قلعة الملك ويقظة جندي
( الحلقة الأولى )
هذه القلعة عبارة عن مدينة جميلة غنية بخيراتها من مياه وزراعة ومعادن وكان ملكها حكيم وعادل يحب الخير لرعيته ويغدق عليهم من الأموال والهدايا فكان شعبه يحبونه ويكنون له كل الاحترام والتقدير ويقدمون أنفسهم فداء له وكان أعداء الملك يطمعون في الاستيلاء على هذه المدينة ولكن هذه المدينة كانت عصية على الأعداء بسبب تحصينها القوي بسور ضخم مرتفع جدا واستماتة جنود الملك في الدفاع عن هذه المدينة فأحد قادة الأعداء قرر مهاجمة المدينة فجهز جيوشه وسلحهم بأحدث الأسلحة ورسم لهم الخطط الحربية المحكمة فزحف بجيوشه نحو القلعة وكان ملك القلعة حكيم فأعطى أوامره لجنوده بالاستعداد للدفاع عن القلعة وبدأ الهجوم وتم محاصرة القلعة من قبل جيش العدو فأمر الملك رعيته بالتقليل من الأكل والنوم والبقاء مستيقظين وتحصين الثغور وغلق الأبواب والنوافذ فاستمات الجنود دفاعا عن قلعتهم وردوا كيد الأعداء في نحورهم وسكنت أصوات المدافع وبعد مضي أشهر على الهدوء فتح أحد الجنود النافذة لينظر إلى خارج القلعة فسمع صوت رجل بأن من شدة ما به من ألم وجوع فرق قلب الجندي له فأعطاه بعض الطعام وفي اليوم التالي سمع أيضا أنين ذلك الرجل وبكاءه الشديد فأنزل له سلما كي يصعد إلى داخل القلعة فعند دخول ذلك الرجل بدأ الجندي برعاية هذا الرجل المسكين فعندما تعافى الرجل أخذ يقص قصته على للجندي وأخبره بأنه يستطيع أن يجعل من ذلك الجندي ملكا حيث أخذ يحول التفاح إلى جواهر والرمل إلى ذهب فكسب عطف الجندي وقام الجندي بإخبار بعض رفاقه بذلك فتجمعوا حول هذا الرجل وطلبوا منه أن يجعلهم أغنياء وذو مناصب عاليه فوافق على ذلك بشروط ومن شروطه أن يقوموا بانقلاب على ملكهم وأن يتحرروا من أسره ويفتحوا أبواب القلعة حتى يأتي جيش هذا الرجل ليستولي على الحكم ويقلدهم مناصب عليا في مملكته فوافق الجميع على ذلك وقد عينوا أقوى الجنود لفتح باب القلعة وعندما أراد أن يفتح الباب استيقظ هذا الجندي من غفلته وتنبه لمكر وخديعة ذلك الرجل المحتال فرفض فتح الباب وقام بقتل ذلك الرجل المحتال وابلغ الملك بذلك فتمت تصفية الجنود الخونة وقد رقيّ ذلك الجندي إلى رتبة وزير في مملكة الحب .
( الجزء الثاني والأخير )
القلعة هي القلب وقد خلقه الله على فطرته نقيا طاهرا موحدا محبا للحق تعالى .
الحاكم العادل هو الملك الحق العدل .
الأعداء هم الشيطان وجنوده والنفس وهواها .
الجنود هم جنود العقل , الصبر والحلم .
أوامر الملك الحكيم هي عدم الركون للشيطان وعدم أتباع خطواته وإغلاق جميع المنافذ عليه وتفويت الفرصة عليه وعدم الأمن من مكره وحيله فإنه يدخل للإنسان من مداخل فقهية ونقاط ضعف فإبليس عليه اللعنة فقيه وقد عدته الملائكة واحدا منهم حيث وصل إلى منزلتهم ولكنه بسبب غروره وأنانيته طُرد من رحمة الحق تعالى وأقسم بأن يغوي العباد ويقعد لهم قاطع طريق في الصراط المستقيم .
الرجل المسكين هو إبليس المحتال قلة الأكل الصوم ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
قلة الكلام الصمت ( جمع الخير كله في ثلاث النظر والسكوت والكلام )
الدفاع عن القلعة مجاهدة النفس ( الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
الجندي القوي ( العقل ) من غلب عقله شهوته كان أفضل من الملائكة ومن غلبت شهوته عقله كان أضل من البهائم .
العقل هو ( ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان )
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله »
بكل أسف لقد أسكنا غير الله في حرمه وادعينا بأننا نحب الله ولكن الحقيقة أننا نحب الدنيا والنفس وهواها ولقد آثرناها على محبة خالقنا والمتفضل علينا بالنعم .
لقد فتحنا أبواب القلعة ونوافذها وطلبنا من العدو دخولها فعاث فيها فساداً وأصبحنا ألعوبة بيد الشيطان يحركنا كيف شاء ومتى شاء كقطع الشطرنج جاحدين نعم الملك العادل جل جلاله ومخالفين لأوامره.
لقد اتبعنا خطوات الشيطان وقد نهانا الله عن إتباعها وحذرنا منه ومن مكائده ولكننا وقعنا فيها وأصبحنا أعواناً للشيطان وأولياء له .
فالشيطان له أربع خطوات فالقرآن الكريم ذكر عبارة ( خطوات الشيطان ) أربع مرات ومن خطواته التي وقعنا فيها نعطي مثال عليها وهي كالتالي :
استخفافنا بصغائر الذنوب واصرارنا عليها مع العلم بأنها الطامة الكبرى فنرى البعض منا يستقبل ويرسل الرسائل الإلكترونية إلى زملائه مع عدم الالتفات إلى ما تحتويه من سموم فتاكة ففي المرة الأولى يأتيك برسالة على شكل نكت فتضحك لها وتنبسط ثم في المرة الثانية يرسل رسالة نكت بايخة تافهة فتنبسط لها وترتاح ثم يأتيك في خطوته الثالثة بنكت جنسية وفي الخطوة الرابعة بنكت على شكل صور جنسية والعياذ بالله .ونحن نعلم بأن كثرة الضحك تميت القلب .
أو أنه يأتيك بمعلومات ثقافية أو صحية ثم يتوسع فيجعل تلك المعلومات بأعضاء الإنسان حتى يصل إلى توضيح وتوثيق تلك المعلومات بالصور الجنسية الفاضحة ولقطات جنسية ساقطة فإن ضغطت الزر ونظرت لها مات قلبك وخرج حب الحق تعالى منه ودخل نفوذ الشيطان إليه فيسقطك في مستنقع الرذيلة والحياة البهيمية وإن حكمت عقلك ورفضت ضغط الزر وقلت ( إني أخاف الله رب العالمين ) أصبحت من المقربين وعرجت بروحك إلى مصاف الملائكة بل ستتعداهم لأنك وقعت بين الهبوط لمستنقع الرذيلة النتن أو العروج إلى ملكوت القداسة وأنت بين مجاهدة شهوات النفس وحبائل الشيطان وبين جنود الرحمن ورئيسهم العقل .
فالخوف من الحق تعالى هو الرادع لنا من إتباع النفس وهواها والشيطان وخدعه فمن سقط في مكائد الشيطان فقلبه أصبح ميتا ( إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي وجللني التباعد منك لباس مسكنتي و أمات قلبي عظيم جنايتي )
وحياة القلب هي بالتوبة والتقرب من الحق تعالى ( فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي )
الانترنت وما أدراك ما الانترنت فهو سلاح ذو حدين فأكثر الناس تسيء استخدام هذه التقنية العلمية
فأصحاب الغفلة والسوء متواجدين بكثرة للإيقاع بضحاياهم في مستنقع الخزي والعار والرذيلة فيبدأ مشوار الشيطان معهم بالاشتراك في منتدى أو شات أو بالتوك أو الفيس بوك ثم يأتي دور الإعجاب وعرض المساعدة فيبدأ الضحية بالبوح بما في داخله من معاناة فيتعاطف معه الجلاد منتظراً الفرصة لينقض على فريسته فتستسلم لإغراءاته الكاذبة وكلامه المنمق والوعود الواهية فتظن بأنه حمل وديع وانه المنقذ وفارس الأحلام وإذا به يكـشـر عن أنيابه ويغرس مخالبه في قلب الضحية معلنا وبكل وقاحة بأنه يريد الرذيلة وإلا سوف يبتزها ويفضح سرها أمام الملأ فتذعن الضحية لرغبات هذا الوحش البشري بائعة لشرفها منكسة رأس أهلها ممرغة أنوفهم في الوحل وعندها تندب حظها بأن الشيطان قد خدعها وجعلها تثق بشيطان الأنس وتحسبه ملاكا طاهرا لذلك على الجميع قراءة هذا الموضوع بعناية وأخذ العبر منه حتى لا تكون أنت عبرة لغيرك حيث لن تنفعك الحسرة والندامة .
دعني أنوح على نفسي وأندبها وأقضي الليل بالآهات والحزن
ومن الأمثلة أيضاً إن الإنسان الغافل يقوم بمطالعة الصور الإباحية بعد أن يغلق الأبواب عليه حتى لا يراه أحد ناسيا أن رب العالمين ناظر لما يفعله فقد جعل الله أهون الناظرين إليه
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنظرني
وعند الانتهاء يحاول جاهدا هذا العاصي المسكين مسح تلك الصور والمواقع التي دخلها حتى لا ينفضح أمره ناسيا أن كل ما قام به قد سجل في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )
وللأـسف لا يتعب نفسه بأن يمسح هذه النقطة السوداء من سجل أعماله حيث أن باب التوبة مفتوح وأن الله سبحانه تواب يحب التوابين لكن العيون عمياء والقلوب ميتة فارغة من حب الله قد سيطر عليها الشيطان الرجيم وأعوانه .
ينغمس هذا العبد المسكين في المعاصي مستلذاً بلذة وهمية ولكن أثرها السيئ حقيقي حيث تبقى مسجلة في صحيفة عمله وتحرمه من ألطاف الباري وعطاياه
يا زلة كتبت في غفلت ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
يقول الشهيد المطهري رضوان الله عليه ( لو علمتم لذة ترك اللذة لما قلتم بأن لذة اللذة لذة )
فالإنسان المستيقظ يرى لذة ترك اللذة المحرمة في بصيرته وطمأنينة قلبه هذا في الدنيا وفي الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
إخواني أخواتي لا تستصغروا صغائر الذنوب فان النار من مستصغر الشرر
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأن نبقي عقولنا مستيقظة دائما وان نضع الله سبحانه نصب أعيننا وأن نقول عندما نرى المعاصي ( أننا نخاف الله رب العالمين )
وقانا الله وإياكم من الذنوب والخطايا وأعاننا الله وإياكم على شرور أنفسنا وعلى الشيطان الرجيم ونسألكم الدعاء .
إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟؟ وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟؟؟
منقول من منتديات الكوثر
( الحلقة الأولى )
هذه القلعة عبارة عن مدينة جميلة غنية بخيراتها من مياه وزراعة ومعادن وكان ملكها حكيم وعادل يحب الخير لرعيته ويغدق عليهم من الأموال والهدايا فكان شعبه يحبونه ويكنون له كل الاحترام والتقدير ويقدمون أنفسهم فداء له وكان أعداء الملك يطمعون في الاستيلاء على هذه المدينة ولكن هذه المدينة كانت عصية على الأعداء بسبب تحصينها القوي بسور ضخم مرتفع جدا واستماتة جنود الملك في الدفاع عن هذه المدينة فأحد قادة الأعداء قرر مهاجمة المدينة فجهز جيوشه وسلحهم بأحدث الأسلحة ورسم لهم الخطط الحربية المحكمة فزحف بجيوشه نحو القلعة وكان ملك القلعة حكيم فأعطى أوامره لجنوده بالاستعداد للدفاع عن القلعة وبدأ الهجوم وتم محاصرة القلعة من قبل جيش العدو فأمر الملك رعيته بالتقليل من الأكل والنوم والبقاء مستيقظين وتحصين الثغور وغلق الأبواب والنوافذ فاستمات الجنود دفاعا عن قلعتهم وردوا كيد الأعداء في نحورهم وسكنت أصوات المدافع وبعد مضي أشهر على الهدوء فتح أحد الجنود النافذة لينظر إلى خارج القلعة فسمع صوت رجل بأن من شدة ما به من ألم وجوع فرق قلب الجندي له فأعطاه بعض الطعام وفي اليوم التالي سمع أيضا أنين ذلك الرجل وبكاءه الشديد فأنزل له سلما كي يصعد إلى داخل القلعة فعند دخول ذلك الرجل بدأ الجندي برعاية هذا الرجل المسكين فعندما تعافى الرجل أخذ يقص قصته على للجندي وأخبره بأنه يستطيع أن يجعل من ذلك الجندي ملكا حيث أخذ يحول التفاح إلى جواهر والرمل إلى ذهب فكسب عطف الجندي وقام الجندي بإخبار بعض رفاقه بذلك فتجمعوا حول هذا الرجل وطلبوا منه أن يجعلهم أغنياء وذو مناصب عاليه فوافق على ذلك بشروط ومن شروطه أن يقوموا بانقلاب على ملكهم وأن يتحرروا من أسره ويفتحوا أبواب القلعة حتى يأتي جيش هذا الرجل ليستولي على الحكم ويقلدهم مناصب عليا في مملكته فوافق الجميع على ذلك وقد عينوا أقوى الجنود لفتح باب القلعة وعندما أراد أن يفتح الباب استيقظ هذا الجندي من غفلته وتنبه لمكر وخديعة ذلك الرجل المحتال فرفض فتح الباب وقام بقتل ذلك الرجل المحتال وابلغ الملك بذلك فتمت تصفية الجنود الخونة وقد رقيّ ذلك الجندي إلى رتبة وزير في مملكة الحب .
إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟؟؟ وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟؟؟
( الجزء الثاني والأخير )
القلعة هي القلب وقد خلقه الله على فطرته نقيا طاهرا موحدا محبا للحق تعالى .
الحاكم العادل هو الملك الحق العدل .
الأعداء هم الشيطان وجنوده والنفس وهواها .
الجنود هم جنود العقل , الصبر والحلم .
أوامر الملك الحكيم هي عدم الركون للشيطان وعدم أتباع خطواته وإغلاق جميع المنافذ عليه وتفويت الفرصة عليه وعدم الأمن من مكره وحيله فإنه يدخل للإنسان من مداخل فقهية ونقاط ضعف فإبليس عليه اللعنة فقيه وقد عدته الملائكة واحدا منهم حيث وصل إلى منزلتهم ولكنه بسبب غروره وأنانيته طُرد من رحمة الحق تعالى وأقسم بأن يغوي العباد ويقعد لهم قاطع طريق في الصراط المستقيم .
الرجل المسكين هو إبليس المحتال قلة الأكل الصوم ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
قلة الكلام الصمت ( جمع الخير كله في ثلاث النظر والسكوت والكلام )
الدفاع عن القلعة مجاهدة النفس ( الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
الجندي القوي ( العقل ) من غلب عقله شهوته كان أفضل من الملائكة ومن غلبت شهوته عقله كان أضل من البهائم .
العقل هو ( ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان )
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله »
بكل أسف لقد أسكنا غير الله في حرمه وادعينا بأننا نحب الله ولكن الحقيقة أننا نحب الدنيا والنفس وهواها ولقد آثرناها على محبة خالقنا والمتفضل علينا بالنعم .
لقد فتحنا أبواب القلعة ونوافذها وطلبنا من العدو دخولها فعاث فيها فساداً وأصبحنا ألعوبة بيد الشيطان يحركنا كيف شاء ومتى شاء كقطع الشطرنج جاحدين نعم الملك العادل جل جلاله ومخالفين لأوامره.
لقد اتبعنا خطوات الشيطان وقد نهانا الله عن إتباعها وحذرنا منه ومن مكائده ولكننا وقعنا فيها وأصبحنا أعواناً للشيطان وأولياء له .
فالشيطان له أربع خطوات فالقرآن الكريم ذكر عبارة ( خطوات الشيطان ) أربع مرات ومن خطواته التي وقعنا فيها نعطي مثال عليها وهي كالتالي :
استخفافنا بصغائر الذنوب واصرارنا عليها مع العلم بأنها الطامة الكبرى فنرى البعض منا يستقبل ويرسل الرسائل الإلكترونية إلى زملائه مع عدم الالتفات إلى ما تحتويه من سموم فتاكة ففي المرة الأولى يأتيك برسالة على شكل نكت فتضحك لها وتنبسط ثم في المرة الثانية يرسل رسالة نكت بايخة تافهة فتنبسط لها وترتاح ثم يأتيك في خطوته الثالثة بنكت جنسية وفي الخطوة الرابعة بنكت على شكل صور جنسية والعياذ بالله .ونحن نعلم بأن كثرة الضحك تميت القلب .
أو أنه يأتيك بمعلومات ثقافية أو صحية ثم يتوسع فيجعل تلك المعلومات بأعضاء الإنسان حتى يصل إلى توضيح وتوثيق تلك المعلومات بالصور الجنسية الفاضحة ولقطات جنسية ساقطة فإن ضغطت الزر ونظرت لها مات قلبك وخرج حب الحق تعالى منه ودخل نفوذ الشيطان إليه فيسقطك في مستنقع الرذيلة والحياة البهيمية وإن حكمت عقلك ورفضت ضغط الزر وقلت ( إني أخاف الله رب العالمين ) أصبحت من المقربين وعرجت بروحك إلى مصاف الملائكة بل ستتعداهم لأنك وقعت بين الهبوط لمستنقع الرذيلة النتن أو العروج إلى ملكوت القداسة وأنت بين مجاهدة شهوات النفس وحبائل الشيطان وبين جنود الرحمن ورئيسهم العقل .
فالخوف من الحق تعالى هو الرادع لنا من إتباع النفس وهواها والشيطان وخدعه فمن سقط في مكائد الشيطان فقلبه أصبح ميتا ( إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي وجللني التباعد منك لباس مسكنتي و أمات قلبي عظيم جنايتي )
وحياة القلب هي بالتوبة والتقرب من الحق تعالى ( فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي )
الانترنت وما أدراك ما الانترنت فهو سلاح ذو حدين فأكثر الناس تسيء استخدام هذه التقنية العلمية
فأصحاب الغفلة والسوء متواجدين بكثرة للإيقاع بضحاياهم في مستنقع الخزي والعار والرذيلة فيبدأ مشوار الشيطان معهم بالاشتراك في منتدى أو شات أو بالتوك أو الفيس بوك ثم يأتي دور الإعجاب وعرض المساعدة فيبدأ الضحية بالبوح بما في داخله من معاناة فيتعاطف معه الجلاد منتظراً الفرصة لينقض على فريسته فتستسلم لإغراءاته الكاذبة وكلامه المنمق والوعود الواهية فتظن بأنه حمل وديع وانه المنقذ وفارس الأحلام وإذا به يكـشـر عن أنيابه ويغرس مخالبه في قلب الضحية معلنا وبكل وقاحة بأنه يريد الرذيلة وإلا سوف يبتزها ويفضح سرها أمام الملأ فتذعن الضحية لرغبات هذا الوحش البشري بائعة لشرفها منكسة رأس أهلها ممرغة أنوفهم في الوحل وعندها تندب حظها بأن الشيطان قد خدعها وجعلها تثق بشيطان الأنس وتحسبه ملاكا طاهرا لذلك على الجميع قراءة هذا الموضوع بعناية وأخذ العبر منه حتى لا تكون أنت عبرة لغيرك حيث لن تنفعك الحسرة والندامة .
دعني أنوح على نفسي وأندبها وأقضي الليل بالآهات والحزن
ومن الأمثلة أيضاً إن الإنسان الغافل يقوم بمطالعة الصور الإباحية بعد أن يغلق الأبواب عليه حتى لا يراه أحد ناسيا أن رب العالمين ناظر لما يفعله فقد جعل الله أهون الناظرين إليه
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنظرني
وعند الانتهاء يحاول جاهدا هذا العاصي المسكين مسح تلك الصور والمواقع التي دخلها حتى لا ينفضح أمره ناسيا أن كل ما قام به قد سجل في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )
وللأـسف لا يتعب نفسه بأن يمسح هذه النقطة السوداء من سجل أعماله حيث أن باب التوبة مفتوح وأن الله سبحانه تواب يحب التوابين لكن العيون عمياء والقلوب ميتة فارغة من حب الله قد سيطر عليها الشيطان الرجيم وأعوانه .
ينغمس هذا العبد المسكين في المعاصي مستلذاً بلذة وهمية ولكن أثرها السيئ حقيقي حيث تبقى مسجلة في صحيفة عمله وتحرمه من ألطاف الباري وعطاياه
يا زلة كتبت في غفلت ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
يقول الشهيد المطهري رضوان الله عليه ( لو علمتم لذة ترك اللذة لما قلتم بأن لذة اللذة لذة )
فالإنسان المستيقظ يرى لذة ترك اللذة المحرمة في بصيرته وطمأنينة قلبه هذا في الدنيا وفي الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .
إخواني أخواتي لا تستصغروا صغائر الذنوب فان النار من مستصغر الشرر
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأن نبقي عقولنا مستيقظة دائما وان نضع الله سبحانه نصب أعيننا وأن نقول عندما نرى المعاصي ( أننا نخاف الله رب العالمين )
وقانا الله وإياكم من الذنوب والخطايا وأعاننا الله وإياكم على شرور أنفسنا وعلى الشيطان الرجيم ونسألكم الدعاء .
إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟؟ وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟؟؟
منقول من منتديات الكوثر
تعليق