قم وابك منتحبا لما قد حل بالإسلام من وهن وفرط تبدد
أبناؤه متشاكسون عراهم محلولة ما بينهم لم تعقد
لم يبق غير قبور آل محمد شيدت ضلالا في بقيع الغرقد
وقبور أباء النبي وصحبه بوجودها الإسلام لم يتمهد
فإذا محت ماشيد من بنيانها لم يبق في الإسلام غير مشيد
أمسى بها التوحيد مفقوداً فمذ هدمت فما للكون غير موحد
فعدت عليها كالوحوش ضوارياً وغداً ستتبعها بقبر محمد
ما قبر أحمد عندها أمسى سوى صنم لقد ضلت ولما تهتد
كلا لعمر الله هدم قبورهم هدم لصرح بالفخار ممرد
قد حاولت والله مكمل نوره إطفاء نور ساطع لم يخمد
جرت على الإسلام أعظم ذلة بفعالها وأتت بكل تمرد
ساءت جميع المسلمين بفعلها ورمت قلوبهم بحر موقد
ساءت إمام المسلمين محمداً وإليه في قرباه لم تتودد
ساءت إله العرش فيهم فاغتدت منه بمنزلة القصى المبعد
لم يكف ما صنعت بهم أعداؤهم بحياتهم من كل فعل أنكد
حتى غدت بعد الممات خوارج في الظلم بالماضين منهم تقتدي
لم تحفظ المختار في أولاده وسواهم من أحمد لم يولد
وهم الأئمة للورى والعترة ال ﻬادون حقاً قدوة للمقتدي
لم تحفظ المختار في آبائه من أصيد متفرع من أصيد
لم تحفظ المختار في أعمامه من كل قرم بالعلى متفرد
لم تحفظ المختار في أصحابه وهم الّذين بهم غدونا نقتدي
لم تحفظ المختار في أزواجه ولهن منه حرمة لم تجحد
هدمت قبابا فوقهم قد شيدت معقودة من فوق أشرف مرقد
فوق الإمام السيد الحسن الزكي إبن النبي إبن الإمام السيد
والعابد السجاد زين العابديـ ـن بن الحسين الراكع المتهجد
والباقر العلم إبنه والصادق الـ ـقول المفضل جعفر بن محمد
والسيد العباس عم محمد رب المفاخر والعلي والسؤدد
والحبر عبدالله حبر الأمة الـ ـبحر الخضم ومرشد المسترشد
وصحابة الهادي الّذين بنصرهم للدين قد فازوا بأعذب مورد
والناصر المختار والد طالب عم النبي وحمزة المستشهد
والمطعم الحجاج عفواً سيد الـ ـبطحاء معطي الرفد للمسترفد
وخديجة الغراء أم المؤمنيـ ـن ومن سمت شرفا مقام الفرقد
والطهر امنة وعبدالله يا لله لليوم الفظيع الأسود
وإمام طيبة مالك وضريح اسـ ـماعيل نجل الصّادق المتعبد
قوم لهم أسمى مقام أدركوا قصب السباق به برغم الحسد
سبقوا البرية في الفضائل من مسو د قد غدا ما بينهم ومسود
ولأمهات المؤمنين مكانة حكمت ببر في الورى وتودد
وبقبر حواء وهدم ضريحه باب المذمة عنهم لم يوصد
ام الأنام تعق بعد وفاتها من فعل أبناء عليها تعتدي
ساءوا بذلك نسل آدم كله ولأدم جاءوا بما لم يحمد
يا قبة بثرى البقيع منيعة شأت الفراقد والسهى في مصعد
ولقبة الأفلاك دون منالها شأو الضليع غدا وسير المجهد
شعت بها أنوار آل محمد بسنا على طول الزمان مخلد
من كل فذ في البرية مغتذ در النّبوة بالإمامة مرتدي
في بقعة ودت نجوم سمائها في الأرض من حصبائها لو تغتدي
والشمس ترمقها بناظر حاسد ويرد عنها البدر مقلة أرمد
كف الثريا قاصر عن نيلها أبداً وعنها الشمس قاصرة اليد
تعتز بالفضل العظيم المعتلي وتطول بالشرف القديم الأتلد
عاثت بشامخها أكف جفاتهم يا للإبا والدّين عيث المفسد
هدمت معاولهم رفيع بنائها ومحت محاسنها بذاك المعهد
عجباً لأحداث الزّمان وما أتت فذئابه داست عرينة ملبد
أمعالم الإسلام تمحى جهرة والمسلمون بمنظر وبمشهد
قد نال قبل السبط شبه فعالهم في القبح من متوكل متمرد
ولما تقدم من قبيح فعالهم في كربلاء زمانه لم يبعد
أبقى له ولهم مخازي جمة مهما يطل زمن بها تتجدد
زعمت بأن الدّين أوجب هدمها لرواية جاءت بمسند أحمد
يدعو أبا الهياج حيدر إنني لك باعث فانهض بأمري واجهد
كان النبي بمثل ذلك باعثي وبذي الوصية آمري ومزودي
لا تبق قبراً مشرفاً إلاّ وقد سويته فاقصد لذلك وأعمد
لو انه قد صح إسناد لها ليست تعارض سيرة لم تجحد
إني وليس طريقها بمصحح وبواضح التوثيق لم تتأيد
فيه المدلس والّذي كثر الخطا منه ومن بغض إبن عم محمد
وبها أبو اليهاج منفرد وليـ ـس له سوى هذا الحديث المفرد
سويته معناه مستوياً لقد صيرته لاذا سنام يغتدي
هذا هو المعنى إذا متعلق لم يذكروه له بغير تلدد
في الذكر سواها وسوى قد أتى أبداً سوى هذا به لم يقصد
فمفاده نهي عن التسنيم بالتـ ـسطيح أمر فإتبعه ترشد
وعليه أورده دليلاً مسلم بصحيحه فبمثله فاستشهد
وبذلك النووي فسره كذا ك القسطلاني الإمام الأوحدي
سويته ما ان يفيد هدمته في العرف إلاّ عند ذي فهم ردي
كلا ولا سويته بالأرض يفـ ـهم منه ذو فهم صحيح جيد
مع ان هذا لم يقله مسلم والرفع بالإجماع سنة مهتدي
مع انه لو تم ليس بشامل للقبة المعلاة فوق المشهد
إذ كان مخصوصاً بنفس القبر لم يشمل بناء حوله في الأجود
هيهات هدم قبور عترة أحمد يا ويلها عن أحمد لم يسند
يا للرجال لهول خطب فادح أذكى القلوب بغلة لم تبرد
أعراب نجد تبتغي تعليمنا وتقوم فينا في مقام المرشد
جهلت لعمر الله سنة أحمد وإلى مدينة علمه لم تقصد
كم قد روى الراوون عنه رواية كذباً ولم يخشوا عقاب الموعد
فلذاك قام بهم خطيباً قائلاً للناس قول تهدد وتوعد
كثرت علي من الورى كذابة عصت الإله وللهدى لم تنقد
يا قوم من يكذب علي تعمداً فليتخذ في النار أسوأ مقعد
ولكم رأوا لفظ العموم وما دروا لفظ الخصوص ولا إهتدوا للمقصد
كم قد رووا من مات فهو معذب ببكاء من يبكي ولم يتجلد
عمر رواه وخطأته أمه في ذاك لم تشكك ولم تتردد
كم مجمل ومبين ومعمم ومخصص أو مطلق ومقيد
كم من مجاز للحقيقة مشبه أو من صريح كالكناية يغتدي
كم شابه المندوب محتوماً ومن مكروهه المحظور لم يتجرد
كم سنة في النّاس تحسب بدعة أو بدعة وتخال سنة مقتدي
ما كل ما لم يحو نصا بدعة ما النّص شرط في خصوص المورد
وتفاوت الأفهام فيما قد روى الر اوون في الأخبار غير محدد
تخذ الإله هواه في القرآن قد جاءت وتلك حقيقة لم تقصد
عبد الّذي أصغى إلى متكلم متكلماً لكنه لم يعبد
أوليس أمة أحمد إجماعها فيه الصواب وحجة لم تردد
وعلى ضلال كلها لم تجتمع فيما رويتم في الحديث المسند
مضت القرون وذي القباب مشيدة والنّاس بين مؤسس ومجدد
في كل عصر فيه أهل الحل والـ ـعقد الّذين بغيرهم لم يعقد
من قبل ان تلد إبنها تيمية أو يخلق الوهاب بعض الأعبد
أفأي اجماع لكم أقوى على أمثاله من مورد لم يورد
فبسيرة للمسلمين تتابعت في كل عصر نستدل ونقتدي
أقوى من الإجماع سيرتهم ومن قد حاد عنها فهو غير مسدد
هيهات ليس نبياً إبن بليهد في الناس لم يخطىء ولم يتعمد
كلا ولا العلماء قد حصرت به هي في بقاع الأرض ذات تعدد
كلا ولا من وافقوه لخوفهم أو جهلهم من خائف ومقلد
والجل من علماء طيبة ساكت للخوف مكفوف اللسان مع اليد
دفن النبي المصطفى في حجرة شأت الكواكب في العلى والسؤدد
والمسلمون تجد في تعظيمها ما بين بان منهم ومشيد
من ذلك العهد القديم ليومنا تعظيمهم لضريحه لم ينفد
لم يهدم الأصحاب حجرة أحمد وهم الهداة وقدوة للمقتدي
بل لم تزل مبنية وبناؤها في كل عصر لم يزل يتجدد
ان لم يجز فوق القبور بناؤنا لم لم تهدم قبل حجرة أحمد
ما كان ممنوعاً لنا أحداثه ابقاؤه عن ذاك غير مجرد
مع انهم قد احدثوا بنيانها متتابعاً من بعد دفن محمد
زوج النبي بنت عليها حائطاً بين القبور وبينها لم يعهد
وإبن الزبير لها بنى وكذلك الـ ـفاروق ثم سميه فلنقتد
يروي فتى سمهود ذلك عنهم بوفائه فعلى الوفاء تعود
جهلوا تراهم ما علمتم أم غدوا متساهلين وأنتم بتشدد
وتتابع البانون في بنيانها وغدت لأهل الدين أعظم مقصد
لضريح أحمد حرمة ماردها غير الجهول وغير ذي الطبع الردي
من في الورى يا صاح يجحد قدره هيهات شامخ قدره لم يجحد
أنى ودفن الصاحبين بجنبه قد جاوراه كلا هما في ملحد
قد عده أعظم رتبة وفضيلة في الكون يوماً مثلها لم يعدد
وبنو أمية أبت دفن إبنه الـ ـحسن الزكي بجنبه في مرقد
قالت أيدفن ثالث الخلفاء في أقصى البقيع وفي مكان مبعد
والسبط يدفن عند تربة جده لنقاتلن بذابل ومهند
وتجمعوا مع من يلف لفيفهم من مبرق يبغي القتال ومرعد
ويقول مروان أيدفن ها هنا حسن وهذا السيف تحمله يدي
لو لم يكن شرف القبور فما الّذي يدعو إلى هذا المقيم المقعد
وكذا ضرائح آله فلها الّذي لضريح جدهم برغم الحسد
عقد القباب على قبور ذوي الهدى فيه إحترام ذوي القبور الهمد
وكذلكم هدم القباب إهانة لهم غدا في رأي كل مسدد
والله يغضب والنّبي لفعل من يبغي إهانتهم بأمس اوغد
والفعل مهما يختلف عنوانه فالحكم مختلف بغير تردد
ليس الذي سمى المعظم سيداً بمعنف في قوله يا سيدي
والمصطفى قد قال سيدنا وسيـ ـدكم لسعد ذي المقام الأسعد
ما أسقط الرحمن حرمة مؤمن بعد الممات ولا شريف اوحد
ان المعظم في الحياة معظم بعد الممات وفضله لم يفقد
هل إذ يموت المرء يعدم فضله فلم الصلاة على النبي محمد
تعظيم قبر معظم لا منع فيـ ـه وجعل خدام تروح وتغتدي
يعتز ساكنه بحفاد له بين الورى ويهان ان لم يحفد
زعموا البناء محرماً إذ انها أرض مسبلة لكل موسد
من كان شاهد منكم تسبيلها أو وقفها بين الورى فليشهد
هذا إفتراء منكم وتحكم ان قد تم فطنابه لم ينقد
بل ان ما يروى نفى تسبيلها عنها وأبطل شاهد المستشهد
دفن إبن مظعون بها من بعدما كانت مواتا طبقت بالغرقد
من بعده الهادي بها دفن إبنه من غيرما وقف بالهادي أقتدي
والنّاس قد دفنوا بها من بعده من غير تسبيل ولا وقف بدي
قطعوا بها ما كان من شجرواما وقفوا لأجل الدفن وقف مؤبد
هب أنهم وفقوا فلم يك وقفهم بالمنع عما قلتم بمقيد
لكن ما هدمتموه مسبل في الإثم هادمه يروح ويغتدي
عبد القبور المسلمون بزعمكم كلا فغير إلهنا لم نعبد
ان إحترام القبر تعظيم لمن في القبر من مولى عظيم أمجد
قستم بها الأصنام ان قياسكم يا قوم بالأصنام غير مسدد
فاؤلائكم عبدوا الحجارة كي تقر بهم ونحن لغيره لم نعبد
سجدوا مع الباري لها وتعبدوا جهلاً ولم نسجد ولم نتعبد
ليس إحترام ذوي القبور عبادة لذوي القبور ولا لها في مورد
كل إحترام لو يكون عبادة في الخلق عم الشرك كل موحد
والله ألزمنا إحترام مساجد أفهل يكون عبادة للمسجد
كم حرمة لمقام رجل خليله جعل الإله لصخرة من جلمد
والشرع جاء محسنا تقبيلنا للبيت والحجر الأصم الأسود
وإطاعة الأبوين فرض لازم كإطاعة الباري القديم الموجد
لهما جناح الذل فاخفض لا تقل أف وبالغ في الإطاعة واجهد
ولآدم سجد الملائك كلهم دون الخبيث فذم من لم يسجد
وليوسف يعقوب مع أبنائه سجدوا له قدماً سجود تعمد
ما كان شركاً لا يكون نزاهة النّص اورد فيه او لم يورد
أو كان توحيداً فليس بكائن شركا فانقص من مقالك أو زد
الحكم للموضوع ليس مغيراً بالحكم لم ينقص ولما يزدد
الله فاضل بين مخلوقاته ليس التراب مساويا للعسجد
شهر الصيام على الشهور مفض فيه قبول عبادة المتعبد
وكذلك الأسبوع يفضل بعضه بعضا كذا الساعات فاكفف وإهتد
والشمس فضلها الإله على السهى والبدر ليس مساوياً للفرقد
والليث ليس به يساوي أرنب والصقر ليس مماثلا للهدهد
والأرض في شرف البقاع تفاوتت هل مكة أمست تعد كصرخد
والمسجد الأقصى المبارك حوله كسواه أم هل حانة كالمعبد
ان القبور كمن حوته تفاوت في الفضل والشرف القديم الأتلد
أبناؤه متشاكسون عراهم محلولة ما بينهم لم تعقد
لم يبق غير قبور آل محمد شيدت ضلالا في بقيع الغرقد
وقبور أباء النبي وصحبه بوجودها الإسلام لم يتمهد
فإذا محت ماشيد من بنيانها لم يبق في الإسلام غير مشيد
أمسى بها التوحيد مفقوداً فمذ هدمت فما للكون غير موحد
فعدت عليها كالوحوش ضوارياً وغداً ستتبعها بقبر محمد
ما قبر أحمد عندها أمسى سوى صنم لقد ضلت ولما تهتد
كلا لعمر الله هدم قبورهم هدم لصرح بالفخار ممرد
قد حاولت والله مكمل نوره إطفاء نور ساطع لم يخمد
جرت على الإسلام أعظم ذلة بفعالها وأتت بكل تمرد
ساءت جميع المسلمين بفعلها ورمت قلوبهم بحر موقد
ساءت إمام المسلمين محمداً وإليه في قرباه لم تتودد
ساءت إله العرش فيهم فاغتدت منه بمنزلة القصى المبعد
لم يكف ما صنعت بهم أعداؤهم بحياتهم من كل فعل أنكد
حتى غدت بعد الممات خوارج في الظلم بالماضين منهم تقتدي
لم تحفظ المختار في أولاده وسواهم من أحمد لم يولد
وهم الأئمة للورى والعترة ال ﻬادون حقاً قدوة للمقتدي
لم تحفظ المختار في آبائه من أصيد متفرع من أصيد
لم تحفظ المختار في أعمامه من كل قرم بالعلى متفرد
لم تحفظ المختار في أصحابه وهم الّذين بهم غدونا نقتدي
لم تحفظ المختار في أزواجه ولهن منه حرمة لم تجحد
هدمت قبابا فوقهم قد شيدت معقودة من فوق أشرف مرقد
فوق الإمام السيد الحسن الزكي إبن النبي إبن الإمام السيد
والعابد السجاد زين العابديـ ـن بن الحسين الراكع المتهجد
والباقر العلم إبنه والصادق الـ ـقول المفضل جعفر بن محمد
والسيد العباس عم محمد رب المفاخر والعلي والسؤدد
والحبر عبدالله حبر الأمة الـ ـبحر الخضم ومرشد المسترشد
وصحابة الهادي الّذين بنصرهم للدين قد فازوا بأعذب مورد
والناصر المختار والد طالب عم النبي وحمزة المستشهد
والمطعم الحجاج عفواً سيد الـ ـبطحاء معطي الرفد للمسترفد
وخديجة الغراء أم المؤمنيـ ـن ومن سمت شرفا مقام الفرقد
والطهر امنة وعبدالله يا لله لليوم الفظيع الأسود
وإمام طيبة مالك وضريح اسـ ـماعيل نجل الصّادق المتعبد
قوم لهم أسمى مقام أدركوا قصب السباق به برغم الحسد
سبقوا البرية في الفضائل من مسو د قد غدا ما بينهم ومسود
ولأمهات المؤمنين مكانة حكمت ببر في الورى وتودد
وبقبر حواء وهدم ضريحه باب المذمة عنهم لم يوصد
ام الأنام تعق بعد وفاتها من فعل أبناء عليها تعتدي
ساءوا بذلك نسل آدم كله ولأدم جاءوا بما لم يحمد
يا قبة بثرى البقيع منيعة شأت الفراقد والسهى في مصعد
ولقبة الأفلاك دون منالها شأو الضليع غدا وسير المجهد
شعت بها أنوار آل محمد بسنا على طول الزمان مخلد
من كل فذ في البرية مغتذ در النّبوة بالإمامة مرتدي
في بقعة ودت نجوم سمائها في الأرض من حصبائها لو تغتدي
والشمس ترمقها بناظر حاسد ويرد عنها البدر مقلة أرمد
كف الثريا قاصر عن نيلها أبداً وعنها الشمس قاصرة اليد
تعتز بالفضل العظيم المعتلي وتطول بالشرف القديم الأتلد
عاثت بشامخها أكف جفاتهم يا للإبا والدّين عيث المفسد
هدمت معاولهم رفيع بنائها ومحت محاسنها بذاك المعهد
عجباً لأحداث الزّمان وما أتت فذئابه داست عرينة ملبد
أمعالم الإسلام تمحى جهرة والمسلمون بمنظر وبمشهد
قد نال قبل السبط شبه فعالهم في القبح من متوكل متمرد
ولما تقدم من قبيح فعالهم في كربلاء زمانه لم يبعد
أبقى له ولهم مخازي جمة مهما يطل زمن بها تتجدد
زعمت بأن الدّين أوجب هدمها لرواية جاءت بمسند أحمد
يدعو أبا الهياج حيدر إنني لك باعث فانهض بأمري واجهد
كان النبي بمثل ذلك باعثي وبذي الوصية آمري ومزودي
لا تبق قبراً مشرفاً إلاّ وقد سويته فاقصد لذلك وأعمد
لو انه قد صح إسناد لها ليست تعارض سيرة لم تجحد
إني وليس طريقها بمصحح وبواضح التوثيق لم تتأيد
فيه المدلس والّذي كثر الخطا منه ومن بغض إبن عم محمد
وبها أبو اليهاج منفرد وليـ ـس له سوى هذا الحديث المفرد
سويته معناه مستوياً لقد صيرته لاذا سنام يغتدي
هذا هو المعنى إذا متعلق لم يذكروه له بغير تلدد
في الذكر سواها وسوى قد أتى أبداً سوى هذا به لم يقصد
فمفاده نهي عن التسنيم بالتـ ـسطيح أمر فإتبعه ترشد
وعليه أورده دليلاً مسلم بصحيحه فبمثله فاستشهد
وبذلك النووي فسره كذا ك القسطلاني الإمام الأوحدي
سويته ما ان يفيد هدمته في العرف إلاّ عند ذي فهم ردي
كلا ولا سويته بالأرض يفـ ـهم منه ذو فهم صحيح جيد
مع ان هذا لم يقله مسلم والرفع بالإجماع سنة مهتدي
مع انه لو تم ليس بشامل للقبة المعلاة فوق المشهد
إذ كان مخصوصاً بنفس القبر لم يشمل بناء حوله في الأجود
هيهات هدم قبور عترة أحمد يا ويلها عن أحمد لم يسند
يا للرجال لهول خطب فادح أذكى القلوب بغلة لم تبرد
أعراب نجد تبتغي تعليمنا وتقوم فينا في مقام المرشد
جهلت لعمر الله سنة أحمد وإلى مدينة علمه لم تقصد
كم قد روى الراوون عنه رواية كذباً ولم يخشوا عقاب الموعد
فلذاك قام بهم خطيباً قائلاً للناس قول تهدد وتوعد
كثرت علي من الورى كذابة عصت الإله وللهدى لم تنقد
يا قوم من يكذب علي تعمداً فليتخذ في النار أسوأ مقعد
ولكم رأوا لفظ العموم وما دروا لفظ الخصوص ولا إهتدوا للمقصد
كم قد رووا من مات فهو معذب ببكاء من يبكي ولم يتجلد
عمر رواه وخطأته أمه في ذاك لم تشكك ولم تتردد
كم مجمل ومبين ومعمم ومخصص أو مطلق ومقيد
كم من مجاز للحقيقة مشبه أو من صريح كالكناية يغتدي
كم شابه المندوب محتوماً ومن مكروهه المحظور لم يتجرد
كم سنة في النّاس تحسب بدعة أو بدعة وتخال سنة مقتدي
ما كل ما لم يحو نصا بدعة ما النّص شرط في خصوص المورد
وتفاوت الأفهام فيما قد روى الر اوون في الأخبار غير محدد
تخذ الإله هواه في القرآن قد جاءت وتلك حقيقة لم تقصد
عبد الّذي أصغى إلى متكلم متكلماً لكنه لم يعبد
أوليس أمة أحمد إجماعها فيه الصواب وحجة لم تردد
وعلى ضلال كلها لم تجتمع فيما رويتم في الحديث المسند
مضت القرون وذي القباب مشيدة والنّاس بين مؤسس ومجدد
في كل عصر فيه أهل الحل والـ ـعقد الّذين بغيرهم لم يعقد
من قبل ان تلد إبنها تيمية أو يخلق الوهاب بعض الأعبد
أفأي اجماع لكم أقوى على أمثاله من مورد لم يورد
فبسيرة للمسلمين تتابعت في كل عصر نستدل ونقتدي
أقوى من الإجماع سيرتهم ومن قد حاد عنها فهو غير مسدد
هيهات ليس نبياً إبن بليهد في الناس لم يخطىء ولم يتعمد
كلا ولا العلماء قد حصرت به هي في بقاع الأرض ذات تعدد
كلا ولا من وافقوه لخوفهم أو جهلهم من خائف ومقلد
والجل من علماء طيبة ساكت للخوف مكفوف اللسان مع اليد
دفن النبي المصطفى في حجرة شأت الكواكب في العلى والسؤدد
والمسلمون تجد في تعظيمها ما بين بان منهم ومشيد
من ذلك العهد القديم ليومنا تعظيمهم لضريحه لم ينفد
لم يهدم الأصحاب حجرة أحمد وهم الهداة وقدوة للمقتدي
بل لم تزل مبنية وبناؤها في كل عصر لم يزل يتجدد
ان لم يجز فوق القبور بناؤنا لم لم تهدم قبل حجرة أحمد
ما كان ممنوعاً لنا أحداثه ابقاؤه عن ذاك غير مجرد
مع انهم قد احدثوا بنيانها متتابعاً من بعد دفن محمد
زوج النبي بنت عليها حائطاً بين القبور وبينها لم يعهد
وإبن الزبير لها بنى وكذلك الـ ـفاروق ثم سميه فلنقتد
يروي فتى سمهود ذلك عنهم بوفائه فعلى الوفاء تعود
جهلوا تراهم ما علمتم أم غدوا متساهلين وأنتم بتشدد
وتتابع البانون في بنيانها وغدت لأهل الدين أعظم مقصد
لضريح أحمد حرمة ماردها غير الجهول وغير ذي الطبع الردي
من في الورى يا صاح يجحد قدره هيهات شامخ قدره لم يجحد
أنى ودفن الصاحبين بجنبه قد جاوراه كلا هما في ملحد
قد عده أعظم رتبة وفضيلة في الكون يوماً مثلها لم يعدد
وبنو أمية أبت دفن إبنه الـ ـحسن الزكي بجنبه في مرقد
قالت أيدفن ثالث الخلفاء في أقصى البقيع وفي مكان مبعد
والسبط يدفن عند تربة جده لنقاتلن بذابل ومهند
وتجمعوا مع من يلف لفيفهم من مبرق يبغي القتال ومرعد
ويقول مروان أيدفن ها هنا حسن وهذا السيف تحمله يدي
لو لم يكن شرف القبور فما الّذي يدعو إلى هذا المقيم المقعد
وكذا ضرائح آله فلها الّذي لضريح جدهم برغم الحسد
عقد القباب على قبور ذوي الهدى فيه إحترام ذوي القبور الهمد
وكذلكم هدم القباب إهانة لهم غدا في رأي كل مسدد
والله يغضب والنّبي لفعل من يبغي إهانتهم بأمس اوغد
والفعل مهما يختلف عنوانه فالحكم مختلف بغير تردد
ليس الذي سمى المعظم سيداً بمعنف في قوله يا سيدي
والمصطفى قد قال سيدنا وسيـ ـدكم لسعد ذي المقام الأسعد
ما أسقط الرحمن حرمة مؤمن بعد الممات ولا شريف اوحد
ان المعظم في الحياة معظم بعد الممات وفضله لم يفقد
هل إذ يموت المرء يعدم فضله فلم الصلاة على النبي محمد
تعظيم قبر معظم لا منع فيـ ـه وجعل خدام تروح وتغتدي
يعتز ساكنه بحفاد له بين الورى ويهان ان لم يحفد
زعموا البناء محرماً إذ انها أرض مسبلة لكل موسد
من كان شاهد منكم تسبيلها أو وقفها بين الورى فليشهد
هذا إفتراء منكم وتحكم ان قد تم فطنابه لم ينقد
بل ان ما يروى نفى تسبيلها عنها وأبطل شاهد المستشهد
دفن إبن مظعون بها من بعدما كانت مواتا طبقت بالغرقد
من بعده الهادي بها دفن إبنه من غيرما وقف بالهادي أقتدي
والنّاس قد دفنوا بها من بعده من غير تسبيل ولا وقف بدي
قطعوا بها ما كان من شجرواما وقفوا لأجل الدفن وقف مؤبد
هب أنهم وفقوا فلم يك وقفهم بالمنع عما قلتم بمقيد
لكن ما هدمتموه مسبل في الإثم هادمه يروح ويغتدي
عبد القبور المسلمون بزعمكم كلا فغير إلهنا لم نعبد
ان إحترام القبر تعظيم لمن في القبر من مولى عظيم أمجد
قستم بها الأصنام ان قياسكم يا قوم بالأصنام غير مسدد
فاؤلائكم عبدوا الحجارة كي تقر بهم ونحن لغيره لم نعبد
سجدوا مع الباري لها وتعبدوا جهلاً ولم نسجد ولم نتعبد
ليس إحترام ذوي القبور عبادة لذوي القبور ولا لها في مورد
كل إحترام لو يكون عبادة في الخلق عم الشرك كل موحد
والله ألزمنا إحترام مساجد أفهل يكون عبادة للمسجد
كم حرمة لمقام رجل خليله جعل الإله لصخرة من جلمد
والشرع جاء محسنا تقبيلنا للبيت والحجر الأصم الأسود
وإطاعة الأبوين فرض لازم كإطاعة الباري القديم الموجد
لهما جناح الذل فاخفض لا تقل أف وبالغ في الإطاعة واجهد
ولآدم سجد الملائك كلهم دون الخبيث فذم من لم يسجد
وليوسف يعقوب مع أبنائه سجدوا له قدماً سجود تعمد
ما كان شركاً لا يكون نزاهة النّص اورد فيه او لم يورد
أو كان توحيداً فليس بكائن شركا فانقص من مقالك أو زد
الحكم للموضوع ليس مغيراً بالحكم لم ينقص ولما يزدد
الله فاضل بين مخلوقاته ليس التراب مساويا للعسجد
شهر الصيام على الشهور مفض فيه قبول عبادة المتعبد
وكذلك الأسبوع يفضل بعضه بعضا كذا الساعات فاكفف وإهتد
والشمس فضلها الإله على السهى والبدر ليس مساوياً للفرقد
والليث ليس به يساوي أرنب والصقر ليس مماثلا للهدهد
والأرض في شرف البقاع تفاوتت هل مكة أمست تعد كصرخد
والمسجد الأقصى المبارك حوله كسواه أم هل حانة كالمعبد
ان القبور كمن حوته تفاوت في الفضل والشرف القديم الأتلد
منقووووول
تعليق