الإمام الخامنئي يلقى كلمة هامة في الحرم الرضوي الشريف
21/03/2009
الفيديو:
http://farsi.khamenei.ir/ndata/news/...1-1mashhad.wmv
الصور:
http://www.farsnews.com/imgrep.php?nn=8801010120
http://farsi.khamenei.ir/photo-album?id=6072
http://farsi.khamenei.ir/photo-album?id=6079
http://www.leader.ir/langs/ar/index....to&albumId=687
ألقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في اليوم الأول من العام الإيراني الجديد الموافق لـ 21/03/2009 م أمام حشد هائل من زوار حرم الإمام علي بن موسى الرضا(ع) و أهالي مدينة مشهد المقدسة كلمة مهمة شرح فيها أرضيات و ضرورات التقدم و العدالة، و سلّط الأضواء على الأبعاد المختلفة لإصلاح النموذج الاستهلاكي في البلاد، و أوضح جوانب من موضوع انتخابات الدورة العاشرة لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مضافاً إلى تناوله قضية العلاقات بين إيران و أمريكا،

مستقبل الشعب
و قال مؤكداً: الشعب الإيراني الكبير العزيز و بالنظر لاستعداداته و الأرضيات الإيجابية المتوفرة سيبدل العقد الرابع للثورة إلى خطوة واسعة و قفزة لافتة في سياق تحقيق مبدأ " التقدم و العدالة " الأصيل.
من إنجازات العام المنصرم:
في هذا اللقاء الحاشد الذي أقيم في صحن الجامع الرضوي بارك الإمام الخامنئي(دام ظله) عيد النيروز السعيد و العام الجديد لأبناء الشعب مضيفاً: تواجد ملايين الشباب العلماء و الدؤوبين و الدارسين، و التجارب القيمة جداً للنخب و المسؤولين و المدراء في مواجهة القضايا التي شهدتها العقود الثلاثة الأخيرة، و هي تجارب أدت إلى اتخاذ قرارات مهمة مثل تطبيق المادة 44 من الدستور، و السعي لتوجيه الدعم، و زيارات المسؤولين للمحافظات و المناطق البعيدة و القريبة، و كذلك اكتمال البنى التحتية الأساسية في المجالات المختلفة العلمية، و شبكات الاتصالات و المواصلات، كانت جميعها من العوامل التي أوجدت قدرات واسعة جداً لحركة البلاد بسرعة أكبر، كي يتحول العقد الرابع الذي بدأ منذ هذه السنة، و في ظل البرمجة للعمل و الجهود الجادة، إلى عقد التقدم و العدالة بحق.

العدالة:
و شدّد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على أن ترافق العدالة بالتقدم، و تقليل الفواصل الطبقية، و المساواة في التمتع بالإمكانات و الفرص، و تخفيض البون بين ما تمتلكه مناطق البلاد المختلفة، هي من المؤشرات الحقيقية للعدالة مردفاً: تحقيق هذه الطموحات الكبيرة أمر صعب لكنه ممكن، و علينا بلوغ هذه المطامح بالهمة و الإرادة و السعي الجماعي.
و في معرض شرحه لمصاديق العدالة، أشار سماحته إلى الكفاح الجاد و المستمر و المتواصل ضد الفساد الاقتصادي و الاجتماعي، و اعتبر أن تحقيق التقدم و العدالة بحاجة إلى مدراء مؤمنين شجعان مدبِّرين مخلصين ذوي عزيمة راسخة.

إصلاح الإستهلاك:
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى تأكيده في ندائه بمناسبة النيروز على ضرورة إصلاح نموذج الاستهلاك مضيفاً: هذه الحركة خطوة أساسية في طريق التقدم و العدالة ذلك أن داء الإسراف تسبب من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية في آفات و مشكلات متنوعة و راح يهدد مستقبل البلاد.
العادات السيئة في الإسراف و الإستهلاك:
و اعتبر سماحته الاقتصاد و عدم الإسراف هو الاستهلاك بصورة صحيحة و مُثلى و مثمرة و أردف قائلاً: يجب الاعتراف أن العادات و التقاليد و الأساليب الخاطئة استتبعت تمادياً في الاستهلاك، و أفسدت العلاقة بين الإنتاج و الاستهلاك بنحو أضرَّ بالإنتاج، بحيث أن ثلث الخبز الذي يتم إنتاجه و لا أقل من خمس الماء المستهلك الذي يتم توفيره بصعوبات كبيرة يذهب هدراً، و متوسط مجموع الطاقة المستهلكة في إيران أكثر من ضعفي المتوسط العالمي، و مؤشر شدة الطاقة في بلادنا، أي نسبة الطاقة المستهلكة إلى البضائع المنتجة، هو للأسف ثمانية أضعاف البلدان المتقدمة.
و عدَّ سماحته إصلاح نموذج الاستهلاك و اجتناب الإسراف قضية دينية و عقلية، و أشار في معرض حديثه عن الإسراف على المستوى الوطني و ما يتعلق بالمسؤولين إلى الشبكات المتهرئة لنقل الماء و الكهرباء، و الاستهلاك المنفلت في المؤسسات المختلفة، و الأسفار غير الضرورية، و النظرة التشريفية لدى المسؤولين.
و أكد قائد الثورة الإسلامية تلخيصاً لهذا الجانب من حديثه: مواجهة الإسراف و الاقتصاد الصحيح غير ممكن بمجرد الكلام، و من واجب السلطتين التشريعية و التنفيذية عبر التقنين الصحيح و التنفيذ و المتابعة الحاسمة إصلاح نموذج الاستهلاك من الإنتاج إلى الاستهلاك إلى إعادة الإنتاج.

الإنتخابات القادمة:
و خصّص الإمام الخامنئي جانباً آخر من كلمته المهمة في الاجتماع الهائل لزوار الإمام الرضا (ع) لموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية العاشرة، معتبراً الانتخابات من أركان النظام الإسلامي و مضيفاً: الديمقراطية الدينية لا تنوجد بالكلام إنما تحتاج إلى مشاركة الشعب و تواجده و إرادته، و إلى تواصل الجماهير الفكري و العقلاني و العاطفي بتطورات البلاد، و تحقيق ذلك غير ميسور من دون انتخابات سليمة و عامة يشارك فيها الشعب مشاركة واسعة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: الانتخابات استثمار عظيم و رصيد للشعب من أجل إدارة البلاد بنحو صحيح و التوصل إلى مستقبل مشرق، و كل صوت يلقى في صندوق الاقتراع له أهميته حيث يضاعف من هذا الاستثمار الوطني.
و نوّه آية الله العظمى الخامنئي بنقاط معينة فيما يتصل بموضوع الانتخابات خاطب بها المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية الحاليين و المحتملين قائلاً: تنبّهوا إلى أن الانتخابات ليست مجرد أداة للإمساك بزمام السلطة إنما هي وسيلة لرفع مستوى قدرات البلاد و مضاعفة الاقتدار الوطني و حفظ سمعة الشعب، لذلك اهتموا بهذه القضايا في إعلامكم و سلوككم، و حذار من أن يتحدث أو يتصرف أحد أثناء نشاطه الانتخابي بشكل يثير طمع الأعداء.
و كان التنافس و النقد المنصف من النقاط الأخرى التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية مرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية العاشرة موضحاً: لا شك أن لكل واحد منكم كلامه و هو بالطبع يرفض كلام الشخص المقابل، و لكن لا تخرجوا في هذا السياق عن جادة الإنصاف، و لا تكتموا الحقائق.
و ألمح الإمام الخامنئي إلى انفتاح الساحة أمام الجميع للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية منوهاً: ليعرض المرشحون أنفسهم على الشعب كي يختار الشعب بذكاء ما يراه صالحاً.
و انتقد سماحته البعض ممن يسعون عبثاً من الآن لتشويه انتخابات رئاسة الجمهورية في الـ 22 من خرداد القادم في أذهان الجماهير مضيفاً: أقيمت لحد الآن نحو 30 انتخابات في البلاد، و ضَمِنَ المسؤولون آنذاك رسمياً سلامتها و صحتها، لذلك لا يتأثر الشعب بالكلام الذي يحاول من الآن التشكيك في انتخابات رئاسة الجمهورية.

و أضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي: و أنا بدوري أؤكد على المسؤولين أن يقيموا الانتخابات بصورة سليمة و بمنتهى الأمانة، و يجب أن يتصرفوا بطريقة تفسح المجال للمرشحين و ينتخب الناس بمشاركتهم الحماسية أي شخص أرادوا.
و ذكّر قائد الثورة الإسلامية بشأن موقف القيادة في الانتخابات: كان هناك و ستكون دوماً تنقيبات و شائعات حول هذا الجانب، لكنني أمتلك صوتاً واحداً ألقيه في صندوق الاقتراع و لا أقول لأي شخص من ينتخب و من لا ينتخب، لأن تشخيص ذلك يقع على عاتق الشعب نفسه.
و أضاف سماحته: أحياناً حين أدافع عن الحكومة و أدعمها ينحت البعض معنى غير صحيح لذلك، و الحال أنني دافعت دوماً حسب واجبي عن الحكومات و خدَمَة البلاد خصوصاً حين ألاحظ أن إحدى الحكومات تخدم المحرومين أكثر، و تقف بوجه الظلم و الاستكبار، و تتعرض لهجمات غير منصفة، بيد أن كلامي و مواقفي هذه لا علاقة لها بالانتخابات و ليست إعلاناً عن مواقف انتخابية.

إيران و أمريكا:
و في الجانب الختامي من كلمته في حشود زوّار الحرم الرضوي الشريف تطرّق سماحة الإمام الخامنئي لموضوع إيران و أمريكا معتبراً نوع التعامل مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كان منذ بداية الثورة اختباراً كبيراً لشعب إيران و الجمهورية الإسلامية، و أشار إلى العداء و التعامل السيئ للساسة الأمريكان سواء الجمهوريون منهم أو الديمقراطيون، مع الثورة الإسلامية و الشعب الإيراني مضيفاً: تحريض المعارضين و مساعدة الحركات الإرهابية و المطالبة بالتجزئة كانت أول خطوات الأمريكيين في خصامهم مع الجمهورية الإسلامية، و لا تزال هذه السياسة، و طبقاً لمعلومات موثقة تماماً، مستمرةً عبر ارتباط العناصر الأمريكية بالأشرار في المناطق الحدودية بين إيران و باكستان.
و عدَّ سماحته الاستيلاء على مليارات الدولارات الإيرانية و البضائع و الممتلكات العائدة للشعب الإيراني و تجميدها، و إعطاء الضوء الأخضر لصدام في هجومه على إيران و الدعم الشامل للنظام البعثي طوال ثمانية أعوام من الحرب المفروضة التي أدت إلى استشهاد نحو 300 ألف من شباب هذه الأرض، و فاجعة الهجوم الصاروخي على الطائرة المدنية الإيرانية في السنة الأخيرة من الحرب المفروضة و قتل حوالي 300 رجل و إمرأة و طفل فيها، عدّها من الممارسات العدوانية الأخرى للحكومة الأمريكية ضد شعب إيران مضيفاً: هل بوسع الشعب الإيراني نسيان هذه الأمور.
و أشار إلى أن ثلاثين سنة من الحظر على شعب إيران، و دعم واشنطن للإرهابيين المجرميين الذين اغتالوا عدداً كبيراً من الناس في إيران، و خلق القلاقل و التوتر في المنطقة، و الدعم اللامشروط للمجرمين الصهاينة، و تهديد إيران المتكرر بالهجوم العسكري من مؤشرات العداؤ غير المنقطع لأمريكا حيال الشعب الإيراني، و أردف قائلاً: وجه المسؤولون الأمريكان طوال الثلاثين عاماً الماضية الإهانات مراراً و تكراراً للشعب و المسؤولين الإيرانيين، بل و طالب بعضهم باستئصال جذور هذا الشعب الكبير الشريف.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى تولى رئيس جمهورية جديد و حكومة جديدة زمام الأمور في أمريكا مضيفاً: إنهم يقولون إننا مددنا يدنا نحو إيران، و نقول إذا كانت أمريكا تخفي تحت قفازها المخملي يداً حديدية فخطوتهم هذه لن يكون لها أي معنى و قيمة.
و أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى مبادرة المسؤولين الأمريكان بتبريك عيد النيروز لشعب إيران مردفاً: حتى في نداء التبريك هذا اعتبروا إيران مناصرة للإرهاب و تطمح لامتلاك السلاح النووي، فهل هذا تبريك أم أنه مواصلة لنفس تلك الاتهامات؟
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: لا ندري من الذي يتخذ القرار حقاً في أمريكا، رئيس الجمهورية أم الكونغرس أم عناصر ماوراء الكواليس، لكننا نؤكد على كل حال على أن الشعب الإيراني صاحب حسابات و منطق في القضايا التي تخصه و لا ينجرف وراء المشاعر.
و أشار سماحته إلى موضوع التفاوض و شعار رئيس جمهورية أمريكا الجديد، أي التغيير، مضيفاً: إذا كان شيء قد تغيّر حقاً باستثناء جزء ضئيل من لهجتكم، فدلّونا عليه. هل انتهى عداؤكم للشعب الإيراني؟ هل أفرجتم عن الممتلكات الإيرانية؟ هل أنهيتم الحظر؟ هل أقلعتم عن التشويه و الإعلام المعادي؟ هل أنهيتم الدفاع غير المشروط عن الكيان الصهيوني؟
و شدّد الإمام الخامنئي: يجب أن لا يكون التغيير مجرد لقلقة لسان و بنوايا غير سليمة، و إذا أردتم الحفاظ على نفس تلك الأهداف السابقة و تغيير السياسات و التكتيكات فقط فهذه خدعة و ليست تغييراً، و إذا كنتم تنشدون التغيير الحقيقي فيجب مشاهدة ذلك على المستوى العملي، و على كل حال ليعلم كافة المسؤولين الأمريكيين و سواهم أنه لا يمكن خداع الشعب الإيراني و لا إخافته.
و ألمح سماحته إلى اضطرار المسؤولين الأمريكيين لإيجاد تغيير في بلادهم مؤكداً: إذا لم تغيّروا فكونوا واثقين أن السنن الإلهية و الشعوب هي التي ستغيّركم.
و أوصى قائد الثورة الإسلامية المسؤولين الأمريكيين أن يتأملوا في سبب مقت الرأي العام العالمي لأمريكا، موضحاً أن مواصلة السياسات الاستكبارية، و السعي لفرض إرادتهم على الشعوب، و التعامل المزدوج في القضايا المختلفة من جملة أسباب هذا الواقع، و أضاف مخاطباً الساسة الأمريكان: اعتبروا من هذا الواقع، و اقلعوا عن هذه السياسات و السلوكيات لصالح أنفسكم و بلادكم، و في هذه الحالة ستتغير صورتكم لدى الرأي العام تدريجياً.
و أضاف: تدبّروا في كلامي بدقة و لا تعطوه للصهاينة كي يترجموه لكم، بل استشيروا الأفراد الصالحين.
و أضاف سماحة الإمام الخامنئي ملخِّصاً هذا الجانب الكبير من كلمته: كلامنا هو أنه طالما واصلت الحكومة الأمريكية أساليبها و سياساتها و مبادراتها و توجهاتها العدوانية التي جرت عليها منذ ثلاثين سنة فسيكون شعبنا نفس الشعب قبل ثلاثين سنة و هو يزداد قوة و تجربة يوماً بعد يوم.
و أضاف قائد الثورة: شعبنا يسوؤه أن يتحدث معه أحد بلغة التهديد و التطميع، و طبعاً ليست لنا سوابق مع رئيس الجمهورية و الحكومة الجديدة في أمريكا، لذلك ستكون آراؤنا على أساس أدائهم.

رحيل السيدة المجاهدة زوجة الإمام الراحل(قده)
و في ختام كلمته أبدى الإمام الخامنئي أسفه و ألمه الشديد لرحيل زوجة الإمام الخميني ( رض) و عزى الشعب الإيراني و أبناء البيت الشريف للإمام الخميني بمناسبة رحيل هذه السيدة الجليلة مردفاً: هذه الشخصية المميزة كانت إلى جانب الإمام بصبرها و استقامتها في كل الاختبارات العسيرة، و نسأل الله تعالى أن يحشر إمامنا الراحل و زوجته الجليلة و أبناءه مع أوليائه، و أن يجعل شعبنا عارفاً دوماً قدر إمامه الكبير.
قبل كلمة الإمام الخامنئي ألقى آية الله واعظ طبسي ممثل الولي الفقيه في خراسان و مسؤول سدانة الروضة الرضوية المطهرة كلمة بارك فيها عيد النيروز معتبراً تسمية العام الإيراني الجديد بسنة إصلاح النموذج الاستهلاكي فرصة مناسبة لتسريع التحرك التدبيري نحو تحقيق أهداف الأفق العشريني.
تعليق