بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
روى المحدِّث الإمامي الثقة الجليل : محمد بن الحسن الصفار رضي الله عنه (ت 290 هـ) في كتابه الشهير بصائر الدرجات ، ص412 ـ 413 ، برقم 2 ، الباب 17 ، من طبعة مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدِّس سرُّه ، قال الصفار :
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ؛ وَيَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ ؛ وَغَيْرُهُمَا ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ – عليه السلام - قَالَ : مَضَى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وآله - وَخَلَّفَ فِي أُمَّتِهِ كِتَابَ اللَّهِ وَوَصِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ – عليه السلام - أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ ، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ ، وَعُرْوَتَهُ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصامَ لَها ، وَعَهْدَهُ الْمُؤَكَّدَ ، صَاحِبَانِ مُؤْتَلِفَانِ ، يَشْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ بِتَصْدِيقٍ . يَنْطِقُ الْإِمَامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْكِتَابِ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى الْعِبَادِ ، مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ الإِمَامِ وَوَلايَتِهِ ، وَأَوْجَب حَقّه الَّذِي أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، مِنِ اسْتِكْمَالِ دِينِهِ ، وَإِظْهَارِ أَمْرِهِ ، وَالاحْتِجَاجِ بِحُجَّتِهِ ، وَالاسْتِضَاءَةِ بِنُورِهِ فِي مَعَادِنِ أَهْلِ صَفْوَتِهِ ، وَمُصْطَفَى أَهْلِ خِيَرَتِهِ ، فَأَوْضَحَ اللَّهُ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ ، وَأَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مَنَاهِجِهِ ، وَفَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ ، فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وآله - وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ ، وَجَدَ طَعْمَ حَلاوَةِ إِيمَانِهِ ، وَعَلِمَ فَضْلَ طُلاوَةِ إِسْلَامِهِ ؛ لأَنَّ اللَّهَ نَصَبَ الإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهْلِ عَالَمِهِ . أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَاجَ الْوَقَارِ ، وَغَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ ، يُمَدُّ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ، لا يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، وَلا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلاَّ بِجِهَةِ أَسْبَابِ سَبِيلِهِ ، وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلاَّ بِمَعْرِفَتِهِ ، فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ الْوَحْيِ ، وَمُعَمَّيَاتِ السُّنَنِ ، وَمُشْتَبِهَاتِ الْفِتَنِ ، وَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ، وَتَكُونَ الْحُجَّةُ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ بَالِغَةً.
انتهى متن الرواية كما هي في المصدر المذكور.
أقول: هذا حديث صحيح الإسناد ، مسلسلٌ بثقات الإماميَّة.
فيعقوب بن يزيد هو الأنباري ، إمامي ثقة جليل . وابن محبوب هو الحسن بن محبوب السراد ، إمامي ثقة جليل . وإسحاق بن غالب هو الأسدي ، إمامي ثقة من أصحاب الصادق عليه السلام .
وفي نُسخة بصائر الدرجات : ابن إسحاق بن غالب ، وهو خطأ ، والصحيح ما أثبتناه ، ويؤكِّده نقل العلامة المجلسي حيث أورد الرواية في بحار الأنوار (25/146) باب (جامع في صفات الإمام و شرائط) ، برقم 20 .
ويُستفاد من هذا الحديث الصادقي الصحيح ، جواهرُ وأمورٌ منها:
1 – أنَّ علياً – عليه السلام - والقرآن الكريم، هما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله.
2 – أنَّ علياً – عليه السلام – موصوفٌ بـ : أمير المؤمنين ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ ، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ ، وَعُرْوَتَهُ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصامَ لَها ، وَعَهْدَهُ الْمُؤَكَّدَ .
3 – أنَّ علياً – عليه السلام – والقرآن الكريم ، هما صاحبان مؤتلفان ، يشهد كلٌّ منهما بصدق صاحبه.
4 – أنَّ بالأئمة من أهل بيت النبوة تتضح معالمُ الدين ، ومناهج الهدى ، وتنفتح بواطن ينابيع علم الله.
5 – أن الإمام من أهل البيت – عليهم السلام – نصبه الله تعالى علماً للخلق ، وحجة على أهل العالم.
6 – أنَّ تذوُّق حلاوة الإيمان متوقف على على معرفة ما وجب من حقِّ الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
7 – أنَّ الإمام من أهل البيت – عليهم السلام – قد ألبسه الله تاج الوقار ، وغشّاه بنور الله تبارك وتعالى.
8 – أنَّ للإمام من أهل البيت – عليهم السلام – ارتباطاً دائماً بالسماء ، يستمد منه ما لا انقطاع له من العطاء.
9 – أنَّ نيل ما عند الله متوقِّف على التماس سبيل الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
10 – أنَّ قُربات العباد وأعمالهم لا تقبل إلا بمعرفة الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ؛ وَيَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ ؛ وَغَيْرُهُمَا ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ – عليه السلام - قَالَ : مَضَى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وآله - وَخَلَّفَ فِي أُمَّتِهِ كِتَابَ اللَّهِ وَوَصِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ – عليه السلام - أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ ، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ ، وَعُرْوَتَهُ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصامَ لَها ، وَعَهْدَهُ الْمُؤَكَّدَ ، صَاحِبَانِ مُؤْتَلِفَانِ ، يَشْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ بِتَصْدِيقٍ . يَنْطِقُ الْإِمَامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْكِتَابِ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى الْعِبَادِ ، مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ الإِمَامِ وَوَلايَتِهِ ، وَأَوْجَب حَقّه الَّذِي أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، مِنِ اسْتِكْمَالِ دِينِهِ ، وَإِظْهَارِ أَمْرِهِ ، وَالاحْتِجَاجِ بِحُجَّتِهِ ، وَالاسْتِضَاءَةِ بِنُورِهِ فِي مَعَادِنِ أَهْلِ صَفْوَتِهِ ، وَمُصْطَفَى أَهْلِ خِيَرَتِهِ ، فَأَوْضَحَ اللَّهُ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ ، وَأَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مَنَاهِجِهِ ، وَفَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ ، فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ – صلى الله عليه وآله - وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ ، وَجَدَ طَعْمَ حَلاوَةِ إِيمَانِهِ ، وَعَلِمَ فَضْلَ طُلاوَةِ إِسْلَامِهِ ؛ لأَنَّ اللَّهَ نَصَبَ الإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهْلِ عَالَمِهِ . أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَاجَ الْوَقَارِ ، وَغَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ ، يُمَدُّ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ، لا يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، وَلا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلاَّ بِجِهَةِ أَسْبَابِ سَبِيلِهِ ، وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلاَّ بِمَعْرِفَتِهِ ، فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ الْوَحْيِ ، وَمُعَمَّيَاتِ السُّنَنِ ، وَمُشْتَبِهَاتِ الْفِتَنِ ، وَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ، وَتَكُونَ الْحُجَّةُ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ بَالِغَةً.
انتهى متن الرواية كما هي في المصدر المذكور.
أقول: هذا حديث صحيح الإسناد ، مسلسلٌ بثقات الإماميَّة.
فيعقوب بن يزيد هو الأنباري ، إمامي ثقة جليل . وابن محبوب هو الحسن بن محبوب السراد ، إمامي ثقة جليل . وإسحاق بن غالب هو الأسدي ، إمامي ثقة من أصحاب الصادق عليه السلام .
وفي نُسخة بصائر الدرجات : ابن إسحاق بن غالب ، وهو خطأ ، والصحيح ما أثبتناه ، ويؤكِّده نقل العلامة المجلسي حيث أورد الرواية في بحار الأنوار (25/146) باب (جامع في صفات الإمام و شرائط) ، برقم 20 .
ويُستفاد من هذا الحديث الصادقي الصحيح ، جواهرُ وأمورٌ منها:
1 – أنَّ علياً – عليه السلام - والقرآن الكريم، هما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله.
2 – أنَّ علياً – عليه السلام – موصوفٌ بـ : أمير المؤمنين ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ ، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ ، وَعُرْوَتَهُ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصامَ لَها ، وَعَهْدَهُ الْمُؤَكَّدَ .
3 – أنَّ علياً – عليه السلام – والقرآن الكريم ، هما صاحبان مؤتلفان ، يشهد كلٌّ منهما بصدق صاحبه.
4 – أنَّ بالأئمة من أهل بيت النبوة تتضح معالمُ الدين ، ومناهج الهدى ، وتنفتح بواطن ينابيع علم الله.
5 – أن الإمام من أهل البيت – عليهم السلام – نصبه الله تعالى علماً للخلق ، وحجة على أهل العالم.
6 – أنَّ تذوُّق حلاوة الإيمان متوقف على على معرفة ما وجب من حقِّ الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
7 – أنَّ الإمام من أهل البيت – عليهم السلام – قد ألبسه الله تاج الوقار ، وغشّاه بنور الله تبارك وتعالى.
8 – أنَّ للإمام من أهل البيت – عليهم السلام – ارتباطاً دائماً بالسماء ، يستمد منه ما لا انقطاع له من العطاء.
9 – أنَّ نيل ما عند الله متوقِّف على التماس سبيل الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
10 – أنَّ قُربات العباد وأعمالهم لا تقبل إلا بمعرفة الإمام من أهل البيت عليهم السلام.
والحمد لله رب العالمين
تعليق