إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أنصار الإمام(عليه السلام) في العراق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنصار الإمام(عليه السلام) في العراق

    أنصار الإمام(عليه السلام) في العراق
    بعد معرفة حال الناس في آخر الزمان وإعراضهم عن جادة الحق وسلوكهم طريق الهوى والدنيا واتباعهم الشيطان وأهل الضلالة والعصيان ، يأتي السؤال عن أنصار الإمام(عليه السلام) وأحوالهم وصفاتهم ، ولا بأس في هذا المقام من طرح ثلاثة أصناف من الأنصار وعلاقتهم بكربلاء والنجف :
    الصنف الاول :الملائكة
    ورد في الروايات ان الله تعالى انزل الى الأرض الآلاف من الملائكة ينتظرون ظهور القائم(عليه السلام) فيكونون من أنصاره ويكون شعارهم (يا لثارات الحسين) ، ويكون تواجد هؤلاء الأنصار وانتظارهم في كربلاء عند قبر الحسين(عليه السلام) ويشهد لهذا :
    ما ورد عن الإمام الرضا(عليه السلام) :{ لقد بكت السموات السبع والأرضون لقتل الحسين(عليه السلام) ولقد نزل الى الأرض من الملائكة أربعة الآف لنصره ، 0000 ، فهم على قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين } ,
    الصنف الثاني :أهل الرجعة
    أشارت الروايات الى رجوع العديد من المؤمنين ممن ينتصر للإمام المعصوم(عليه السلام) ولا يخفى على الجميع أشارة الروايات الى كون الطف والغري من رياض الجنة واليها تنتقل أرواح المؤمنين وفي بعضها أجسادهم ، وهذا يزيد من احتمالية كون الرجعة بصورة رئيسية تكون في ارض الطف والغري وما بينهما ، ومما يزيد الاحتمالية ايضاً ما ورد من ان الحسين(عليه السلام) أول من يرجع ومعه أصحابه وأمير المؤمنين(عليه السلام) ايضاً يرجع ومعه أصحابه
    الصنف الثالث : أخيار العراق
    تحدث الروايات عن الأخيار والرفقاء والنجباء والعصائب من أهل العراق ممن بايع الإمام المعصوم(عليه السلام) ويسير تحت رايته المقدسة لتتحقق دولة العدل الإلهي ومما يشير الى هذا المعنى :
    ( 1 ) عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) :{إذا قام قائم آل محمد ، جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب ، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، واما الأبدال فمن أهل الشام }
    ( 2 ) وفي ذكر أصحاب القائم(عليه السلام) أشار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله : { 0000 الأبدال بالشام ، والنجباء بمصر ، والعصائب بالعراق }
    ( 3 ) وعن المصطفى الأمجد(صلى الله عليه وآله وسلم) { يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف ، عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، والابدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله ان يقيم }
    ( 4 ) عن الإمام الصادق(عليه السلام): { الأبدال من أهل الشام والنجباء من أهل الكوفة ، يجمعهم الله لشر يوم لعدونا ،

    ثم قال (عليه السلام) : رحمكم الله ، بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، رحم الله من حببنا الى الناس ولم يكرهنا اليهم }


  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة لبيك ياربي





    الصنف الثالث : أخيار العراق



    ياريت تضع لنا رواية موثقة تقول بان هؤلاء الاخيار سيعرفون عن انفسهم قبل ظهور الامام الحجة روحي فداه !!!؟؟
    واضح المطلب ان شاء الله و سهل جدا


    ،،

    تعليق


    • #3
      رايات أهل الولاية في عصر الظهور

      ففي كل مراحل التاريخ نجد أن هناك استغلالا للنصوص ومحاولة لتمييعها لخدمة مصالح بعض الناس ، وكثيرا ما وجدنا أن البشارة الإسلامية بخروج المهدي (عليه السلام) قد استغلت من البعض في دعم بعض الحركات والشخصيات التي سرعان ما ينكشف زيف مدعاها وضلال قادتها.
      ولم يكن الأمر مقصورا على ادعاء المهدوية فحسب بل شمل الأمر ما هو أوسع من ذلك فادعى البعض أنهم من شخصيات عصر الظهور كالنفس الزكية أو اليماني أو شعيب بن صالح أو غير ذلك.
      وما يعنينا في هذا البحث وما نود التركيز عليه هو التنبيه إلى خطورة هذا النوع من الدراسات القائمة على أساس التوهم والاعتقاد بواقع معين على أنه الحق المطلق ثم محاولة البحث عن ما يمكن أن يؤيده من روايات حتى وإن كانت شاذة وغير مقبولة من الناحية العلمية.
      فنحن نلاحظ ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران والى الآن أن الكثير من المرتبطين عاطفيا وروحيا معها يحاولون بشتى الوسائل أن يرسموا خارطة للظهور المقدس تكون فيها إيران هي القطب وهي الأساس لكل تحرك في المنطقة.
      ومن أشهر الكتاب في هذا المجال الشيخ الكوراني وكامل سليمان وغيرهم مع الملاحظ أن أكثر ما يستندون عليه من روايات لإثبات هذا الأمر هي من مصادر أهل السنة وبالتالي هي عندهم ضعيفة السند .
      ونحن ليست لدينا مشكلة مع إيران ولا مع غيرها ولكن هناك فرق بين أن يقودنا البحث العلمي إلى نتيجة معينة وبين أن نسخر البحث من اجل وجهة معينة نحاول تحشيد النصوص من أجلها.
      والكتاب الذي بين يدينا بعنوان ( رايات أهل الولاية في عصر الظهور) للكاتب جعفر عتريسي حاول الكاتب أن يثبت دورا مهما لجنوب لبنان في حركة الظهور مع تأكيده على وجود علاقة تحالف مع إيران.
      ومن يقرأ الكتاب يجد أن خلاصة ما يدعو إليه الكاتب أن تكون المنطقة مرتبطة عقائديا واستراتيجيا مع إيران.
      ومن الجدير بالذكر أن الكاتب كان بصدد البحث عن دور أبدال الشام في حركة الظهور المقدس ، وانتهى إلى أنهم من جنوب لبنان في جبل عامل ولم يذكر في الكتاب من النصوص التي تؤيد هذا الفهم سوى رواية عبر عنها بالقول نص مذهل وتعابير مدهشة وهائلة) ص77.
      ويتعجب الباحث عندما يرجع إلى مصدر النص ليعرف أن النص منقول من كتاب توفي مؤلفه في القرن الثاني عشر الهجري وقد صرح بعد نقله الخبر بأنه( لم يجده في كتاب معتمد) راجع أمل الآمل ج1 ص17.
      ومن الغريب أن الكاتب الذي أسس كتابه على هذه الرواية يحاول أن يظهر بمظهر الباحث المتثبت فيقول في مناقشة بعض الروايات المعارضة لما ذهب إليه فيقول لكن المشكلة تكمن في بعض الوهن الذي يصيب متن هذه النصوص فضلا عن سندها) ص145
      وليت الكاتب قد سأل نفسه عن مدى الوهن الذي يصيب النصوص التي استند إليها فضلا عن سندها.
      ولنعرض بعضا مما جاء في الكتاب من الخطاب السياسي المبطن والصريح أحيانا ثم نتبع ذلك ببيان خطأ ما ذهب إليه. وقد جعلت علامات استفهام بين الأقواس بعد كل زعم من الكاتب لم يقم الدليل عليه.

      يقول في المقدمة ص3 وحتى تكون التسمية واضحة بخصوص الأبدال ، فإن جبهة أو حركة أو دولة الأبدال الإماميين الموالين لآل الرسول (عليهم السلام) والمنادين بالمهدي (عليه السلام) تكون في ناحية من بلاد الشام التاريخية ، ويبدو كما سترى أن ( لبنان) سيكون لها موقعا رئيسيا لها ، أو على الأقل سيشكل ( مركز النفوذ) لهذه الراية المهمة في آخر الزمن ، ما يعني أن ( لبنان) وبالأخص ( جبل عامل) سيشكل رمز هذه الجماعة الممدوحة والتي سيكون لها دور مهم جدا في عصر الظهور العظيم.
      إن هؤلاء الأبدال سيشكلون جبهة و حركة جهادية إيمانية نادرة في عالم مترهل بالعدالة غارق بالظلم تتقاطعه خطوط القتل والإبادة والطغيان والانحراف والفساد المتنوع ، اللهم إلا أنهم ليسوا ( الاوحدين) في ذلك العالم ، فهم رغم غربة الإسلام وطغيان أهل الجبروت والباطل يشكلون موقعا إضافيا مع عصائب أهل العراق ونجباء أهل مصر ليأتي من فوقهم دولة مركز قوية ( دولة خراسان) التي تتمتع بنفوذ متعاظم وثبات كبير فيما نطلق عليه اليوم اسم الشرق الأوسط حيث تجاهر بقيام دولتها ونظامها وقوانينها على مواثيق الإسلام الشريف والولاء لآل محمد ( عليهم السلام) وتضع جميع قدراتها وطاقاتها الكبيرة في سبيل التوطئة لصاحب الزمان الإمام المهدي ( عليه السلام).
      وقال الكاتب تحت عنوان ( موطن الأبدال وصلة الرايات الثلاث ببعضها وبدولة الخراساني): النصوص صريحة (؟؟؟) في إعطاء مواطن خاصة من بلاد الشام مركز نفوذ وظهور متنام لجبهة مهمة من أنصار المهدي ( عليه السلام) تكون في ناحية ( أعمال الشقيف ارنون) وفي لسان طائفة أخرى (؟؟؟) في أكناف بيت المقدس أي بناحية من بيت المقدس، بالإضافة إلى لوازم متون مروية متعددة (؟؟؟) تؤكد أن هذه الناحية من بلاد الشام ستكون على موعد خاص مع جبهة محمدية ولائية أهل بيت النبي ( عليهم السلام) وأنها تناهض اليهود وتصر على ولائها للمهدي (عليه السلام) في آخر الزمان وأنها على صلة خاصة جدا بالخراساني الذي يوطئ للمهدي سلطانه. ص74
      وقال أيضا نعم، من المقطوع به أن دولة خراسان تشكل ( مركز القطب ) بالنسبة للأبدال الشاميين والعصائب العراقيين والنجباء المصريين ، أما تفاصيل الرايات أو الثورات أو الانتفاضات أو الأحلاف التي من شأنها أن تنضوي بشكل دائم أو ظرفي أو غير ذلك تحت هذه المظلة التي تقودها خراسان، فلا يوجد بين يدينا تفاصيل كثيرة حولها ..لكن من المقطوع به - بدليل النصوص (؟؟؟)- أن علاقة الأبدال والعصائب والنجباء بخراسان والخراساني هي علاقة عقائدية ، علاقة كاملة ، علاقة ذات قوة وتماسك تام ، وأنها تظل كذلك حتى ظهور المهدي ( عليه السلام) وكذلك بعد الظهور الشريف، على أن القيادة الكبرى بعد الظهور تتجلى ببقية الله الأعظم المهدي المنتظر ( عليه السلام).
      وقال الكاتب أيضا تحت عنوان ( تحالف الأبدال والعصائب والنجباء مع الموطئين الخراسانيين للمهدي) ص88 : عبرت طائفة متنوعة من النصوص (؟؟؟) عن (عظمة دولة خراسان ) ووصفتها بأنها دولة الموطئين للمهدي ( عليه السلام) وفي جملة مهمة من المتون (؟؟؟) يبدو واضحا أن الرايات التي تكون في الشام أو مصر أو العراق إنما هي ( رايات فرعية) ذات صلة بمركز رئيسي أو ذات تحالف كبير بقطب رئيسي له حضور ومنعة وقدرة ونفوذ أعني بذلك ( دولة خراسان) التي يقودها السيد الخراساني.
      على أن الروايات كانت صريحة جدا في أن خراسان الإمامية تشكل رمز راية أهل الحق ، والأمة المصرة على الإسلام والإيمان في ذلك الزمن وأن لها حضورا تاريخيا ونفوذا إقليميا كبير جدال بل تشكل واحدة من الدول ذات الأثر العالمي بسبب حضورها الإقليمي الكبير).
      وقال أيضا في ص ( 90): وتؤكد النصوص (؟؟؟) أن دولة خراسان الإمامية هي رمز الدعوة والثبات على الإسلام وأنها الأمة التي تنادي بآل محمد ( عليهم السلام) في آخر الزمن ، وأنها دولة إيمانية لها قوة ومنعة وصلابة موصوفة وحضور كبير في صناعة الأحداث مرة، وتوجيهها مرة أخرى، وهي أول رايات الهدى في عصر الظهور خروجا.
      تنطلق هذه الراية المهمة جدا من خراسان ، أرض إيران ، في آخر الزمن وتكون (مركز قوة أهل الإيمان) ومحورا إقليميا كبيرا جدا).
      وقال في ص(93):وتخص النصوص(؟؟؟) ( دولة خراسان الإمامية بوصف عملاق يشكل (مركز القطب) بالنسبة إلى هذه الرايات الإيمانية).
      وقال في ص (97) : من يتتبع النصوص العديدة (؟؟؟) يجد وصفا ترابطا كبيرا بين الرايات الثلاث الإمامية ، وبين دولة خراسان) التي تشكل مركز القطب.
      وقال في ص(116): مع التأكيد على أن راية الأبدال والعصائب والنجباء تكون على حلف كامل مع ( السيد الخراساني ) وهو زعيم ديني سياسي كبير يقود دولة الموطئين للمهدي ( عليه السلام) بشكل متعاظم وقدرة فائقة وتفان مذهل.
      وقال في ص (126) : فيما يكون للخراسانيين الحظ الكبير في توطئة سلطان المهدي عليه السلام على أن أهل خراسان يشكلون قيمة رفيعة جدا ومستوى متألقا من التضحية والجهاد والثبات يؤكد عظيم الولاء والرفعة في قيادة ووزارة المهدي ( عليه لسلام).
      وقال في ص (138) : ومعنى هذا أن للنجباء والعصائب والأبدال دورا تاريخيا مهما جدا في أحداث آخر الزمن ، والصراع العالمي - خاصة الأخير - الذي ينشب في ظل مرحلة شديدة التسارع في حين يكون للروم جبروت هائل ، ولجملة من قوى العالم طغيان واضح ، لكن بالمقابل تؤكد النصوص (؟؟؟) إلى وجود دولة خراسانية عقائدية يقودها سيد خراساني إمامي ، هذه الدولة تمتلك من وسائل القوة والمنعة والصلابة والنفوذ ما يجعلها قوة رئيسية هي الأهم في ما نطلق عليه اليوم اسم الشرق الأوسط بل لاعبا مهما متناميا على المسرح الدولي.
      النصوص (؟؟؟) تعطي دولة خراسان قدرة مهمة في ( صناعة الأحداث) ذات البعد العالمي ، وتؤكد على دورها المثير في المسرح الدولي وتألقها الكبير في الشرق الأوسط.
      أقول:إن الكاتب قد كرس بحثه لقضية لم يستطع أن يقيم الدليل العلمي عليها بل لجأ إلى التحليلات السياسية الخالية من أي سند علمي.
      و ما استند إليه من روايات الرايات السود من خراسان فهو استناد غير تام وليس بصحيح.
      فأول ما يرد عليه أن أكثر الروايات ليست من طرق الشيعة الإمامية.
      يقول الشيخ الكوراني في (عصر الظهور) : من الأمور الملفتة كثرة الأحاديث النبوية في مدح الفرس في مصادر السنيين وقلتها في مصادر الشيعة.( عصر الظهور ص158)
      أضف إلى ذلك ضعف أسانيدها عند الشيعة، يقول الشيخ عباس تبريزيان في كتابه ( العد التنازلي لعلائم ظهور المهدي):على أن نذكر أخيرا على أن جميع الروايات الذاكرة لأهل الشرق لا نتحقق صحة أسانيدها ولم يثبت عندنا شيء منها.
      وأفضلها سندا ما رواه النعماني بسنده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم ، قتلاهم شهداء، أما أني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
      وفي طريقها الحسين بن موسى وهو ممن لم يثبت توثيقه ولا ورد فيه مدح في الجملة وإن روى عنه الثقات ، فهي لا تثبت حكما شرعيا.(العد التنازلي في علائم ظهور المهدي عليه السلام ص110) .
      كما أن بعض الباحثين قد ذهب إلى أن الرايات السود قد يراد بها رايات بني العباس ومنهم السيد الشهيد الصدر قدس سره في (تاريخ الغيبة الكبرى) حيث يقول: والمهم الآن ، هو تمحيص وتحقيق هذا الاحتمال وهو أن يكون المراد بهذه الرايات ثورة أبي مسلم الخراساني على الأمويين ، تلك الثورة التي مهدت لقيام الدولة العباسية ، ومعه فتكون هذه العلامة مما قد تحققت في الخارج ، وإن فصل بينها وبين الظهور زمان طويل . فان ذلك لا ينافي كونها علامة عليه ، كما سبق .
      ويرجح هذا الاحتمال : ان شعار هذه الثورة كان هو السواد وبقي شعاراً للعباسيين بعدها .
      ويرجحه أيضاً ما ورد في البحار (ج11 ص142) عن ركائز بن أبي ركاز الواسطي ، قال : قبل رجل رأس أبي عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام) ، فمس أبو عبد الله ثيابه وقال : ما رأيت كاليوم أشد بياضاً ولا أحسن منها ، فقال : جعلت فداك هذه ثياب بلادنا ، وجئتك بخير من هذه ، قال : فقال : يا معتب أقبضها منه . ثم خرج الرجل ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : صدق الوصف وقرب الوقت ، هذا صاحب الرايات السود الذي يأتي بها من خراسان ، ثم قال : يا معتب الحقه فسله ما اسمه ، ثم قال : إن كان عبد الرحمن فهو والله هو ، قال : فرجع معتب ، فقال : قال اسمي عبد الرحمن . قال : فلما ولي ولد العباس ، نظر إليه ، فإذا هو عبد الرحمن أبو مسلم .
      ومن الصحيح تاريخياً أن اسم أبي مسلم عبد الرحمن ، وان الامام الصادق معاصر لثورته ، وظاهر قوله : هذا صاحب الرايات السود ... كونه اشارة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله بهذا المعنى ، وخاصة مع قوله عليه السلام : صدق الوصف وقرب الوقت . والمراد به قرب خروج الرايات السود أو قرب ثورة أبي مسلم الخراساني ، لا قرب ظهور المهدي عليه السلام وإن اقترن أخبار النبي صلى الله عليه وآله بالبشارة بالمهدي عليه السلام .
      إذن ، فهذا الاحتمال يكون راجحاً جداً ، لولا مناقشتين :
      المناقشة الأولى :
      إن رواة هذا الخبر مجاهيل ، فلا يثبت مؤداه ، فضلا ًعن التشدد السندي الذي التزمناه .
      المناقشة الثانية :
      معارضته بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : "إذا رأيتم الرايات السود قد خرجت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج ، فإن فيها خليفة الله المهدي " . وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وآله قال : "انَّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء شديدا ًوتطريداً حتى يأتي قوم معهم رايات سود ...
      حتى يدفعونها إلى رجلٍ من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملؤها جوراً . فمن أدرك ذلك فليأتهم ولو حبواً على الثلج، فان فيها خليفة الله المهدي " أنظر الخبرين في الصواعق المحرقة ، ص 98" .
      وكلا هذين الخبرين ، واضحان في ارتباط ظهور المهدي عليه السلام بخروج الرايات السود ، حتى أن الخبر الأول يصرح أنه موجود ضمن حاملي هذه الرايات . مع أنه من المقطوع به في التاريخ ، وجود ما يزيد على ألف عام بين ثورة أبي مسلم وبين الظهور ، ولعله سيزيد على ذلك بكثير .
      إلا أن كلا هاتين المناقشتين لا تصحان :
      أما المناقشة الأولى : فلا تصح لأن التشدد السندي الذي التزمناه خاص بأخبار التنبؤ عن المستقبل ، وليس عاماً لكل الأخبار . ومعه فهذا الخبر الذي نقلناه عن البحار لا يندرج ضمن هذا المنهج ،لأنه ليس من أخبار التنبؤ بالمستقبل . إذن فهو قابل إلى حد ما للاثبات التاريخي . وكونه مجهول الرواة لا يضر بذلك ، كما برهنا عليه في المنهج الذي أسسناه في أول تاريخ الغيبة الصغرى .
      وأما المناقشة الثانية : فالمعارضة بين الخبرين ، في الواقع ، تنتج فشل الخبرين الأخيرين وسقوطهما عن قابلية الاثبات التاريخي ، وسيكتب البقاء ، عندئذ للخبر الذي نقلناه عن البحار .
      فاننا عند دوران الأمر بين صدق هذين الخبرين أو ذلك الخبر ، بحيث يتعين الالتزام بكذب أحدهما ... لا بد وأن نحسب حساب القرائن المؤيدة لأحد الخبرين .
      والشيء الذي نريد أن نقوله ، بهذا الصدد هو : إن الجهاز العباسي الحاكم حين وجد أن هناك ارتباطاً بين خروج الرايات السود وبين ظهور المهدي عليه السلام على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما استفاضت الأخبار عنه صلى الله عليه وآله على ما سوف نسمع ... أحبوا جعل هذا الارتباط وثيقاً وقريباً ، فجعلوا هذه الأخبار الدالة على ذلك ، لتكون موحية بأن المهدي المقصود هو المهدي العباسي ، لأنه هو المرتبط والقريب من ثورة أبي مسلم الخراساني وراياته السود ، بل هو مندرج في ضمنها بشكل وآخر ، كما جعلوا الحديث دالاً على ذلك .
      والذي يدلنا على وضع هذين الحديثين ، ما قاله صاحب الصواعق نفسه حين أوردهما . فقد أورد أولاً قوله : "أنا أهل بيت اختار الله لنا " ... الخ ... وعلق عليه بقوله : "وفي سنده من هو سيء الحفظ مع اختلاطه في آخر عمره " . ثم أورد قوله "إذا رأيتم الرايات السود ..." الخ . ثم قال : "وفي سنده ضعيف له مناكير . وإنما أخرج له مسلم متابعة ، ولا حجة في هذا والذي قبله ، لو فرض أنهما صحيحان لمن زعم أن المهدي ثالث خلفاء بني العباس " (الصواعق ص 98) .
      ولم يطعن ابن حجر في هذين الحديثين ، من رواية كونهما دالين على وجود المهدي المنتظر عليه السلام ، فانه أورد الكثير من هذه الأخبار مؤيداً غير طاعن فيها ، وإنما طعن فيهما لكونهما ضعيفين حفظاً لموضوعية البحث .
      وأما طبقاً للتشدد السندي ، وقيام القرائن على عدم صحة هذين الحديثين ، باعتبار ما فيهما من تأييد للجهاز الحاكم آنذاك ، فينبغي إسقاطهما على كل حال ، كما عرفنا .
      وعليه فالمظنون أن المراد بالرايات السود ، رايات أبي مسلم الخراساني ، فان ثورته بدأت من خراسان ، واتجهت إلى بغداد بأعلامها السود الخفاقة ، وقد جعلت علامة على الظهور ، باعتبار أهميتها في التاريخ وإلفاقها نظر الجيل المعاصر والأجيال التي بعدها ، ولا يضر بذلك الفعل الزماني الطويل بينها وبين الظهور ، كما أسلفنا ، شأنها في ذلك شأن العديد من العلائم التي ذكرت للظهور ، مما سبقت أو سيأتي الكلام عنها .
      ولا يبقى في مقابل هذا الظن إلا احتمال أن يكون المراد بالرايات السود ، رايات أخرى تخرج من خراسان في مستقبل الدهر ، لا يكون بينها وبين الظهور إلا القليل ، إلا القليل ، إلا أن هذا الاحتمال مما لا يمكن اثباته بدليل .
      وعلى أي حال ، فقد أصبحت أحاديث الرايات السود من أخبار علائم الظهور ، وفيها إشارة لدولة العباسيين ، وإن انتفى القرب الزمني بينهما ، ومن هنا جعلنا هذه الأخبار أسلوباً رابعاً من أساليب التنبؤ بدولة بني العباس . (تاريخ الغيبة الكبرى ص458)

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X