الدوبلير( البديل)
لقد انعم الله مدينتنا بالأمن والأمان ونشر راية الاطمئنان على مشرقها ومغربها وهذا ليس بمأخذ عليها كما ظن بعض المرجفين عليها في إحدى السني العجاف التي مر بها العراق بعد زوال النظام السابق .
مما حدا ببعض الأطباء من العاصمة والمحافظات بشد الرحال والتوجه شرقا نحو المدينة وأصبحوا يدافعون المناكب ويزاحمون أطبائنا العتيدين والفطاحل في نظر البسطاء من سكان مدينتي وأصبحت عياداتهم تغص من المنظور الطبي والعملاء من المنظور الاقتصادي المادي حتى يذهب الضوء الأخير من النهار وخلو الشوارع من السابلة إلا من بعض طوارق الليل التي تعتاش على القمامة التي تزخر بها الطرقات وعندما يحصل ذلك الطبيب الألمعي على إيفاد إلى الخارج لغرض الاطلاع على أخر ما توصل إليه الطب الحديث أو لغرض الراحة والاستجمام أول شيء يتبادر إلى ذهنه كيف له إن يترك منجم الذهب وهذا ليس حسدا لإرباحهم من هذه العيادة ولكنه لايطول به التفكير فقد تتفتق في ذهنه فكرة جهنمية , هي أشبه بالنصب والاحتيال من المنظور الديني . فعند تعرض شخص ما إلى وعكة صحية ـ أعاذنا الله وإياكم من الوعكات ـ في هذه الأيام فيجمع قواه الخائرة وبضاعته الخاسرة ويذهب إلى طبيبه الألمعي فيسمع المنادي ينادي رافعا عقيرته بصوت أجش كأنه نخاس يعرض جواريه الحسان على من يشتري أو بقال يعرض بضاعته على قارعة الطريق وأمام أنظار المارة فيدخل إلى العيادة فينظر في الدور حتى يحين موعده فيشغل نظرة بما اتخم به الجدار من كتب الشكر والشهادات التقديرية والطبية الصادرة من أرقى الجامعات في العالم وقد منى النفس بان الله سيجعل الشفاء على يد هذا الطبيب لكثرة ما حصل عليه من الشهادات وإلا يقطع سلسلة أفكاره صوت المنادي وهو ينادي عليه بالدخول وعندما يدخل .....يال هول المفاجئة ....فلم يكن له مايريد لأنه لم يجد طبيبه الذي أتى إليه وعندما يحاول الرجوع القهقرى وعينه شاخصة على الطبيب خوفا من الانقضاض عليه ويبادره الطبيب الدوبلير بابتسامة عريضة ويٌِظن انه يطبق في قسم التخرج أو قسم ايقراط في بعض الجامعات .
ويقول للمريض : تفضل يا أخي إنا الطبيب البديل . وعندما يحاول المريض التملص فلا مناص من ذلك فقد وقع بين فكي كماشة ( منكنة) .
ويقوم الدوبلير بتهدئة روعة بكلام كأنه كلام إلام الرءوم عند تهدأ رضيعها فيرضخ لذلك صاغرا وقد قام الطبيب بتشخيص حالته سلفا دون الإدلاء بأي كلام وقد طلب منه الذهاب لجلب أشعة السونار وبعض التحاليل المختبرة من العيادة التي يحددها له ولا نعلم السر في ذلك وعندما يغادر العيادة ولقد دلعت جيوب سرواله وكأنها السنة الكلاب السلوقية بعد مطاردتها للأرنب مذعور فيحمل بيده العلاج المعروف سلفا ( براسيتول + فلاجين+ أمبولة فولتارين ) وهذه أصبحت شائعة حتى عند العجائز الأتي يجلسن القرفصاء خلف مواقد النار .
وها قد عاد المريض بخفي حنين من الطبيب البديل .
بقلم/الأستاذ كريم أبو احمد الزيادي.
kkalzayade@yahoo.com

لقد انعم الله مدينتنا بالأمن والأمان ونشر راية الاطمئنان على مشرقها ومغربها وهذا ليس بمأخذ عليها كما ظن بعض المرجفين عليها في إحدى السني العجاف التي مر بها العراق بعد زوال النظام السابق .
مما حدا ببعض الأطباء من العاصمة والمحافظات بشد الرحال والتوجه شرقا نحو المدينة وأصبحوا يدافعون المناكب ويزاحمون أطبائنا العتيدين والفطاحل في نظر البسطاء من سكان مدينتي وأصبحت عياداتهم تغص من المنظور الطبي والعملاء من المنظور الاقتصادي المادي حتى يذهب الضوء الأخير من النهار وخلو الشوارع من السابلة إلا من بعض طوارق الليل التي تعتاش على القمامة التي تزخر بها الطرقات وعندما يحصل ذلك الطبيب الألمعي على إيفاد إلى الخارج لغرض الاطلاع على أخر ما توصل إليه الطب الحديث أو لغرض الراحة والاستجمام أول شيء يتبادر إلى ذهنه كيف له إن يترك منجم الذهب وهذا ليس حسدا لإرباحهم من هذه العيادة ولكنه لايطول به التفكير فقد تتفتق في ذهنه فكرة جهنمية , هي أشبه بالنصب والاحتيال من المنظور الديني . فعند تعرض شخص ما إلى وعكة صحية ـ أعاذنا الله وإياكم من الوعكات ـ في هذه الأيام فيجمع قواه الخائرة وبضاعته الخاسرة ويذهب إلى طبيبه الألمعي فيسمع المنادي ينادي رافعا عقيرته بصوت أجش كأنه نخاس يعرض جواريه الحسان على من يشتري أو بقال يعرض بضاعته على قارعة الطريق وأمام أنظار المارة فيدخل إلى العيادة فينظر في الدور حتى يحين موعده فيشغل نظرة بما اتخم به الجدار من كتب الشكر والشهادات التقديرية والطبية الصادرة من أرقى الجامعات في العالم وقد منى النفس بان الله سيجعل الشفاء على يد هذا الطبيب لكثرة ما حصل عليه من الشهادات وإلا يقطع سلسلة أفكاره صوت المنادي وهو ينادي عليه بالدخول وعندما يدخل .....يال هول المفاجئة ....فلم يكن له مايريد لأنه لم يجد طبيبه الذي أتى إليه وعندما يحاول الرجوع القهقرى وعينه شاخصة على الطبيب خوفا من الانقضاض عليه ويبادره الطبيب الدوبلير بابتسامة عريضة ويٌِظن انه يطبق في قسم التخرج أو قسم ايقراط في بعض الجامعات .
ويقول للمريض : تفضل يا أخي إنا الطبيب البديل . وعندما يحاول المريض التملص فلا مناص من ذلك فقد وقع بين فكي كماشة ( منكنة) .
ويقوم الدوبلير بتهدئة روعة بكلام كأنه كلام إلام الرءوم عند تهدأ رضيعها فيرضخ لذلك صاغرا وقد قام الطبيب بتشخيص حالته سلفا دون الإدلاء بأي كلام وقد طلب منه الذهاب لجلب أشعة السونار وبعض التحاليل المختبرة من العيادة التي يحددها له ولا نعلم السر في ذلك وعندما يغادر العيادة ولقد دلعت جيوب سرواله وكأنها السنة الكلاب السلوقية بعد مطاردتها للأرنب مذعور فيحمل بيده العلاج المعروف سلفا ( براسيتول + فلاجين+ أمبولة فولتارين ) وهذه أصبحت شائعة حتى عند العجائز الأتي يجلسن القرفصاء خلف مواقد النار .
وها قد عاد المريض بخفي حنين من الطبيب البديل .
بقلم/الأستاذ كريم أبو احمد الزيادي.
kkalzayade@yahoo.com
