ســـيـــرة عـــمـــر بـــن الـــخـــطـــاب
رضي الله عنه الفاروق الذي هزم الله به فارس والروم واعز به الاسلام هذا من ترمونه بالفحش هذا من تريدون ان تفرقوا بينه وبين حبيبه على رضي الله عنه
استبشار أهل السماء بإسلامه :
عن ابن عباس قال : " لما أسلم عمر أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر " . أخرجه أبو حاتم والد أرقطني والخلعي والبغوي . وفي طريق غريب بعد قوله " بإسلام عمر " ، قلت : وكيف لا يكون ذلك كذلك ولم تصعد إلى السماء للمسلمين صلاة ظاهرة ولا نسك ولا معروف إلا بعد إسلامه حيث قال : " والله لا يعبد الله سرا بعد اليوم " .
موافقته التنزيل في قضايا عدة :
عن ابن عمر قال : قال عمر : " وافقت ربي في ثلاث ، مقام إبراهيم وفي الحجاب ، وفي أساري بدر " أخرجه مسلم . وعن طلحة بن مصرف قال : قال عمر : يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم أبينا ؟ قال : " بلى " . قال عمر : فلو أتخذه مصلى ؟ فأنزل الله تعالى : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " أخرجه المخلص الذهبي .
زهده بالدنيا رضي الله عنه :
عن طلحة بن عبيد الله قال : ما كان عمر بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة أخرجه الفضائلي .
السكينة تنطق من لسان عمر :
عن علي رضي الله عنه قال : " كنا نرى ونحن متوافرون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر " أخرجه ابن السمان ، والحافظ أبو الفرج .
الشدة بأمر الله :
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشد أمتي في أمر الله تعالى عمر " .
تعبده وصلاته رضي الله عنه :
عن سعيد بن المسيب قال : " كان عمر يحب الصلاة في كبد الليل " ـ يعني وسط الليل ـ أخرجه في الصفوة . وعن عبد الله بن ربيعة قال : " صليت خلف عمر الفجر فقرأ سورة الحج وسورة يوسف قراءة بطيئة " أخرجه أبو معاوية . وعن عمرو بن ميمون قال : " كان عمر ربما قرأ بسورة يوسف والسجدة ونحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس " أخرجه البخاري .
علمه وفهمه رضي الله عنه :
عن خلد الأسدي قال : " صحبت عمر فما رأيت أفقه في دين الله ولا أعلم بكتاب الله ولا أحسن مدارسة منه " ، وعنه قال : " إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهبت يوم ذهب عمر " .
كراماته ومكاشفاته :
يا سارية الجبل :
عن عمر بن الحارث قال : بينما عمر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة ونادى : " يا سارية الجبل " مرتين أو ثلاثة ، ثم أقبل على خطبتي ، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لمجنون ، ترك خطبته فنادى يا سارية الجبل ، فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يبسط عليه فقال : يا أمير المؤمنين !! تجعل للناس عليك مقالا ، بينما أنت في خطبتك إذا ناديت يا سارية الجبل أي شيء هذا ؟ فقال : والله ما ملكت ذلك حين رأيت سارية وأصحابه يقاتلون عند جبل يؤتون منه من أيديهم ومن خلفهم فلما أملك أن قلت : " يا سارية الجبل " يلحقوا بالجبل ، فلم تمض أيام حتى جاء رسول سارية بكتابه : إن القوم لقونا يوم الجمعة فقاتلناهم من حين صلينا الصبح إلى أن حضرت الجمعة ، وذر حاجب الشمس فسمعنا صوت مناد ينادي الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين عدونا حتى هزمهم الله تعالى .
عمر من أهل الجنــة :
عن جاب عن عبد الله قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب ولؤلؤ فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا لعمر بن الخطاب ، فما منعني أن أدخله إلا علمي بغيرته " . قال : أعليك أغار بأبي أنت وأمي عليك أغار " أخرجه أبو حاتم ، وأخرجه مسلم ولم يقل من ذهب ولؤلؤ .
مصاهرته لعلي كرم الله وجهه :
اليوم يا سادة يا كرام سنتحدث اليوم عن قصة زواج سيدنا وخليفتنا الفاروق حبيب رسول الله وصاحبه في المحيا ورفيقه في القبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنة سيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشقيقة السبطين وابنة فاطمة الزهراء وحفيدة الرسول الأعظم إنها ( أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ) رضي الله عنها .. حكي لنا الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ج3 ص 500 وكذا الشيخ عمر رضا كحالة في كتاب أعلام النساءج4 ص255 حكاية ذلك الزواج المبارك الذي فرح به سيدنا علي وفاروقنا عمر أشد الفرح فيقول : جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الإمام علي بن أبي طالب وكان حينها أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين فقال يا أبا الحسن .. إني أطلب منك ابنتك أم كلثوم فقال له الإمام علي ما تريد إليها ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلُ سَببٍ ونَسَبٍ منقطعٌ إلي يوم القيامةِ إلا سَببي ونًسبي )) وإني يا أبا الحسن أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد .. فوافق الإمام علي على زواجه منها .. وخرج سيدنا عمر فرحاً ورجلاه تسابق الريح حتى وصل إلى مجلس المهاجرين من الصحب الكريم وكان مجلسهم بين القبر الشريف والمنبر ـ وجاء في الحديث مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .. يا الله أي مجلس هذا الذي يرتعون برياض الجنة فيه . ! ؟ ـ يقول الراوي : فوجد هناك سيدنا عثمان بن عفان ذا النورين ممن زوجه الرسول بابنتيه والزبير بن العوام وطلحة .. رضي الله عنهم ، وما هي إلا لحظات حتى جاء سيدنا علي بن أبي طالب فقال أمير المؤمنين الفاروق عمر ( هنئوني .. رفئوني ) فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال بحفيدة رسول الله وابنة صهر رسول الله علي بن أبي طالب .. فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل نسب منقطع إلا نسبي وسببي وصهري ) فكان لي به عليه السلام النسب فتزوج بابنتي حفصة فصارت أم المؤمنين .. وأردت أن أجمع إليه الصهر .. فرفؤوه وبارك الصحابة له زواجه رضي الله عنه .. وأمهر سيدنا عمر الفاروق أم كلثوم رضي الله عنها بأربعين ألفاً ودخل بها في ذي القعدة سنة السابع عشر من الهجرة .. وأنجبت له مولودين كالقمرين رقية .. وزيد رضي الله عنهم .. وظلت زوجته المحبة حتى قتل بمحراب رسول الله شهيداً بيد الكافر الملعون أبو لؤلؤة المجوسي .. فرضي الله عنك يا عمر .. وجمعنا معك بالجنة .. آمين يا رب العالمين . ولقد وُلـد للإمام علي بن أبي طالب بعد وفاة الزهراء رضي الله ولداً من زواجه الجديد في عهد خلافة عمر وبعد تزويجه إياه ابنته أم كلثوم ولداً فسماه ( عمر ) حباً في صهره وإكراماً له رضي الله عنه فصار أولاد سيدنا علي من الذكور الحسن والحسين ومحمد المشهور بابن الحنفية ـ وسوف نفرد له بإذن الله مقالاً منفصلاً عن فضله ـ وعمر وأبو بكر .. وأما الابن عثمان بن علي بن أبي طالب وإخوته العباس وجعفر وعبد الله فقد قتلوا مع أخيهم الشهيد الحسين في فاجعة كربلاء على يد جند يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق . ومن الطرائف الجميلة ما جاء في بعض الروايات أنه بعد أن تزوج عمر بأم كلثوم كان الإمام علي يدخل إلى مجلس سيدنا عمر فيقول له السلام على أمير المؤمنين فيمازحه رضي الله عنه ويرد عليه قائلا وعليك السلام يا عماه .. ! وهو يكبر سيدنا علي بخمس عشرة سنة .. وكان الصحابة يضحكون من مزاحهم رضي الله عنهم وأرضاهم .. وأما عن حفيد الإمام علي من ابنته أم كلثوم وهو زيـد بن عمر الخطاب فيروى عنه أنه لما كبر وشب كان من أجمل الناس وجهاً وخلقاً ولقد أُثِـر عنه يحدث أصحابه قائلاً : السبطان الحسن والحسين أخوالي فليرني أحدكم أخواله .. وكان يردد دوماً أنا ابن الخليفيتين .. فرضي الله عنه وأرضاه . ولقد بكى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عندما قُ ـ تِل سيدنا عمر الفاروق بالمحراب وهو ساجد يصلي بالمسلمين وتأثر تأثراً عظيماً على فراق صهره وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعد صديقنا الصديق أبو بكر رضي الله عنه .. ويروي الإمام أحمد بمسنده أن علياً جاء إلى عمر وهو مسجىً بثوبه وقد قضى نحبه .. فجاء عليٌ وكشف وجهه ثم بكى وقال ( رحمة الله عليك يا ابا حفص فوالله ما بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إليّ أن ألقى بصحيفته منك ) وجاء في كتاب الفتوحات الإسلامية ج2 ص429 أن علياً بكى بكاء مراً لفراق صاحبه الفاروق عمر فقيل له في ذلك البكاء الشديد فقال ( كيف لا ابكي على موت عمر ؟ إن موت عمر ثُلمة في الإسلام لا ترتقِ إلى يوم القيامة ) . تلك ديباجة سريعة .. اشتهت نفسي أن تعطر فيها قلوب القراء لا أعينهم .. وتاقت روحي إلى ذكر آل البيت وأصهارهم الكرام .. وعسى الله أن يغفر لمحب آل البيت وأمهات المؤمنين والصحب الكرام ..
شهادة علي كرم الله وجهه في حقه :
عن الشعبي أن عليا قال لأهل نجران : " إن عمر كان رشيد الأمر ، ولن أغير شيئا صنعه " . وعنه أن عليا لما دخل الكوفة قال : " ما كنت لأحل عقدة شدها عمر " . وعن الحسن بن علي قال : " لا أعلم عليا خالف عمر ولا غير شيئا مما صنع حين قدم الكوفة " . وعن زيد " أن عليا كان يشبه بعمر في السيرة " . وعن أبي إسحاق ـ عمن حدثه : " أنه كان جليسا لعلي ، فاستبكى بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ذكرت خليلي عمر وهذا البرد علي كسانيه " . وعن أبي السفر قال : رئي علي على برد كان يلبسه فقيل له : إنك تكثر من لبس هذا البرد ؟ فقال له : كسانيه خليلي وصفي عمر بن الخطاب " . أخرجهن ابن السمان ، وأخرج الأخير أبو القاسم الحريري وزاد أن عمر ناصح الله فنصحه الله ثم بكى . وعن علي أنه كان يقول : " لا يبلغني أن أحدا فضلني على عمر إلا ضربته حد المفتري " . أخرجه سعدان بن نصر .
أدبه مع رسول الله :
عن ابن عمر : " أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر على بكر صعب لعمر ، وكان يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أبوه : يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أحد " . أخرجه البخاري .
.
استشهاده في الصلاة :
عن عمر بن ميمون قال : " إني لقائم ما بيني وبين عمر إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب ، وكان إذا مر بين الصفين قال : استووا حتى إذا لم ير فيهم خلل تقدم فكبر قال : وربما قرأ بسورة يوسف والنحل ونحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس ، قال : فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول : قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه ، فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه ، حتى طعن ثلاثة عشر رجل مات منهم تسعة ، وفي رواية سبعة ، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم تسعة ، وفي رواية سبعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه ثوبا فلما ظن العلج إنه مأخوذ نحر نفسه ، وتناول عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ، فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت . وأما من في نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر !! غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله ! سبحان الله !! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال : يا ابن عباس انظر من قتلني ؟ فجال ساعة فقال غلام المغيرة بن شعبة ، قال : الصنع ؟ قال نعم ! قال : قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ثم قال : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ، مدة عمره@ منقول بتصرف
رضي الله عنه الفاروق الذي هزم الله به فارس والروم واعز به الاسلام هذا من ترمونه بالفحش هذا من تريدون ان تفرقوا بينه وبين حبيبه على رضي الله عنه
استبشار أهل السماء بإسلامه :
عن ابن عباس قال : " لما أسلم عمر أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر " . أخرجه أبو حاتم والد أرقطني والخلعي والبغوي . وفي طريق غريب بعد قوله " بإسلام عمر " ، قلت : وكيف لا يكون ذلك كذلك ولم تصعد إلى السماء للمسلمين صلاة ظاهرة ولا نسك ولا معروف إلا بعد إسلامه حيث قال : " والله لا يعبد الله سرا بعد اليوم " .
موافقته التنزيل في قضايا عدة :
عن ابن عمر قال : قال عمر : " وافقت ربي في ثلاث ، مقام إبراهيم وفي الحجاب ، وفي أساري بدر " أخرجه مسلم . وعن طلحة بن مصرف قال : قال عمر : يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم أبينا ؟ قال : " بلى " . قال عمر : فلو أتخذه مصلى ؟ فأنزل الله تعالى : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " أخرجه المخلص الذهبي .
زهده بالدنيا رضي الله عنه :
عن طلحة بن عبيد الله قال : ما كان عمر بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة أخرجه الفضائلي .
السكينة تنطق من لسان عمر :
عن علي رضي الله عنه قال : " كنا نرى ونحن متوافرون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر " أخرجه ابن السمان ، والحافظ أبو الفرج .
الشدة بأمر الله :
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشد أمتي في أمر الله تعالى عمر " .
تعبده وصلاته رضي الله عنه :
عن سعيد بن المسيب قال : " كان عمر يحب الصلاة في كبد الليل " ـ يعني وسط الليل ـ أخرجه في الصفوة . وعن عبد الله بن ربيعة قال : " صليت خلف عمر الفجر فقرأ سورة الحج وسورة يوسف قراءة بطيئة " أخرجه أبو معاوية . وعن عمرو بن ميمون قال : " كان عمر ربما قرأ بسورة يوسف والسجدة ونحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس " أخرجه البخاري .
علمه وفهمه رضي الله عنه :
عن خلد الأسدي قال : " صحبت عمر فما رأيت أفقه في دين الله ولا أعلم بكتاب الله ولا أحسن مدارسة منه " ، وعنه قال : " إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهبت يوم ذهب عمر " .
كراماته ومكاشفاته :
يا سارية الجبل :
عن عمر بن الحارث قال : بينما عمر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة ونادى : " يا سارية الجبل " مرتين أو ثلاثة ، ثم أقبل على خطبتي ، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لمجنون ، ترك خطبته فنادى يا سارية الجبل ، فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يبسط عليه فقال : يا أمير المؤمنين !! تجعل للناس عليك مقالا ، بينما أنت في خطبتك إذا ناديت يا سارية الجبل أي شيء هذا ؟ فقال : والله ما ملكت ذلك حين رأيت سارية وأصحابه يقاتلون عند جبل يؤتون منه من أيديهم ومن خلفهم فلما أملك أن قلت : " يا سارية الجبل " يلحقوا بالجبل ، فلم تمض أيام حتى جاء رسول سارية بكتابه : إن القوم لقونا يوم الجمعة فقاتلناهم من حين صلينا الصبح إلى أن حضرت الجمعة ، وذر حاجب الشمس فسمعنا صوت مناد ينادي الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين عدونا حتى هزمهم الله تعالى .
عمر من أهل الجنــة :
عن جاب عن عبد الله قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أدخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب ولؤلؤ فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا لعمر بن الخطاب ، فما منعني أن أدخله إلا علمي بغيرته " . قال : أعليك أغار بأبي أنت وأمي عليك أغار " أخرجه أبو حاتم ، وأخرجه مسلم ولم يقل من ذهب ولؤلؤ .
مصاهرته لعلي كرم الله وجهه :
اليوم يا سادة يا كرام سنتحدث اليوم عن قصة زواج سيدنا وخليفتنا الفاروق حبيب رسول الله وصاحبه في المحيا ورفيقه في القبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنة سيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشقيقة السبطين وابنة فاطمة الزهراء وحفيدة الرسول الأعظم إنها ( أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ) رضي الله عنها .. حكي لنا الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ج3 ص 500 وكذا الشيخ عمر رضا كحالة في كتاب أعلام النساءج4 ص255 حكاية ذلك الزواج المبارك الذي فرح به سيدنا علي وفاروقنا عمر أشد الفرح فيقول : جاء الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الإمام علي بن أبي طالب وكان حينها أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين فقال يا أبا الحسن .. إني أطلب منك ابنتك أم كلثوم فقال له الإمام علي ما تريد إليها ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلُ سَببٍ ونَسَبٍ منقطعٌ إلي يوم القيامةِ إلا سَببي ونًسبي )) وإني يا أبا الحسن أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد .. فوافق الإمام علي على زواجه منها .. وخرج سيدنا عمر فرحاً ورجلاه تسابق الريح حتى وصل إلى مجلس المهاجرين من الصحب الكريم وكان مجلسهم بين القبر الشريف والمنبر ـ وجاء في الحديث مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .. يا الله أي مجلس هذا الذي يرتعون برياض الجنة فيه . ! ؟ ـ يقول الراوي : فوجد هناك سيدنا عثمان بن عفان ذا النورين ممن زوجه الرسول بابنتيه والزبير بن العوام وطلحة .. رضي الله عنهم ، وما هي إلا لحظات حتى جاء سيدنا علي بن أبي طالب فقال أمير المؤمنين الفاروق عمر ( هنئوني .. رفئوني ) فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال بحفيدة رسول الله وابنة صهر رسول الله علي بن أبي طالب .. فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل نسب منقطع إلا نسبي وسببي وصهري ) فكان لي به عليه السلام النسب فتزوج بابنتي حفصة فصارت أم المؤمنين .. وأردت أن أجمع إليه الصهر .. فرفؤوه وبارك الصحابة له زواجه رضي الله عنه .. وأمهر سيدنا عمر الفاروق أم كلثوم رضي الله عنها بأربعين ألفاً ودخل بها في ذي القعدة سنة السابع عشر من الهجرة .. وأنجبت له مولودين كالقمرين رقية .. وزيد رضي الله عنهم .. وظلت زوجته المحبة حتى قتل بمحراب رسول الله شهيداً بيد الكافر الملعون أبو لؤلؤة المجوسي .. فرضي الله عنك يا عمر .. وجمعنا معك بالجنة .. آمين يا رب العالمين . ولقد وُلـد للإمام علي بن أبي طالب بعد وفاة الزهراء رضي الله ولداً من زواجه الجديد في عهد خلافة عمر وبعد تزويجه إياه ابنته أم كلثوم ولداً فسماه ( عمر ) حباً في صهره وإكراماً له رضي الله عنه فصار أولاد سيدنا علي من الذكور الحسن والحسين ومحمد المشهور بابن الحنفية ـ وسوف نفرد له بإذن الله مقالاً منفصلاً عن فضله ـ وعمر وأبو بكر .. وأما الابن عثمان بن علي بن أبي طالب وإخوته العباس وجعفر وعبد الله فقد قتلوا مع أخيهم الشهيد الحسين في فاجعة كربلاء على يد جند يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق . ومن الطرائف الجميلة ما جاء في بعض الروايات أنه بعد أن تزوج عمر بأم كلثوم كان الإمام علي يدخل إلى مجلس سيدنا عمر فيقول له السلام على أمير المؤمنين فيمازحه رضي الله عنه ويرد عليه قائلا وعليك السلام يا عماه .. ! وهو يكبر سيدنا علي بخمس عشرة سنة .. وكان الصحابة يضحكون من مزاحهم رضي الله عنهم وأرضاهم .. وأما عن حفيد الإمام علي من ابنته أم كلثوم وهو زيـد بن عمر الخطاب فيروى عنه أنه لما كبر وشب كان من أجمل الناس وجهاً وخلقاً ولقد أُثِـر عنه يحدث أصحابه قائلاً : السبطان الحسن والحسين أخوالي فليرني أحدكم أخواله .. وكان يردد دوماً أنا ابن الخليفيتين .. فرضي الله عنه وأرضاه . ولقد بكى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عندما قُ ـ تِل سيدنا عمر الفاروق بالمحراب وهو ساجد يصلي بالمسلمين وتأثر تأثراً عظيماً على فراق صهره وصاحبه وحبيبه وخليفته من بعد صديقنا الصديق أبو بكر رضي الله عنه .. ويروي الإمام أحمد بمسنده أن علياً جاء إلى عمر وهو مسجىً بثوبه وقد قضى نحبه .. فجاء عليٌ وكشف وجهه ثم بكى وقال ( رحمة الله عليك يا ابا حفص فوالله ما بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إليّ أن ألقى بصحيفته منك ) وجاء في كتاب الفتوحات الإسلامية ج2 ص429 أن علياً بكى بكاء مراً لفراق صاحبه الفاروق عمر فقيل له في ذلك البكاء الشديد فقال ( كيف لا ابكي على موت عمر ؟ إن موت عمر ثُلمة في الإسلام لا ترتقِ إلى يوم القيامة ) . تلك ديباجة سريعة .. اشتهت نفسي أن تعطر فيها قلوب القراء لا أعينهم .. وتاقت روحي إلى ذكر آل البيت وأصهارهم الكرام .. وعسى الله أن يغفر لمحب آل البيت وأمهات المؤمنين والصحب الكرام ..
شهادة علي كرم الله وجهه في حقه :
عن الشعبي أن عليا قال لأهل نجران : " إن عمر كان رشيد الأمر ، ولن أغير شيئا صنعه " . وعنه أن عليا لما دخل الكوفة قال : " ما كنت لأحل عقدة شدها عمر " . وعن الحسن بن علي قال : " لا أعلم عليا خالف عمر ولا غير شيئا مما صنع حين قدم الكوفة " . وعن زيد " أن عليا كان يشبه بعمر في السيرة " . وعن أبي إسحاق ـ عمن حدثه : " أنه كان جليسا لعلي ، فاستبكى بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ذكرت خليلي عمر وهذا البرد علي كسانيه " . وعن أبي السفر قال : رئي علي على برد كان يلبسه فقيل له : إنك تكثر من لبس هذا البرد ؟ فقال له : كسانيه خليلي وصفي عمر بن الخطاب " . أخرجهن ابن السمان ، وأخرج الأخير أبو القاسم الحريري وزاد أن عمر ناصح الله فنصحه الله ثم بكى . وعن علي أنه كان يقول : " لا يبلغني أن أحدا فضلني على عمر إلا ضربته حد المفتري " . أخرجه سعدان بن نصر .
أدبه مع رسول الله :
عن ابن عمر : " أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر على بكر صعب لعمر ، وكان يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أبوه : يا عبد الله لا يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أحد " . أخرجه البخاري .
.
استشهاده في الصلاة :
عن عمر بن ميمون قال : " إني لقائم ما بيني وبين عمر إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب ، وكان إذا مر بين الصفين قال : استووا حتى إذا لم ير فيهم خلل تقدم فكبر قال : وربما قرأ بسورة يوسف والنحل ونحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس ، قال : فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول : قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه ، فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه ، حتى طعن ثلاثة عشر رجل مات منهم تسعة ، وفي رواية سبعة ، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم تسعة ، وفي رواية سبعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه ثوبا فلما ظن العلج إنه مأخوذ نحر نفسه ، وتناول عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ، فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت . وأما من في نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر !! غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله ! سبحان الله !! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال : يا ابن عباس انظر من قتلني ؟ فجال ساعة فقال غلام المغيرة بن شعبة ، قال : الصنع ؟ قال نعم ! قال : قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ثم قال : الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام ، مدة عمره@ منقول بتصرف
تعليق