بسم الله الرحمن الرحيم
ان الاخوة الاعضاء في منتدى يا رب الحسين طلبوا مني ان اكتب قصة تحولي من المذهب الشيعي الى المذهب السني وخصوصا انا ابن مدينة كربلاء ,وها أنا ذا انزل عند رغبتهم خصوصا وان البعض اتهمني بأنني أتهرب من الاجابة .
اسمي فلان الفلاني ولدت في مدينة كربلاء عام 1977, من عائلة شيعية دينية عريقة محافظة, تمت بصلة الى عائلة الحكيم الكربلائية(عائلة الحكيم الكربلائية لاتمت بأي صلة الى عائلة الحكيم النجفية, وقد ذكر المؤرخ الكربلائي سلمان هادي ال طعمة في كتابه عشائر كربلاء ان العوائل التي تحمل اسم الحكيم هي ستة عوائل ورد كل عائلة الى الامام الذي تنتمي اليه) , التي اشتهرت بالطب ايام الدولة العثمانية, لذلك سميت العائلة بهذا الاسم.
عشت في هذه المدينة وسط عائلتي لا أعرف من الدين سوى زيارة قبري الحسين و العباس (عليهما السلام ) في وسط المدينة, و لا أعرف من الدين سوى النحيب و البكاء و العويل و اللطم وارتداء الثياب السوداء في عشرة عاشوراء وفي الاربعينية.
نشأت في منطقة باب الخان وهي أقرب منطقة لضريح العباس عليه السلام وكان يقع بيتنا في الدربونة على مسافة من (فيضى حسيني) وهذه الكلمة لا يعرفها احد الا اهالي كربلاء ,بالقرب من عكد القصابين كما تسمى اليوم, لكثرة القصابين فيها.
في هذا الجو نشأت ألعن أبا بكر و عمر و عثمان و الصحابة اجمعين,لان اهلي والناس من حولي كانوا يلعنونهم, لان هؤلاء بزعمهم هم اللذين غصبوا ال محمد حقهم في الملك بعد النبي محمد(ص). ولم اكن اعرف من الدين سوى اسماء . اسماء احبها و اسماء اكرهها, اسماء امدحها و اسماء العنها. وهكذا كنت اعبد هذه الاسماء بل كنت اعبد المذهب ولم اكن اعبد رب المذهب.
في عام 1996 كنت في السادس الاعدادي في اعدادية البناء للبنين وكانت وقتها تقع قرب نهر الحسينية مقابل جامع المخيم او جامع الصدريين كما يسمى الان لكثرة المشاكل التي سببوها للقوات الامنية و لاهالي المدينة وكان كلما يعمر يعملون بلبلة و يهدم ثم يعمر ويهدم وهكذا, وقتها تعرفت الى صديق من الطائفة الاخرى, وبدأ هذا الصديق يشرح لي بأن الله لم يأمر المسلمين بزيارة قبر الحسين في القران الكريم ,وهنا وعند هذه النقطة الصاعقة قررت ان ابحث عن مذهب الحق. اعترف اني في البداية حاولت جاهدا ان انصر مذهبي الذي كنت عليه بواسطة الايات القرانية و الاحاديث النبوية لانه المذهب الذي نشأت عليه اولا, ولانه مذهب اهل البيت كما اعتقدته ثانيا.
بدأت عملية البحث اولا بقراءة الكتب من الطرفين , ولان مدينتي كانت متزمتة وذات مذهب واحد , فلم تتوفر فيها سوى كتب الشيعة, وبمساعدة بعض الاصدقاء في جامع العباسية الغربية استطعت الحصول على بعض كتب السنة.
كانت قراءة الكتب هي المرحلة الاولى التي ساهمت في تنوير افكاري و جعلتني اطلع على اشياء لم تكن تمر على خاطري ولم افكر فيها في يوم من الايام, صحيح لم تكن تلك الفترة هي اول مرة اقرأ و أتعرف فيها على الكتب خارج اطار الدراسة الاكاديمية , بل كنت قبلها قارئا نهما لكل ما يصل الى يدي من كتب تاريخية و روائية و مجلات و صحف , ولكنها كانت تبحث في شؤون عامة لا تمت الى الدين بصلة, و كان اكثرها للتثقف و تمضية الوقت لا غير.
كان اول كتاب شيعي اقرأه هو كتاب (المراجعات) للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي الذي استعرته من صديق شيعي , وكان اول كتاب سني اقراه هو كتاب (مسائل الجاهلية ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي استعرته من صديق سني.
وقتها قرأت كتب الشيعة و السنة التي حصلت عليها . قرأت كتاب (ثم اهتديت) لمحمد التيجاني السماوي , الذي انتقل من الصوفية التيجانية الى الشيعة. وكتاب موسى الموسوي(الشيعة و التصحيح). وكتاب (هوية التشيع) للدكتور احمد الوائلي, وكتاب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) لاحمد الكاتب, وكتاب (النص و الاجتهاد) و (ابو هريرة) لعبدرب الحسين الموسوي , وقرات كتب عالم الدين الباكستاني(الشيعة و السنة),(الشيعة واهل البيت),(الشيعة و التشيع) و(الشيعة و القران).
ثم كتاب (الشيعة هم اهل السنة) و(لاكون مع الصادقين) و(فاسألوا اهل الذكر) للتيجاني ,ورد الداعية الكويتي عليه وهو عثمان الخميس في كتابه (كشف الجاني محمد التيجاني) ,وكتابه(حقبة من التاريخ), وكتاب (الخطوط العريضة) لمحب الدين الخطيب, و(مختصر التحفة الاثنى عشرية) لعلامة العراق محمود شكري الالوسي.
بعد مرحلة القراءة كانت مرحلة المناظرات. ان المناظرات التي ناظرتها مع الناس في مدينتي كان لها اثر بالغ لدي , اذ جعلتني اعرف كيف يفكرون وكيف ينظرون الى الامور وهل يحملون من العلم القليل ام الكثير. ومعظمهم كانوا ممن تنطبق عليهم الاية القرانيةالكريمة(بل قالوا وجدنا ابائنا على امة ونحن على اثارهم مهتدون)الزخرف 22, كان همهم الدفاع عن مذهبهم الذي ورثوه عن اباءهم بكل الطرق و الوسائل بعلم او بغير علم.واذكر ان احدهم من جهله وقلة علمه بدأ يتحدث عن ملعقة الاكل وكيف لها دور في صحة الانسان, في حين كان الموضوع مناظرة عن افضلية اي مذهب السنة ام الشيعة,فتصور!!.
في العطلة الصيفية من عام 1996كنت اعمل في المنطقة الصناعية للمدينة , وقتها اصبحت الحيرة تأخذ مني كل مأخذ. لقد اصبحت تائها هل اسير في الاتجاه الذي كان عليه والديً واجدادي ام اسير في الاتجاه الذي اقتنع به عقلي لدرجة اني وصلت من الحيرة انه كيف اصلي صلاتي؟؟؟
هل اصلي مع التربة الحسينية كما يفعل والديً ؟؟؟؟؟ ام بدون تربة كما كان الرسول (ص) يفعل؟؟؟؟؟
لان في وقت الرسول (ص) لم تكن تكون هناك كربلاء
هل أتوضأ على الطريقة الشيعية ام السنية؟؟؟
وهل في الصلاة اضع يدي كما يفعل الجندي العراقي في حالة الاستعداد الى الاسفل؟؟؟
ام اضعهما الواحدة على الاخرى على بطني؟؟؟
بدأت أسال نفسي أليس الرسول(ص) أولى بالاتباع ام تقليد الوالدين و المجتمع من حولي مع انهم على هذه العادة منذ مئات السنين؟؟؟
وبدأت الاسئلة تدور في رأسي :
أليس الحسين الان في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟؟؟
اليس الحسين الان في الجنة التي عرضها كعرض السماوات الارض أعدت للمتقين؟؟؟
اذن لماذا يفعل الناس هذه الافاعيل مثل التطبير و ضرب الانفس بالامواس و الالات الحادة و البكاء والنحيب و لبس السواد؟؟؟
ألاجل امام هو الان في جنة و نعيم يطوف عليه ولدان مخلدون باكواب وأباريق وكأس من نعيم؟؟؟
وكنت اسأل نفسي عند سماعي لمحاضرات الدكتور احمد الوائلي خصوصا:
هل ان الرسول(ص) كان يحارب المشركين والكفار من اجل ادخالهم الى الاسلام ام انه كان يحاربهم من اجل ان يقروا بولاية علي بن ابي طالب؟؟؟
لان من خلال تلك المحاضرات وصلت الى نتيجة مفادها ان الدين عند الشيعة هو صراع بين اهل البيت و الصحابة,
بينما نجد ان الدين عند السنة هو صراع بين الاسلام من جهة و بين المشركين و الكفار من جهة اخرى.
ومن خلالها ايضا عرفت ان الشيعة لديهم ولاية علي بن ابي طالب اهم من جميع الاعمال الاخرى الواجبة في الاسلام,
وهذا ما اكدته الاحاديث في اصول الكافي عندما اطلعت عليه.
وهل كان الامام علي زمن الرسول(ص) معصوم؟؟؟
وهل كان اصحاب الامام علي (قبل وفاة النبي ص) ينادونه بالمعصوم؟؟؟
وهل كان النبي(ص) ينادي علياُ: يا معصوم؟؟؟ واين الدليل على ذلك؟؟؟
وهل درجة الامام علي وهو ولي من اولياء الله الصالحين بنفس درجة نبي من انبياء الله المعصومين؟؟؟
وهل يعقل ان الامام علي هو افضل من الانبياء؟؟؟(راجع كتاب تفضيل الائمة على الانبياء لعلي الميلاني)
يتبع................
تعليق