X
-
حديث الإمام زين العابدين عليه السلام للشبلي
لمّا رجع مولانا زين العابدين عليه السلام من الحجّ استقبله الشبلي]
فقال عليه السلام له: (حججت يا شبلي؟). قال: نعم، يابن رسول الله.
فقال عليه السلام: (أَنَزلْتَ الميقات وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟)
قال: نعم.
قال عليه السلام: (فحين نزلت الميقات نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنّك تجرّدت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت!).
ثم قال عليه السلام: (تنظّفت وأحرمت وعقدت بالحج؟ قال: نعم.
قال عليه السلام: (فحين تنظّفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظّفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين عقدت الحجّ نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟). قال: لا.
قال عليه السلام له: (ما تنظّفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج!).
قال له عليه السلام: (أدخلت الميقات وصلّيت ركعتي الإحرام ولبّيت؟). قال: نعم.
قال عليه السلام: (فحين دخلت الميقات نويت أنّك بنيّة الزيارة؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين صلّيت الركعتين نويت أنّك تقرّبت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة، وأكبر حسنات العباد؟.[قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين لبّيت نويت أنك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمت عن كلّ معصية؟).
قال عليه السلام: (فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ محرّم حرّمه الله عزّ وجلّ؟). قال: لا.
قال عليه السلام له: (ما دخلت الميقات ولا صلّيت ولا لبّيت!).
قال عليه السلام: (أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصلّيت؟). قال: نعم.
قال عليه السلام: (فحين دخلت الحرم[ نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملّة الإِسلام؟]). قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين وصلت مكّة نويت بقلبك أنّك قصدت الله؟ قال: لا.
قال عليه السلام: (فما دخلت الحرم ولا رأيت الكعبة ولا صلّيت!).
ثم قال عليه السلام: (طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت؟]). قال: نعم.
قال عليه السلام: (فحين سعيت نويت أنّك هربت إلى الله ، وعرف منك ذلك علاّم الغيوب؟]). قال: لا.
قال عليه السلام: (فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت!).
ثم قال عليه السلام له: (صافحت الحجر[24] ووقفت بمقام إبراهيم عليه السلام وصلّيت به ركعتين؟). قال: نعم.
فصاح عليه السلام صيحة كاد يفارق الدنيا، ثم قال: (آه آه)، ثم قال عليه السلام: (من صافح الحجر الأسود، فقد صافح الله تعالى]، فانظر يا مسكين،[ لا تضيّع أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة، وقبضِ الحرام نظير أهل الآثام ]).
ثم قال عليه السلام: (نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم عليه السلام أنّك وقفت على كلّ طاعة، وتخلّفت عن كلّ معصية؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فحين صلّيت فيه ركعتين نويت أنّك صلّيت بصلاة إبراهيم عليه السلام[29] وأرغمت بصلاتك أنف الشيطان؟. قال: لا.
قال عليه السلام له: (فما صافحت الحجر الأسود ولا وقفت عند المقام ولا صلّيت فيه ركعتين!).
ثم قال عليه السلام له: (أَشْرَفْتَ على بئر زمزم ، وشربت من مائها؟]). قال: نعم.
قال عليه السلام: ( نويت أنّك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فما أشرفت عليها ولا شربت من مائها!).
ثم قال عليه السلام له: (أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وتردّدت بينهما؟). قال: نعم.
قال عليه السلام له: (نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟]). قال: لا.
قال عليه السلام: (فما سعيت ولا مشيت، ولا تردّدت بين الصفا والمروة!).
ثم قال عليه السلام: (أخرجت إلى منى؟). قال: نعم.
قال عليه السلام: (نويت أنك آمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك؟). قال: لا.
قال عليه السلام: (فما خرجت إلى منى!).
ثم قال عليه السلام له: (أوقفت الوقفة بعرفة]، وطلعت جبل الرحمة]، وعرفت وادي نمرة[38]، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات؟). قال: نعم.
قال عليه السلام: (هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم،[39] وعرفت قبض الله على صحيفتك واطّلاعه على سريرتك وقلبك؟). قال: لا.
--------------------
>
> قال عليه السلام: (نويت بطلوعك جبل الرحمة أنّ الله يرحم كلّ مؤمن ومؤمنة، ويتولّى كلّ مسلم ومسلمة؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فنويت عند نمرة أنّك لا تأمر حتّى تأتمر، ولا تزجر حتّى تنزجر؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما وقفت عند العَلَم والنمرات، نويت أنّها شاهدة لك على الطاعات، حافظة لك مع الحفظة بأمر ربّ السماوات؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نمرة، ولا دعوت ولا وقفت عند النمرات!).
>
>
>
> ثم قال عليه السلام: (مررت بين العلمين، وصلّيت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة[40] ولقطت فيها الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟). قال: نعم.
>
> قال عليه السلام: (فحين صلّيت ركعتين نويت أنّها صلاة شكر في ليلة عشر تنفي كلّ عسر وتيّسر كلّ يسر؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما مشيت بين العلمين ولم تعدل عنهما يميناً وشمالاً، نويت ألاّ تعدل عن دين الحقّ يميناً وشمالاً لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما مشيت بمزدلفة ولقطت منها الحصى نويت أنّك رفعت عنك كلّ معصية وجهل، وثبّت كلّ علم وعمل؟ ). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما مررت بالمشعر الحرام نويت أنّك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى والخوف لله عزّ وجلّ؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فما مررت بالعلمين، ولا صلّيت ركعتين، ولا مشيت بالمزدلفة، ولا رفعت منها الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام!).
>
>
>
> ثم قال عليه السلام له: (وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصلّيت في مسجد الخيف، ورجعت إلى مكّة، وطفت طواف الإفاضة؟). قال: نعم.
>
> قال عليه السلام: (فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنّك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك لك كلّ حاجتك؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما رميت الجمار نويت أنّك رميت عدوّك ابليس وغضبته بتمام حجّك النفيس؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما حلقت رأسك نويت أنّك تطهّرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كما ولدتك اُمّك؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما صلّيت في مسجد الخيف[ نويت أنّك لا تخاف إلاّ الله عزّ وجلّ وذنبك، ولا ترجو إلاّ رحمة الله تعالى؟[). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما ذبحت هديك نويت أنّك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسّكت به من حقيقة الورع ، وأنك اتّبعت سنّة إبراهيم عليه السلام بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه ، وأحييت سنّته لمن بعده، وقرّبه إلى الله تعالى لمن خلقه؟). قال: لا.
>
> قال عليه السلام: (فعندما رجعت إلى مكّة وطفت طواف الإفاضة نويت أنّك أفضت من رحمة الله تعالى ورجعت إلى طاعته، وتمسّكت بودّه، وأدّيت فرائضه، وتقرّبت إلى الله تعالى؟). قال: لا.
>
> قال له زين العابدين عليه السلام: (فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أدّيت[]نسكك، ولا صلّيت في مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقرّبت، ارجع فإنّك لم تحجّ!).
>
> فطفق الشبلي يبكي على ما فرّطه في حجّه، وما زال يتعلّم حتّى حجّ من قابل بمعرفة ويقين. ى]
- اقتباس
- تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق