باسمه تعالى
صحيح البخاري ج6ص225:عن موسى بن عقبة
قال أخبرني سالم أنه سمع عبدالله يتحدث عن رسول الله(ص)أنه لقي زيد بن عمر بن نفيل بأسفل بلدح وذاك قبل أن ينزل على رسول الله (ص)الوحي فقدم اليه رسول الله (ص)سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا ا~كل مما تذبحون على أنصابكم ولا اكل إلا مما ذكر إسم الله عليه
هذه كغيرها من المرويات التي صيغت وسيقت للثناء على أحدهم وإن كان هذه المرة لرجل لم يدرك نبوة الرسول الأكرم(ص)ولا آمن به طرفة عين,لكنه أيضاً ثناء على حساب النبي(ص).
فعند هؤلاء المزورين حتى بعض أبناء الجاهلية أفضل من النبي، جزاهم الله تعالى بما يستحقون.
ونعود الى المروية:
-زيد بن عمر بن نفيل يلتقي بالنبي(ص)قبل الوحي.
-النبي يقدم له سفرة طعام عليها لحم.
-زيد أبى ان يأكل لأن هذا اللحم ذبح على الانصاب ولم يذكر إسم الله عليه,هذا مفاد صيغة البخاري التي إخترناها حول القصة وإن كان هناك عدة صيغ ذكرت في عديد من الكتب كلها تؤكد أن زيد أبى أن يأكل من اللحم الحرام بينما النبي إما أكل أو إستعد للأكل أو كان ممن يأكلون ذبائح الأنصاب والإشراك دون حرج حتى فاجأه زيد برفضه فإتخذ قراره عندها أن لا يعود إلى اكل اللحم الحرام تأسياً بزيد.
وهذه المروية بقدر ما تثبت تنزه زيد بن نفيل عن أكل الحرام بقدر ما تثبت أن النبي لم يكن يتحرج من ذلك.
ولنا أن نسأل إذا كان الذبح على الأنصاب والشرك لم يكن حراماً قبل الوحي ولهذا كان النبي يأكل منه فما هي ميزة زيد عندها؟
وإذا كان لحم الانصاب والشرك حراماً حتى قبل الوحي فكيف أدرك ذلك زيد ولم يدركه النبي؟
وإذا كان النبي لا يدرك الخير إلا بالوحي فزيد أرجح إدراكاً منه بلا ريب.
ثم هل كان إمتناع زيد عن أكل اللحم الحرام بإجتهاد ورشد ذاتي أم بتسديد إلهي وإذا كان الاول فهذا معناه أن زيد بن نفيل أكثر رشداً من النبي (ص).
وعليه يكون إصطفاء محمد (ص)للنبوة إصطفاءً للمفضول ,ومن حق زيد أن يعترض.
وإذا كان الثاني أي بتسديد إلهي فما بال الله عز وجل يبخل بالتسديد عن نبيه وهو الأولى والمفترض أنه صنيعة الله الخاصة ,كما هو حال موسى و عيسى (ع).
وإذا كان معلوماً أن ما لم يذكر إسم الله عليه من الذبح حرام من قبل البعثة فأي جديد أتى به النبي في هذا المجال.
بل ما المانع أن يجرؤ البعض على القول أن تشريع النبي لوجوب ذكر إسم الله إنما إقتبسه من زيد بإعتباره أسبق منه (ص)بالقول والفعل,سيما وأنه ورد في إحدى المرويات أن زيداً يبعث يوم القيامة أمة وحده.
تعليق