي ان يكتسب هذا الزمن الذي انزل فيه القرآن كل هذه الكرامة وكل هذه المكانة. لو اخذنا بعين الاعتبار عظمة القرآن ومكانة القرآن في الدنا والاخرة، للبشرية وللمسلمين. والعنوان الاخر هو ليلة القدر، يعني في شهر رمضان المبارك ليلة من لياليه هي خير من الف شهر، اذا كانت قيمة وعظمة ليلة واحدة من لياليه، الليلة المحددة التي لها هذا القيمة عند الله سبحانه وتعالى هي ليلة القدر، وهي افضل من الف شهر، وهذا بالتاكيد ايضا يعطي لهذا الزمن الذي اسمه شهر رمضان هذه القداسة والعظمة. هذا الشهر المبارك والعظيم، يكفي ان نطلع على خطبة رسو ل الله (ص) في استقبال شهر رمضان، لو اكتفينا ببعض الجمل لكان هذا كافيا لنا لندرك قيمة وعظمة واهمية هذا الشهر. انما احببت في البداية او اوكد على هذا المعنى حتى لا تكون نظرتنا للايام والليالي القليلة الاتية هي نظرة عادية او ان هذا الشهر نعيشه كبقية الشهور. احيانا جهلنا بقية الزمان الذي نعيش فيه يجعل هذا الزمان يفوتنا دون ان نستفيد من بركاته ومن مواهبه والطافه التي خصه الله سبحانه وتعالى بها. لذلك بداية الطريق ايها الاخوة والاخوات في احياء هذا الشهر والتزود من كرامته وعظمته والطافه هو ان نعرف اولا قيمته ومكانته واهميته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى ونتعاطى معه على اساس هذه المعرفة. اول خطة هي هذه المعرفة. اما جهلنا وغفلتنا لو كنا نعرف سوف تجعلنا نتعاطة مع الايام والليالي والساعات كتعاطينا مع كل ليالي وايام وساعات السنة الماضية والاتية، وبالتالي تمر علينا هذه الفرصة الالهية الاستثنائية سنويا دون ان نحصل فيها على البركات.