تويت
المنتدى : المنتدى السياسي
واليوم تبرز صورة جديدة او لعبة جديدة للصراع السياسي (الداخلي – الخارجي) يكون السيد المالكي هو قطب الرحى في ادارتها وتوظيفه لإمكانيات الدولة وبمساعدة قوى خارجية من اجل ادارة تلك اللعبة السياسية الجديدة ، فامريكا تريد الانسحاب من العراق ، ولكنها لن تخرج خالية الوفاض بل لابد من ترك حكومة عراقية ذات ولاء كامل ومطلق لها كثمن لما خسرته في حربها في العراق ، ولكنها تصطدم بحاجز قوي وعدو لدود يتحين الفرص لكسب المعركة معها ولو على حساب الارض واصحابها ، وذلك الحاجز وذلك العدو هو ايران الذي لايمكن ان تثق امريكا ابدا بنواياها التوسعية في العراق ، هنا المالكي قد خير نفسه بين اثنتين (ليس بين السلة والذلة ) بل بين الذلة المجهولة النتائج (الولاء لإيران وسياسة إيران ) وبين الذلة المضمونة النتائج (الولاء لأمريكا وسياستها) فاختار الثانية لأنه اذكى من ان يخدع من ايران فيكون صاحب حصة واحدة من مجموعة حصص يتقاسمها مع المجلس الأعلى والتيار الصدري وقوى إيرانية تعمل بالخفاء في الساحة السياسية العراقية ، فآثر ان يكون صاحب حصة الأسد في ادارة الدولة بديكتاتورية جديدة ظاهرها ديمقراطي وواقعها فردي استيلائي تسلطي وذلك بان يكون رجل امريكا الأول والمنفذ الحقيقي لسياستها ومشاريعها ، فابتدأ الرجل بتنفيذ أولى الخطوات وهي إبعاد الأيادي الايرانية من ادارة الدولة بتوظيفه لإمكانيات الدولة من اجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجالس المحافظات العراقية مبعدا القطب القوي المنافس له (المجلس الاعلى) ، ومحاولا تقريب التيار الصدري بمغازلته حينا وبالضغط عليه حينا آخرا من اجل المحاولة في سحبه من الحضن الإيراني ان استطاع اليه سبيلا .. في هذه الأثناء كانت امريكا تخطط لجعل اقطاب السياسة العراقية في منأى بعيد عن الولاءات الايرانية فالتقت ببعض كبار البعثيين في واشنطن لأنها متيقنة بان البعث لا يمكن ان يكون تابعا لايران على الاطلاق فعند تقربيه تضمن وجود طرف آخر مساند للمالكي في تنفيذ المشروع ، واتفقت امريكا مع البعثيين على عدة امور اهمها تصفية الاجواء الداخلية بين البعثيين انفسهم ومساندة المالكي في دعوته للمصالحة معهم ، وفعلا دعى المالكي كخطوة مرسومة الى المصالحة مع البعثيين وهو غير مقتنع اطلاقا بهم وبعودتهم لأنهم ربما يمثلون بعبعا له ومراقبا قاسيا لسياسته ان تمكنوا من ذلك ، كما حاولت امريكا ايضا ان تقوي شوكة المشروع الجديد بزج قيادات لها هوى بعثي سابق في مشاركة ودعم واسناد المالكي فكانت الاشارة الى صالح المطلق (كحلقة فعالة بين البعثيين الجدد والبعثيين القدامى) ومعروف الرجل بمواقفه المتشددة من ايران واياديها فأعلن المالكي حينها نيته على تكوين ائتلاف (غير طائفي) على حد تعبيره يضم الدعوة وجبهة الحوار التابعة لصالح المطلق .
فكل تلك التشابكات السياسية كانت السبب الاول لدعوة المصالحة مع البعثيين ، واعتقد ان المشروع سيواجه تشددات كبيرة من قبل المجلس الاعلى الذي اكتشف اللعبة متاخرا حيث كان يعتقد ان يكون هو فرس رهانها فدفع عادل عبد المهدي للقاء بالبعثيين اول الامر لكن الشرط الامريكي بترك الولاء الايراني قد جعلهم يخسرون اللعبة فراحوا يصولون ويجولون ويحشدوا الآراء من اجل مناهضة عودة البعثيين وشاركهم في ذلك الجعفري الذي أبعدوه عن اللعبة لعدم إمكانيته السياسية وعدم قدرته على ترك الولاء الايراني والدعم الايراني له ولتياره الجديد .
فالمصالحة ستاخذ شكلا جديدا يتسم بعض الشيء بالتعقيد لوجود الفرقاء الاخرين لكن في نهاية المطاف ستكون الغلبة للمشروع الامريكي لانه يستخدم ويوظف امكانيات الدولة الرسمية من اجل ذلك
فكل تلك التشابكات السياسية كانت السبب الاول لدعوة المصالحة مع البعثيين ، واعتقد ان المشروع سيواجه تشددات كبيرة من قبل المجلس الاعلى الذي اكتشف اللعبة متاخرا حيث كان يعتقد ان يكون هو فرس رهانها فدفع عادل عبد المهدي للقاء بالبعثيين اول الامر لكن الشرط الامريكي بترك الولاء الايراني قد جعلهم يخسرون اللعبة فراحوا يصولون ويجولون ويحشدوا الآراء من اجل مناهضة عودة البعثيين وشاركهم في ذلك الجعفري الذي أبعدوه عن اللعبة لعدم إمكانيته السياسية وعدم قدرته على ترك الولاء الايراني والدعم الايراني له ولتياره الجديد .
فالمصالحة ستاخذ شكلا جديدا يتسم بعض الشيء بالتعقيد لوجود الفرقاء الاخرين لكن في نهاية المطاف ستكون الغلبة للمشروع الامريكي لانه يستخدم ويوظف امكانيات الدولة الرسمية من اجل ذلك
تعليق