إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إنهم يعلمون وإنهم لكاذبون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنهم يعلمون وإنهم لكاذبون

    من قلم : أمين دايخ

    نفاجأ كثيراً بالعقول الرجعيَّة الصحراويَّة المتخلِّفة التي لا تَدرس من التاريخ إلا القدر المسموح به، ضمن أُطر وأُسس المذهب، وتحكم برهينة الهوى المتعصب للعقائد اليقينيَّة ظنا المتوارثة المسلَّم لها والوقائع المتفق عليها، لإثبات أنهم الفرقة الناجية بعيدا عن الأسس العلميَّة للبحث المنطقي والعقلي والإستدلالي السليم والحكم بحريَّة، في الحين الذي ينهالون فيه -هم وغيرهم- بأبشع وأقذع وأقرف السباب والشتائم والتكفير لمن يسعى لتسليط الضوء على حدث تاريخي أو أن يبحث في التاريخ الإسلامي بصورة جديَّة حرّة لاستقصاء العبر ووضع اليد على مكامن ومفاتيح البحوث، تلك التي تفتح المجالات والآفاق أمام كل بحاثة جعل من قول الحق والصدق رائدا عمله، ثم لا يتناهون ولا يتناءون عن فتح مواضيع الخلاف التي أشبعت بالدراسات والبحوث بعد انقضاء كل ذلك الزمن فتعد خطوتهم هذه إثارة نعرات وتعويم جهل وتجديد خطأ ومثابرة عليه ونشره، وقد أخذت أكثر من حقها في البحث ولا بأس في ذلك لأنه إنما يؤكد قلة إطلاعهم، وآخرون يتهموننا اننا لازلنا نعيش في العصور الورقيَّة وما ذلك إلا لأننا نهتم لديننا. بينما نجد الغربيين يعتزون ويؤرخون ويدرسون ويبحثون حتى أقذر وأصغر الأشياء للمراحل التي مر بها تاريخهم فكيف بتاريخنا الإسلامي الذي يعد دعامة من دعائم الدين. نعم، فكل الإجتهادات مبنيَّة أولا على النص القرآني الذي يفسَّر بحسب إجتهادات ووفق التفاسير الموضوعة ورؤيتهم الخاصة المذهبيَّة البحتة ضمن إطار المذهب العقدي والفقهي - فحتى الإجتهاد مفتوح وإنما ضمن أسس وأطر المذهب فقط- والتي يروي أحاديثها وشواهدها رجال شهداء على عصرهم، بعضهم تمتع بحصانة بشرية أبديَّة، والإعراض عن أهل الذكر الذين أنزلوا من مراتب رتبهم الله ورسوله بها ليصبحوا كباقي المسلمين. وإنما أشير إشارات، فبدون التاريخ والسير لا تراجم ولا رجال، مع الأخذ بالعلم أن المنافقين قد انقطع خبرهم منذ موت الرسول ص، ومنذ موته ص والأمة منكبَّة على نبذه وقطيعة رحمه، ولولا الصلاة ربما لم نذكره كذكر آخرين نقف بالخط الأول مدافعين ومنافحين عنهم ولو أذيناه ص ولو جزمنا بفعل فعله ونهاه صحابته عنه لإثبات فضيلة لهم، وكذلك همجيوا هذه الأمة من حقهم التكفير والتلبيس والتكذيب والتدليس والحكم بركاكة فكرية على أمور هامة وجادة من منظارهم الضيق الذي قدَّس حتى من لازمه الشك بالنبوة إلى ان اعترف بشكه العتيق.
    وكان من شأن التاريخ الحَدِيْثِي أن أخرج لنا حتى طريقة تبوُّل الرسول وكيفيَّة قيامه بواجبه الزوجي وعدده وأوقاته بعد فترة طويلة من منع الحديث ومنع السؤال وحرق المصاحف وحرق كتب الحديث ثم الأمر بالحديث عن فضائل رجل ولما كَثُر عدلوا لآخر ثم قاموا بوضع على سبيل المقابلة لما كثرت الأحاديث، واستبدال أسماء بأخرى وإخفاء شخصيات مدحت وأخرى ذمت وهكذا، فامتدت يد العابثين لتتلاعب عن سبق تصور وتصميم وتخطيط بأدق مراحل التاريخ المفصليَّة التي تعكس حالة وحالات الرجال والدولة والمجتمع الإسلامي ومحيطه، ثم تغيير وقائع أو أسباب النزول للقرآن الكريم، تغيير مناقب، والتدليس الذي عدوه أن لا عيب فيه بعد إعترافهم بذلك لأنه "دلَّس عن ثقة"، و"الثقة" إنما تكتسب بكسب رضى السلطة الحاكمة والسمع والطاعة لها وغض النظر عن الجرائم والموبقات المرتكبة لأنها مغمورة في بحر الفضائل وإن كانت زنى بمحصنة أو شرب خمر أو قتل متعمد لمؤمن أو ضرب الكعبة بالمنجنيق أو قتل ريحانة رسول الله ص الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام، أو كشف منزل فاطمة وإحراق الباب وكسر الضلع وإسقاط الجنين وغصبها حقها ومنعها أرضها، نعم بل ولا يجوز الخروج على ولي الأمر وإن أكل مالنا وجلد ظهورنا وإنما من لا يقبل بحكم الظالمين إنما يسعى لزعزعة الإستقرار وأي استقرار هذا ثمنه الذلَّة، والحسين عليه السلام قد أكد مرارا وتكرارا كما جده ص وأبيه ع على قيمة الحرية وأهمية الثورة على الظلم والظالمين، ولهذا يخافون منه ولهذا لا زال يرعبهم وترعبهم سيرته بعد كل هذا الزمان لأنه لو قدر لهذه الأمة المنكوبة أن ترتقي سلم الثورة على الفجور والطغيان المتحكم برقاب العباد والمسيطر على ثروات البلاد لما كان للمنافقين في كل مِصر خطيب على منبره يصقع، حتى غدى تقصي الحقائق، لولا جهود العلماء الربانيين المتقدمين، في عصرنا يعد ضربا من المستحيل خاصة فيما يخص بعض الحوادث الهامة التي من خلالها تفتح الآفاق على حقيقتها وتزال الأقنعة لمعرفة الصادقين بما عاهدوا.
    فالأمر الجلي كالشمس في رابعة النهار هو أن كل حديث وموقف يستفاد منه بعبارة يتم ربطها بأخرى من حديث آخر حتى تنتهي سلسلة الحق دون أن نتوقع من أي كان أن يكون قد ثمَّر جهدا لأنه غالبا ما يكون قد رمي الإمام إما بشخصه او بعقيدته أو بالحديث ذلك أصلا، هذا ثمن من أثمان الحرية والوحدة، ولكم فيما جرى للنسائي مثلا أكبر عبرة. أما المناهضون لتوجه التيار فحدث ولا حرج عما يشوهوا به السمعة إلى أيامنا هذه، لأنهم حكموا علينا بالغفلة منذ يومهم ومدى فاعلية انتصارهم لذاتهم إنما يكمن في مدى ارتباطهم بالجهاز الحاكم وما يسخر لهم من وسائل إعلامية متاحة مسخرة، إضافة إلى عقوبات القتل أو النبذ أو التكفير والعزل الجاهزة.
    ولا ريب أن التاريخ والسيرة والحديث مروا ولازالوا بمراحل صعبة جدا حتى وصل التضارب في الأحكام والأرقام والوقائع إلى الصفحة الواحدة من عين المؤلف، بل حتى الرسول ص تجد فعله في كثير من الأحيان متضارب متناقض أضف إلى تلك الأحكام التي تناقض نص القرآن الكريم ثم مشكلتي الإجتهاد بالرأي والقياس.
    ميِّزات تاريخنا الإسلامي الخاصة هي التعتيم والمراوغة والتكتم ببعض الأمور، وإن كل محاولة لكتب التاريخ إنما كانت من منطلقات ومسلَّمات أساسية لمذهب وفرقة الكاتب وهو على حياديته وصدقه في كثير من الأمور الثانوية يتحول إلى متعصب في الأمور الدقيقة المفصلية فتارة يقلب أو يصحف الأحاديث عامدا متعمدا -إذما درسنا المتقدمين عليه وتخريجهم لأحاديث خرجها هو- وإنما منقوصة مبتورة، مبهمة أو لا تصرح باسم لأن فيها قدحا وذما لازما له ولا تعترف باسم لأن في الحديث دلالات تستثمر في التأكيد والتوكيد على أمور أخرى مرتبطة بالعقيدة والفقه، وممارسات وعبادات مشرَّعة حرَّمها فلان، وغض النظر عن حوادث، وإن لم يستطع فالسبيل بالتكذيب. إذن إن العلماء وأهل العلم لم يتجاوزوا الحدود الرسميَّة والخطوط الحمراء التي وضعت لهم لأن ميزان حكمهم فاسد وجل الإهتمام هو الإنتصار للمذهب لا الوصول إلى الحق الذي يعتقد أنه لديه بما قد يتخلل ذلك من إجحاف وهضم وظلم لبعض الشخصيات في الوقت الذي تسموا فيه أخرى لم تحاط بتلك الهالة من القداسة في حينه. فكاتب هذه السطور لا يتصور ولا يعتقد ولا يؤمن بأن العلماء لم يقفوا على حقائق نقف نحن العامة عندها، أو أنهم لم يستنطقوا الأحاديث كما نستنطقها اليوم لنسموا في أفق عبق الرسالة ونستفيد ونعمل على الوجه الصحيح والسمة التي كثيرا ما يعتني بها أرباب القلم هي التشكيك في الآخر وكل شيء وتعميم الشك إعلاميا، ودفع الشبه عن الذات بالمنكر عند أهل العلم، وإن لم يرتكزوا في ذلك إلى ركن وثيق أو منطق إستدلالي بحثي علمي على الأقل بموجب العلوم التي يطبقونها على ما لم يوافق أسس المذهب ولا يعرضوا تلك التي بنوه عليها عليه، لأن فتح باب السؤال وما شجر من خلافات الصحابة ودراسة تعريف الصحابة ومتى يكون الرجل صحابيا وعدالتهم وغيرها هي خطوط حمراء جدا جدا لا يجب ولا يجوز المس بها ولم يتم التوصل إليها بالدليل الذي نميل حيث يميل وإنما بالظن المعمَّم لا المقيَّد بشروط وضوابط، فبنيت ضروريات المذاهب على الظن والأحاديث الضعيفة وأخذت ممارسة بعض العبادات من رأي فلان الذي اجتهد به مقابل نص القرآن والرسول وفعله وفعل الصحابة، ولأن الإمرة تستوجب الطاعة فلا آمر بمعروف ولا ناه عن منكر إلا ممن نفوا أو قتلوا أو ضربوا حتى فتقوا أو من كان جليس داره. ومثلا في علم الرجال، إن عرف زهد وفضائل ومحاسن وضبط زيد الذي في موقف من المواقف أظهر عصبيته وانتصاره لغير الحق ونعت ب"ابن الفاعلة" من قال بأن "عمار تقتله الفئة الباغية" فسريعا ما يلتمس الكاتب الأعذار ويلجأ للإستخفاف الفكري وقلة الأمانة العلمية والنقلية برغم المسافة الزمانية الشاسعة ما بينهم لأنه أولا وأخيرا يحتاج إليه وهو من أئمة البلاد للمذهب ولأن الخصم سيستغل هذا الأمر عليه لكشف مدلولات جسيمة تعتقد وإن لم يصرَّح بها علانية. إذن هي قضية أذواق وهوى لا دين والمرء وما نوى.
    فكيف إذا تخطى الأمر هذا النطاق إلى الحديث عن الحقوق العينية والمعنوية والدماء الزكية لأهل البيت ع وتطرق البحث لشخصيات هي أئمة وسادة المذاهب، والذكي يفهم مقصودي إنما في سيادتهم على أقوام وبلاد وعباد روايتهم لأحاديث تستغل في التطبيق اليومي للشريعة ويكفينا عدة شواهد منها تأخير صلاة الجمعة وصلاة النساء في المسجد والإستراحة من السجدة بل نجد أن الأمر حدا ببعض الصحابة للبكاء والإفصاح أنهم لا يعرفوا مما عهدوا عليه الرسول إلا الصلاة وأنها ضيعت، وآخر يعترف أن عليا ع قد صلى بهم صلاة رسول الله ص فذكرهم بها. وكيف إذا تسامت الروح وشمخت الأعناق للكلام عن فاطمة الزهراء ع ومظلوميتها التي على الأقل -المستعظم لدى أولي الألباب- نذكر قصة فدك في ذلك وتكذيبها في طلبها الصادق.
    وإنما ذكَّرنا بها –على انشغالنا بالماجستير ومؤلف أجمعه وأخطه عن الإمام الحسين ع- لأن فضيلة الشيخ عثمان الخميس قد تطرق للموضوع بكل ركاكة نثرية ودون بحث علمي موثق للأمر في استضافته على إحدى الفضائيات على تصريحه بالبحث فيه، واكتفى بأن الأمر هو فقط: حضورها عند أبي بكر وطلبها فدك، التي برأي الخميس قطعا أنها ميراث وأبا بكر سمع الرسول يقول أن لا إرث للأنبياء، فالمتوقع هو أن تقول فاطمة سمعا وطاعا، فلم تُوجِد أو تغضب على أبي بكر، وإن كانت الأرض حقا لها فلماذا لم يردها علي ع حينما آلت السلطة إلى يده ومما قال أن جعفرا الصادق يقول بأن المرأة لا ترث من الأرض والعقار. أما أمهات المؤمنين فبما أنهن حرام على الأمة من بعد الرسول فهن بحكم المعتدات لهذا بقين في بيوتهن ولعل –برأيه- الرسول وهبها لهن.
    وإن مجرد إناطة الأمر بأبي بكر سيجعل محور البحث هو "الدفع" عنه والنتيجة الممهد لها أنه لم يقترف خطأ وفاطمة طالبت بما ليس لها، ولم تغضب لأن غضبها من غضب الله وهما ندين، أو إنما غضبت ولكن بغير حق مع ترجيح الأول برأيهم. الجواب على هذه السفاسف قد تم منذ عهد أمير المؤمنين الإمام علي ع إلى أيام الإمام العسكري إلى يومنا، والروايات السنيَّة تؤكد على "غضب" أو "وجد" فاطمة على أبي بكر حتى وفاتها ومن إيصائها بعدم حضور جنازتها لمن ظلمها إلى عدم صلاتهم عليها إلخ. ففدك نحلة مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب كما صرحت الروايات، وعلى فرض أنها إرث فقد احتجت الزهراء بإرث سليمان من داود ودعاء زكريا الوارد نصا قرآنيا "يرثني ويرث من آل يعقوب" فاحتج أبابكر بحديث أسره الرسول فقط له لم يعرفه حتى باب مدينة علمه "علي" وطبعا لدى البعض السنة تنسخ القرآن والإجتهاد مقابل النص مقبول وخبر الأحاد حجة في العقائد والأحكام وعبارات أحاديث هذه الواقعة جلية واضحة المعنى والمدلول للوجد والغضب برواية من لا يشك بصحة كتبهم من بعد القرآن. وجدلا سلمنا أن ما ترك صدقة فما بال الرسول يدفن في مال المسلمين هو والخليفتين؟! والأمر الجلل ليس ب"قطعة أرض" بقدر ما هو "هضم حقها ع وتكذيب دعواها ع ومطالبتها بالدليل والشهود" الذين مع توفرهم لم تؤخذ الشهادة بعين الإعتبار ولم يلتفت لمكانتهم وما نزل بحقهم من القرآن أو سيرتهم أو سلوكهم، مع الأخذ بالعلم إنها كانت تنتفع من فدك وقد نحلها إياها الرسول منذ نزول "وآت ذا القربى حقه"، وتم إقصاء عاملها عنها فور استلام مقاليد الحكم ووضع اليد على الشيء إنما يؤكد الملكية ما لم يدعى غير ذلك والبينة على من ادعى، بالإضافة إلى أن عليا قد وضح المعنى من عدم إرجاعه لها كما في إحدى الروايات أنهم الإثنين قد وردا على الله سبحانه وأقول لو تم ردها لنسي نكث الأمة بحقوق أهل البيت واستهزائها بمكانتهم وعمر بن عبد العزيز قد ردها وعادوا فأخذوها منهم. والجدير بالذكر ان البعض لكثرة لومه عليا على عدم تقويم بعض الأمور التي تتعلق بما انتهك من حقه شخصيا بالسيف، إنما هو حاصل عدم فهم شخصية الإمام السامية وريادته الحكيمة وهمومه وتطلعاته المقدسة في الوقت الذي يحاولون الظهور بمظهر الذائب في حبه، فالقائلون بأن المحبة والمودة لهم نسألهم ألا تستوجب المحبة النصرة خصوصا إذما توفرت معطيات ونصوص تؤكد أنه على الحق دائما كما صرح الرسول بأكثر من موقف؟! فهذا الخميس في الحلقة هذه قد قال حرفيا:"كما يتهم أبو بكر بالظلم فإن عليا والعباس يتهموا أيضا" وهو من أقل ما قاله تبعا لابن تيمية ومنهجه الفاسد في التنظير فكأن كفر زيد يستوجب كفر عمرو، ودوافع هذا الكلام إنما تؤكد على نصب عميق في شخصية قائله كيف لا وهو يدفع التاريخ الموثق والأحاديث الصحيحة بعلة ظنية لا ببحوث علمية استدلالية. وأما قول الصادق فإنما في الزوجة وليس في البنت هذا بالإختصار. وعندما ووجه عثمان الخميس بالخطبة الشقشقية كان جوابه أن لا إسناد لها والشيعة لا إسناد ولا علم رجال لهم. ولعله لو كان قادما من المريخ لكان شأنه ان يفهم ويدرك صحة نسبة الخطبة لعلي وأن للشيعة علم رجال وكتبهم تشهد وإنما لم يولوه الإهتمام الكلي كما غيرهم. وعلى الأقل لم يتمسك الشيعة بروايات المجاهيل والنواصب والكذابين والوضاعين والمراسيل المعتلة وأحاديث كعب الأحبار والإسرائيليات -على الأقل- ليبنوا منها عقائد ويستنبطوا منها فقها. ولو أنها الأولى التي يتخرص بها بهذا الكلام ولم يرد كلامه عليه لما ازددت عجبا وإنما تعبر الحالة عن استتياس ثقافي مستفحل وتخنث فكري مستعصي فالمشكك بأسانيد الأحاديث الصحيحة والمأول –ما لم يمكنه إنكاره- على هواه يظن في الله بغير الحق والأرض الصلبة التي يبني عليها أساسه هي الظن الذي لا يغني من الحق شيئا.
    إن أقل الواجب على علماء المسلمين دراسة جدية لمكانة الرجال في التاريخ ودراسة هذا التاريخ بعيون صافية وقلوب مطمئنة وعقول واعية حتى تتكشف الغشاوات التقليدية وتذلل العقبات أمام المنصفين وكف الألسن عن أهل البيت عليهم السلام الذين لا نختلف على مكانتهم وإنما على إتباعهم. فالمفاهيم الجافة لن تزهر ولن تثمر وعدم وضوح الهدف لا ينسجم مع الإدعاء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفدك ك"فدك" ليست هي المشكلة وإنما رمز قد يفهمه أولوا الألباب. ونتساءل أخيرا: استشهدت الزهراء ولم تبايع فهل ماتت ميتة جاهلية، أم اجتهدت وأخطأت، أو أصابت باجتهادها، أم أنها كانت لا ترى أبو بكر خليفة بغض النظر عن رسوبه في أول إمتحان مابينهما وبين الله، فلو فعلا أنه يقدر فاطمة ومكانتها ومنزلتها لحضر هو عندها وما طالبها ببينة وهي "الصادقة المصدقة" و"الصديقة" و"الطاهرة" و"المطهرة" التي كان يشم رسول الله منها "رائحة الجنة" وهي الحورء الإنسية وسيدة نساء العالمين. فلقد حشى البعض الكتب بأن ابابكر سمي الصديق لأنه صدق الرسول بقضية الإسراء والمعراج فما باله لا يصدق "أفضل الخلق" بعده ص، و"ريحانته" "سيدة نساء أهل الجنة" و"سيدة نساء العالمين" و"أحب الخلق إليه".
    قال أمير المؤمنين ع: إن للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازعمن فوقه بالمعصية ويظلم من دونه بالغلبة ويظاهر الظلمة.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

    أهلاً ومرحباً بالأخ العزيز على قلوبنا سُنّي موالي ،

    ما شاء الله على الكاتب وما كتب ،

    تسجيل مُتابعة وقراءة متأنّية .. ثم نضع ردّنا وتعقيبنا بإذن الله تعالى .

    لك منا شديد الشوق وخالص التحية والتقدير ،

    نحمد الله على سلامتك أيها العزيز ،

    تعليق


    • #3
      مولانا الكريم الفاضل شكرا لك وبانتظار ردكم الكريم
      http://www.arabtimes.com/portal/arti...rticleID=11479

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
      ردود 0
      20 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
      ردود 0
      10 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      يعمل...
      X