سئل مكتب السيد محمد حسين فضل الله :
هل يصح أن يقول المؤمن : يا علي اقض لي الأمر الفلاني ، من دون الاعتقاد بألوهية أمير المؤمنين عليه السلام أو استقلاله في قضاء الحوائج ، وإنما إيماناً بما أعطاه الله من منزلة وقدرة غيبية ؟
فأجاب :
"لا يجوز ذلك ولو كان بالنية المذكورة ، لأن هذا الكلام يوحي بما ينافي التوحيد وحصر التوجه بالدعاء بالله تعالى ، بل علينا أن ندعو الله تعالى مستشفعين بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وقد ورد في الحديث النهي عن قول الرجل (لولا فلان لهلكت) بل يقول (لولا أن منّ الله علي بفلان لهلكت)" .
( أجاب السيد فضل الله باستفتاء بتاريخ 24/11/2004م بأن المختوم بخاتم مكتب الاستفتاءات التابع له يعبر عن رأيه ) .
بل يقول ، كما في ( مجلة فكر وثقافة ، المسائل العقائدية ، العدد 388 ) :
"أما إذا جاء من يطلب يا علي ـ مثلاً ـ ارزقني ، يا علي اقض حاجتي ، يا علي أعطني ولداً ، يا علي كذا ، فهذا شرك بالله تعالى" .
يقول الشيخ جعفر السبحاني تحت سؤال : ( هل يجوز نداء أولياء الله والاستغاثة بهم في الشدائد والمكاره ) ؟
"... فالسنة القائمة بين المسلمين على الاستغاثة بالأنبياء وأولياء الله ، وندائهم بأسمائهم عند الشدائد والمصاعب والأخطار المحتملة ، سواء كانت الاستغاثة عند قبورهم الشريفة أو في مكان آخر . ولا يرى المسلمين بأساً في هذه الاستغاثة" ( الوهابية في الميزان ) .
أما حصر التوجه بالدعاء إلى الله تعالى – كما في الآيات القرآنية – فهو الدعاء المقرون بالعبادة والتأليه كما هو مسلم به عند الشيعة ، يقول السبحاني :
"فاستدلال الوهابيين بهذه الآيات – على حرمة نداء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم – يدعو إلى الاستغراب والتعجب ، نظراً لعدم علاقتها بهذه المسألة إطلاقاً .
وخلاصة ما ثبت – من خلال هذا البحث - : إن قولك (يا علي) – مخاطباً خليفة رسول الله – أو (يا حسين) أو (يا زهراء) أو غير ذلك من أسماء أولياء الله الطاهرين لا إشكال فيه أبداً ، بل هو نوع من الاستغاثة بهم – صلوات الله عليهم أجمعين – فهو محبوب مرغوب فيه ، ويعود على الإنسان بالخلاص من الأزمات والفرج من الشدائد والنجاة من المهالك" .
ونتسائل :
إن كان مجرد إيحاء العبارة بما ينافي التوحيد سبباً لتحريم نداء الأولياء والاستغاثة بهم – إن كان هناك هذا الإيحاء حقاً - ، فلماذا قال نبي الله سليمان عليه السلام : "يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" ، لماذا يطلب من أحدهم القيام بهذا الفعل الخارق مباشرة ، ولم يطلب منه أن يدعو الله أو أن يدعو الله مستشفعاً به ؟!
"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي" .
وكذلك في طلب قوم موسى (ع) منه عمل الخارق وتوفير الماء :
"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ" .
يروي الشيخ الكراكجي في ( كتز الفوائد ) مناظرة للإمام الصادق (ع) مع أبي حنيفة :
"ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (ع) ، فلما رفع الصادق (ع) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (ص) .
فقال أبو حنيفة : يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه (وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، ويقول في موضع آخر (ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله) .
فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت !
فقال أبو عبد الله (ع) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك (أم على قلوب أقفالها) وقال (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)" .
أضف إلى ذلك أن طلب المؤمنين من المعصومين (ع) لا يتلازم مع الاعتقاد أو الإيحاء باستقلالهم عن قدرة الله سبحانه ، بل هو عين الاعتقاد بقدرة الله وفضله عليهم .
يقول الشيخ عبد الله دشتي في ( النفيس ) : "أم أن الإنسان إذا أحرز أن شخصا أعطاه الله قدرات كإبراء الأكمه والأبرص كما ثبت للمسيح (ع) فيمكن بإذن الله أن يطلب منه حاجته ولا يعتبر في ذلك أدنى شرك بالله تعالى بل هو من التوحيد لأن قدرته من الله ، أم كانت تلك المعجزات فتنة للناس في دينهم ؟!" .
تأييداً لذلك ننقل لكم هذه الرواية عن ( معاني الأخبار ) للشيخ الصدوق بسند صحيح ، عن الإمام الصادق (ع) :
"إن لله عز وجل خلقاً من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتاً ، وبهم يميت حياً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء" .
في كتاب ( صراط النجاة ) :
سؤال 996 : ما حكم قول : أدركنا يا علي ، ويا أبا الغيث أغثنا وغير ذلك ؟
السيد الخوئي : "قول القائل : أدركنا يا علي لا مانع منه وهو يقصد التوسل به إلى الله ، وهل هناك مانع من قول الغريق أو الحريق ومن إليهما حين يستغيث بمن ينقذه فيقول : يا فلان أنقذني ؟ وهناك آية في القرآن الكريم تؤيد ذلك ، وهي قوله تعالى : (ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله ، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) صدق الله العلي العظيم" .
الميرزا التبريزي : "يضاف إلى جوابه (قدس سره) : ويزاد على ذلك قوله تعالى : (وابتغوا إليه الوسيلة)" .
وفي أحد الاستفتاءات المنقولة ، للسيد الخامنئي دام ظله :
ما حكم قول (( يا علي ، يا زهراء ، يا مهدي )) للتقرب إلى الله عز وجل لقضاء الحوائج ؟ وما حكم قولها عند الرغبة في القيام بحال الجلوس ؟ متى يجوز ومتى يحرم على الإنسان قول هذه الكلمات ؟
فأجاب : "التوسل أمر مطلوب شرعاً كما جاء في القرآن الكريم (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)"
هل يصح أن يقول المؤمن : يا علي اقض لي الأمر الفلاني ، من دون الاعتقاد بألوهية أمير المؤمنين عليه السلام أو استقلاله في قضاء الحوائج ، وإنما إيماناً بما أعطاه الله من منزلة وقدرة غيبية ؟
فأجاب :
"لا يجوز ذلك ولو كان بالنية المذكورة ، لأن هذا الكلام يوحي بما ينافي التوحيد وحصر التوجه بالدعاء بالله تعالى ، بل علينا أن ندعو الله تعالى مستشفعين بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) ، وقد ورد في الحديث النهي عن قول الرجل (لولا فلان لهلكت) بل يقول (لولا أن منّ الله علي بفلان لهلكت)" .
( أجاب السيد فضل الله باستفتاء بتاريخ 24/11/2004م بأن المختوم بخاتم مكتب الاستفتاءات التابع له يعبر عن رأيه ) .
بل يقول ، كما في ( مجلة فكر وثقافة ، المسائل العقائدية ، العدد 388 ) :
"أما إذا جاء من يطلب يا علي ـ مثلاً ـ ارزقني ، يا علي اقض حاجتي ، يا علي أعطني ولداً ، يا علي كذا ، فهذا شرك بالله تعالى" .
يقول الشيخ جعفر السبحاني تحت سؤال : ( هل يجوز نداء أولياء الله والاستغاثة بهم في الشدائد والمكاره ) ؟
"... فالسنة القائمة بين المسلمين على الاستغاثة بالأنبياء وأولياء الله ، وندائهم بأسمائهم عند الشدائد والمصاعب والأخطار المحتملة ، سواء كانت الاستغاثة عند قبورهم الشريفة أو في مكان آخر . ولا يرى المسلمين بأساً في هذه الاستغاثة" ( الوهابية في الميزان ) .
أما حصر التوجه بالدعاء إلى الله تعالى – كما في الآيات القرآنية – فهو الدعاء المقرون بالعبادة والتأليه كما هو مسلم به عند الشيعة ، يقول السبحاني :
"فاستدلال الوهابيين بهذه الآيات – على حرمة نداء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم – يدعو إلى الاستغراب والتعجب ، نظراً لعدم علاقتها بهذه المسألة إطلاقاً .
وخلاصة ما ثبت – من خلال هذا البحث - : إن قولك (يا علي) – مخاطباً خليفة رسول الله – أو (يا حسين) أو (يا زهراء) أو غير ذلك من أسماء أولياء الله الطاهرين لا إشكال فيه أبداً ، بل هو نوع من الاستغاثة بهم – صلوات الله عليهم أجمعين – فهو محبوب مرغوب فيه ، ويعود على الإنسان بالخلاص من الأزمات والفرج من الشدائد والنجاة من المهالك" .
ونتسائل :
إن كان مجرد إيحاء العبارة بما ينافي التوحيد سبباً لتحريم نداء الأولياء والاستغاثة بهم – إن كان هناك هذا الإيحاء حقاً - ، فلماذا قال نبي الله سليمان عليه السلام : "يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" ، لماذا يطلب من أحدهم القيام بهذا الفعل الخارق مباشرة ، ولم يطلب منه أن يدعو الله أو أن يدعو الله مستشفعاً به ؟!
"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي" .
وكذلك في طلب قوم موسى (ع) منه عمل الخارق وتوفير الماء :
"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ" .
يروي الشيخ الكراكجي في ( كتز الفوائد ) مناظرة للإمام الصادق (ع) مع أبي حنيفة :
"ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (ع) ، فلما رفع الصادق (ع) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (ص) .
فقال أبو حنيفة : يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه (وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، ويقول في موضع آخر (ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله) .
فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت !
فقال أبو عبد الله (ع) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك (أم على قلوب أقفالها) وقال (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)" .
أضف إلى ذلك أن طلب المؤمنين من المعصومين (ع) لا يتلازم مع الاعتقاد أو الإيحاء باستقلالهم عن قدرة الله سبحانه ، بل هو عين الاعتقاد بقدرة الله وفضله عليهم .
يقول الشيخ عبد الله دشتي في ( النفيس ) : "أم أن الإنسان إذا أحرز أن شخصا أعطاه الله قدرات كإبراء الأكمه والأبرص كما ثبت للمسيح (ع) فيمكن بإذن الله أن يطلب منه حاجته ولا يعتبر في ذلك أدنى شرك بالله تعالى بل هو من التوحيد لأن قدرته من الله ، أم كانت تلك المعجزات فتنة للناس في دينهم ؟!" .
تأييداً لذلك ننقل لكم هذه الرواية عن ( معاني الأخبار ) للشيخ الصدوق بسند صحيح ، عن الإمام الصادق (ع) :
"إن لله عز وجل خلقاً من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتاً ، وبهم يميت حياً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء" .
في كتاب ( صراط النجاة ) :
سؤال 996 : ما حكم قول : أدركنا يا علي ، ويا أبا الغيث أغثنا وغير ذلك ؟
السيد الخوئي : "قول القائل : أدركنا يا علي لا مانع منه وهو يقصد التوسل به إلى الله ، وهل هناك مانع من قول الغريق أو الحريق ومن إليهما حين يستغيث بمن ينقذه فيقول : يا فلان أنقذني ؟ وهناك آية في القرآن الكريم تؤيد ذلك ، وهي قوله تعالى : (ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله ، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) صدق الله العلي العظيم" .
الميرزا التبريزي : "يضاف إلى جوابه (قدس سره) : ويزاد على ذلك قوله تعالى : (وابتغوا إليه الوسيلة)" .
وفي أحد الاستفتاءات المنقولة ، للسيد الخامنئي دام ظله :
ما حكم قول (( يا علي ، يا زهراء ، يا مهدي )) للتقرب إلى الله عز وجل لقضاء الحوائج ؟ وما حكم قولها عند الرغبة في القيام بحال الجلوس ؟ متى يجوز ومتى يحرم على الإنسان قول هذه الكلمات ؟
فأجاب : "التوسل أمر مطلوب شرعاً كما جاء في القرآن الكريم (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)"