إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

روحي فاطمة .. قصة بقلم: فاديا الخفاجي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روحي فاطمة .. قصة بقلم: فاديا الخفاجي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    روحي فاطمة

    قصة بقلم: فاديا الخفاجي

    إهداء:
    لي رسالة يا سيدتي فاقبليها ارجوك:
    بنورك يا فاطمة أشرقت هذه الكلمات لتضيْ
    كالنجوم على اسطر أوراقي
    بنورك يا فاطمة وبحب ال البيت
    أمطرت المعاني محملة بشذاكِ ..
    فاضت لتملآ اعماقي...
    فانسابت على الأوراق من فيض دمعي
    لتداعب بالكلمات مشاعر المحبين والموالين
    يا بنت صاحب البراق
    إفطميني يا فاطمة المحبين من النار
    وتقبلي مني هذه الهدية والأشواق
    لك يا هدية الإسلام كتابي هدية
    ولك ايها الثائر لدماءها وآلها كتابي
    مع فيض اشواقي للقياك مولاي ... هدية
    واعزيك بهذا المصاب والرزية
    صلـّى الله عليكِ وعلى ابيكِ
    وبعلكِ وبنيكِ والسرِّ المستودع فيكِ
    لكم مني سلام الله ابد الآبد
    يا آل بيت محمد وعليّ


    المقدمة:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلـّي وسلم على محمد وآل محمد
    الى الإخوة والأخوات القرّاء
    هذه الأحداث المذكورة في الكتاب مأخوذة من وقائع ممكن ان تحدث في اي بلد يخلوا ... او يكاد يخلوا من محبي وموالي آل البيت....
    فالسياسة ممكن ان تلعب دورها ... والحقد الأزلي على آل البيت زاد الألم والأوجاع لدى الرافضة....وبات الكتاب يحاكي الم الرافضة الأبدي وهو مظلمة "فاطمة بنت الرسول ص"...هذه السيدة العملاقة ..اصبحت كالعملة النادرة الوجود في كتب بلدان إمتلأت بالنواصب...
    اعتمدت ان اضع المواضيع متسلسلة لكي تسهل على القرّاء معرفة الموضوع الذي اناقشه من خلال الشخوص ....وهو عبارة عن تسعة ابواب كل باب يتحدث عن موضوع حول السيدة الزهراء روحي فداها....
    ومن خلال هذه المعاناة ..."قلة الكتب او منع نشرها"...طرأت لي فكرة كتابة رواية تحاكي هذه المأساة ....حيث ان مسألة فقدان الكتب وظلم فاطمة عليها وآلها افضل الصلاة والسلام تحتاج الى صوت لينادي بها ...
    شكري وتقديري لكل من عانى فـَقـْدَ الكتب التي تتحدث عن السيدة الطاهرة البتول في مكتبات بلدانهم...ولكل من اعانني على ايجاد مصادر موثوقة لأجمع لكم منها هذه الباقة المعلوماتية ...
    كل المصادر مأخوذة من الإنترنت ....فاقدِّم شكري وتقديري لمن ساهم في نشر الكتب والمواضيع التي تخص هذه السيدة العظيمة الجليلة التي لو وصفت بالكلمات لنفذت الأوراق وجفـَّت الأحبار....وشكر خاص لمكتب السيد صادق الشيرازي لمساعدتي في ايجاد بعض المصادر المهمة حول السيدة ع...
    اردت ان يكون هذا الكتاب كدليل اوموسوعة لكل باحث...فقد جمعت فيه اسماء الكتب والمصادر الأخرى من مقالات وبحوث ولقاءات وبعض عناوين صفحات الإنترنت الخاصة بالسيدة الزهراء عليها افضل الصلاة والسلام...ليسهل على القاريء ان يبحث عن المصادر المذكورة ويطلع بشكل مفصل على مافيها...
    و ماهذا الكتاب والكتاب التي نشرته سابقاً "قصة بقية الله في ارضه" إلا بداية الطريق لبيان الحق عن طريق استخدام الإسلوب الروائي ...
    طالبة الدعاء من كل القرّاء ولكم عند الله خير الجزاء ...
    وللحديث حول آل البيت بقيـَّة...
    فاديا الخفاجي
    تمت بعونه تعالى يوم 13/4/2008



    فقط للتعريف:
    الشخوص هم ...نبراس: الفتاة التي تبحث عن كتاب يتحدَّث عن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ع...ابو آيات: صاحب المكتبة ...والأم ...وعامل المطعم
    *******
    المكان : بلد عربي يقل فيه شيعة اهل البيت ....
    الزمن: زمننا الحاضر...

    توكلت على الله....


  • #2
    الباب الأول: نبراس تبحث عن كتب حول السيدة فاطمة الزهراء ع

    الباب الأول
    نبراس تبحث عن كتب حول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام



    نبراس: امي....امي....
    الأم: نعم ....ماذا تريدين؟
    نبراس: تعرض الآن محاظرة حول السيدة فاطمة الزهراء...الا تريدين ان تشاهديها معي؟
    الأم: لم لا ؟ اود ذلك....انا قليلة المعرفة بها ووددت لو اتعرف على هذه السيدة الفاضلة العظيمة اكثر ...
    نبراس: اتعرفين؟ سأذهب غدا ً الى المكتبة المجاورة لعملي لأرى فيما اذا كانت تحتوي على كتب تخص السيـِّدَة الزهراء....


    وفي اليوم التالي...ذهبت نبراس للبحث عن كتب تحتوي مواضيع تخص السيـِّدَة الفاضلة في مكتبة ابو آيات...
    دخلت المكتبة بقلب يكاد يقفز قبل خطواتها ليتسابق معها لنيل هذا الكتاب...


    نبراس: السلام عليكم عم ابو آيات...كيف الحال؟
    ابو آيات: اهلا وسهلا نبراس....مر زمن لم ارك فيه...
    نبراس:
    كنت مشغولة يا عم ولم استطع ان امر لأرى ماجديدك من الكتب...لكن اليوم أتيت لأرى ان كان لديك كتاب عن السيـِّدَة فاطمة الزهراء عليها السلام....
    ابو آيات:
    سلام الله عليها....والله لايوجد لدي سوى كتيـِّب صغير مختصر المعلومات عنها... لكنه للأطفال ...ولدي نسخة واحدة منه فقط...تعرفين...تم منع استيراد هكذا كتب ...
    نبراس:
    ماذا؟ ممنوع؟ الله اكبر....لماذا؟
    ابو آيات:
    يا بنيـَّه ...هكذا شائت الأقدار...المظلوم مظلوم ليوم الظهور المنتظر والإنفراج الكبير...
    نبراس:
    آآآآآه ....كنت في شوق لقراءة معلومات عن سيدتي فاطمة سلام الله عليها....ما العمل الآن؟ وعدت امي بالكتاب ...و...
    ابو آيات: ماذا...و....اكملي...
    نبراس:
    وكنت اود ان اعرف القصة الحقيقية يا عم....انا اعرف انك رافضي مثلنا ....وبصراحة اود ان اناقش موضوعها وانا على ثقة من صحة المعلومات التي سأحملها بجعبتي .... كنت اود لو ان لي مصادر تخصـّها سلام الله عليها كي استمد منها قوتي ومعلوماتي والتي ان ذكرت سيدتي في محفل من المحافل... تمكنني هذه المعلومات من الدفاع عنها...
    ابو آيات: يال حزننا نحن الشيعة....كلما اردنا التحدث بهذا الشأن نرى من يجادل بجهله ويتجاوز بالكلام البذيء والتهم ....مابال هؤلاء القوم؟
    نبراس:
    الحقد ياعم...الحقد...
    ابو آيات: صحيح...الحقد يا بنيـَّة...وماسبب موتها سلام الله عليها!!!ماهو إلا الحقد والغيرة...رسمت بيد احقد الحاقدين واكثر الناس غيرة منها ومن زوجها الأمير علي بن ابي طالب ع...!!!
    نبراس:
    وابوها وبنوها والحقد على المنتظر الذي هو من اولادها عج...
    ابو آيات: لو انهم عرفوها كما عرفها زوجها وابوها وبنوها لما حصل لها ما حصل...
    نبراس: اجل يا عم...لم يعرفها احد سواهم...
    ابو آيات: فما العمل الآن؟ اتريدين استعارة الكتيـِّب الصغير هذا ؟
    نبراس: اعطني هذا الكتاب استعارة وسأبحث في اماكن اخرى علـَّني اجد كتابا ً عنها عليها السلام...
    ابو آيات: هل لديك اشتراك انترنت؟
    نبراس:
    نعم...
    ابو آيات:
    هذه الشبكة نعمة لمن احسن استعمالها ونقمة لمن يسيء استعمالها...وما اعظم ان تسخـَّر لخدمة آل البيت ولقراءة ما يخصـُّهم !!!
    نبراس:
    لكن هنالك صفحات ممنوعة عنا كما تعرف...
    ابو آيات: لا تكترثي...فلقد وجدنا الكثير الكثير من الصفحات التي لم تمسها يد الجاهلية لليوم....ابحثي فقط وإقرأي ماتريدين....وإن توفـَّر لدي مصدر عن السيـِّدَة الزهراء ستكونين اول من سيعلم بذلك....
    نبراس: شكرا ً يا عم...سأبحث عن المواضيع التي تخص السيدة اليوم....لكن لا تنسى....اريد كتاب وليس كتيب اطفال....

    فضحكا وغادرت نبراس المكتبة متوجهة ً الى المطعم لشراء بعض الأكلات السريعة....
    في المطعم...


    البائع: اهلا وسهلا آنسة...تفضلي...
    نبراس:
    اريد شطائر لحم وبعض المقبلات...
    فذهب البائع الى المدير راكضا ً ....ثم عاد مـُقـَطـَّع الأنفاس...
    البائع (يتحدث مع نفسه):
    ياعلي اعنـِّي..
    نبراس (سعيدة لأنها وجدت مواليا ً آخر):
    شيعي؟
    البائع: نعم وأفخر بذلك....هل لديك مانع؟
    نبراس: لا ...بل على العكس...سعيدة لأنني رأيت شيعي آخر هنا...
    البائع(مبتسما ً): مـُحـِّصوا بحب علي فقلَّ الديـّانون....
    نبراس(ضاحكة): اي والله ....وهل فيهم دَيـّان!!!
    البائع: لكن احذريهم....فالغدر سيماهم والحقد عماهم والظلم في دماهم ...
    نبراس:
    اجل والله....لكن لكل ظلم نهاية...
    البائع: وحده يعلم متى ....سبحانه...إنتظري ونحن معك منتظرون...
    نبراس: لاخيار لنا سوى ذلك....صبرك يا علي...
    البائع: صبرك يا علي...اي والله....صبره اعظم من صبر أيوب نفسه عليهما السلام...وما معنى الصبر غير كونه عليـّاً ؟
    فنادى المدير البائع ليسلم نبراس الطلبية...
    البائع:
    خذي هذه وهنيئا ً مقدَّماً....لا تنسي ذكر جوع الشهداء والسبايا وعطشهم...
    نبراس بدت مندهشة ومحرجة لأنها لاتعرف الكثير عن ال البيت لكنها جارت الأحداث وابتسمت ...

    نبراس: ان شاء الله ....لن انساهم...


    ورجعت الى البيت ....وآلاف الأسئلة تدور في رأسها ....
    نبراس (تحادث نفسها):
    ماعطش الشهداء ؟ وماجوع السبايا ؟ ماذا عنى هذا الشاب؟ الحمد لله يوجد لدي شبكة انترنت....القاك اليوم يا من اجهلك لليوم...


    يتبع..

    تعليق


    • #3
      الباب الثاني: نبراس تكشف حقائق زواج رسول الله السيدة خديجة ع وولادة السيدة فاطمة

      الباب الثاني
      نبراس تكشف حقائق زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله من السيدة خديجة عليها السلام وولادة السيدة فاطمة سيدة النساء


      واقترب موعد البحث....فجلست نبراس بهدوء ورويـَّة وكأنها قد استعدَّت لشيء يحتاج دقة في البحث كما دقة اجراء العملية الجراحية....تأملت قليلا ً امام تلك الشاشة والقت نظرة على الكتيب الصغير ....اخذت تحرك اناملها في الهواء وكأنها تعزف على جهاز البيانو الموسيقي...ثم بدأت بكتابة جملة مكتوبة على ظهر الكتيب الصغير" فاطمة الزهراء"...ثم ضغطت على كلمة... إبحث...
      وانهالت العناوين التي تحمل اسم السيدة الجليلة ....فدمعت عيناها شوقا ً للقراءة والمعرفة....وكأنها سافرت في عالم مجهول تبحث فيه عن انوار لتنير ظلمة المكان الذي هي فيه....فبدأت بالقراءة وإذا بعينيها تقع على موضوع ....
      نبراس: همممم ...زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله...
      ثم اخذت تنادي امها ....
      نبراس: امي...امي.....الا تريدين ان تقرأي عن قصة زواج رسول الله صلّى الله عليه وآله؟
      الأم: اجل يا بنية ....لكن من اين لك الكتاب؟
      نبراس: كلا ...انه من الإنترنت....
      الأم: انتظريني لحظات...فأنا لدي ما يشغلني ...
      وأخذت نبراس تبحث عن دفتر وقلم لتكتب به أسماء المصادر التي تود البحث عنها....بعد دقائق....حضرت الأم...
      الأم: هيا إقرأي لي مامكتوب عن سيدي رسول الله وعن زوجته السيدة خديجة عليهما افضل الصلاة والسلام...
      نبراس: هنا ...وفي هذا الموقع المسمى"موقع المعصومين الأربعة عشر" يوجد ما يقال عن هذا الزواج المبارك يا امي...حيث يصف الكثير الكثير عن حياته وزواجه عليه السلام وحتى انه ذكر ولادة السيدة فاطمة عليها السلام...
      الأم: هلا بدأت القراءة؟
      نبراس: ساقرأ ...لكن ارجوا منك تدوين اسم الصفحة او الموقع او الكتاب والكاتب ان ذكر...هلا فعلت لي ذلك يا امي؟
      الأم: سأفعل بالتأكيد يا بنية...انني في شوق لأعرف كل شيء عن هذه العائلة الطاهرة ...ما إسم الموقع ؟
      نبراس: موقع المعصومين الأربعة عشر...سأبدأ الآن فإستمعي جيدا ً...يقول الكاتب...


      " ولد محمّد (صلى الله عليه وآله) في بيت من أرفع بيوت العرب شأناً وأعلاها مجداً وأكثرها عزّةً ومنعةً، فنمى وترعرع وشبّ، وشبّت معه آمال الحياة كلّها، وقد شاء الله أن يربّي محمّداً (صلى الله عليه وآله) ويعدّه ويؤهّله لحمل الرسالة والاضطلاع بتبليغ الأمانة، فأحاطه برعاية خاصّة رسمت حياته وفق قدر ربّاني متناسب مع ما ينتظره من عظم المسؤولية في حمل آخر رسالة عالمية إلهية.
      وحين بلغ محمّد (صلى الله عليه وآله) سن الخامسة والعشرين من عمره الشريف كان لا بدّ له من الاقتران بامرأة تناسب إنسانيته وتتجاوب مع عظيم أهدافه وترتفع إلى مستوى حياته بما ينتظرها من جهاد وبذل وصبر، لقد كان بإمكان محمد (صلى الله عليه وآله) وهو بهذه المؤهّلات الراقية أن يتزوج من أية فتاة أرادها من بني هاشم، ولكن مشيئة الله شاءت أن يتّجه قلب خديجة نحوه صلوات الله عليه، ويتعلّق قلبها بشخصه الكريم فيقبل (صلى الله عليه وآله) ذلك الطلب ويقترن بخديجة.
      لقد أعطت خديجة زوجها حبّاً وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه حبّاً فيه كلّ السعادة، وأعطته ثروة وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه هداية تفوق كنوز الأرض، وهو بدوره أعطاها حبّاً وتقديراً رفعاها إلى أعلى مرتبة وهو لا يشعر بأنّه قد أعطاها، بل قال:" ما قام الإسلام إلاّ بسيف عليّ ومال خديجة"، ولم يتزوّج بغيرها حتى توفّيت وهو لا يشعر بأنّه أعطاها.
      وقصة زواج خديجة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدّ منعطفاً مهماً ومن النقاط اللامعة في حياتها، فقد كانت لها روح الاستقلال والاعتماد على النفس والحرية بشكل واضح، وكانت تمارس التجارة كأفضل الرجال عقلاً ورشداً، ورفضت الزواج من الأشراف والأثرياء الذين تقدّموا إليها، ورضيت باندفاع للزواج من محمد (صلى الله عليه وآله) الفقير اليتيم، بل تقدّمت بشوق لتقترح على محمد (صلى الله عليه وآله) الزواج منها، وأن يكون المهر من أموالها، فلمّا أراد الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على عمّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام قائلاً:
      « الحمد لربّ هذا البيت الذي جعلنا زرع إبراهيم وذرّية إسماعيل، وأنزلنا حرماً أمناً وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثمّ إنّ ابن أخي ـ يعني محمداً (صلى الله عليه وآله) ـ ممن لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به، ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال فإنّ المال رفد جار وظل زائل، وله في خديجة رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله وربّ هذا البيت حظّ عظيم ودين شائع ورأي كامل ».
      ثم سكت أبو طالب، فتكلّم عمّها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر وكان رجلاً عالماً، فتداركت خديجة الموقف وزوّجت نفسها من محمّد (صلى الله عليه وآله)(1).
      ويروى أنّ خديجة وكّلت ابن عمّها ورقة في أمرها، فلمّا عاد ورقة إلى منزل خديجة بالبشرى وهو فرح مسرور نظرت إليه فقالت: مرحباً وأهلاً بك يا ابن عمّ، لعلك قضيت الحاجة، قال: نعم يا خديجة يهنئك، وقد رجعت أحكامك إليّ وأنا وكيلك، وفي غداة غد أُزوجك إن شاء الله تعالى بمحمّد (صلى الله عليه وآله)(2).
      ولمّا خطب أبو طالب (عليه السلام) الخطبة المعروفة وعقد النكاح قام محمّد (صلى الله عليه وآله) ليذهب مع أبي طالب، فقالت خديجة: إلى بيتك، فبيتي بيتك وأنا جاريتك(3).
      وبعد أن تمّ الزواج المبارك انتقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى دار خديجة، تلك الدار التي ظلّت معلماً شاخصاً ولساناً ناطقاً يحكي أحداث الدعوة والجهاد وصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعاناته.
      اجتمع شمل محمّد (صلى الله عليه وآله) وخديجة وتأسست الأُسرة وبُني البيت الذي يغمره الحبّ والسعادة والحنان والدفء العائلي والانسجام، فقد كانت أول من آمن بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من النساء، وبذلت كلّ ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة، وجعلت ثروتها بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله) وقالت: جميع ما أملك بين يديك وفي حكمك، اصرفه كيف تشاء في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر دينه.
      وتحمّلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عذاب قريش ومقاطعتها وحصارها، وكان هذا الإخلاص الفريد والإيمان الصادق والحبّ المخلص من خديجة حريّاً أن يقابله رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يستحقّ من الحبّ والإخلاص والتكريم، وبلغ من حبّه لها وعظيم مكانتها في نفسه الطاهرة أنّ هذا الحب والوفاء لم يفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بعد موتها، ولم تستطع أيّ من زوجاته أن تحتل مكانها في نفسه، حتى قال الرسول (صلى الله عليه وآله): وخير نساء أُمتي خديجة بنت خويلد...(4).
      وعن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: وهل كانت إلاّ عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها ؟ قالت: فغضب حتى اهتز مقدّم شعره وقال: « والله ما أخلف لي خيراً منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس وأنفقتني مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها إذ حرمني أولاد النساء ». قالت: فقلت في نفسي: والله لا أذكرها بسوء أبداً(5).
      وفي رواية: أنّ جبرائيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: « يا محمد! هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب، لاصخب فيه ولا نصب »(6).
      وكان (صلى الله عليه وآله) يحترم صديقاتها إكراماً وتقديراً لها، كما جاء عن أنس أنّ النبّي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أُتي بهدية قال: « اذهبوا إلى بيت فلانة فإنّها كانت صديقة لخديجة، إنّها كانت تحّبها»(7).
      وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة»، فتسأله عائشة في ذلك فيقول: «إنّي لأُحب حبيبها».
      وروي أنّ امرأة جاءته (صلى الله عليه وآله) وهو في حجرة عائشة فاستقبلها واحتفى بها، وأسرع في قضاء حاجتها، فتعجّبت عائشة من ذلك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّها كانت تأتينا في حياة خديجة».
      إنّ خديجة لَتستحق كلّ هذا التقدير والاحترام من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن بلغت المقام السامي والدرجة العالية عند الله حتى حباها ربّ العالمين بالدرجة الرفيعة في الجنة، وقد أوضح رسول الله مكانتها في الجنة بقوله (صلى الله عليه وآله): «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون»(8).
      وكانت خديجة تؤازره على أمره في تبليغ الدعوة، فخفّف الله عن رسوله (صلى الله عليه وآله) بمؤازرتها، فكانت تسرّه وتروّح عنه عندما كان يجد قسوة وغلظة أو ما يكره من ردّ وتكذيب من قريش فيحزن فإذا رجع إلى داره هوّنت عليه معاناته (صلى الله عليه وآله) وبثّت فيه النشاط كي لا يشعر بالتعب، وكان الرسول (صلى الله عليه وآله) يسكن إليها ويشاورها في المهم من أُموره(9)."


      الآن سيتحدث عن السيدة الطاهرة البتول...يقول في نفس الموضوع.."لقد هيّأ الله سبحانه وتعالى البيئة الصالحة لتكوين شخصية الصّديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام)، فالأب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأُم السيدة خديجة (عليها السلام).والروايات تحدثنا عن مزيد من الاهتمام الربّاني والعناية الإلهية في مسألة خلق الزهراء ووجودها، وأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هذه المسألة في مواطن عديدة.فقد روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بينما كان جالساً بالأبطح إذ هبط عليه جبرائيل (عليه السلام) فناداه: « يا محمد! العليّ الأعلى يقرئك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل خديجة أربعين صباحاً » فبعث إلى خديجة بعمار بن ياسر وأخبرها بالأمر الإلهي، وأقام النبي (صلى الله عليه وآله) أربعين يوماً يصوم نهاراً ويقوم ليلاً، فلمّا كان تمام الأربعين هبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: « يا محمّد! العليّ الأعلى يقرئك السلام، وهو يأمرك أن تتأهّب لتحيته وتحفته ». فبينما النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس، فوضعه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) وأقبل جبرائيل (عليه السلام) وقال: « يا محمّد! يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام ». فأكل النبي (صلى الله عليه وآله) شبعاً وشرب من الماء ريّاً، ثم قام ليصلي فأقبل عليه جبرائيل وقال: « الصلاة محرمة(10) عليك في وقتك حتى تأتي منزل خديجة، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة ». فوثب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى منزل خديجة رضي الله عنها.قالت خديجة رضي الله عنها: وكنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنّني الليل غطيت رأسي، وأسجفت ستري وغلقت بابي، وصلّيت وردي، وأطفأت مصباحي، وآويت إلى فراشي، فلمّا كان تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة، إذ جاء النبيّ فقرع الباب فناديت: « من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلاّ محمّد (صلى الله عليه وآله) ؟.. قالت خديجة: فنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه: « افتحي يا خديجة، فإنّي محمّد» وفتحت الباب ودخل النبيّ المنزل، فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عنّي النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتى أحسست بثقل فاطمة في بطني(11).
      لمّا تزوّجت خديجة بنت خويلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرها نُسوة مكة وكنّ لا يكلّمنها ولا يدخلن عليها، فلمّا حملت بالزهراء فاطمة (عليها السلام) كانت إذا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من منزلها تكلّمها فاطمة الزهراء في بطنها من ظلمة الأحشاء، وتحدّثها وتؤانسها، فدخل يوماً رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمع خديجة تحدّث فاطمة فقال لها: «يا خديجة! من تكلّمين ؟ قالت: يا رسول الله إنّ الجنين الذي أنا حامل به إذا أنا خلوت به في منزلي كلّمني وحدّثني من ظلمة الأحشاء، فتبسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: «يا خديجة! هذا أخي جبرائيل (عليه السلام) يخبرني أنّها ابنتي، وأنّها النسمة الطاهرة المطهّرة، وأنّ الله تعالى أمرني أن اُسمّيها « فاطمة» وسيجعل الله تعالى من ذرّيتها أئمة يهتدي بهم المؤمنون»(12).
      وروي أنّه لمّا سأل الكفار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه يريهم انشقاق القمر ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة: واخيبة من كذَّب محمّداً وهو خير رسول ونبيّ فنادت فاطمة من بطنها: يا اُمّاه! لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع أبي(13).
      إنّ خديجة التي وقفت مع رسول الله في أيام محنته الأُولى وتعرّضت لهجران النساء عوّضها الله على صبرها وبذلها الغالي والنفيس من أجل نشر الدعوة الإسلامية عوّضها بالبشرى بحملها بهذه البنت التي سيكون لها ولذريتها شأن عظيم.
      انقضت أيام الحمل واقترب موعد الولادة ولم تزل خديجة تأنس بجنينها وتعيش الأمل على الفرحة بالولادة، فلمّا حضرتها الولادة أرسلت إلى نساء قريش ونساء بني هاشم أن يجئن ويلين منها ما تلي النساء من النساء في مثل هذا الظرف، فأرسلن إليها: عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب ، فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء ولا نلي من أمركِ شيئاً، فاغتمت خديجة لذلك، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنّهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهنّ، فقالت إحداهن: لا تحزني يا خديجة، فإنّا رسل ربّكِ إليكِ، ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اُخت موسى بن عمران، بعثنا الله تعالى إليكِ لنلي من أمركِ ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة من بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها نور حتى دخل بيوتات مكة، فتناولتها المرأة التي بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين فلفّتها بواحدة وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين ثم سلّمت عليهنّ وسمّت كلّ واحدة منهن باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهّرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، وألقمتها ثديها فدرّ عليها(14).
      وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دفعته لمن يرضعه، فلمّا ولدت فاطمة (عليها السلام) لم يرضعها أحدٌ غير خديجة(15).
      واختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها (عليها السلام) إلاّ أنّ المشهور بين مؤرّخي الإمامية أنّه في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة، بينما قال غيرهم: إنّها ولدت قبل البعثة بخمس سنين(16).
      روى أبو بصير عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: «ولدت فاطمة في جمادي الآخرة يوم العشرين سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً، وقُبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة»(17).


      يتبع..

      تعليق


      • #4
        أحسنت عزيزتي موفقين بإذن المولى عزّ وجلّ وجعله في ميزان أعمالك وأجرك على الرسول وآل بيته . فكرة رائعة وننتظر البقيّة بفارغ الصبر روح الحياة .

        تعليق


        • #5
          اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
          شكراً حبيبتي خادمة الحسين
          نورتي الموضوع بمرورك
          موفقين إن شاء الله

          تعليق


          • #6
            الباب الثالث: في زيارة الزهراء ومعنى الممتحنة وعن روحها الجهادية ودفاعها عن الرسول ص

            الباب الثالث
            في زيارة السيدة الزهراء ومعنى الممتحنة وعن روح فاطمة الجهادية ودفاعها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله


            الأم: لقد ذكر الشيخ في خطبته اسم من أسمائها عليها السلام وهو "الممتحنة" فما قصة هذا الإسم ؟
            نبراس: سأقرأ لك ماكتب هنا....كتب هنا عنوان ....لا اعرف مايعني....يقول "زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء"...المهم سأقرأ لك ....
            الأم: اقرأي....
            نبراس: يقول الكاتب....


            "يا ممتحنة امتحنكِ اللهُ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة وزعمنا أنّا لكِ أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوكِ صلّى اللهُ عليه وآله وأتانا به وصيّه عليه السلام فإنّا نسألكِ إن كنّا صدّقناكِ إلا الحقتنا بتصديقنا لهما بالبشرى، لنبشّر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك"

            اماه ...لربما هنالك عالم قبل هذا العالم وقد خلق الله السيدة الجليلة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وآلها ...لأن الكاتب يقول امتحنك ...اي انها قد اجتازت امتحان قبل هذا الإمتحان الدنيوي....
            الأم: ولم لا نفترض ان الإمتحان هنا في هذه الدنيا؟ او ربما في عالم آخر...عالم الذر على سبيل المثال؟
            نبراس: لا ادري ياامي...سأبحث وأرى...لربما كنت قد ادركت هذا المعنى...همممم....الممتحنة...الممتحنة... هاهي....انظري ماذا وجدت...


            "وشاء الله سبحانه أن تشهد فاطمة فترة صراع الدعوة في مكة، وتشهد محنة أبيها (صلّى الله عليه وآله)، فترى الأذى والاضطهاد يقع عليه، وتشهد جو مكة المعادي لبيت النبوة، بيت الهدى والإيمان والفضيلة، وتشاهد أباها والصفوة المؤمنة من دعاة الإسلام، والسابقين بالإيمان، يخوضون ملحمة البطولة والجهاد، فيؤثر هذا الجو الجهادي في نفسها، ويساهم في تكوين شخصيتها، وإعدادها لحياة التحمل والمعاناة..لقد عاشت فاطمة كل ذلك وهي بعد لمّا تزل صبية صغيرة، وعاشت المحنة الأشد مع أبيها، بعد فقد أمها، المواسي والأنيس والحبيب، الذي كان يخفف عنها متاعب الحياة، وآلام الاضطهاد.. وبعد فقده عمه أبي طالب، حامي الدعوة والمدافع عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). أبو طالب الذي ما تجرأت قريش في حياته أن تؤذى محمداً (صلّى الله عليه وآله)، أو تنال منه شيئاً، إلا وكان لها بالمرصاد.. هذه الحماية التي عبر عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد فقده أبي طالب بقوله: (ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب)" ....يا الهي...
            الأم: لاتتوقفي أكملي...اود ان اسمع عن هذا الموضوع...
            نبراس: حسنا ً....


            " لقد صبت قريش حقدها وأذاها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تلك الفترة العصيبة من عمر الدعوة، وبكل ما تملك من وسائل الأذى، والاستهزاء والسخرية، ومحاولات الانتقاص من مكانة محمد (صلّى الله عليه وآله) وشخصيته... لقد تحمل محمد (صلّى الله عليه وآله) من أجل دعوته، وفي سبيل مبادئه ورسالته، ما لم يتحمله أحد من الأنبياء، فقد بلغ الأمر بأحد سفهاء قريش، أن يغترف غرفة من تراب الأرض ويقذفها بوجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلى رأسه، فيتحمل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هذا الأذى، ويعود إلى بيته صابراً محتسباً وقد لطخ التراب وجهه ورأسه!! يعود إلى بيته وتنظر فاطمة إليه فترى ما لحق به من أذى قريش وتماديها في الصلف والغرور، فيحز الألم في نفسها، ويعظم عليها تجرؤ السفهاء والمغرورين من طغاة الجاهلية ومتكبريها على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثم تقوم لأبيها، وتنفض التراب عن رأسه ووجهه، وتأتي بالماء، وتغسل رأسه، ووجه الكريم"....لعنهم الله....لم يتجرأوا عليها فقط...بل حتى على الرسول الأكرم....لاعجب انهم يمنعون الكتب التي تتحدث عن مظلمتها وال البيت سلام الله عليهم....
            الأم: يا الهي....كم هم ظلمة....اكملي...
            نبراس: سأكمل...


            "ولم يمر هذا المشهد المؤلم دون أن يؤثر في نفسها، فيستبد بها الحزن والألم على القائد رسول الله أبيها (صلّى الله عليه وآله)، فتبكي وتتألم، لجرأة هؤلاء الجاهلين الطغاة على رجل يريد أن يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم سبيل الهدى والرشاد.. ويؤثر موقف فاطمة في نفس أبيها، ويشعر بحرارة الألم تمس قلبها، فيحاول (صلّى الله عليه وآله) أن يخفف عنها، ويحثها على التجلد والتحمل، فيمد يديه الكريمتين، ويضعهما على رأسها، فيمسه برقة وحنان، وهو يقول لها: (لا تبكي يا بني (بنية), فإن الله مانع أباك، وناصره على أعداء دينه ورسالته)....يالها من رحيمة!!! وياله من رحيم صلـّى الله عليه وآله!!!...اماه...وجدت اسم الكاتب والكتاب ايضاً...مكتوب هنا...(هاشم معروف الحسيني، سيرة المصطفى، ص205، ط1)...هلاّ دوَّنت ِ لي اسم الكتاب والكاتب في الدفتر رجاءا ً؟
            الأم: حسنا ً...لربما نجده كاملا عند ابو آيه..
            نبراس: لاادري ...لكن سأعطية اسم الكتاب لأشترية...
            الأم: ما اسم الكتاب ثانية ً؟
            نبراس: سيرة المصطفى....
            الأم: دونته....هاه...اكملي...
            نبراس: يقول الكاتب ايضا ً...


            " بهذه الكلمات الجهادية المربية يحاول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يزرع في نفس فاطمة (عليها السلام) روحاً جهادية عالية، ويملأ نفسها وقلبها بالصبر والثقة بالنصر..ولم تنته هذه المشاهد المثيرة المؤلمة، ولم يقف أذى قريش، واستخفافها برسول الحق، ودعوة الهدى والتحرير إلى هذا الحد، بل راحت تتمادى في غيها، وتصر على عنتها وكبريائها.
            وهكذا يفعل الطغاة والمغرورون بالقوة والسلطة، في كل عصر وجيل، ويصر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على دعوته أيضاً، ويستهين ومعه صحبه الأبرار، بكل وسائل الأذى والاضطهاد والاستهزاء، وتلك سمة بارزة في حياة الرسل (عليهم السلام)، ودعاة الإيمان على امتداد خط الصراع والجهاد من أجل الحق، فيصر على موقفه، ويمضي في سبيل دعوته، ويتابع بعزيمة لا تلين نشر رسالته الغراء..، ويمزق هذا الإصرار صبر قريش، ويثير سفهاءها فتكرر حماقتها، وتقف موقفاً ساخراً آخر من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ للاستخفاف به، وإيقاع الأذى على نفسه، علها تنال من عزيمته، أو تصده عن دعوته، فقد سجل لنا التاريخ حادثة أخرى تكشف تفاهة الوسائل، وقذارة الأساليب التي يلجأ إليها أعداء الإيمان، وتتوسل بها أحزاب الجاهلية والضلال في صراعها مع أنبياء الله (عليهم السلام) ودعاة الحق والإيمان"..فعلا عبدة هبل....لن ينثنوا....لكن يمثلون دور الإيمان بالله ورسوله...اماه ...اليسوا هم من ذكروا في القرآن بوصف المنافقين والأعراب؟
            الأم: اكيد...لعنهم الله جميعا ً
            نبراس: لعنهم الله ومن تبعهم اجمعين...سأكمل...
            الأم: تابعي...
            نبراس: يقول..."فقد روي عن عبد الله بن مسعود، قال: ما رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي، ورهط من قريش جلوس، وسلى جزور (الجلد الرقيق الذي يخرج فيه ولد الماشية من بطن أمه ملفوفاً فيه) قريب منه فقالوا: من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره، فقام رجل وألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً حتى جاءت فاطمة (عليها السلام)، فأخذته عن ظهره، فقال (صلّى الله عليه وآله): (اللّهم عليك بالملأ من قريش، اللّهم عليك بعقبة بن أبي معيط، اللّهم عليك بأُبي بن خلف، وأمية بن خلف). قال عبد الله بن مسعود، فقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعاً، ثم سحبوا إلى القليب (البئر) غير أُبي، أو أمية، فإنه كان رجلاً ضخماً فتقطع"...وذكر اسم الكتاب ايضا...دوني يا اماه...اكتبي (الطبري، المصدر السابق، ص47)
            الأم: دونته....تابعي...
            نبراس: يقول..."وهكذا عاشت وشهدت فاطمة وهي لما تزل صبية محنة أبيها، وأذى قريش واستهزائهم به، فساهمت هذه المواقف الصعبة في صنع شخصيتها، وعلمتها كيف تواجه الحياة وتنتصر على المحنة.. بل المحن التي كانت بانتظارها..
            فلقد كانت هذه الشدائد تمرُّ على الزهراء فاطمة بمثابة تأهيل نفسي وعقلي لتستقبل فيما بعد ما ينتظرها من عزائم الأمور بصبر وجلد عزّ مثيله"...ساعد الله قلبك يا سيدتي يا زهراء...ما اكتفوا بأذاها بل مجدوا ظالميها ايضا!!!...
            الأم: يال حقدهم عليها وعلى آلها...
            نبراس: ماهؤلاء من بشر..بل وحوش متغيرة اللون والجلد...
            الأم: صدقت با بنية....
            نبراس: هنالك موضوع آخر يختص بمعنى الممتحنة لكنه يصب في تفصيل علمها وعصمتها عليها افضل الصلاة والسلام سأقرأه لاحقا ً يا امي...
            الأم: لا مانع من ذلك....


            يتبع..

            تعليق


            • #7
              الباب اللرابع: نور فاطمة عليها السلام وسر تكوينها وأسمائها عليها السلام
              الباب الرابع
              نور فاطمة عليها السلام وسر تكوينها وأسمائها عليها السلام

              نبراس: سأقوم الآن بالبحث عن ما يختص بالسيدة ونورها الذي تحدث عنه الشيخ في الخطبة...الا تذكرين كلامه حين قال"كنتم نوراً في الأصلاب الشامخة والآرحام المطهـَّرة"؟
              الأم: اجل اذكر ذلك...ستبحثين عن تكوينها؟ ان بحثت عن ذلك ابحثي ايضا عن شيء يدل على مكانتها يا بنية لعلك تجدين الإجابة...
              نبراس: سيتطلب جهدا ً يا امي...لكن ...لابد من البحث عن كل نقطة من النقاط على حدة ...كي يتسنى لنا فهمها...وصدقيني يا امي...والله اني لأشوق منك الى المعرفة وأشغف...فأمهليني كي نعرف القصة منذ بدايتها الى نهايتها بالترتيب...
              الأم: سأصبر ...لكن حاولي الإسراع...وإن بحثت لي عن الإجابات, سيبارك الله فيك يا بنية..ألا تودين ان تنالي الشفاعة الفاطمية؟
              نبراس: بلى ...وكيف لي ان لا ارغب بها؟
              الأم: اذن فإبحثي لي عن الإجابات...
              نبراس: حسنا ...لكن انتظري قليلا....فالبحث يتطلب بعض الوقت...
              الأم: عجـِّلي يا بنية ...بالزهراء عليك...لا اكاد اطيق الإنتظار...
              نبراس: نور فاطمة....خلق فاطمة...هممممم....وجدته...في (مجلة اعلام التقى) نشر موضوع يختص بنور السيدة فاطمة وكيف خلقت...حيث يقول الكاتب تحت موضوع (مشكاة النور)...

              "شاء الله تعالى أن تتجلى عظمته وجلاله في بضعة من الآدميين، شاء لهم أن يمتازوا عن جميع الخلق بذلك، فهم مشاعل الخير والهداية على مرّ القرون والأجيال، وقادة الأمم نحو السعادة والصلاح... واختارهم حفظة لسرّه وخزنة لعلمه وتراجمة لوحيه وأدلاّء على صراطه فعصمهم من الزلل وآمنهم من الفتن وطهرهم من الدنس واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما قال تعالى في كتابه الكريم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). وتمثل نور الله أول ما تمثل في خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين (عليه السلام)... وانحدر النور بعد ذلك من صلب النبي (صلى الله عليه وآله)... فكانت فاطمة (عليها السلام)، التي خلق الله نورها قبل أن يخلق الأرض والسماء. كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء).
              فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟! فقال: (فاطمة حوراء إنسية).
              وفي حديث آخر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث). وليس ذلك بعيداً على الله، ذلك لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته؛ فلما أشرقت اضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة، وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا: (إلهنا وسيدنا ما هذا النور... فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجته من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء، وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، يهدون إلي حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي من بعد انقضاء وحيي).
              وسميت زهراء لأنها كانت (إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض). انّ يد العناية الإلهية هي التي صاغتها وصورتها بهذا النور البهي وأعطتها هذه الفضيلة والكرامة والشرف، والحكمة ربانية في صالح خلقه.
              فهذا رسولنا العظيم يحكي لنا قصة تحول هذا النور الذري إلى بشر في الأرض؛ عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر القبل لفاطمة، فقالت له عائشة: إنك تكثر تقبيل فاطمة!
              فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ جبرئيل ليلة أسري بي ادخلني الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماء في صلبي فحملت خديجة بفاطمة. فإذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها).

              الأم: ألا ترين بعض الإختلاف عن تلك الرواية التي قرأنا مسبقا ً؟
              نبراس: يا امي...الروايات تتناقل من شخص لشخص ومن عالـِم لعالـِم وتجمع في كتب ويتم تناقلها بين العلماء فيؤخذ بالأصح ويدرس باقي سند الروايات ..وتعتمد على امانة الناقل وسيرته....مالنا وهذه الأمور؟ كل ما نبتغية هو ان نعرف عن السيدة فاطمة عليها السلام قدر المستطاع...لا اكثر...
              الأم: اذن لابد من وجود روايات اكثر بهذا الخصوص...
              نبراس: اكيد...لذا سأبحث اكثر....همممم...لنرى... هذا مقال للكاتب محمد صغير التونسي ...يتحدث عن نور فاطمة عليها السلام فيقول


              " عن ابن عباس رفعه: لما خلق الله آدم وحواء عليهما السلام كانا يفتخران في الجنة فقالا: ما خلق الله خلقا أحسن منا. فبينما هما كذلك إذا رأيا صورة جارية لها نور شعشعاني يكاد ضوءه يطفئ الأبصار, على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان.
              قالا: وما هذه الجارية؟ قال الله: هذه صورة فاطمة بنت محمد سيد الأولين والآخرين" قالا: وما هذا التاج على رأسها؟ قال: هذا بعلها علي بن أبي طالب.
              قالا: وما هذان القرطان؟ قال: الحسن والحسين أبناها أوجدت ذلك قبل أن أخلقك بألفي عام " وقد ذكر مصادر هذه المعلومات...اماه دوني...(نزهة المجالس الصفوري الشافعي ج 2 ص: 223 ولسان الميزان للعسقلاني ج 3 ص: 346 ح 1409, وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 ص: 319)....هل دونته؟
              الأم: يا بنية ...بالطبع دونت ذلك...هلاّ كففت عن تكرار نفس السؤال؟
              فضحكت نبراس قليلا...
              نبراس: لا تنزعجي يا اماه...فإني والله لي غاية من كل ما تدوّنين...
              الأم: غاية؟ وما هي هذه الغاية؟
              نبراس: ستعرفين ....لكن ليس الآن...يقول ايضا ً ...

              " فقد روى عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ: يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, أخبرني عن أول شئ خلقه الله قبل الأشياء. قال: يا جابر, إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره, فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله, ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي" الحديث (كشف الخفاء العجلوني ج 1 ص: 265 ح 826). وري عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ولم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم أخرجه من عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه بحق أحبه ومن أبغضه فيبغضني أبغضه" (فإذا كان نور أمير المؤمنين علي عليه السلام من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فحري أن يكون نور فاطمة عليها السلام كذلك)...وذكر ان ذلك مدوّن في كتاب (نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص: 79 مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام, والرياض النضرة ج 2 ص: 164)"....لن اقول هل دونتي ذلك...
              الأم: وكأنك لم تكرري السؤال؟ ها؟
              فضحكتا ...
              نبراس: امي ...وهذا موضوع آخر يتحدث عن نفس الموضوع...
              الأم: بنيَّة...وهل يتحدث هذا الموضوع عن اسمائها ايضا ً عليها السلام؟
              نبراس: نعم يا امي...كيف انتبهت لذلك؟...
              الأم: من يطلب ان يتعلم شيئا ً لابد من ان يتنبه لكل كلمة ...هلاّ قرأت لي مامكتوب؟
              نبراس: سأعمل في المجال الإعلامي بسببك يا امي...
              ...(فضحكتا)...
              نبراس: سأواصل القراءة...وعن أسمائها عليها السلام ذكركاتب لم اجد اسمه (بموسوعة السيدة الزهراء ع )....

              " عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله ع: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء"..انظري يا امي ماذا كتب بعد..." أما كون أسماءها من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضمار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة ع، فلقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال لفاطمةع: " شق الله لك يا فاطمة إسماً من أسمائه ، فهو الفاطر وأنت فاطمة " . وجاء في حديث عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله ع: " لفاطمة ع تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء" وفي حديث آخر "قال أبو الحسن ع: فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة"...وحتى يثبت آل البيت ان الله يشتق أسماء من أسمائه يستعين الكاتب بهذا الحديث الشريف...يقول"عن علي بن الحسين ع حيث قال : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى أن قال : " قال الله يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعرهم ويشينهم شققت لها اسما من اسمي"...يا لعظمتها وعظمة آل البيت!!!
              الأم: اي ورب الكعبة...
              نبراس: من مركز آل البيت العالمي للمعلومات اخذت الموضوع التالي ....والذي يبين فيه الكاتب معنى المشكاة...يقول

              " قال الله تعالى في محكم كتابه: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
              صدق الله العلي العظيم
              نقل الشيخ الكليني في الكافي بإسناده عن صالح بن سهل الهمداني عن الصادق عليه السلام قال: إن المشكاة فاطمة عليهما السلام ، والمصباح الحسن عليه السلام ، والزجاجة الحسين عليه السلام والشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام ، لا شرقية ولا غربية ما كان يهوديا ولا نصرانيا ، ونور على نور إمام بعد إمام ويهدي الله نوره من يشاء يهدي الله للائمة عليهم السلام من يشاء.
              حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن الحسن الصايغ قال حدثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة ) المشكاة فاطمة عليها السلام ( فيها مصباح المصباح ) الحسن والحسين ( في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ) كأن فاطمة عليها السلام كوكب دري بين نساء اهل الارض ( يوقد من شجرة مباركة ) يوقد من ابراهيم عليه وعلى نبينا وآله السلام ( لا شرقية ولا غربية ) يعني لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ) يكاد العلم يتفجر منها.
              و عن علي بن جعفر عليه السلام ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى : (الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة) فاطمة عليها السلام، (فيها مصباح) الحسن، (المصباح في زجاجة) الحسين، (الزجاجة كأنها كوكب دري) فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا، (يوقد من شجرة مباركة) إبراهيم عليه السلام، (زيتونة لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية، (يكاد زيتها يضئ) يكاد العلم يتفجر بها، (ولو لم تمسسه نار نور على نور) إمام منها بعد إمام، (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله للائمة من يشاء.
              وعن أبي أيوب الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه، ثم أخذ من ذلك النور فغرقه فأصابني ثلث النور، وأصاب فاطمة عليها السلام ثلث النور، وأصاب عليا عليه السلام وأهل بيته ثلث النور، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد.
              وعن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) الحسن (المصباح) الحسين (في زجاجة كأنها كوكب دري) فاطمة كوكب دري من نساء العالمين (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) إبراهيم الخليل (لا شرقية ولا غربية) يعني لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضيء يكاد العلم ينبع منها.
              وعن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن الصائغ عن الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: (الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة) المشكاة فاطمة عليها السلام (فيها مصباح) الحسن، الحسين (الصباح في زجاجة كأنها كوكب دري) كأن فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنة، (يوقد من شجرة مباركة) يوقد من إبراهيم، (لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية، (يكاد زيتها يضيء) يكاد العلم ينفجر منها، (ولو لم تمسسه نار نور على نور) إمام منها بعد إمام، (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله للائمة من يشاء، (و يضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم).
              ونقل ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى الحسن قال: سألته عن قول الله تعالى: (كمشكاه فيها مصباح) قال: المشكاة فاطمة عليها السلام، والمصباح الحسن والحسين عليهم السلام و الزجاجة كأنها كوكب دري كانت فاطمة عليها السلام كوكبا دريا من نساء العالمين (يوقد من شجرة مباركة) الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام (لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضيء) يكاد العلم أن ينطق منها (ولو لم تمسسه نار نور على نور) ابنها إمام بعد إمام (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي لولايتهم من يشاء.

              وقال المازندراني في شرح أصول الكافي:
              - قوله: (مثل نوره كمشكاة) فاطمة عليها السلام أي صفة نوره كصفة مشكاة قال الفراء: المشكاة: الكوة التي ليست بنافذة، وقيل: هي أنبوبة في وسط القنديل يوضع فيها المصباح وهو السراج والفتيلة المشتعلة والمراد بها هنا فاطمة عليها السلام لأنها محل لنور الأئمة، والأئمة نور وسراج لأن الطالبين للهداية المتبعين لأثرهم، يستضيئون بنور هدايتهم وضياء علومهم إلى الطريق الأرشد كما يهتدي السالكون في الظلمة بالنور والسراج، قيل: إضافة النور إلى ضميره تعالى دليل على أن إطلاقه عليه ليس على ظاهره.
              - قوله: (فيها مصباح) أي سراج وهو الحسن عليه السلام والمصباح في زجاجة: أي قنديل مثل الزجاجة في الصفاء والشفافية وهو الحسين عليه السلام فقد شبه فاطمة عليها السلام تارة بالمشكاة وتارة بالزجاجة، وبالاعتبار الثاني جعلها ظرفا لنور الحسين عليه السلام لزيادة ظهور نوره باعتبار كون سائر الأئمة من صلبه عليهم السلام، واللام في (المصباح) ليس للإشارة إلى المصباح الأول فلا يلزم الاتحاد على أن للاتحاد وجها لأن الحسن والحسين عليهم السلام نور واحد بجسب الحقيقة وإن كانا في الظاهر نورين.
              - قوله: (الزجاجة كأنها كوكب دري) أي منسوب إلى الدر باعتبار المشابهة به في الضياء والصفاء والتلألؤ، هذا إن كان بشد الراء والياء (درِّيّ) وإن كان بشد الياء فقط (درِيّ) فهو من الدرء بمعنى الدفع، قلبت همزته ياء وادغمت الياء في الياء فإنه يدفع الظلام بضوئه ولمعانه، والمراد بها فاطمة عليها السلام فإنها كوكب دري مضيء لامع نوراني فيما بين نساء أهل الدنيا.
              - قوله: (توقد من شجرة مباركة) توقد بالتاء أو بالياء على صيغة المجهول من الإيقاد تقول وقدت النار تقد وقودا أي توقدت وأوقدتها أنا و (من) ابتدائية أي توقد الزجاجة أو يوقد ذلك المصباح من شجرة مباركة زيتونة كثير النفع وهي إبراهيم عليه السلام فإنه ذو بركة عظيمة ونفع كثير لوجود الأنبياء والأوصياء من نسله واستظلال الناس بظلال أغصانه وجرائده وانتفاعهم من أثمار علومه وفوائده إلى قيام الساعة، وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنها.
              - قوله: (زيتونة) بدل عن شجرة لا صفة لها ولذلك فصلها عنها وقرنها بصفتها وإنما عبر عنها بالزيتونة للتنبيه على كثرة نفعها واتصافها بالعلم الذي هو كالزيت في كونه مادة لضيائها ومبدءا لنورانيتها.
              - قوله: (لا يهودية ولا نصرانية) لعل هذا باعتبار أنه كان مسكن اليهود من طرف الشرق ومسكن النصارى من طرف الغرب.
              -قوله: (يكاد زيتها يضيء) ضمير التأنيث يعود إلى فاطمة عليها السلام والمراد بالزيت العلم على سبيل الاستعارة والتشبيه ومس النار ترشيح يعني يكاد علمها يتفجر من قلبها الطاهر إلى قلوب المؤمنين والمؤمنات بنفسه قبل أن تسأل لكثرته وغزارته وفرط ضيائه ولمعانه.
              - قوله: (يهدي الله لنوره) يهدي الله للأئمة أي لأجلها وتوسطهم أو إليهم ...
              أسند ابن المغازلي إلى أبي الحسن: المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن، والزجاجة الحسين، والشجرة إبراهيم (يكاد زيتها يضئ) قال: يكاد العلم ينطق منها إمام بعد إمام (يهدي الله لنوره من يشاء) قال يهدي لولايتنا من يشاء.
              الأم: الله اكبر ...والله هي المشكاة وهي نور القلوب يا بنية...
              نبراس: و بموسوعة السيدة الزهراء ع كـُتـِبَ في بيان معنى الزهراء وطبيعة تكوين ال البيت رواية اخرى..

              قال الكاتب "في إرشاد القلوب : مرفوعا إلى سلمان الفارسي قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي (ص) ورحب به فقال: يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذن أخبرك يا عم، إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم. فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها (سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى)، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه، فنسألك بحق هذه الأنوار إلا ما كشفت عنا، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأفعلن. فخلق نور فاطمة الزهراء عليها السلام يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء. وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه فقال الله: وعزتي وجلالي لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها. قال سلمان : فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ، وقال : بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى" ...اللهم صلـّي وسلم على محمد وآل محمد...يالها من عظمة في الخلق لآل بيت محمد!!! ما أعظم شأنهم عند الله وما أعظم حقد شياطين الإنس والجن عليهم!!!
              الأم: الله يعلم حيث يضع نبوَّته يا بنيـَّه...وحيث يضع الإمامة...لا في اهل السقيفة ولا في من تبعهم من الغاوين...بل وضعها في محمد وآله الأطهار...لا ولي إلا علي وأولاده ممن عصم الله...
              نبراس: امي ....وجدت رواية اخرى في معنى الزهراء عليها السلام...اي اسم الزهراء... من كتاب (امهات المعصومين ع) للسيد محمد الشيرازي تحت عنوان (لماذا سمّيت بالزهراء؟)... حيث يقول السيد في هذا الصدد...

              " من سيرة العقلاء المتداولة أنهم يضعون الألفاظ بإزاء المعاني عند وجود علقة بينهما، فترى أن هناك علقة خاصة بين الألفاظ ومعانيها عادة، بحيث تصل هذه العلقة إلى مرحلة يذوب اللفظ في المعنى ويندك فيه حتّى أنّ الناس ينظرون إلى المعنى ويهملون اللفظ. وفي أسماء الأشخاص كذلك، فلوجود مثل هذه العلقة المتينة نجد أنّ كثيراً من الأسماء توضع. ومن هنا سميت الصديقة فاطمة، بالزهراء (عليها الصلاة والسلام). وقد سئل الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) عن هذه العلقة فأجابوا وأشاروا به إلى عظمة السيدة فاطمة (عليها السلام).
              فعن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة لِمَ سمّيت الزهراء؟ فقال: «لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض»(32).
              وعن أبان بن تغلب قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) يا بن رسول الله لِمَ سمّيت الزهراء (عليها السلام) زهراء؟ فقال: «لأنها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فرشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام، فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي والنور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أنّ الذي رأوه كان من نور فاطمة، فإذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها بالصفرة فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها صلوات الله عليها، فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمرّ وجه فاطمة عليها السلام فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكر لله عزّوجلّ فكان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمرّ حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبّح الله وتمجّده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليها السلام، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلّب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمّة منّا أهل البيت إمام بعد إمام»(33).
              وعن ابن مسعود أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله خلقني وخلق علياً والحسن والحسين عليهم السلام من نور قدسه، فلمّا أراد أن ينشئ الصنعة فتق نوري وخلق منه السماوات والأرض وأنا والله أجلّ من السماوات والأرض، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي وعلي والله أجلّ من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة والحسن والله أجلّ من الحور العين والملائكة، وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح والقلم والحسين والله أجلّ من اللوح والقلم، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب فضجّت الملائكة ونادت إلهنا: وسيدنا بحق الأشباح التي خلقتها إلاّ ما فرّجت عنّا هذه الظلمة، فعند ذلك تكلّم الله لكلمة اُخرى فخلق منها روحاً فاحتمل النور الروح فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش فأزهرت المشارق والمغارب فلأجل ذلك سمّيت الزهراء»(34).
              وعن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: لِمَ سمّيت فاطمة الزهراء زهراء؟
              فقال: لأنّ الله عزّوجلّ خلقها من نور عظمته، فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي اُفضّله على جميع الأنبياء، واُخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري، يهدون إلى حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي»(35).
              وعن أبي هاشم العسكري قال: سألت صاحب العسكر (عليه السلام) لِمَ سمّيت فاطمة (عليها السلام) الزهراء؟ فقال: «كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) من أول النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند الغروب غروب الشمس كالكوكب الدرّي»(36)....إلى غيرها من الروايات."...مااروع ذلك!!!
              الأم: يا الله ....يا لروعة ما اسمع عن سيدتي الحبيبة...!!!
              نبراس: والله يا امي...كلما قرأت اكثر ازددت بهم ايمانا وعشقا ً...ليتني انال الشفاعة المحمدية شفاعة محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة معك يا امي...
              الأم: آمين يا رب العالمين...

              يتبع..

              تعليق


              • #8
                رائعة

                لي عودة بعون الله تعالى

                تعليق


                • #9
                  أهلاً بك عزيزتي

                  تعليق


                  • #10
                    الباب الخامس: في ذكائها وعصمتها وعلمها ومكانتها وزوجها عند رسول الله (ص)

                    الباب الخامس
                    في ذكائها وعصمتها وعلمها ومكانتها وزوجها عند رسول الله (ص)


                    الأم: على قدر محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لها لابد من وجود مواضيع بهذا الخصوص.. أليس كذلك؟
                    نبراس: لابد من ذلك وهاقد وجدت احدها...يقول السيد الأستاذ العلامة السيد محمد كاظم القزويني في كتابه (فاطمة من المهد الى اللحد):


                    " في ذكاء فاطمة وخُلقها قولُ أُم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها): كانت فاطمة تُحدِّث في بطن أُمِّها، ولما وُلدت وقعت حين وقعت على الأرض ساجدة، رافعة إصبعها ؟!
                    أو يلائمها قول عائشة:
                    ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً وحديثاً برسول الله في قيامه وقعوده من فاطمة الزهراء كانت إذا دخلت على رسول الله قام إليها فقبَّلها ورحّب بها، وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه ؟!
                    وفي لفظ البيهقي في (السنن: ج7 ص101): ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله (صلى الله عليه وآله).


                    انظري ماوجدت ايضا ً من أحاديث قيلت بلسان رسول الله صلّى الله عليه وآله بحقها:
                    - قال (ص) وهو آخذ بيدها: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها، فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بين جنبيَّ، فمن آذاها فقد آذاني.
                    - وقال: وقوله (ص): فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.
                    - وقوله (ص): فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني.
                    - وقوله (ص): فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها ويبسطني مايبسطها.
                    - وقيل بحق فاطمة (ع) وعلي (ع) أو قول بريدة وأُبي:أحب الناس إلى رسول الله (ص) من النساء فاطمة، ومن الرجال علي.
                    - أو حديث جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسألت: أي الناس أحب إلى رسول الله؟! قالت: فاطمة. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صوَّاماً قوَّاماً.

                    أما هذا الحديث في فضل فاطمة وعلي أيضًا انظري ما يقول السيد فيه:
                    " وكيف كان رسول الله (ص) يقدِّم الغير على علي في الالتفات إليه؟! وهو أول رجل اختاره الله بعده من أهل الأرض لما اطَّلع عليهم، كما أخبر به (ص) لفاطمة بقوله: إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منه أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إليَّ فأنكحته واتخذته وصياً. وبقوله (ص): إن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك. "
                    كيف يعقل ان تظلم بهذا الشكل المريع وهي بهذه العظمة؟ ألا يدركون مامعنى كل هذا الكلام؟
                    الأم: الحقد أعماهم يا بُنيتِي...إنه الحقد.
                    نبراس: أ عَلَى الرسول وآله؟!
                    الأم: على الرسول وآله ...وقد عانى قبله الآف الأنبياء والأولياء , لكن لم يعاني احد قدر معاناة رسولنا الأعظم وآله.
                    نبراس: هناك موضوع آخر فيه لآليء نادرة عن السيدة الزهراء عليها السلام...في (شبكة السراج في الطريق الى الله) نشر موضوع (أربعون لؤلؤة نادرة عن الزهراءع)، يقول فيه الكاتب:

                    1) قال النبي (ص): إذا كانَ يَوْمُ القيامَةِ نادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة.
                    (كنز العمّال ج 13 ص 91 و 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5ص 96/ الصواعق المحرقة ص 190/ أسد الغابة ج 5 ص 523/ تذكرة الخواص ص279/ ذخائر العقبى ص 48/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 356/ نورالأبصار ص 51 و 52/ ينابيع المودّة ج 2 باب 56 ص 136)


                    2) قال النبي (ص): كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فاطِمَة.
                    (منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ نور الأبصار ص 51/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 360)

                    3) قال النبي (ص): حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة. (مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 171/ سير أعلام النبلاءج 2 ص 126/ البداية والنهاية ج 2 ص 59/ مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 363)

                    4) قال النبي (ص): يا عَلِي هذا جبريلُ يُخْبِرنِي أَنَّ اللهَ زَوَّجَك فاطِمَة.
                    (مناقب الإمام علي من الرياض النضرة: ص 141)

                    5) قال النبي (ص):ما رَضِيْتُ حَتّى رَضِيَتْ فاطِمَة.
                    (مناقب الإمام علي لابن المغازلي: ص 342)

                    6) قال النبي (ص): يا عَلِيّ إِنَّ اللّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فاطِمَة.
                    (الصواعق المحرقة باب 11 ص 142/ ذخائر العقبى ص 30 و 31/ تذكرة الخواص ص 276/ مناقب الإمام علي من الرياض النضرة ص141/ نور الأبصار ص53)

                    7) قال النبي (ص): إِنّ اللّهَ زَوَّجَ عَليّاً مِنْ فاطِمَة.
                    (الصواعق المحرقة ص 173)

                    8) قال النبي (ص): كُلُّ بَنِي أُمّ يَنْتَمونَ إِلى عُصْبَةٍ، إِلاّ وُلدَ فاطِمَة.
                    (الصواعق المحرقة ص 156 و 187/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج3 ص 179/ كنز العمّال ج13 ص101/إسعاف الراغبين بذيل نور الأبصار ص 144)

                    9) قال النبي (ص): كُلِّ بَنِي أُنثى عصْبَتُهم لأَبيهِمْ ماخَلا وُلْد فاطِمَة.
                    (كنز العمّال ج 13ص 101/الصواعق المحرقة ص 187 و 188/ إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص144)

                    10) قال النبي (ص): أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة.
                    (الجامع الصغير ج 1 ح 203 ص 37/ الصواعق المحرقة ص 191/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479/ كنز العمّال ج 13 ص93)

                    11) قال النبي (ص): خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيَم وَآسية وَخَدِيجَة وَفاطِمَة.
                    (الجامع الصغير ج 1 ح 4112 ص 469/ الإصابة في تمييز الصحابة ج 4 ص378/ البداية والنهاية ج 2 ص 60/ ذخائر العقبى ص 44)

                    12) قال النبي (ص):سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة.
                    (كنز العمّال ج13 ص94/ صحيح البخاري، كتاب الفضائل، باب مناقب فاطمة/ البداية والنهاية ج 2 ص61)

                    13) قال النبي (ص): إذا إشْتَقْتُ إلى ثِمارالجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة.
                    (نور الأبصار ص 51)

                    14) قال النبي (ص):كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيم وَآسِيَة وَخَديجة وَفاطِمَة.
                    (نور الأبصار ص 51)

                    15) قال النبي (ص):أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة.
                    (نور الأبصار ص 52/ قريب من لفظه في كنز العمّال ج 13 ص 95)

                    16) قال النبي (ص):أُنْزِلَتْ آيَةُالتطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ و َفاطِمَة.
                    (إسعاف الراغبين ص 116/ صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة)

                    17) قال النبي (ص):أَفْضَلُ نِساءِ أَهْل الجَنَّةِ: مَرْيَمُ وَآسيةُ وَخَديجَةُ وَفاطِمَة.
                    (سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 126/ذخائر العقبى: ص 44)

                    18) قال النبي (ص): أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة.
                    (ينابيع المودّة ج2 ص322 باب56)

                    19) قال النبي (ص):المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة.
                    (الصواعق المحرقة ص237)

                    20) قال النبي (ص):إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطَمَ ابْنَتِي فاطِمَة وَوُلدَها وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة.
                    (كنز العمال ج6 ص219)

                    يتبع..

                    تعليق


                    • #11

                      21) قال النبي (ص): فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي.
                      (حلية الأولياء ج 2 ص 40/ صحيح البخاري كتاب الفضائل/كنز العمّالج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97)

                      22) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا.
                      (صحيح مسلم ج 5 ص 54/ خصائص الإمام علي للنسائي ص 121 و 122/مصابيح السنّة ج 4 ص 185/ الإصابة ج 4 ص 378/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 119/ كنز العمّال ج 13 ص 97/ وقريب من لفظه في سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص 241/ حلية الأولياء ج 2 ص 40/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 58/ ذخائر العقبى ص 38/ تذكرة الخواص ص 279/ ينابيع المودّة ج 2 باب59 ص 478)

                      23) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها.
                      (الصواعق المحرقة ص 180 و 232/ مستدرك الحاكم / معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم ص 73/ ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص468)

                      24) قال النبي (ص): فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة.
                      (صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 164/ سنن الترمذي ج 3 ص 226/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ الجامع الصغير ج 2 ص654 ح 5760/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 123/ الصواعق المحرقة ص 187 و191/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 118/ ينابيع المودّة ج 2 ص 79/الجوهرة في نسب عليّ وآله ص 17/ البداية والنهاية ج 2 ص 60)

                      25) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي.
                      (صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص1374/خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 122/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858/ كنزالعمّال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96/ مصابيح السنّة ج4 ص 185/ إسعاف الراغبين ص 188/ ذخائر العقبى ص 37/ ينابيع المودّة ج2 ص 52 ـ 79)

                      26) قال النبي (ص): فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة.
                      (مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 296)

                      27) قال النبي (ص): فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَ لَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث.
                      (الصواعق المحرقة ص 160/ إسعاف الراغبين ص 188/ كنز العمّال ج 13 ص 94/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97)

                      28) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيِني ما آذاها وَيَنَصُبَني ما أنَصَبَها.
                      (مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173/ سنن الترمذي ج 3 باب فضل فاطِمَة ص240/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال بهامش المسند ج 5 ص 96/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص190)

                      29) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي يُغْضِبُني ما يُغْضِبُها وَيَبْسُطُني ما يَبْسَطُها.
                      (الصواعق المحرقة ص 188/ قريب من لفظه في مستدرك الصحيحين ج 3 ص172/ الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5859)

                      30) قال النبي (ص): فاطِمَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْكَ يا عَلِيّ وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْها.
                      (مجمع الزوائد ج 9 ص 202/ الجامع الصغير ج 2 ص 654 ح 5761/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ أسد الغابة ج 5 ص 522/ ينابيع المودّة ج 2 باب56 ص 79/ الصواعق المحرقة الفصل الثالث ص 191)

                      31) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ.
                      (نور الأبصار ص 52)

                      32) قال النبي (ص): فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي.
                      (سير أعلام النبلاء ج 2 ص 127/صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب فاطمة/مجمع الزوائد ج 2 ص 201/إسعاف الراغبين ص 187)

                      33) قال النبي (ص): فاطِمَة شُجْنَةٌ مِنّي يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُها وَيَقْبِضُنِي ما يَقْبُضُها.
                      (مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 168/ كنز العمّال ج 13ص 96/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 132)

                      34) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها.
                      (مناقب الخوارزمي ص 353)

                      35) قال النبي (ص): فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي.
                      (السنن الكبرى ج 10 باب من قال: لا تجوز شهادة الوالد لولده ص 201/ كنز العمّال ج 13 ص 96/نور الأبصار ص52/ ينابيع المودّة ج 2 ص 322)

                      36) قال النبي (ص): فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي.
                      (ينابيع الموّدة ج 1 باب 15 ص 243)

                      37) قال النبي (ص): فاطِمَة لَيْسَتْ كَنِساءِ الآدَميّين.
                      (مجمع الزوائد ج 9 ص 202)

                      38) قال النبي (ص): فاطِمَة مُضْغَةٌ مِنّي يَقْبِضُني ما قَبَضَها وَيَبْسُطُني ما بَسَطَها.
                      (السنن الكبرى ج 7 ص 64باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة /منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص96)

                      39) قال النبي (ص): فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ.
                      (الصواعق المحرقة ص 175/ مستدرك الحاكم، باب مناقب فاطمة / مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 351)

                      40) قال النبي (ص): فاطِمَة إِنّ اللّهَ غَيْرُ مُعَذِّبِكِ وَلا أَحَدٍ مِنْ وُلْدِكِ.
                      (كنز العمّال ج13 ص96/ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج5 ص97/إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص118)

                      الأم: بارك الله بكل من كتب حرفا ً بخصوص السيدة فاطمة عليها افضل الصلاة والسلام.
                      نبراس: اي والله يا أمي.. هذا ماذكر في مكانتها عند رسول الله.


                      يتبع..

                      تعليق


                      • #12
                        نبراس: أما بالنسبة لذكائها وعصمتها عليها السلام يا أمي.. فكانت تلقب بعالمة آل محمد.. ففي كتاب (فاطمة الزهراء ع سر الوجود) للسيد عادل العلوي كتب تحت عنوان (العصمة الفاطمية ) يقول فيه:

                        " وأمّا عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام): فقد اختار الله من خلقه واختصّها لذاته واصطفاها لنفسه ليتجلّى فيها أسماؤه وصفاته، وتكون مظهراً لجماله، فإنّه لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة بل هي أعظم، فقدّم لها الذكر العليّ والثناء الجليّ، بعد أن اختبرها وامتحنها أيضاً.
                        إلاّ أنّها امتحنها بالصبر، والصبر كما ذكرنا تكراراً هو اُمّ الأخلاق وأساسه، فإنّها بمراحلها الثلاثة ـ التخلية والتحلية والتجلية ـ مدعومة بالصبر، كما أنّه أساس الكمال.وإنّما وقفنا على امتحانها بالصبر باعتبار ما ورد في زيارتها في يوم الأحد من كلّ اُسبوع، كما في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمّي (قد): «السلام عليكِ يا ممتحنة قد امتحنكِ الله قبل أن يخلقكِ بالصبر فوجدكِ لما امتحنكِ صابرة».
                        فتجلّت العصمة الإلهية في جمال فاطمة الزهراء إذ جمعت بين نوري النبوّة والإمامة، فعصمتها من العصمة بالمعنى الأخصّ، المختصّة بالأربعة عشر معصوم (ع).

                        وممّا يدلّ على عصمتها:
                        1) آية التطهير في قوله تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، فالله الطاهر طهّر بإرادة تكوينية أهل البيت (ع) ومنهم فاطمة (ع) وعصمهم بعصمة ذاتية ومطلقة واجبة عقلا ونقلا.


                        2) إنّها عدل القرآن الكريم لحديث الثقلين المتّفق عليه عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ ولمّا كان القرآن معصوماً فكذلك عدله أهل البيت عترة الرسول المصطفى (ع).

                        3) إنّها كفؤ عليّ ولولاه لما كان لها كفؤ آدم وما دونه، ولا يتزوّج المعصومة إلاّ المعصوم، فإنّ الرجال قوّامون على النساء، فلفاطمة ما لعليّ (ع) إلاّ الإمامة.
                        فكلّ ما ثبت لعليّ (ع) بالمطابقة ثبت للزهراء (ع) بالالتزام، وكلّ شيء ثبت لفاطمة بالمطابقة ثبت بالدلالة الالتزاميّة لأمير المؤمنين عليّ (ع).

                        4) إنّها حوريّة بصورة إنسية، والملائكة معصومون فكذلك فاطمة الحوريّة.

                        5) وحدة الإرادة الإلهيّة والفاطميّة، فإنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، وإنّه لم يغضب ليونس صاحب الحوت، بل يغضب لغضبها، فوحدة الإرادة دليل على العصمة.

                        6) إنّها سيّدة النساء في الدنيا والآخرة، وكيف تكون سيّدة الأوّلين والآخرين وهي غير معصومة.

                        7) آية المباهلة، وقدّم النساء على الأنفس، ربما إشارة إلى أنّ النفوس فداها، «فداكِ أبوكِ» «فداها أبوها».

                        8) إنّها العالم العلوي والعالم السفلي في قوسي الصعودي والنزولي.

                        9) إنّها صدر النبيّ (ص) وإنّ صدره يحمل القرآن دفعة واحدة وفي ليلة القدر، في ليلة القدر وهي فاطمة الزهراء (ع).

                        10) لا يعرف قدرها إلاّ من قدّرها، ولا يعرف أسرارها إلاّ من خلقها، ومن أذن له الرحمن.

                        11) إنّها مفروض الطاعة على الخلق مطلقاً، وكيف تكون مفروض الطاعة على الإطلاق وهي غير معصومة.

                        12) هي حجّة الحجج واُسوتهم كما ورد في الأخبار الشريفة.

                        13) مجمع النورين بحديث الأفلاك، فتحمل أسرار النبوّة والإمامة، وإنّها اُمّ أبيها.

                        14) حبل الله الممدود، فلا بدّ أن يكون معصوماً، وإلاّ كيف يتمسّك على الإطلاق بما لم يكن معصوماً، «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بهجة قلبي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى».

                        15) امتحانها بالصبر وهو أساس الكمال والأخلاق الذي منها الزهد.

                        16) علمها اللدنّي.

                        17) الإجماع القطعي الدالّ على عصمتها، كما عند المشايخ الصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم.

                        18) الآيات والروايات الكثيرة الدالّة على فضلها وعظمتها، وتعلّقها بعالم الغيب.

                        19) سيرتها وحياتها يفوح منها عطر العصمة الإلهيّة.

                        ووجوه اُخرى يقف عليها المحقّق والمتتبّع، ويعلم بيقين وقطع أنّه لا ريب ولا شكّ أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) عصمة الله الكبرى.
                        انتهى..


                        الأم: سألت مرة سيد عن العصمة.. فقال هنالك عصمتي.. كسبية وتكوينية.. وهذا ما أكده الشيخ في المحاضرة.
                        نبراس: أذكر ذلك يا أمي.. خاصة حين قال أن لها عليها السلام عصمة تكوينية وهم أربعة عشر معصوم.. انظري يا أمي.. هذا مقال للكاتب عبد العزيز النوبني يقول فيه:

                        "وكذلك قد جاء على لسان رسول الله ص ‏إنّها (سيدة نساء العالمين)، (إنّها أعبد الأمة وأزهدها) ذكر هذا في كتاب (ربيع الأبرار).‏. واكمل بقوله (وأعلم بالله وأبر واتقى وأشد خوفاً منه وهي المشكاة) مذكور في كتاب (بحار الأنوار).‏. ويكفينا دليلاً على عظمتها ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلّم.‏
                        عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله تبارك وتعالى مخاطباً نبيه: يا أحمد لولاك لما ‏خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما.
                        وقال (فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى)؛ فمن خلال هذه الصفات الكمالية نجد أنّ حديث الرسول ص حول فاطمة ع حينما قال جبرئيل ع له: يا محمّد ‏إنّ الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض، آدم فمن ‏دونه.
                        وهذا مدوَّن في (كتاب البحار).‏. يكمل المقال بقوله:
                        "وهكذا اجتمع الكمال مع الكمال ليعطيا كمالاً لأنّ الكامل لا يصدر منه إلاّ كامل وإلاّ حصل الخلف ‏الغير مقبول فالحسن والحسين كاملان وكذلك زينب حيث الدليل على عصمتها أنّها من نسل عليٍ ‏وفاطمة.‏"
                        وصدق الكاتب فيما قال ورب الكعبة.. حيث ثبتت هنا عصمة البنت الكسبية لكون جدها وأمها وأبوها واخوتها عصمتهم تكوينية.. ولو أن هنالك مباحث تفيد بأن السيدة زينب العقيلة لها عصمة تكوينية.. حيث ذكر عنها عليها السلام كَوَجه تشابه بينها وبين أمها الزهراء عليها السلام في صفحة من الصفحات المنشورة حول السيدة زينب العقيلة عليها السلام.. لم يذكر اسم الكاتب ولا مصدر الكتاب، لكن سأقرا ما مكتوب هنالك:

                        "خصوصيات للسيدة زينب عليها السلام هي نفس خصوصيات السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام:
                        1) الولاية والقدرة التكوينية حيث إشارت بيدها إلى الناس وهي في الكوفة فارتدَّت الأنفاس وسكنت الأجراس وهذا يدل على سيطرتها التكويني على كلِّ شئ.


                        2) العلم اللدني الذي اكتسبته زينب عليها السلام من الإمام الحسين (ع) وهو علم الإمامة، قال عنها الإمام زين العابدين (ع) فقد كانت (عالمة غير معلمة) وقد ظهر كلّ شئ في خطبتها العظيمة في الكوفة.

                        والجدير بالذكر أن الزهراء (ع) أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكيةو كانت زينب عليها السلام آن ذاك في السابعة من عمرها ، فكيف استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا؟ فلولا اتصالها بالغيب لما استطاعت زينب أن تنقل هذه الخطبة الغراء ذات المحتوى العميق!

                        وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة، وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقايسهما معاً، وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد.
                        ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين:
                        فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله، أما زينب عليها السلام فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة، ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب عليها السلام وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة، وهذا يدل على ارتباطها المعنوي بعالم الملكوت الأعلى كما كانت أمها الزهراء، فزينب عليها السلام رغم أنها كانت تلعنهم وتتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم "والله إن شبابكم هو خير الشباب، كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها ولنعم ما قال آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني في أرجوزته:
                        ولِّيتُ وجهى شطرَ قبلةِ الورى*ومن بها تشـرفتْ أُمُ القـرى
                        قطبُ محيـطِ عـالمِ الوجـودِ*في قوسيِ النـزولِ والصـعودِ
                        ففي النـزولِ كعبـةُ الرزايـا*وفي الصـعودِ قبـلةُ البرايـا
                        بل هيَ بـابُ حطـةِ الخطايـا*ومـوْئـلُ الهباتِ والعطـايـا
                        أمُ الكتابِ في جـوامـعِ العـلا*أمُ المصـابِ في مجامعِ البـلا
                        رضيـعةُ الوحىِ شقيقةُ الهـدى*ربيـبةُ الفضـلِ حليفةُ النـدى
                        ربـةُ خدرِ القـدسِ والطـهارة*في الصونِ والعفافِ والخـفارةِ
                        فإنـها تـمثـلُ الكنـزَ الخـفي*بالسـترِ والحيـاءِ والتعـفـُّفِ
                        تمثِّـلُ الغيـبَ المصونَ ذاتـها*تعـربُ عنْ صـفاتِهِ صـفاتها"

                        أرأيت يا أمي؟ وهذا دليل آخر على عصمة الأب والأم والأخوة.. أما الدليل الأعظم على صدق هذا الكلام.. وأقصد عصمة السيدة فاطمة عليها السلام.. هو حديث الكساء.

                        يتبع..

                        تعليق


                        • #13
                          نبراس: فـ في المجيب.. يقول الكاتب:

                          "حديث الكساء حديث صحيح متواتر مشهور تناقلته المصادر الاسلامية المعتبرة لدى الفريقين ككتب التفسير و الحديث و التاريخ .
                          و لا يكاد أحد يشك في صدور هذا الحديث من الرسول (ص) بحق أهل بيته الطاهرين (ع). حديث الكساء حديث صحيح:
                          قال ابن تيميَّة الحرَّاني: و أما حديث الكساء فهو صحيح رواه احمد و الترمذي من حديث ام سلمة، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة. وهو الحديث الذي تحدَّث به النبي محمد (ص) في فضل أهل بيته المعصومين (ع)، هم: علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن بن علي والحسين بن علي (عليهم السَّلام).
                          وقد أدلى النبي (ص) بهذا الحديث حينما جمع هؤلاء النخبة تحت الكساء، ولهذا السبب سُمي هذا الحديث بحديث الكساء.
                          أما عن نص الحديث يا أمي.. فيقول:

                          "أما نص الحديث من حيث اللفظ فقد رُوِيَ بصيغٍ متعددة لكن هذه الصيغ وإن إختلفت من حيث اللفظ إلا أنها تتحد من حيث المعنى و المضمون، فكلها تُشير إلى أن النبي (ص) أراد تطبيق آية التطهير على هؤلاء النخبة، كما أراد التأكيد على أنهم هم المقصودون من أهل البيت في الآية المباركة لا غيرهم. و فيما يلي نذكر بعض النماذج التي روتها المصادر المعتمدة لدى علماء السنة:


                          1) عن عائشة قالت: خرج النبي (ص) غداة و عليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.

                          2) عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (ص) قال: لما نزلت هذه الآية على النبي (ص): {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً، وعلي خلف ظهره، فجللهم بكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً.
                          قالت أم سلمة: و أنا معهم يا نبي الله؟
                          قال: أنت على مكانك و أنت على خير.


                          3) عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي.

                          4) في صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت: خرج النبي (ص) غداة وعليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.


                          5) في مسند أحمد بن حنبل، عن أم سلمة: أن النبي (ص) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها: إدعي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال: اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي وخاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ، وطَهِّرهم تطهيراً، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً. قالت: فأدخلتُ رأسي البيت فقلت: و أنا معكم يا رسول الله ؟ قال: إنك إلى خير إنك إلى خير.

                          وهناك أحاديث عديدة بصيغ مختلفة بهذا المضمون حول آية التطهير ذكرها العلماء في أكثر من خمسين كتابا من كتب التفسير و الحديث."

                          هنا ذكر لحديث الكساء كاملا ً يا أمي برواية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنفسها.. تقول عليها الصلاة والسلام:

                          عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص)، قال: سَمِعتُ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيهَا السَّلامُ بِنتِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله أَنِّها قالَت: دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله فِي بَعضِ الأيَّامِ فَقَالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ، فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ، قالَ: إنّي أَجِدُ في بَدَني ضَعفاً، فَقُلتُ لَهُ: أُعِيذُكَ باللهِ يا أَبَتاهُ مِنَ الضَّعفٍِ، فَقَالَ: يا فاطِمَةُ إِيتيني بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّينِي بهِ.
                          فَأَتَيتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتُهُ بِهِ وَ صِرتُ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِذا وَجهُهُ يَتَلَأ لَأ كَأَنَّهُ البَدرُ فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَ كَمالِهِ، فَما كَانَت إِلاّساعَةً و إذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أَقبَلَ وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ، فَقُلتُ: وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَثَمَرَةَ فُؤادِي، فَقالَ: يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء، فَأَقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساء وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَدخُلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَيا صاحِبَ حَوضِي قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ.
                          فَما كانَت إِلاّسَاعَةً وَإِذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ أَقبَلَ وَقال: أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ، فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَثَمَرَةَ فُؤادِي، فَقالَ: يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، فَقُلتُ: نَعَم إِنَّ جَدَّكَ وَ أَخاكَ تَحتَ الكِساءِ، فَدَنَا الحُسَينُ نحوَ الكِساءِ وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا مَنِ أختارَهُ اللهُ ، أَتَأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ : وَعَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَيا شافِع أُمَّتِي قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساء، فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ وَقال: أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن وَيا أَمِيرَ المُؤمِنينَ. فَقالَ: يا فاطِمَةُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخي وَابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ: نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ قالَ لَهُ: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَخِي وَيا وَصِيّيِ وَخَلِيفَتِي وَصاحِبَ لِوائِي قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ.
                          ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَقُلتُ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله أَتأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ قالَ: وَعَليكَ السَّلامُ يابِنتِي وَيا بَضعَتِي قَد أَذِنتُ لَكِ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ، فَلَمَّا إكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَأَومَأَ بِيَدِهِ اليُمنى إِلىَ السَّماءِ وقالَ: أَللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أَهلُ بَيتِي وخَاصَّتِي وَحَامَّتي، لَحمُهُم لَحمِي وَدَمُهُم دَمِي، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم وَيُحزِنُني ما يُحزِنُهُم، أَنَا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَعَدوٌّ لِمَن عاداهُم وَمُحِبٌّ لِمَن أَحَبَّهُم، إنًّهُم مِنّي وَأَنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحمَتكَ وغُفرانَكَ وَرِضوانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيهِم وَأذهِب عَنهُمُ الرَّجسَ وَطَهِّرهُم تَطهِيراً.
                          فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَلا أرضاً مَدحيَّةً وَلا قَمَراً مُنيراً وَلا شَمساً مُضيِئةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحراً يَجري وَلا فُلكاً يَسري إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساءِ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ: يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها، وَ بَعلُها وَبَنوها، فَقالَ جِبرائِيلُ: يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً؟ فَقالَ اللهُ: نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ.
                          فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ وَقالَ: أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلامَ، وَيَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَالإِكرَامِ وَيَقُولُ لَكَ: وَعِزَّتي وَجَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً ولا أَرضاً مَدحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمساً مُضِيئَةً ولا فَلَكاً يَدُورُ ولا بَحراً يَجري وَلا فُلكاً تَسري إِلاّ لِأجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم، وَقَد أَذِنَ لي أَن أَدخُلَ مَعَكُم، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُول الله ِ؟ فَقالَ رَسُولُ الله: وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ، إِنَّهُ نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ، فَقالَ لأِبي: إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَيكُم يَقولُ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
                          فَقالَ: عَلِيٌّ لِأَبِي: يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ؟ فَقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وآله: وَالَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِل أَهلِ الأَرَضِ وَفِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَمُحِبِيِّنا إِلاّ وَنَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ، وَحَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ وَاستَغفَرَت لَهُم إِلى أَن يَتَفَرَّقُوا، فَقالَ عَلِيٌّ: إذَاً وَاللهِ فُزنا وَفازَ شِيعَتنُا وَرَبِّ الكَعبَةِ .
                          فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله: يا عَلِيُ وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّا، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَفِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَمُحِبّيِنا وَفِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَفَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ وَلا مَغمُومٌ إِلاّ وَكَشَفَ اللهُ غَمَّهُ وَلا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَ قَضى اللهُ حاجَتَهُ، فَقالَ عَلِيٌّ:
                          إذَاً والله فُزنا وَسُعِدنا، وَكَذلِكَ شِيعَتُنا فَازوا وَسُعِدوا في الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَبِّ الكَعبَةِ.
                          هذا ما جاء في حديث الكساء يا أمي.

                          تعليق


                          • #14
                            نبراس: وجدت موضوعاً آخر يتحدَّث عن السيدة الزهراء.. فيه أحاديث لها عليها السلام في كتاب (تفسير الإمام العسكري).. ينص على ما يأتي:

                            "قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت:إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شي‏ء، وقد بعثتني إليك أسألك. فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ثم ثنت، فأجابت، ثم ثلثت فأجابت‏ إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله. قالت فاطمة عليها السلام: هاتي وسلي عما بدا لك، أ رأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، و كرائه مائة ألف دينار أ يثقل عليه؟ فقالت:لا. فقالت عليها السلام: اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من مل‏ء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليَّ، سمعت أبي رسول الله‏ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدهم في إرشاد عباد الله. حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور. ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: أيها الكافلون لأيتام آل محمد، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم و الأيتام الذين كفلتموهم و نعشتموهم، فاخلعوا عليهم [كما خلعتموهم‏] خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتى أن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة و كذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم. ثم إن الله تعالى يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم و تضعفوها ، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم. وقالت فاطمة عليها السلام: يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة، و ما فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر".

                            الأم: ما أعظم شأنهم يا بنية!!
                            نبراس: من هم يا امي؟ اليسوا آل بيت حبيب الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلم؟.. بالتأكيد لهم من الرفعة ماشاء الله.. وأعمالهم الحسنة توَّجت كل ذلك وزادت بهائهم ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى اكثر فأكثر.. الآن سأتحدث عن موضوع الممتحنة والذي يشرح العصمة ويكشف معنى السر المستودع فيها عليها السلام.

                            أمي...هاقد وجدت بحثا ً منشور فيه عن سر الله في السيدة فاطمة الزهراء وكيف تعتبر حجة على الحجج ومعنى اسم الممتحنة.. في كتاب (الأسرار الفاطمية ص 53 و54) للشيخ محمد فاضل المسعودي يقول:

                            "إنّ أهل البيت عليهم السلام عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى «حفظة سرّ الله» الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة، وايضاً قوله عليه السلام ان عندنا [عن أبي عبد الله ع: إن عندنا والله سراً منسّر الله وعلماً من علم الله، والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان] وعلماً من علم الله يعني حكمة الله تعالى انهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعاً لحكمته، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لانهم فقط الذين يحتملونها. وكذلك عندهم سّر من أسرار الله تعالى وعلماً من علم الله تعالى احتمله نبيٌ مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للايمان وقد عبر الرواية ان هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين، الذي بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام عليه السلام لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت عليهم السلام.
                            إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم عليهم السلام أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها البارى عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أُقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وانها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الاولى، تكون عندئذ ايضاً حاملة للاسرار الإلهية لانه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري «نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا» وهم حاملين للاسرار وهي تكون غير حاملة له؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيف كانت مستودعاً للسر الالهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع؟ كل هذه الأسئلة لابد من ادراكها وعلى ما تحتمله لكي نعرف فاطمة ولو معشار عُشر المعرفة التي فُطمنا عنها ـ أي عن معرفة فاطمة عليها السلام.
                            اقول: قبل أن ندخل في تفاصيل السر المستودع وحقيقة ماهيته لابد أن نرى كيف ان الزهراء اختيرت لحمل الأمانة الالهية التي جعلها مستودعاً لها، وهذا يظهر لنا من خلال مراجعة واستقراء الاحاديث المأثورة فيها والزيارات الواردة في علو مقامها وشأنها ونستنطقها الحال ونستقرئها الجواب لكي نفهم كيف اقتضت المشيئة الربانية ذلك، وان أول ما يظهر من الجواب على ذلك من خلال الزيارة الواردة في شأنها في يوم الاحد والتي تقول الزيارة : «السلام عليك يا ممتحنة إمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة».
                            والذي يظهر من هذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة انها أُمتحنت من قبل الباري عز وجل وقبل خلقها أي عندما كانت نوراً من الانوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بالف عام والتي كانت بعرشه محدقة، والامتحان كان لها لاجل أظهار مقامها السامي ومنزلتها الحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة، والمعروف عند العرف العقلائي ان الامتحان يمتحن فيه الشخص لُيعرف مدى استعداداته وقابلياته «عند الامتحان يكرم المرء أو ... »، لذا نجد من باب ان الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرى الامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها، ونحن نعرف ان الامتحان يكون للمرء إما لزيادة منزلةٍ ومقام أو لأجل شيء آخر، ولكن الزهراء عليها السلام إمتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة للأسرار الالهية وذلك ما إقتضته المشيئة الربانية فيها، لذا كانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة، اما ماهية هذا الامتحان وفي أي موضوع كان، وكيف أجراه الله تعالى عليها؟ فهذا ما أشارت إليه بعض الروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها انها امتحنت في حمل الأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام، ما هو حقيقة هذا السر المستودع في فاطمة؟. أقول : قبل الاجابة على حقيقة هذا السر، أود أن أشير إلى مسألة مهمة تظهر لنا من خلال عرض الروايات التي تقول ان الاسرار التي كان يحملها أهل البيت لا يتحملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد أمتحن الله قلبه للايمان، أي من خلال عرض هذه الروايات الواردة في حمل أسرار الأئمة وانه لا يحملها إلا الممتحن ومطابقتها مع الزيارة الخاصة بالصديقة الطاهرة والتي تقول « السلام عليك يا ممتحنة » يظهر لنا من خلال هذه المطابقة ان العبد الممتحن هو الوحيد الذي يستطيع حمل الأسرار والعلوم الربانية فأفهم تغنم فان في الأمر اشارات لا يسع المقام أن يُظهرها من خلال القلم أو الكتاب.
                            أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع، ولا تقصد من ان ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني، كلا فان الأمر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يحظر على ذهن كاتب، أو عالم، وأنما الأمر يتجاوز المقام، فان من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت عليهم السلام ما لم يخطر على بال بشر، وكيف لا وهم الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الاقوم، اما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني انها هي السر المستودع في فاطمة عليها السلام بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها عسى ولعل يصل الى حقيقة الأمر، اما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها:

                            1) السر المستودع هو المهدي (عج) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف يُظهِر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان، لكون ان الزهراء عليها السلام جدّته، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها، فعليه قد يكون السر الذي سوف يُظهِرهُ الله في وقته هو الإمام الحجة، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة عليهما السلام، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة عليها السلام.. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. « ومنا سبطا هذه الأمة وسيّدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما أبناك ، والذي نفسي بيده منا مهديّ هذه الأمة وهو من ولدك ». وعن أُم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « المهدي من عترتي من ولد فاطمة ».
                            وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه اذا كان المهدي (عج) سراً من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يُظهر لأحدنا فان هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الالهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين، هذا من جهة، وكون الدعاء يقول أي ألتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.. ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول "والسر المستودع"، فانه لا معنى ان يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي (عج) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها، الذي هو منهم ومشترك معهم، وربما يجاب أنّه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الإختصاص ؟!

                            2) وقد يكون السر المستودع أشارة الى ان ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها: وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة عليها السلام وان الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما اثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في اثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الاميني، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال: إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماماً.. وأمّهم فاطمة ابنتي.
                            وفي حديث آخر عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: « أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهنئها بولدها الحسين، فاذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس. فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي، فيه اسم ابي وأسم الاوصياء بعدي من ولدي، فسألتها ان تدفعه إلي لأنسخه ففعلت ».
                            وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة ... وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.

                            3) السر المستودع هو أمرهم: كما في بصائر الدرجات عن الصادق عليه السلام : « إن أمرنا سّر مستتر وسّر لا يفيده إلا سّر وسّر على سّر وسرّ مقنع بسر ».
                            وعنه عليه السلام أيضاً: « إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله ».
                            وعنه عليه السلام : « أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السّر وسّر السّر وسّر مستسر وسّر مقنع بالسر ».
                            فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الاحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتملاً لعلمهم واسرارهم ولذلك ظهر الشيء القليل منها، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين، فامرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة عليها السلام والأئمة يحافظون على اسرار هذا الأمر وان كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية، « السلام على محال معرفة الهم ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ».

                            4) السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة عليها السلام: وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدّثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحداً بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذي يحكمون وحكموا من زمن آدم الى آخر يوم من الدنيا، وعليه نحتمل ان يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى ابناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من املاء رسول الله وربما من املاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها:

                            - ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شيء فيه، قال: فقال لي: زبور داود، وتورة موسى، وانجيل عيسى، وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أنّ فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة.


                            - وأيضاً ما رواه أبو بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسئلة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبدالله عليه السلام ستراً ... « وساق الحديث » ... حتى أجابه الإمام قائلاً: « وان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد انما هو شيء املاها الله وأوحى اليها. قال قلت: هذا والله هو العلم [قال] انه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال: انّ عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال: انه العلم وما هو بذاك، قال قلت جعلت فداك، فأي شيء هو العلم، قال: ما يحدث باللّيل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة.


                            - وفي حديثٍ عن حمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل اليها ملكا يسّلي عنها غمها ويحدثها، فشكت ذلك الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فاعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال: ثم قال اما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.

                            أقول: يظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ان مصحف فاطمة متوارث من قبل الأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرق التي تظهر وتبتدع في كل زمان، ويظهر من هذا المصحف انه من إملاء الإمام علي عليه السلام حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتملي على عليّ عليه السلام ويكتبه، وعلى هذا الاساس يكون المصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الاساس الذي اسسناه في كون السر المستودع في فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيّناه في مقدمة البحث، فعليه يكون هذا الاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة عليها السلام بعيد وعلى ضوء الاساس الذي بيناه، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحن نعلم ان ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبدالله عليه السلام حيث يقول: ( إن عندنا والله سرّاً من سرّ الله، وعلماً من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا).
                            فيتبين من هذه الرواية ان عند أهل البيت بما فيهم فاطمة عليها السلام عندهم سراً من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكان الإمام يقول العلم نفسه السر بل انه فصّل بين السر والعلم فعليه العلم غير السر المستودع فيهم عليهم السلام.

                            5) قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : « يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ».
                            أي إنه العلة الغائيّة لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة عليها السلام.


                            6) السر المستودع هو اسم الله الأعظم: عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت عليهم السلام نجد أن مما حظي به الأئمة عليهم السلام، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الاحاديث المأثورة عنهم، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة ان السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت عليهم السلام، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الاعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الاعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فُخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الأسم الاعظم اثنان وسبعون حرفاً، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعن النوفلي، عن أبي الحسن صاحب العسكري عليه السلام قال: سمعته يقول « اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ، كان عند آصف حرف فتكلم به فأنخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ـ أي مملكة سبأ او مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس ـ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفه عين، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب.

                            أقول: وكثيرةٌ هي الأحاديث المأثور عنهم عليهم السلام في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث انهم افضل مقاماً ومنزلةً من الأنبياء السابقين، بدلالة هذه الاحاديث، وكل ما ثبت للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للصديقة الشهيدة عليها السلام من حيث كونها أُم الأئمة الاطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث، وكذلك هناك عدة اشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف ان الإمام علي عليه السلام الذي هو كفؤ الزهراء عليها السلام كان يحمل اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس، فقال له سئلت الله تعالى بأسمه الاعظم ان يردها عليها فردها، وكما ورد في سورة الواقعة {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}. وعلى هذا الأساس فان كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت عليهم السلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الاعظم الذي خصه الله تبارك وتعالى بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، فيكون وعلى ما احتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الاخرى ان السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الاعظم، والذي يدل عليه على ما استفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث « اللهم اني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها » حيث يظهر من هذا الدعاء أولاً التوسل بحق فاطمة.. وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل، ونبتغي إليه الوسيلة، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الاعظم المستودع عند فاطمة عليها السلام، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على ان هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت عليهم السلام الى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر عليه السلام : « إني أظنّ أنّ لي عندك منزلة، قال: أجل، قال: قلت فإنّ لي إليك حاجة قال وما هي؟ قال: قلت تعلمني الأسم الأعظم قال وتطبيقه؟ قلت نعم قال: فادخل البيت قال: فدخل البيت فوضع أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلم البيت فارعدت فرايص عمر فقال: ما تقول اعلمك! فقال لا قال: فرفع يده فرجع البيت كما كان ».

                            ويوجد أيضاً شاهد آخر يدل على كون فاطمة عليها السلام تمتلك الاسم الاعظم وذلك عندما قادوا علياً عليه السلام في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلو ابن عمي أو لاكشفن رأسي للدعاء، حيث يقول سلمان « فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت: يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ـ والله ـ لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي، ولآتين قبر أبي، ولأصيحن الى ربي، فأخذت بيد الحسن والحسين عليهما السلام، وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال علي عليه السلام لسلمان: أدرك أبنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان، والله ان نشرت شعرها، وشقت جيبها، وأتت قبر أبيها، وصاحت الى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها (وبمن فيها)، فادركها سلمان رضي الله عنه فقال، يا بنت محمد، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي فقال: يا سلمان، يريدون قتل علي، ما على عليَّ صبر، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري، وأشق جيبي، وأصيح إلى ربي، فقال سلمان أني أخاف ان تخسف بالمدينة، وعلي عليه السلام بعثني إليك ويأمرك ان ترجعي الى بيتك وتنصرفي. فقالت: إذا أرجع وأصبر، وأسمع له وأطيع».

                            ويظهر من هذه الرواية ان الصديقة الزهراء عليها السلام لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فان الإمام علي عليه السلام عندما قال: (فاني أرى جنبتي المدينة تكفيان) يعني إشارة إلى أنّها كانت عندها الولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث انشاء الله تعالى، وعلى كل حال فان الصديقة كانت تحمل الاسم الاعظم، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الاطهار الذين يحملون الأسم الاعظم الذي إذا دعي به أجاب، وهناك اشارة لطيفة في كون فاطمة الزهراء عليها السلام لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث وَرَدَ ذلك في حديث الاشتقاق «هذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها أسماً من أسمي».
                            وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أن الله شق لك يا فاطمة اسماً من اسمائه وهو الفاطر وأنت فاطمة » وعليه فان فاطمة وديعة المصطفى، فاطمة الانسية، الحوراء مطلع الانوار العلوية ومشكاة الولاية وأم الأئمة وعيبة العلم ووعاء المعرفة وعن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال « نَحْنُ حُجج الله على خلقه، وجّدتنا فاطمة عليها السلام حُجّة الله علينا».


                            يتبع..

                            تعليق


                            • #15
                              نبراس: وقال عن شرعية الحجة ص 73 من نفس الكتاب:

                              " هناك عدة احتجاجات وردت في القرآن الكريم قد اثبتها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم لانبياءه المرسلين من الاولين والاخرين لكي يحتجوا بها على للناس المشككين أو الناكرين للرسالة أو النبوة أو النبي ومعاجزه وكراماته، ولقد بين الله تعالى في كتابه الشريف بعض الايات التي نستفيد من خلالها ان الله تعالى يحتج يوم القيامة بالانبياء على الناس وهذا ما ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ (...) رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}. ومن جهة اخرى ورد في القرآن الكريم بعض الاحتجاجات بين الكافرين في ما بينهم في النار حيث جاء قوله تعالى {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ}.
                              وكذلك نجد قوله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. جاء ليؤكد حقيقة النصارى وطلبهم من الرسول الاحتجاج حول مسألة عيسى ابن مريم وكيف واجههم الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقضية المباهلة التي خسروا فيها والقي ما في أيديهم من الحجة التي كانوا يحتجون بها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

                              وكثيرةٌ هي الاحتجاجات الموجودة في القرآن الكريم والتي جاءت بعضها لكي تثبت اعجاز القرآن الكريم واخرى لتبين احتجاجات ابراهيم مع قومه واخرى تثبت احتجاجات الرسول مع قومه وهكذا لئلا يكون للناس على الرسول المرسل الحجة البالغة، ولذا نجد أمير المؤمنين علي عليه السلام يقول في معرض بيان ان العباد لابد لهم ان يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فانه لا ينفع أي شيء يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح.
                              « انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فان الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة وبين لكم محابّه من الاعمال ومكاره منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه ». ويعني هذا ان العباد لابد لهم من الانتفاع من العلم المقرون بالعمل الصالح وإلاّ العلم وحده ليس فيه فائدة ولابد للعباد أن يستفيدوا من المواعظ ليتعظوا بها في مقام العمل، ومع ذلك نجد
                              في كثير من الروايات الشريفة مسألة الاحتجاج البالغ من الله تعالى حيث؛ سئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى «فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ» فأجاب عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامه قال الله تعالى للعبد أكنت عالماً؟ فان قال نعم. قال: أفلا عملت بما علمت وان قلت كنت جاهلاً قال له: أفلا تعلمت؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالى.

                              وهنا ينقدح سؤال مهم قد يرد في ذهن الكثير من المؤمنين وهو هل كل الناس يحتج عليهم الله تعالى يوم القيامة على ضوء هذا الحديث الشريف؟ والجواب على ذلك أنه ليس كل الناس يحتج عليهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بل هناك عنق من الناس لا يسئلون ولا يحاسبون ومنهم المجنون الفاقد عقله، أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف الشرعي وماتوا فانهم يلحقون بأبائهم وعلى ما ورد في قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}.

                              حيث قال العلامة المجلسي حول هذه الآية المباركة :
                              «اعلم انه لاخلاف بين أصحابنا في أن الأطفال المؤمنين يدخلون الجنة وذهب المتكلمون منا الى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الاعراف وذهب أكثر المحدثين منا الى ما دلت عليه بعض الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم؟ فيكون من يستجيب يدخل الجنة ومن لا يستجيب يدخل النار».

                              وعلى ضوء الإحتجاجات الواردة في الكتب المعتبرة روي ان هناك احتجاج لطيف بين أمير المؤمنين وأحد اليهود حيث قال للامام علي عليه السلام، ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمس وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً. فقال له عليه السلام: بلى ولكن ما جفّ ـ جفّت ـ أقدامكم من البحر حتى قلتم: يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة.

                              وهناك الكثير من الاحتجاجات المهمة التي وردت في القرآن الكريم وفي الكتب المعتبرة كل ذلك لما للحجة من امر مهم في اثبات المدعى على الخصم الناكر مثلا او السالب للحق، والثمرة في ذلك كله من القرآن الكريم ومن الكتب الصحيحة لكي يستنير البشر بنور الحجة الربانية وليستفيدوا منها ويتعظوا بالمواعظ الربانية هذا معنى الحجة وماهية الاحتجاجات والتاكيد عليها من قبل الله تعالى.

                              وعلى هذا الأساس تكون شرعية الحجّة ثابتة على ضوء القرآن الكريم والسنة والعقل ولا نريد الدخول كثيراً في هذا الأمر بل اشرنا في بعض موارده فلقد جعل الله تعالى للحجة شرعية ذاتية تلزم الغير على ضوء مقتضاها العمل بها حيث جاء قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي جعلنا لهم بالجعل التكويني ان يكونوا ائمة يقصدون في كل شيء والإمام المعصوم هو الذي يحتج به على الغير فهو حجة على الناس جميعاً وإلاّ كيف يكون امام يقصد ويحتج به ومن هذا المنطلق تكون فاطمة الزهراء عليها السلام حجة على الأئمة عليهم السلام كحجية الزامية شرعية فيجب من جهة الله تعالى الأخذ باقوالها وافعالها والله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها الحجية على الخلق بما فيهن الأئمة عليهم السلام وهذا القول بصورة اجمالية اما كيف كانت حجة بالمعنى التفصيلي"

                              قال ان له مبحث خاص يتحدث بهذا الخصوص.. لكن يا امي.. هنا لاحظت نقطة مهمة تختص ببيان معنى الممتحنة ايضًا.. يقول الكاتب:

                              " بعد الإمتحان والاختيار والمشارطة من الله تعالى بترك حب الدنيا والزهد فيها وبعد العلم من الله بهم بأنهم أوفياء كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان والإختبار وهي:
                              1) الاستخلاص والاصطفاء.

                              2) القبول من الله تعالى لهم.
                              3) الذكر العلي والثناء الجلي للأنبياء «أي قدم اليهم ذلك».
                              4) انزال الوحي عليهم.
                              5) كانوا الحجج على الخلق من قبل الله تعالى.

                              اما لماذا الاستخلاص والاصطفاء وتقديم هذه الامور للانبياء عليهم السلام؟
                              فنقول: ان هذا كله لكي يكون:
                              * إقامة للدين « إقامة لدينك » أي تقديم واقامة النظام والاكمل للبشرية.
                              * ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطن على أهله.
                              * ولئلا يقول أحد لولا أرسلت الينا رسولا منذراً واقمت لنا علماً هادياً نتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى.


                              هكذا كان الامتحان والاختبار بالنسبة للانبياء بحيث زهدوا في حب الدنيا فكانوا من المقربين لدى الله تعالى.
                              أما ما علاقة هذه الامور بكون فاطمة حجة على الأئمة؟ فنقول: نحن عندما نزور الأئمة عليهم السلام بالزيارة الجامعة الكبيرة المروي عن الإمام الهادي عليه السلام باعتبار انها جامعة لكل الفضائل والدرجات والمقامات للأئمة عليهم السلام لا تزور بها فاطمة عليها السلام؟ لماذا؟ لانها لها زيارة مخصوصة وهي زيارتها يوم الاحد من كل أسبوع حيث تقول هذه الزيارة « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك وكنت لما إمتحنك صابرة ».
                              اذ نفهم من هذه الزيارة الخصوصة امتحان الزهراء عليها السلام قبل خلقها، لاظهار مقامها حيث امتحنها فكان لها المقام السامي فأصبحت الصابرة، والمعروف ان الامتحان يُمتحن به الإنسان ليعرف مدى استعدادته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المرء أو يهان » وكذلك عرف الامتحان ليكون لزيادة منزلة ولاسباب أخرى، وهذا ما جرى مع فاطمة الزهراء عليها السلام حيث امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة لشيء إقتضت إرادة السماء وذلك نتيجة لنجاحها في الامتحان حيث اسحقت لقب الصابرة، اما ماهية هذا الامتحان وعلى أي موضوع جرى امتحان الزهراء عليها السلام من قبل الله تعالى فهذا ما نتركه الى بحث آخر انشاء الله.

                              ولكن المهم فيما نحن فيه هو ان الله تعالى وجدها صابرة وهذا من المقامات العالية.
                              في قوله تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب} يعني أنه لا يوجد أجر محدود للصابر وللصبر بل أجره مفتوح وهذا يؤدي الى ان الصبر يكون في اعلى مقامات الفضائل الاخلاقية، ومن هنا كان الصبر أم الاخلاق بل هو أفضلها واحسنها في كل شيء فما من شيء إلاّ ومقرون الصبر معه فالصلاة مقرون بالصبر عليها والطاعة كذلك والإيمان لابد من الصبر عليه لاثباته على النفس الانسانية ولذلك جعل الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الحديث الشريف ذلك، فاذا كان الصبر هكذا مقامه فانه سوف يكون الاساس لكثير من الاخلاق، فلذا كان الزهد فرع من الاصل والام الذي هو الصبر وليس العكس صحيح فالزاهد لا يكون زاهداً حتى يصبر ويُصبر نفسه على ترك الدنيا وزخرفها واموالها وكل شيء يؤدي به الى الزهد، ومن هنا كان بيت القصيد وهو ان الزهراء حجة على الأنبياء من جهة صبرها في عالم الغيب والشهادة وصبرها في الدنيا على ما جرى عليها من المحن والظلم، وكذلك كانت الحجة على الأنبياء كما شهدت الكثير من الروايات الشريفة، وكما سيأتي بعد قليل رواية مهمة تثبت هذه الفضيلة للزهراء، وهذا أيضاً ما أثبتته الشواهد فنحن نجد ان الكثير من الأنبياء كانوا يدعون الله تعالى أن يطّول عمرهم وهذا بخلاف فاطمة الزهراء عليها السلام حيث كانت مستبشرة عندما أخبرها النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم انها أول أهله لحوقاً به وهذا ما ذكره العلامة الاردبيلي رحمه الله في فضيلتها من جهة كونها تحب الموت ولاتكرهه"

                              ..واخذ يتوسع بكلامة.. لكنني اقتبست هذا الجزء من حديثه.. يقول:

                              " أليس ذلك من الفضائل العالية حيث كانت الزهراء عليها السلام حجة على الأنبياء بأعتبار صبرها وفضلها. أما كونها عليها السلام حجة على الأئمة كما هي حجة على الأنبياء فهذا ما يتبين لنا من خلال عدة أحاديث مأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام.
                              1) منها ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن الله تبارك وتعالى انه قال: « يا أحمد لولاك ما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما ».
                              2) أمّا الدليل الثاني: فنقول انه ورد في الحديث الشريف المأثور عن أهل بيت العصمة عليهم السلام ما نصه « انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ».

                              يعني ما تكاملت نبوة نبي ـ والنبوة خلاصة التوحيد ـ إلا لمن أقر بفضلها ومحبتها والإقرار هو الشهادة على النفس والاعتراف منها للغير واقرار العقلاء على انفسهم جائز، فهذه شهادة من الأنبياء لها بالفضل والمحبة والفضل يعني انها كانت لها زيادة في الفضائل على الأنبياء بل هي صاحبة الفضل عليهم بانه لم تكتمل نبوة نبي إلا بها عليها السلام"
                              هذا كتاب مفيد فعلا يا امي.. هل دونت اسم الكتاب؟

                              الأم: كلا.
                              نبراس (متفاجئة) :
                              ماذا؟ لا يا أمي.. لا تقولي لي ذلك!!
                              الأم (ضاحكة) :
                              يا بنية.. كنت امزح معك.. ألا ترين انني ما تركت شيئاً إلا دوَّنته؟ لقد وعدتك بتسجيل كل اسماء المصادر والمؤلفين.. فلا تسأليني بعد ذلك.
                              نبراس (مبتسمة) :
                              لقد ارحتني يا أمي.. لوم لم تدوني ذلك لكنت حزنت كثيراً.. بصراحة لم احفظ إسم الكتاب.. فكيف لي ان اجده ان اضعت اسمه؟!
                              الأم:
                              لا تخافي.. لكن اكملي لي ما كتب بشأن سيدة النساء.
                              نبراس (بكل محبة) : ساقرأ لك ولو تألمت عيناي يا امي.
                              الأم: بارك الله بك يا بنية ووفقك لخدمة آل البيت.
                              نبراس: اقتبست لك هذا الجزء يا امي.. معنى الزهراء لكن يصب في تكافؤها مع علي فتكون حجة على الحجج عليهما السلام.. يقول:


                              "وأيضاً ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت لم سميت فاطمة الزهراء «زهراء»؟ فقال: لأنّ الله عز وجل خلقها من عظمته... (الى ان يقول الله تعالى للملائكة في ماهية نور فاطمة ما نصه) ... فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري اسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من انبيائي أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمرني يهدون الى حقي واجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحي.
                              وعن أبي عبدالله عليه السلام انه قال: لولا ان أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفوء الى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه. ولقد علق على هذا الحديث الشريف صاحب كتاب البحار العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال: يمكن ان يستدل به ـ أي بالحديث أعلاه على كون علي وفاطمة عليهما السلام أشرف من سائر أولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين. لا يقال: لا يدل على فضلهما على نوح وابراهيم عليهما السلام لاحتمال كون عدم كونهما كفوءين لكونها من أجدادها عليها السلام. لأنا نقول: ذكر آدم عليه السلام يدل على أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الأخر على انه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل.

                              وايضاً هناك حديث يدل على أفضلية فاطمة الزهراء على الأنبياء وعلى جميع البشر حيث ذكر المحدث الكبير العلامة الخبير الطبرسي رضي الله عنه :عن أبي جعفر عليه السلام: ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة. ونقف مع وجه آخر قد يمكن أن نثبت من خلاله حجية فاطمة عليها السلام على الأئمة، وهو ما نستفيده من خلال الحديث المذكور في كون علي عليه السلام كفواً لفاطمة الزهراء عليها السلام، حيث ورد في الحديث المذكور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم « لولا علي لم يكن لفاطمة كفو ».
                              وأيضاً ورد عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لولا يخلق عليّاً لما كان لفاطمة كفو ». وهذا يعني أن أكثر المقامات التي كانت للامام أمير المؤمنين علي عليه السلام هي ثابتة للصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فهما في منزلة واحدة من الإيمان والتقوى، وإلاّ لما كان كل منهما كفواً للأخر؟ وعليه تكون فاطمة حجة على الأئمة عليهم السلام كما كان أمير المؤمنين عليه السلام الحجة على الأئمة عليهم السلام فلقد ورد في عدة أحاديث ان علي عليه السلام سيد الأوصياء وخيرهم وأفضلهم لذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « منا خير الأنبياء وهو أبوك ـ والكلام مع فاطمة عليها السلام ـ ومنا خير الأوصياء وهو بعلك ». وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين أنه قال : « والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب: ورثت نبي الرحمة، وزوجتي خير نساء الأمة، وأنا خير الوصيين »


                              يتبع..

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X