إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كم رجلا تزوجت خديجة رضي الله عنها قبل رسول الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كم رجلا تزوجت خديجة رضي الله عنها قبل رسول الله

    الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله لقد سخر منك الرافضة ايما سخرية في اهل بيتك واصحابك وما زالوا في غيهم سادرون وللشيطان فيما هم فيه متبعون وان استئذنك يا سيدي يا رسول الله ان اسال الر افضة سؤالا عن زوجك العظيمة وام ابنائك وبناتك والتي انعم الله عليها بحفظ نسلك من خلال بنتها السيدة الفاضلة فاطمة والذي ادين الله به يا سيدي يا رسول الله انك تزوجت خديجة ثيبا

    (سؤال تخيلي وكاني امام سيد البشر)

    السؤال نعشر الروافض : كم رجلا تزوجت السيدة الفاضلة خديجة؟

  • #2
    اخي الكريم السلام عليكم
    لن يجيبك احد . لان اجابتهم سترد في حلقهم بقولهم وزعمهم بان عائشة رضى الله عنها وعن ابيها كانت متزوجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الزواج لعدة مرات قد صار سبة
    بارك الله فيك اخونا الكريم ولن يرد عليك احد منهم

    تعليق


    • #3
      تفضل ودخل الى هذه الوصلة يا أبو الاشبال

      http://www.14masom.com/hkaek-mn-tareek/01.htm

      تعليق


      • #4
        الرد العنيف من كتاب الصحيح..

        الصحيح
        من سيرة النبي الأعظم (ص)
        العلامة المحقق
        السيد جعفر مرتضى العاملي
        الجزء الثاني عشر
        دار السيرة بيروت ـ لبنان

        لم يتزوج بكراً غير عائشة:
        بقي أن نشير إلى الشك الكبير الذي يراودنا فيما ذكرته روايات الإفك من أنه (ص) لم يتزوج بكراً غير عائشة.. وهو الأمر الذي لم نزل نسمعها تردده على مسامع الناس، ويتبجح به محبوها؛ مع أن ذلك موضع شك وريب، كما يظهر من ملاحظة ما يلي:
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 106/
        أولاً: قد تقدم في هذا الكتاب ما يدل على أن السيدة خديجة قد تزوجها رسول الله(ص) وهي بكر، إذ قد ظهر عدم صحة ما يدعونه من أنها قد تزوجت قبل النبي(ص) بأحد من الناس.. فلا تصح دعوى عائشة: أنه لم يتزوج بكراً غيرها.
        وربما يجد الباحث في حرص عائشة على اتحاف نفسها بهذا الوسام، وبغيره من أوسمة ثبت بطلان نسبتها إليها، وحرمان سائر نساء النبي(ص) من أية ميزة ثبتت لهن ـ ربما يجد في ذلك ما يبرر الشك في أن تكون عائشة نفسها ومحبوها وراء الشائعات الباطلة عن زواج خديجة عليها السلام بغير رسول الله(ص).
        ثانياً: قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن إبان، حدثنا أبو أسامة، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
        «خطب النبي (ص) عائشة إلى أبي بكر، وكان ابو بكر قد زوجها جبير بن مطعم، فخلعها منه، فزوجها رسول الله (ص)، وهي ابنة ست سنين الخ..» ( ).
        فهو يصرح في هذا النص بأنها كانت متزوجة برجل آخر قبل رسول الله(ص)..
        وأما أن عمرها كان ست سنين فقد أثبتنا أنه غير صحيح، بل كان عمرها حين تزوجها الرسول (ص) حوالي عشرين سنة، أو أكثر..
        ـــــــــــــــ
        ( ) المعجم الكبير ج23 ص26.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 107/
        ثالثاً: قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
        «خطب رسول الله(ص) عائشة إلى أبي بكر الصديق، فقال: يا رسول الله، إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم فاستسلّها منهم، فطلقها، فتزوجها رسول الله(ص)»( ).
        فهذا النص يصرح أيضاً بحدوث طلاقها بسبب أن أبا بكر قد استسلها منهم.. وهو نص صريح لا مجال للمناقشة فيه ويؤيد ذلك:
        أ: ما روي عن ابن عباس: قال: خطب رسول الله(ص) إلى أبي بكر الصديق عائشة، فقال أبو بكر: يا رسول الله، قد كنت وعدت بها، أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم، ففعل، ثم تزوجها رسول الله(ص) وكانت بكراً(2)..
        ويظهر من هذا النص وهو قوله: «ذكرتها لمطعم بن عدي.. لابنه جبير» أن أبا بكر هو الذي كان قد عرضها على مطعم، لابنه جبير.. الأمر الذي يجعلنا نظن ـ كما سيأتي ـ أن أبا بكر هو الذي سعى بطلاقها من جبير، ليزوجها لرسول الله (ص). وربما يجد في نفسه أكثر من سبب ومبرر لذلك.
        ب: إن نصوصاً أخرى تتحاشى التعبير بكلمة «تزوجها»، وتلجأ إلى التعبير بأنها كانت مسماة له، فسلها أبو بكر سلاً رفيقاً(3).
        ـــــــــــــــ
        ( ) الطبقات الكبرى ج8 ص59 وزوجات النبي (ص) لسعيد أيوب ص47.
        (2) الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص58 والمحبر ص80و81.
        (3) أنساب الأشراف ج1 ص409.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 108/
        وبعضها يكتفي بالقول بأنها كانت تذكر لجبير بن مطعم، وتسمى له( ).
        قال ابن الجوزي: «كانت مسماة لجبير بن مطعم، فخطبها رسول الله(ص)، فقال أبو بكر(رض): دعني حتى أسلها من جبير سلاً رفيقاً. فتزوجها رسول الله(ص) بمكة الخ»(2).
        ج: والنص الآنف الذكر مقتبس من الرواية التي تقول:
        إن خولة بنت حكيم جاءت إلى النبي(ص)، فعرضت عليه التزوج بعائشة، وبسودة بنت زمعة، فقال لها: اذهبي فاذكريهما علي، فأتت أم رومان، فأخبرتها بذلك، فقالت أم رومان، وددت..
        ثم إنها لما كلمت أبا بكر قال لها: «وهل تصلح له؟! إنما هي ابنة اخيه؟! فرجعت إلى الرسول فأخبرته، فقال (ص): ارجعي إليه وقولي له: أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي.
        فأتت أبا بكر فأخبرته، فقال لها: انتظريني حتى أرجع.
        فخرج، حتى أتى المطعم بن عدي، وإذا امرأته عنده، فقالت العجوز له: لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك أن تصبئه، وتدخله في دينك!!
        فقال أبو بكر لزوجها: ما تقول هذه؟!
        فقال: إنها تقول ذاك.
        فخرج أبو بكر وقد أذهب الله العدة التي كانت في نفسه من عدته التي
        ـــــــــــــــ
        ( ) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج9 ص190 وج14 ص22.
        (2) صفة الصفوة ج2 ص15 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج14 ص164.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 109/
        وعدها إياه فرجع، وقال لخولة: ادعي لي رسول الله، فدعته فجاء، فأنكحه( ).
        د: عن ابن أبي مليكة: «قال أبو بكر: كنت قد أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم، فاستلبثها»(2). (لعل الصحيح: حتى أسلها منهم فاستلها).
        وفسر البعض كلمة «مسماة على جبير» بأنها كانت مخطوبة لابنه من أبيها(3).
        ونستطيع أن نستفيد من النصوص المتقدمة عدة أمور، هي:
        1 ـ لا ندري: كيف يبادر رجل لعرض ابنته على رجل مشرك، وقد قاطع المشركون المسلمين وحصروهم عدة سنوات، ومنعوا من التزوج منهم والتزويج لهم، فحتى لو لم يكن قد نزل من الله نهي عن إنكاح المشركين، وهو قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) (4) ، فإن طبيعة الأمور تقضي بالترفع
        ـــــــــــــــ
        ( ) راجع المصادر التالية: المعجم الكبير للطبراني ج23 ص23 و24 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص411 و412 ط الاستقامة والمنتظم ج3 ص16 و17 ومسند أحمد ج6 ص210 و211 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص411 و412 ط دار الكتب العلمية، وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص225 و227 و226 عن الطبراني وتاريخ الخميس ج1 ص305 والسيرة الحلبية ج1 ص348 وشرح الزرقاني على المواهنب اللدنية ج4 ص381 و382 عن أحمد والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص139 و140 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص142و143و14 عن أحمد والبيهقي والبداية والنهاية ج3 ص131 و132 و133 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص165 و166.
        (2) الإصابة ج4 ص359.
        (3) راجع شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
        (4) سورة البقرة/221.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 110/
        عن القبول بذلك، فضلاً عن قولهم: إن أبا بكر هو الذي ذكرها لهم، وعرضها عليهم!!.
        فما معنى ان نقرأ في الروايات المتقدمة: أنه ذكرها لمطعم ليزوجها بابنه جبير، أو كانت مسماة له، أو أنه أعطاها له، او وعده بها أو نحو ذلك؟!..
        2 ـ هل كان من عادات أهل ذلك الزمان حقاً خطبة بناتهم سنوات، ثم يكون العقد، ثم يكون الزواج؟!! أم أن ذلك من خصوصيات عائشة التي يدعى أنها كانت صغيرة السن، وبعمر ست سنوات فقط!!
        مع أن الصحيح هو أن عمرها، كان حوالي عشرين سنة أو اكثر من ذلك، حسبما حققناه في هذا الكتاب.
        كما أننا نشك في أن يكون (ص) قد تزوجها فور وفاة خديجة (عليها السلام)، لوجود ما يدل على أنه قد تزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين( ).
        بل قال بعضهم: إن هناك رواية تقول: إنه تزوجها في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة(2).
        3 ـ إذا كانت مسماة لجبير، أو معطاة له، أو أنه قد وعده بها، أو أنه كان قد تزوجها.. فكيف يخطب رسول الله(ص) امرأة هذه حالها، ويرضى بان تطلّق، أو بأن تخلع امرأة من زوجها؟!
        ـــــــــــــــ
        ( ) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص22.
        (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 111/
        بل كيف يرضى بأن يسلها أبو بكر حتى من خطيبها، المسماة له؟!..
        وقد حاول البعض أن يعتذر عن ذلك بأن النبي(ص) قد خطبها، لانه لم يعلم بالخطبة، أو كان قبل النهي( ).
        ولكنه اعتذار بارد، ورأي فاسد.. فإن النصوص قد ذكرت أنه قد أخبره بأنه وعد بها، او ذكرها لفلان، ثم استمهله ليسلها منهم.
        أضف إلى ذلك: أن نفس هذا التصرف مما تدرك الناس خروجه عن حدود اللياقات على الأقل، فهو مرفوض حتى لو لم يرد نهي عنه.
        4 ـ إن الروايات تصرح بأن أبا بكر هو الذي عرضها على الزواج الأول، ثم تصرح بأنه كان يسعى لاستلالها منهم، وتصرح بعضها بأنه خلعها، أو طلقها.. مما يعني أن أبا بكر كان شديد الحرص على التفريق بينها وبين جبير.
        فإذا ضممنا ذلك إلى قولهم: إن أم رومان قد عبرت عن فرحتها بقولها: «وددت»ثم قول بعضهم: «وفي رواية: أن أبا بكر استلها منهم قبل أن تخطبها خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون لرسول الله(ص)» (2).
        فإذا ضممنا بعض ذلك إلى البعض الآخر، فإننا نسمح لأنفسنا بأن نحتمل بأن أبا بكر كان هو الذي أرسل خولة بنت حكيم إلى رسول
        ـــــــــــــــ
        ( ) راجع: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
        (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 112/
        الله.. وبأنه قد خلعها من ذاك وطلقها منه، ليفرضها على رسول الله(ص) لحاجة في نفسه قضاها.
        5 ـ إن تلك الروايات تقول: إن أبا بكر قد تعجب من خطبة النبي لها، لتوهمه أنها لا تحل له لكونها ابنة أخيه.
        ويرد عليه النبي (ص) أن المراد بلا شك هو الأخوة في الإسلام والإيمان.
        وحينئذ نقول: هل كان أبو بكر يظن: أنه لا يجوز للنبي(ص) أن يتزوج ابنة رجل مسلم.. لأن المؤمنين إخوة؟! وإذا صح ذلك فهو يعني: أن لا يجوز زواج أي مسلم من أي مسلمة، لنفس السبب..
        أو هل كان يظن أنه أخ للنبي(ص) بما هو أبعد من أخوة الإسلام؟! وكيف؟!
        6 ـ إن ظاهر الروايات المتقدمة تارة هو أن النبي(ص) نفسه قد جاء لخطبة عائشة، وتارة أخرى: أنه أرسل خولة بنت حكيم، فقامت بالمهمة، ثم هيأ أبو بكر الأمر وطلب منها ان تدعو الرسول فدعته، فزوجه..
        7 ـ إن هناك نصاً آخر يتحدث عن كيفية زواجه (ص) بعائشة يفيد: أن النبي(ص) رأى عائشة على أرجوحة، فأعجبته، فأتى منزل أبي بكر، ولم يكن حاضراً، فقالت له أم رومان: ما حاجتك يا رسول الله؟
        قال: جئت أخطب عائشة.
        قالت: إن عندنا يا رسول الله من هي أكبر منها.
        قال: إنما أريد عائشة.
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        /صفحة 113/
        ثم خرج.
        ودخل أبو بكر. فأخبرته أمها بما قال رسول الله، فخرج، فزوجها إياه( ).
        ويستوقفنا في هذا النص عدة أمور:
        منها: مناقضته لسائر النصوص في أمور عديدة، تظهر بالملاحظة.
        ومنها: أنه يكذب قولها: إن الملك قد جاء بصورتها إلى رسول الله(ص) بسرقة من حرير.

        تعليق


        • #5
          ثانية اشم رائحة الشبه بين هذا الكلام وكلام اليهود عن نبي الله داوود عليه السلام حين قالوا انه ارسل زوج امرأة قد راقت له والعياذ بالله الى المعركة ليقتل وتزوجها ..... وها انتم تصدقون تلك الروايات الواهية بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطب امرأة متزوجة ((متزوجة وليست مخطوبة)) ثم طلقت له ليتزوجها . سبحان الله من تلك الاساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . الا تعقلون؟ او لا تدرون ماذا تكتبون؟ وهل ان تزوج عائشة رضي الله عنها وعن ابيها وهي بكرا اصبحت منقبة لها؟ وهل ان تزوجت خديجة رضي الله عنها قبل رسول الله هل يضيرها ذلك في شيء وهي من الاربعة الكوامل من النساء؟
          اتقوا الله وتمعنوا فيما تكتبون قبل تكتب عليكم في الآخرة وتوبوا الى الله من اسائتكم برسول الله صلى الله عليه وسلم

          تعليق


          • #6
            ما زلت تثبت جهلك يا عاملي رد كلام علامائك اما انا فعقيدتي هو ما اثبته علمائك عنها رضي الله عنها وقد سبق وان قلت لك هل سبقك احد بهذا الغباء الذي تريد اثباته
            والدعاوى ان لم تقيموا عليها بينات اصحابها ادعياء

            تعليق


            • #7
              الرد العنيف من كتاب الصحيح

              الصحيح
              من سيرة النبي الأعظم (ص)
              العلامة المحقق
              السيد جعفر مرتضى العاملي
              الجزء الثاني عشر
              دار السيرة بيروت ـ لبنان

              لم يتزوج بكراً غير عائشة:
              بقي أن نشير إلى الشك الكبير الذي يراودنا فيما ذكرته روايات الإفك من أنه (ص) لم يتزوج بكراً غير عائشة.. وهو الأمر الذي لم نزل نسمعها تردده على مسامع الناس، ويتبجح به محبوها؛ مع أن ذلك موضع شك وريب، كما يظهر من ملاحظة ما يلي:
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 106/
              أولاً: قد تقدم في هذا الكتاب ما يدل على أن السيدة خديجة قد تزوجها رسول الله(ص) وهي بكر، إذ قد ظهر عدم صحة ما يدعونه من أنها قد تزوجت قبل النبي(ص) بأحد من الناس.. فلا تصح دعوى عائشة: أنه لم يتزوج بكراً غيرها.
              وربما يجد الباحث في حرص عائشة على اتحاف نفسها بهذا الوسام، وبغيره من أوسمة ثبت بطلان نسبتها إليها، وحرمان سائر نساء النبي(ص) من أية ميزة ثبتت لهن ـ ربما يجد في ذلك ما يبرر الشك في أن تكون عائشة نفسها ومحبوها وراء الشائعات الباطلة عن زواج خديجة عليها السلام بغير رسول الله(ص).
              ثانياً: قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن إبان، حدثنا أبو أسامة، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
              «خطب النبي (ص) عائشة إلى أبي بكر، وكان ابو بكر قد زوجها جبير بن مطعم، فخلعها منه، فزوجها رسول الله (ص)، وهي ابنة ست سنين الخ..» ( ).
              فهو يصرح في هذا النص بأنها كانت متزوجة برجل آخر قبل رسول الله(ص)..
              وأما أن عمرها كان ست سنين فقد أثبتنا أنه غير صحيح، بل كان عمرها حين تزوجها الرسول (ص) حوالي عشرين سنة، أو أكثر..
              ـــــــــــــــ
              ( ) المعجم الكبير ج23 ص26.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 107/
              ثالثاً: قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
              «خطب رسول الله(ص) عائشة إلى أبي بكر الصديق، فقال: يا رسول الله، إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم فاستسلّها منهم، فطلقها، فتزوجها رسول الله(ص)»( ).
              فهذا النص يصرح أيضاً بحدوث طلاقها بسبب أن أبا بكر قد استسلها منهم.. وهو نص صريح لا مجال للمناقشة فيه ويؤيد ذلك:
              أ: ما روي عن ابن عباس: قال: خطب رسول الله(ص) إلى أبي بكر الصديق عائشة، فقال أبو بكر: يا رسول الله، قد كنت وعدت بها، أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم، ففعل، ثم تزوجها رسول الله(ص) وكانت بكراً(2)..
              ويظهر من هذا النص وهو قوله: «ذكرتها لمطعم بن عدي.. لابنه جبير» أن أبا بكر هو الذي كان قد عرضها على مطعم، لابنه جبير.. الأمر الذي يجعلنا نظن ـ كما سيأتي ـ أن أبا بكر هو الذي سعى بطلاقها من جبير، ليزوجها لرسول الله (ص). وربما يجد في نفسه أكثر من سبب ومبرر لذلك.
              ب: إن نصوصاً أخرى تتحاشى التعبير بكلمة «تزوجها»، وتلجأ إلى التعبير بأنها كانت مسماة له، فسلها أبو بكر سلاً رفيقاً(3).
              ـــــــــــــــ
              ( ) الطبقات الكبرى ج8 ص59 وزوجات النبي (ص) لسعيد أيوب ص47.
              (2) الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص58 والمحبر ص80و81.
              (3) أنساب الأشراف ج1 ص409.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 108/
              وبعضها يكتفي بالقول بأنها كانت تذكر لجبير بن مطعم، وتسمى له( ).
              قال ابن الجوزي: «كانت مسماة لجبير بن مطعم، فخطبها رسول الله(ص)، فقال أبو بكر(رض): دعني حتى أسلها من جبير سلاً رفيقاً. فتزوجها رسول الله(ص) بمكة الخ»(2).
              ج: والنص الآنف الذكر مقتبس من الرواية التي تقول:
              إن خولة بنت حكيم جاءت إلى النبي(ص)، فعرضت عليه التزوج بعائشة، وبسودة بنت زمعة، فقال لها: اذهبي فاذكريهما علي، فأتت أم رومان، فأخبرتها بذلك، فقالت أم رومان، وددت..
              ثم إنها لما كلمت أبا بكر قال لها: «وهل تصلح له؟! إنما هي ابنة اخيه؟! فرجعت إلى الرسول فأخبرته، فقال (ص): ارجعي إليه وقولي له: أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي.
              فأتت أبا بكر فأخبرته، فقال لها: انتظريني حتى أرجع.
              فخرج، حتى أتى المطعم بن عدي، وإذا امرأته عنده، فقالت العجوز له: لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك أن تصبئه، وتدخله في دينك!!
              فقال أبو بكر لزوجها: ما تقول هذه؟!
              فقال: إنها تقول ذاك.
              فخرج أبو بكر وقد أذهب الله العدة التي كانت في نفسه من عدته التي
              ـــــــــــــــ
              ( ) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج9 ص190 وج14 ص22.
              (2) صفة الصفوة ج2 ص15 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج14 ص164.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 109/
              وعدها إياه فرجع، وقال لخولة: ادعي لي رسول الله، فدعته فجاء، فأنكحه( ).
              د: عن ابن أبي مليكة: «قال أبو بكر: كنت قد أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم، فاستلبثها»(2). (لعل الصحيح: حتى أسلها منهم فاستلها).
              وفسر البعض كلمة «مسماة على جبير» بأنها كانت مخطوبة لابنه من أبيها(3).
              ونستطيع أن نستفيد من النصوص المتقدمة عدة أمور، هي:
              1 ـ لا ندري: كيف يبادر رجل لعرض ابنته على رجل مشرك، وقد قاطع المشركون المسلمين وحصروهم عدة سنوات، ومنعوا من التزوج منهم والتزويج لهم، فحتى لو لم يكن قد نزل من الله نهي عن إنكاح المشركين، وهو قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) (4) ، فإن طبيعة الأمور تقضي بالترفع
              ـــــــــــــــ
              ( ) راجع المصادر التالية: المعجم الكبير للطبراني ج23 ص23 و24 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص411 و412 ط الاستقامة والمنتظم ج3 ص16 و17 ومسند أحمد ج6 ص210 و211 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص411 و412 ط دار الكتب العلمية، وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص225 و227 و226 عن الطبراني وتاريخ الخميس ج1 ص305 والسيرة الحلبية ج1 ص348 وشرح الزرقاني على المواهنب اللدنية ج4 ص381 و382 عن أحمد والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص139 و140 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص142و143و14 عن أحمد والبيهقي والبداية والنهاية ج3 ص131 و132 و133 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص165 و166.
              (2) الإصابة ج4 ص359.
              (3) راجع شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
              (4) سورة البقرة/221.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 110/
              عن القبول بذلك، فضلاً عن قولهم: إن أبا بكر هو الذي ذكرها لهم، وعرضها عليهم!!.
              فما معنى ان نقرأ في الروايات المتقدمة: أنه ذكرها لمطعم ليزوجها بابنه جبير، أو كانت مسماة له، أو أنه أعطاها له، او وعده بها أو نحو ذلك؟!..
              2 ـ هل كان من عادات أهل ذلك الزمان حقاً خطبة بناتهم سنوات، ثم يكون العقد، ثم يكون الزواج؟!! أم أن ذلك من خصوصيات عائشة التي يدعى أنها كانت صغيرة السن، وبعمر ست سنوات فقط!!
              مع أن الصحيح هو أن عمرها، كان حوالي عشرين سنة أو اكثر من ذلك، حسبما حققناه في هذا الكتاب.
              كما أننا نشك في أن يكون (ص) قد تزوجها فور وفاة خديجة (عليها السلام)، لوجود ما يدل على أنه قد تزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين( ).
              بل قال بعضهم: إن هناك رواية تقول: إنه تزوجها في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة(2).
              3 ـ إذا كانت مسماة لجبير، أو معطاة له، أو أنه قد وعده بها، أو أنه كان قد تزوجها.. فكيف يخطب رسول الله(ص) امرأة هذه حالها، ويرضى بان تطلّق، أو بأن تخلع امرأة من زوجها؟!
              ـــــــــــــــ
              ( ) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص22.
              (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 111/
              بل كيف يرضى بأن يسلها أبو بكر حتى من خطيبها، المسماة له؟!..
              وقد حاول البعض أن يعتذر عن ذلك بأن النبي(ص) قد خطبها، لانه لم يعلم بالخطبة، أو كان قبل النهي( ).
              ولكنه اعتذار بارد، ورأي فاسد.. فإن النصوص قد ذكرت أنه قد أخبره بأنه وعد بها، او ذكرها لفلان، ثم استمهله ليسلها منهم.
              أضف إلى ذلك: أن نفس هذا التصرف مما تدرك الناس خروجه عن حدود اللياقات على الأقل، فهو مرفوض حتى لو لم يرد نهي عنه.
              4 ـ إن الروايات تصرح بأن أبا بكر هو الذي عرضها على الزواج الأول، ثم تصرح بأنه كان يسعى لاستلالها منهم، وتصرح بعضها بأنه خلعها، أو طلقها.. مما يعني أن أبا بكر كان شديد الحرص على التفريق بينها وبين جبير.
              فإذا ضممنا ذلك إلى قولهم: إن أم رومان قد عبرت عن فرحتها بقولها: «وددت»ثم قول بعضهم: «وفي رواية: أن أبا بكر استلها منهم قبل أن تخطبها خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون لرسول الله(ص)» (2).
              فإذا ضممنا بعض ذلك إلى البعض الآخر، فإننا نسمح لأنفسنا بأن نحتمل بأن أبا بكر كان هو الذي أرسل خولة بنت حكيم إلى رسول
              ـــــــــــــــ
              ( ) راجع: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
              (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 112/
              الله.. وبأنه قد خلعها من ذاك وطلقها منه، ليفرضها على رسول الله(ص) لحاجة في نفسه قضاها.
              5 ـ إن تلك الروايات تقول: إن أبا بكر قد تعجب من خطبة النبي لها، لتوهمه أنها لا تحل له لكونها ابنة أخيه.
              ويرد عليه النبي (ص) أن المراد بلا شك هو الأخوة في الإسلام والإيمان.
              وحينئذ نقول: هل كان أبو بكر يظن: أنه لا يجوز للنبي(ص) أن يتزوج ابنة رجل مسلم.. لأن المؤمنين إخوة؟! وإذا صح ذلك فهو يعني: أن لا يجوز زواج أي مسلم من أي مسلمة، لنفس السبب..
              أو هل كان يظن أنه أخ للنبي(ص) بما هو أبعد من أخوة الإسلام؟! وكيف؟!
              6 ـ إن ظاهر الروايات المتقدمة تارة هو أن النبي(ص) نفسه قد جاء لخطبة عائشة، وتارة أخرى: أنه أرسل خولة بنت حكيم، فقامت بالمهمة، ثم هيأ أبو بكر الأمر وطلب منها ان تدعو الرسول فدعته، فزوجه..
              7 ـ إن هناك نصاً آخر يتحدث عن كيفية زواجه (ص) بعائشة يفيد: أن النبي(ص) رأى عائشة على أرجوحة، فأعجبته، فأتى منزل أبي بكر، ولم يكن حاضراً، فقالت له أم رومان: ما حاجتك يا رسول الله؟
              قال: جئت أخطب عائشة.
              قالت: إن عندنا يا رسول الله من هي أكبر منها.
              قال: إنما أريد عائشة.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 113/
              ثم خرج.
              ودخل أبو بكر. فأخبرته أمها بما قال رسول الله، فخرج، فزوجها إياه( ).
              ويستوقفنا في هذا النص عدة أمور:
              منها: مناقضته لسائر النصوص في أمور عديدة، تظهر بالملاحظة.
              ومنها: أنه يكذب قولها: إن الملك قد جاء بصورتها إلى رسول الله(ص) بسرقة من حرير.
              رابعاً: ومما يدل أيضاً على أن عائشة كانت متزوجة قبل رسول الله (ص) برجل آخر. ما يلي:
              1 ـ لقد روى أبو داود وغيره بالأسانيد الصحيحة(2) عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي (أو كل نسائك، أو كنيت نساءك فأكنني، أو) لهن كنى.
              قال: فاكتني بابنك عبد الله.
              قال الراوي: يعني عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر.
              وكانت عائشة تكنى بأم عبد الله حتى ماتت.
              أضاف أحمد والصنعاني، وأبو نعيم: قوله: ولم تلد قط(3).
              ـــــــــــــــ
              ( ) أنساب الأشراف ج1 ص411.
              (2) الأذكار النووية ص295.
              (3) سنن أبي داود ج4 ص294 بعدة اسانيد والأذكار النووية ص295، والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص18 بعدة اسانيد، وكنز العمال ج16 ص424 ومسند أحمد ج6 =
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              /صفحة 114/
              2 ـ وفي نص آخر: أنه قال لها: اكتني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى أم عبد الله( ).
              3 ـ وعنها قالت: كناني النبي (ص) أم عبد الله، ولم يكن ولد لي قط(2).
              4 ـ وقد حددت وقت تكنيتها بذلك، حيث روي عنها: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به رسول الله(ص)، فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل في جوفه، وقال: هو عبد الله، وأنت أم عبد الله.
              أضاف ابن حبان قولها: فما زلت أكنى بها، وما ولدت قط(3).

              تعليق


              • #8
                تابع...

                5 ـ وفي نص آخر عنها: أنها قالت: يا رسول الله، كل نسائك لها كنية غيري، قال: أنت أم عبد الله(4).
                6 ـ وحسب نص الحلبية: أنه (ص) قال لعائشة: «هو عبد الله، وأنت أم عبد الله. قالت: فما زلت أكتني به، أي وكان يدعوها أماً، لانه (رض) تربى في حجرها»(5).
                ـــــــــــــــ
                = ص107 و213 و151 وذكر أخبار أصبهان ج1 ص315 و93 والمصنف للصنعاني ج11 ص42 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص18 وراجع: الغدير ج6 ص315 وطبقات ابن سعد ج8 ص64 و63.
                ( ) الادب المفرد ص125 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص164 وصفة الصفوة ج2 ص15 ومسند أحمد ج6 ص186.
                (2) المعجم الكبير ج23 ص18.
                (3) سبل الهدى والرشاد ج11 ص164 والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج16 ص54و55 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392و393، عن ابن سعد وابن حبان وقال: وله طرق كثيرة عنها وراجع: معرفة علوم الحديث ص190.
                (4) مسند احمد ج6 ص186.
                (5) السيرة الحلبية ج3 ص314.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 115/
                7 ـ وروي تكنيها بأم عبد الله عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً( ) فراجع.
                فقد دلت هذه النصوص على:
                1 ـ أنه قد كان لعائشة ابن.
                2 ـ أن اسم هذا الابن هو عبدالله. وقد كناها النبي(ص) به..
                3 ـ ثم جاء الرواة وقالوا: إن عائشة، حسب أقوالها هي، وأقوال محبيها كانت حين زواجها برسول الله (ص) صغيرة السن.
                4 ـ وقال الرواة أيضاً: إن رسول الله (ص) تزوجها بكراً، مستندين في ذلك أيضاً إلى أقوال عائشة نفسها، وإصرارها الشديد على ذلك..
                ونقول:
                إننا نسجل على ما تقدم الملاحظات التالية:
                أ: قد عرفنا في أجزاء هذا الكتاب السابقة:
                أن دعواها: أن عمرها قد كان حينما تزوجها رسول الله(ص) ست سنين أو سبع.. غير صحيحة بل كان عمرها حوالي عشرين سنة، إن لم يكن أزيد من ذلك.
                ويتأكد هذا الإشكال إذا أخذ بنظر الاعتبار قولها: إن تكنيتها بام عبد الله كان حين ولادة ابن الزبير أي في أوائل الهجرة، فإنه (ص) لم يكن قد تزوج سوى سودة بنت زمعة وخديجة ولا يعرف لهن أية كنية.
                ـــــــــــــــ
                ( ) راجع: الخصال ط سنة1389هـ طهران ـ إيران ص419 والبحار ج22 ص194 ووسائل الشيعة ج14 ص182، وتفسير نور الثقلين ج4 ص298.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 116/
                ب: قد عرفنا هنا أن دعواها: أن رسول الله (ص) قد تزوجها بكراً لا تصح أيضاً..
                ج: إن دعواها: أنها لم تتزوج أحداً غير رسول الله(ص)، لا تصح، بل هي كانت متزوجة برجل آخر هو جبير بن مطعم. وقد طلقت منه. وفي نصوص أخرى سلها أبو بكر منه سلاً رفيقاً..
                د: إننا لم نجد لأي من نساء النبي(ص) أية كنية سوى لـ «أم سلمة، وأم حبيبة، وزينب بنت خزيمة، أم المساكين»، فكيف تقول عائشة: إن جميع نسائه (ص) لهن كنى.
                هـ: إنه قد كان لها ابن اسمه عبد الله.
                و: إنها لم تلد من رسول الله(ص) قط. كما زعمت، وسيأتي أننا نشك في ذلك كله، وأن ما ذكرناه فيما تقدم يدلنا على أنه كان لها ابن من ذلك الذي كان زوجها وطلّقها، ثم تزوجها رسول الله(ص) بعده..
                ز: إن حصيلة ذلك هي:
                إن تطبيق كلمة «ابنك عبد الله» على ابن الزبير، ما هو إلا اجتهاد من الرواة، كما ظهر مما تقدم تحت رقم 1 حيث: «قال الراوي: يعني «عبد الله بن الزبير»، وقوله رقم 2، اكتني بابنك يعني عبد الله بن الزبير».
                كما أن بعض النصوص المتقدمة قد ذكرت تكنية النبي لها بأم عبد الله من دون إشارة لابن الزبير كما في رقم3 و5.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 117/
                وأما الرواية رقم 4 وكذلك رقم 6 فلا دلالة فيها على وجود ربط بين تسمية المولود الذي جاءت به للنبي بعبد الله، وبين تكنيتها بهذا الاسم، سوى تشابه الإسمين..
                التصرفات غير المقبولة:
                وبناء على ما تقدم نقول:
                لقد أصبح واضحاً أنه لا مجال لقبول الروايات التي جعلت كلمة ابن الزبير من تتمة كلام الرسول، ولذلك فلا مجال لقبول روايتهم عن رسول الله (ص)، أنه قال:
                أ: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير( ) زاد الصالحي الشامي قوله: إن السبب في ذلك هو «أنها كانت استوهبته من أبويه، فكان في حجرها، يدعوها أما»(2).
                ب: أو: اكتني بابنك عبد الله، فإن الخالة والدة(3).
                ـــــــــــــــ
                ( ) راجع: مسند أبي يعلى ج7 ص473و474 وكنز العمال ط مؤسسة الرسالة ج16 ص424 وج13 ص693 عن ابن سعد، والبيهقي، والحاكم، وأحمد، والطبراني، والآحاد والمثاني ج5 ص388و389 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص190 وج14 ص22 ومسند أحمد ج6 ص260 ومسند ابن راهويه ج2 ص310 والاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص358 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص164 وطبقات ابن سعد ج8 ص66 وشرح الزرقاني على المواهب اللدينة ج4 ص393 وزوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47و48.
                (2) راجع: سبل الهدى والرشاد ج11 ص18 وراجع: شرح المواهب للزرقاني ج4 ص393 عن ابن إسحاق وغيره.
                (3) الأدب المفرد ص125 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص363 عنه وطبقات ابن سعد ج8 ص66 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص393 عن الروض.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 118/
                ج: أو: تكني بابن أختك عبد الله( ).
                د: قال بعض المؤرخين: «كنيتها: أم عبد الله. كناها النبي(ص) باسم ابن أختها عبد الله بن الزبير»(2).
                فإن زيادة كلمة «ابن الزبير»في النص الأول وكلمة: «فإن الخالة والدة»في النص الثاني.. قد جاءت من قبل الرواة، إما جرياً على ما ارتكز في أذهانهم.. وإما تبرعاً عمدياً بهدف دفع الإشكال.. لاقتناعهم بالروايات التي تتحدث عن صغر سن عائشة، وعن أنها كانت بكراً لم تتزوج قبله (ص).
                وأما الرواية الأخيرة: التي أقحمت كلمة «ابن أختك»فهي موضع شك كبير، بل إننا نرفضها ونردها، استناداً إلى الروايات الصحيحة المتقدمة التي صرحت بأن التفسير قد جاء من الراوي، أو جاءت بكلمة: «يعني» حسبما أسلفنا.
                وإذا أردنا أن نحسن الظن فإننا نقول: إننا نحتمل احتمالاً قوياً أن يكون ثمة تصحيف لكلمة «جبير» بكلمة «زبير».. بسبب التشابه بين الكلمتين في مقام النطق، فيقع الخطأ في سماع الصوت بسبب اختلاط الحروف.
                فلا معنى لإطلاق القول بأن النبي قد كناها بأم عبد الله بابن أختها ابن الزبير، كما فعله ابن الأثير مثلاً(3).
                ـــــــــــــــ
                ( ) معرفة علوم الحديث ص190.
                (2) تاريخ الخميس ج1 ص357.
                (3) راجع: أسد الغابة ج5 ص502. وغيره.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 119/
                وخلاصة الأمر: أن الرواية واحدة في نصوصها وفي أسانيدها.. وقد جاءت نصوصها الصحيحة بدون هذا التفسير. وصرحت بأنه تفسير من قبل الرواة ولم يرد على لسان النبي(ص).
                وأما ما ذكره الديار بكري وغيره، فهو لا يخرج عن السياق الذي أشرنا إليه، ولذا فإنه ليس له أية قيمة علمية، أو تاريخية.
                عائشة لم يولد لها قط!!
                والذي يحتاج إلى التنبيه عليه والإشارة إليه هنا هو ذلك النص المتقدم، الذي تقول فيه: كناني النبي(ص) أم عبد الله، ولم يكن ولدي قط( ).
                وعن هشام بن عروة، عن بعض أصحابه قال: كنى رسول الله(ص) عائشة، ولم يولد لها قط(2).
                وعلى أي تقدير، فإن دعوى أنها لم يولد لها قط، والتي جاءت من قبلها ومن قبل محبيها(3)، تحتاج إلى مزيد من التأمل والتدقيق، ونكتفي هنا بالإلماح إلى ما يلي:
                أولاً: إن النفي المطلق لأن تكون قد ولدت يقابله قولهم: «وقيل: إنها ولدت من رسول الله(ص) ولداً مات طفلاً.
                ـــــــــــــــ
                ( ) المعجم الكبير ج23 ص18.
                (2) المعجم الكبير ج23 ص19.
                (3) راجع على سبيل المثال: فيض القدير للمناوي ج1 ص90 ط سنة 1391هـ. بيروت ـ لبنان ـ والبداية والنهاية ج5 ص315 ومسند أحمد ج6 ص151.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 120/
                ثم قالوا: وهذا غير ثابت. والصحيح الأول، لأنه قد ورد عنها من طرق كثيرة»( ).
                وفي نص آخر: إنها أسقطت من النبي سقطاً، يسمى عبد الله، كانت تكنى به. وهذا مروي عنها أيضاً بطرق كثيرة(2).
                فهم إذن، يستندون إلى نفيها هي لهذا الأمر عن نفسها، وهو نفي يبقى موضع شبهة وريب، حيث يظن قوياً: أنها ومحبيها يسعون لإثبات الفضائل لها، وقد ظهر أن تلك الفضائل غير قادرة على الصمود أمام البحث العلمي الموضوعي والرصين.
                وقول السهيلي: إن ذلك لم يثبت، لأنه يدور على داود بن المحبر، وهو ضعيف(3).. يقابله القول:
                إن الروايات الأخرى أيضاً تدور على عائشة، ومن يدور في فلكها كعروة بن الزبير وأمثاله.. وهي تجر النار إلى قرصها، وما أكثر الفضائل التي أثبتتها لنفسها، وأثبتها لها هذا الفريق الذي يهمه أمرها، ثم ثبت عدم صحتها.. وليس حديث الإفك إلا واحداً من هذا الأحاديث الموهومة..
                ثانياً: إن قولها لم يولد لها قط ـ لو صح ـ فلابد من حمله على أنها لم يولد لها من رسول الله(ص).. وبذلك يتم الجمع بين النصوص،
                ـــــــــــــــ
                ( ) سبل الهدى والرشاد ج11 ص164.
                (2) كذا قال الصالحي الشامي فراجع: سبل الهدى والإرشاد ج11 ص164و18 عن ابن الأعرابي في معجمه والأذكار النووية ص295و288 وراجع: البداية والنهاية ج5 ص315 وج8 ص99 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392 وتاريخ الخميس ج1 ص358 والسيرة الحلبية ج3 ص314 والإصابة ج4 ص360.
                (3) راجع: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 121/
                ويرتفع التكاذب أو احتماله فيما بينها.. وعلى هذا تُحمَل النصوص التالية:
                الأول: إن ابن عباس قال لها بعد حرب الجمل: «إنا جعلناك للمؤمنين أماً»، وأنت بنت أم رومان. وجعلنا أباك صديقاً، وهو ابن أبي قحافة، حامل قصاع الودك لابن جدعان إلى أضيافه.
                فقالت: يا ابن عباس، تمنون علي برسول الله؟
                فقال: ولم لا يمنُّ عليك بمن لو كان منك قلامة ظفر منه، مننتنابه، ونحن لحمه ودمه، ومنه وإليه. وما أنت إلا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده، لست بأبيضهن لوناً، ولا بأحسنهن وجهاً، ولا بأرشحهن عرقاً، ولا بأنضرهن ورقاً»( ).
                ويستفاد من هذا النص الأمور التالية:
                1 ـ إنه يدل على وضاعة حال أبي بكر قبل الإسلام.. وإنه لم يكن له نصيب من المجد والسؤدد، لا في نفسه، ولا من خلال أبيه.. وكذلك كان حال أم رومان..
                2 ـ إنه ينفي أن يكون لعائشة أي سبب من قبل رسول الله، يعطيها الحق بالمن به على الآخرين، لا من حيث ولادة الأولاد، ولا من أي جهة أخرى، لكنه لا ينفي حدوث سقط منها.
                ـــــــــــــــ
                ( ) بحار الأنوار ج32 ص270 ورجال الكشي ط جامعة مشهد ص59 والدرجات الرفيعة ص109 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص229 ومعجم رجال الحديث ج11 ص249 ووسائل الشيعة ج20 هامش ص240 وجواهر المطالب في مناقب علي(ع) ج2 ص25 ومجمع النورين ص266 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص169 وج2 ص40 وأحاديث أم المؤمنين عائشة ج2 ص249.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 122/
                3 ـ إن عائشة لم تكن هي المميزة على نساء النبي في حسن الوجه..
                4 ـ إنها لم تكن أبيضهن لوناً.
                5 ـ إنها لم تكن أنضرهن..
                الثاني: إنها حين وقعت في خديجة وذكرتها بسوء، وأن الله قد أبدله خيراً منها.
                قال (ص): ما أبدلني الله خيراً منها، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها، وحرمني ولد غيرها، أو حرمني أولاد النساء( ).
                الثالث: إنها حينما تجرأت على خديجة فتنقصتها أمام فاطمة عليها السلام، فبكت، فسألها النبي(ص)، فذكرت له سبب بكائها عليها السلام، قال:
                «مه يا حميرا، فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً، وهو عبد الله، وهو المطهر. وولدت مني القاسم، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم وزينب، وأنت ممن أعقم الله فلم تلدي شيئاً»(2).
                ـــــــــــــــ
                ( ) راجع: الاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص287 و286 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص85 ط العثمانية وص90 ط السعيدية بمصر ومسند أحمد ج6 ص118 وراجع: الإصابة ج4 ص283 وأسد الغابة ج5 ص438 وقاموس الرجال ج10 ص332 والبحار ج16 ص12 عن كشف الغمة.
                (2) الخصال ص404و405 والبحار ج16 ص3 وشجرة طوبى ج2 ص233 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص396.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                /صفحة 123/
                ويلاحظ أنه لم يعش له أحد من ولده من خديجة سوى فاطمة عليها السلام.

                تعليق


                • #9
                  ترى من نكذب طاهر العاملي ام علماء الشيعة

                  قال في البحار (16/10 ر 12 ب 5):

                  وعن قتادة بن دعامة قال : كانت خديجة قبل أن يتزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله عند عتيق ابن عائذ بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم ، يقال : ولدت له جارية وهي ام محمد بن صيفي المخزومي ، ثم خلف عليها بعد عتيق أبوهالة هند بن زرارة التيمي ، فولدت له هند بن
                  هند ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله .

                  ومما يثبت ذلك سؤال الحسن رضي الله عنه خاله هند عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم

                  قال المجلسي في البحار (16/148 ر 4 ب 8):
                  4 - ن : الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد عليهم السلام عن موسى بن جعفر عليه السلام عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليه السلام قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه واله وكان وصافا للنبي صلى الله عليه واله ، فقال : كان رسول الله صلى الله عليه واله فخما مفخما ، يتلالؤ وجهه تلالؤ القمر .....

                  وقال في البحار (16/171 ر4 ب 8):

                  وقال الجزري في بيانه ، أي ما يصلح لكل ما يقع من الامور ، وإنما وصف الحسن عليه السلام هندا بأنه خاله لان أبا هالة كان زوج خديجة رضي الله عنها قبل النبي صلى الله عليه واله ، فولدت له هندا وهالة كما سيأتي في أحوال خديجة رضي الله عنها .

                  وقال في البحار (22/200 ر 20 ب 2):
                  20 - عم : أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبدالعزى بن قصي ، تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وكانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي ، فولدت له جارية ، ثم تزوجها أبوهالة الاسدي فولدت له هند بن ابي هالة ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وربى ابنها هندا .


                  وقال ايضا (22/247 ر 1 ب 5):
                  وخدامه أولاد الحارث ، وكان له أخ في الجاهلية اسمه الخلاص بن علقمة وكان النبي صلى الله عليه وآله يقرظه ، وأخوه ووزيره ووصيه وختنه علي عليه السلام ، وربيبه هند بن أبي هالة الاسدي من خديجة

                  تعليق


                  • #10
                    الرد العنيف من كتاب الصحيح

                    من سيرة النبي الأعظم (ص)
                    العلامة المحقق
                    السيد جعفر مرتضى العاملي
                    الجزء الثاني عشر
                    دار السيرة بيروت ـ لبنان

                    لم يتزوج بكراً غير عائشة:
                    بقي أن نشير إلى الشك الكبير الذي يراودنا فيما ذكرته روايات الإفك من أنه (ص) لم يتزوج بكراً غير عائشة.. وهو الأمر الذي لم نزل نسمعها تردده على مسامع الناس، ويتبجح به محبوها؛ مع أن ذلك موضع شك وريب، كما يظهر من ملاحظة ما يلي:
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 106/
                    أولاً: قد تقدم في هذا الكتاب ما يدل على أن السيدة خديجة قد تزوجها رسول الله(ص) وهي بكر، إذ قد ظهر عدم صحة ما يدعونه من أنها قد تزوجت قبل النبي(ص) بأحد من الناس.. فلا تصح دعوى عائشة: أنه لم يتزوج بكراً غيرها.
                    وربما يجد الباحث في حرص عائشة على اتحاف نفسها بهذا الوسام، وبغيره من أوسمة ثبت بطلان نسبتها إليها، وحرمان سائر نساء النبي(ص) من أية ميزة ثبتت لهن ـ ربما يجد في ذلك ما يبرر الشك في أن تكون عائشة نفسها ومحبوها وراء الشائعات الباطلة عن زواج خديجة عليها السلام بغير رسول الله(ص).
                    ثانياً: قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن إبان، حدثنا أبو أسامة، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
                    «خطب النبي (ص) عائشة إلى أبي بكر، وكان ابو بكر قد زوجها جبير بن مطعم، فخلعها منه، فزوجها رسول الله (ص)، وهي ابنة ست سنين الخ..» ( ).
                    فهو يصرح في هذا النص بأنها كانت متزوجة برجل آخر قبل رسول الله(ص)..
                    وأما أن عمرها كان ست سنين فقد أثبتنا أنه غير صحيح، بل كان عمرها حين تزوجها الرسول (ص) حوالي عشرين سنة، أو أكثر..
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) المعجم الكبير ج23 ص26.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 107/
                    ثالثاً: قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الأجلح، عن ابن أبي مليكة، قال:
                    «خطب رسول الله(ص) عائشة إلى أبي بكر الصديق، فقال: يا رسول الله، إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم فاستسلّها منهم، فطلقها، فتزوجها رسول الله(ص)»( ).
                    فهذا النص يصرح أيضاً بحدوث طلاقها بسبب أن أبا بكر قد استسلها منهم.. وهو نص صريح لا مجال للمناقشة فيه ويؤيد ذلك:
                    أ: ما روي عن ابن عباس: قال: خطب رسول الله(ص) إلى أبي بكر الصديق عائشة، فقال أبو بكر: يا رسول الله، قد كنت وعدت بها، أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم، ففعل، ثم تزوجها رسول الله(ص) وكانت بكراً(2)..
                    ويظهر من هذا النص وهو قوله: «ذكرتها لمطعم بن عدي.. لابنه جبير» أن أبا بكر هو الذي كان قد عرضها على مطعم، لابنه جبير.. الأمر الذي يجعلنا نظن ـ كما سيأتي ـ أن أبا بكر هو الذي سعى بطلاقها من جبير، ليزوجها لرسول الله (ص). وربما يجد في نفسه أكثر من سبب ومبرر لذلك.
                    ب: إن نصوصاً أخرى تتحاشى التعبير بكلمة «تزوجها»، وتلجأ إلى التعبير بأنها كانت مسماة له، فسلها أبو بكر سلاً رفيقاً(3).
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) الطبقات الكبرى ج8 ص59 وزوجات النبي (ص) لسعيد أيوب ص47.
                    (2) الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص58 والمحبر ص80و81.
                    (3) أنساب الأشراف ج1 ص409.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 108/
                    وبعضها يكتفي بالقول بأنها كانت تذكر لجبير بن مطعم، وتسمى له( ).
                    قال ابن الجوزي: «كانت مسماة لجبير بن مطعم، فخطبها رسول الله(ص)، فقال أبو بكر(رض): دعني حتى أسلها من جبير سلاً رفيقاً. فتزوجها رسول الله(ص) بمكة الخ»(2).
                    ج: والنص الآنف الذكر مقتبس من الرواية التي تقول:
                    إن خولة بنت حكيم جاءت إلى النبي(ص)، فعرضت عليه التزوج بعائشة، وبسودة بنت زمعة، فقال لها: اذهبي فاذكريهما علي، فأتت أم رومان، فأخبرتها بذلك، فقالت أم رومان، وددت..
                    ثم إنها لما كلمت أبا بكر قال لها: «وهل تصلح له؟! إنما هي ابنة اخيه؟! فرجعت إلى الرسول فأخبرته، فقال (ص): ارجعي إليه وقولي له: أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي.
                    فأتت أبا بكر فأخبرته، فقال لها: انتظريني حتى أرجع.
                    فخرج، حتى أتى المطعم بن عدي، وإذا امرأته عنده، فقالت العجوز له: لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك أن تصبئه، وتدخله في دينك!!
                    فقال أبو بكر لزوجها: ما تقول هذه؟!
                    فقال: إنها تقول ذاك.
                    فخرج أبو بكر وقد أذهب الله العدة التي كانت في نفسه من عدته التي
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج9 ص190 وج14 ص22.
                    (2) صفة الصفوة ج2 ص15 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج14 ص164.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 109/
                    وعدها إياه فرجع، وقال لخولة: ادعي لي رسول الله، فدعته فجاء، فأنكحه( ).
                    د: عن ابن أبي مليكة: «قال أبو بكر: كنت قد أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم، فاستلبثها»(2). (لعل الصحيح: حتى أسلها منهم فاستلها).
                    وفسر البعض كلمة «مسماة على جبير» بأنها كانت مخطوبة لابنه من أبيها(3).
                    ونستطيع أن نستفيد من النصوص المتقدمة عدة أمور، هي:
                    1 ـ لا ندري: كيف يبادر رجل لعرض ابنته على رجل مشرك، وقد قاطع المشركون المسلمين وحصروهم عدة سنوات، ومنعوا من التزوج منهم والتزويج لهم، فحتى لو لم يكن قد نزل من الله نهي عن إنكاح المشركين، وهو قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) (4) ، فإن طبيعة الأمور تقضي بالترفع
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) راجع المصادر التالية: المعجم الكبير للطبراني ج23 ص23 و24 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص411 و412 ط الاستقامة والمنتظم ج3 ص16 و17 ومسند أحمد ج6 ص210 و211 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص411 و412 ط دار الكتب العلمية، وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص225 و227 و226 عن الطبراني وتاريخ الخميس ج1 ص305 والسيرة الحلبية ج1 ص348 وشرح الزرقاني على المواهنب اللدنية ج4 ص381 و382 عن أحمد والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص139 و140 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص142و143و14 عن أحمد والبيهقي والبداية والنهاية ج3 ص131 و132 و133 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص165 و166.
                    (2) الإصابة ج4 ص359.
                    (3) راجع شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
                    (4) سورة البقرة/221.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 110/
                    عن القبول بذلك، فضلاً عن قولهم: إن أبا بكر هو الذي ذكرها لهم، وعرضها عليهم!!.
                    فما معنى ان نقرأ في الروايات المتقدمة: أنه ذكرها لمطعم ليزوجها بابنه جبير، أو كانت مسماة له، أو أنه أعطاها له، او وعده بها أو نحو ذلك؟!..
                    2 ـ هل كان من عادات أهل ذلك الزمان حقاً خطبة بناتهم سنوات، ثم يكون العقد، ثم يكون الزواج؟!! أم أن ذلك من خصوصيات عائشة التي يدعى أنها كانت صغيرة السن، وبعمر ست سنوات فقط!!
                    مع أن الصحيح هو أن عمرها، كان حوالي عشرين سنة أو اكثر من ذلك، حسبما حققناه في هذا الكتاب.
                    كما أننا نشك في أن يكون (ص) قد تزوجها فور وفاة خديجة (عليها السلام)، لوجود ما يدل على أنه قد تزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين( ).
                    بل قال بعضهم: إن هناك رواية تقول: إنه تزوجها في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة(2).
                    3 ـ إذا كانت مسماة لجبير، أو معطاة له، أو أنه قد وعده بها، أو أنه كان قد تزوجها.. فكيف يخطب رسول الله(ص) امرأة هذه حالها، ويرضى بان تطلّق، أو بأن تخلع امرأة من زوجها؟!
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14 ص22.
                    (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 111/
                    بل كيف يرضى بأن يسلها أبو بكر حتى من خطيبها، المسماة له؟!..
                    وقد حاول البعض أن يعتذر عن ذلك بأن النبي(ص) قد خطبها، لانه لم يعلم بالخطبة، أو كان قبل النهي( ).
                    ولكنه اعتذار بارد، ورأي فاسد.. فإن النصوص قد ذكرت أنه قد أخبره بأنه وعد بها، او ذكرها لفلان، ثم استمهله ليسلها منهم.
                    أضف إلى ذلك: أن نفس هذا التصرف مما تدرك الناس خروجه عن حدود اللياقات على الأقل، فهو مرفوض حتى لو لم يرد نهي عنه.
                    4 ـ إن الروايات تصرح بأن أبا بكر هو الذي عرضها على الزواج الأول، ثم تصرح بأنه كان يسعى لاستلالها منهم، وتصرح بعضها بأنه خلعها، أو طلقها.. مما يعني أن أبا بكر كان شديد الحرص على التفريق بينها وبين جبير.
                    فإذا ضممنا ذلك إلى قولهم: إن أم رومان قد عبرت عن فرحتها بقولها: «وددت»ثم قول بعضهم: «وفي رواية: أن أبا بكر استلها منهم قبل أن تخطبها خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون لرسول الله(ص)» (2).
                    فإذا ضممنا بعض ذلك إلى البعض الآخر، فإننا نسمح لأنفسنا بأن نحتمل بأن أبا بكر كان هو الذي أرسل خولة بنت حكيم إلى رسول
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) راجع: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص381.
                    (2) زوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 112/
                    الله.. وبأنه قد خلعها من ذاك وطلقها منه، ليفرضها على رسول الله(ص) لحاجة في نفسه قضاها.
                    5 ـ إن تلك الروايات تقول: إن أبا بكر قد تعجب من خطبة النبي لها، لتوهمه أنها لا تحل له لكونها ابنة أخيه.
                    ويرد عليه النبي (ص) أن المراد بلا شك هو الأخوة في الإسلام والإيمان.
                    وحينئذ نقول: هل كان أبو بكر يظن: أنه لا يجوز للنبي(ص) أن يتزوج ابنة رجل مسلم.. لأن المؤمنين إخوة؟! وإذا صح ذلك فهو يعني: أن لا يجوز زواج أي مسلم من أي مسلمة، لنفس السبب..
                    أو هل كان يظن أنه أخ للنبي(ص) بما هو أبعد من أخوة الإسلام؟! وكيف؟!
                    6 ـ إن ظاهر الروايات المتقدمة تارة هو أن النبي(ص) نفسه قد جاء لخطبة عائشة، وتارة أخرى: أنه أرسل خولة بنت حكيم، فقامت بالمهمة، ثم هيأ أبو بكر الأمر وطلب منها ان تدعو الرسول فدعته، فزوجه..
                    7 ـ إن هناك نصاً آخر يتحدث عن كيفية زواجه (ص) بعائشة يفيد: أن النبي(ص) رأى عائشة على أرجوحة، فأعجبته، فأتى منزل أبي بكر، ولم يكن حاضراً، فقالت له أم رومان: ما حاجتك يا رسول الله؟
                    قال: جئت أخطب عائشة.
                    قالت: إن عندنا يا رسول الله من هي أكبر منها.
                    قال: إنما أريد عائشة.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 113/
                    ثم خرج.
                    ودخل أبو بكر. فأخبرته أمها بما قال رسول الله، فخرج، فزوجها إياه( ).
                    ويستوقفنا في هذا النص عدة أمور:
                    منها: مناقضته لسائر النصوص في أمور عديدة، تظهر بالملاحظة.
                    ومنها: أنه يكذب قولها: إن الملك قد جاء بصورتها إلى رسول الله(ص) بسرقة من حرير.
                    رابعاً: ومما يدل أيضاً على أن عائشة كانت متزوجة قبل رسول الله (ص) برجل آخر. ما يلي:
                    1 ـ لقد روى أبو داود وغيره بالأسانيد الصحيحة(2) عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي (أو كل نسائك، أو كنيت نساءك فأكنني، أو) لهن كنى.
                    قال: فاكتني بابنك عبد الله.
                    قال الراوي: يعني عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر.
                    وكانت عائشة تكنى بأم عبد الله حتى ماتت.
                    أضاف أحمد والصنعاني، وأبو نعيم: قوله: ولم تلد قط(3).
                    ـــــــــــــــ
                    ( ) أنساب الأشراف ج1 ص411.
                    (2) الأذكار النووية ص295.
                    (3) سنن أبي داود ج4 ص294 بعدة اسانيد والأذكار النووية ص295، والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص18 بعدة اسانيد، وكنز العمال ج16 ص424 ومسند أحمد ج6 =
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    /صفحة 114/
                    2 ـ وفي نص آخر: أنه قال لها: اكتني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى أم عبد الله( ).
                    3 ـ وعنها قالت: كناني النبي (ص) أم عبد الله، ولم يكن ولد لي قط(2).
                    4 ـ وقد حددت وقت تكنيتها بذلك، حيث روي عنها: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به رسول الله(ص)، فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل في جوفه، وقال: هو عبد الله، وأنت أم عبد الله.
                    أضاف ابن حبان قولها: فما زلت أكنى بها، وما ولدت قط(3).

                    تعليق


                    • #11
                      تابع...

                      5 ـ وفي نص آخر عنها: أنها قالت: يا رسول الله، كل نسائك لها كنية غيري، قال: أنت أم عبد الله(4).
                      6 ـ وحسب نص الحلبية: أنه (ص) قال لعائشة: «هو عبد الله، وأنت أم عبد الله. قالت: فما زلت أكتني به، أي وكان يدعوها أماً، لانه (رض) تربى في حجرها»(5).
                      ـــــــــــــــ
                      = ص107 و213 و151 وذكر أخبار أصبهان ج1 ص315 و93 والمصنف للصنعاني ج11 ص42 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص18 وراجع: الغدير ج6 ص315 وطبقات ابن سعد ج8 ص64 و63.
                      ( ) الادب المفرد ص125 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص164 وصفة الصفوة ج2 ص15 ومسند أحمد ج6 ص186.
                      (2) المعجم الكبير ج23 ص18.
                      (3) سبل الهدى والرشاد ج11 ص164 والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج16 ص54و55 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392و393، عن ابن سعد وابن حبان وقال: وله طرق كثيرة عنها وراجع: معرفة علوم الحديث ص190.
                      (4) مسند احمد ج6 ص186.
                      (5) السيرة الحلبية ج3 ص314.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 115/
                      7 ـ وروي تكنيها بأم عبد الله عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً( ) فراجع.
                      فقد دلت هذه النصوص على:
                      1 ـ أنه قد كان لعائشة ابن.
                      2 ـ أن اسم هذا الابن هو عبدالله. وقد كناها النبي(ص) به..
                      3 ـ ثم جاء الرواة وقالوا: إن عائشة، حسب أقوالها هي، وأقوال محبيها كانت حين زواجها برسول الله (ص) صغيرة السن.
                      4 ـ وقال الرواة أيضاً: إن رسول الله (ص) تزوجها بكراً، مستندين في ذلك أيضاً إلى أقوال عائشة نفسها، وإصرارها الشديد على ذلك..
                      ونقول:
                      إننا نسجل على ما تقدم الملاحظات التالية:
                      أ: قد عرفنا في أجزاء هذا الكتاب السابقة:
                      أن دعواها: أن عمرها قد كان حينما تزوجها رسول الله(ص) ست سنين أو سبع.. غير صحيحة بل كان عمرها حوالي عشرين سنة، إن لم يكن أزيد من ذلك.
                      ويتأكد هذا الإشكال إذا أخذ بنظر الاعتبار قولها: إن تكنيتها بام عبد الله كان حين ولادة ابن الزبير أي في أوائل الهجرة، فإنه (ص) لم يكن قد تزوج سوى سودة بنت زمعة وخديجة ولا يعرف لهن أية كنية.
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) راجع: الخصال ط سنة1389هـ طهران ـ إيران ص419 والبحار ج22 ص194 ووسائل الشيعة ج14 ص182، وتفسير نور الثقلين ج4 ص298.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 116/
                      ب: قد عرفنا هنا أن دعواها: أن رسول الله (ص) قد تزوجها بكراً لا تصح أيضاً..
                      ج: إن دعواها: أنها لم تتزوج أحداً غير رسول الله(ص)، لا تصح، بل هي كانت متزوجة برجل آخر هو جبير بن مطعم. وقد طلقت منه. وفي نصوص أخرى سلها أبو بكر منه سلاً رفيقاً..
                      د: إننا لم نجد لأي من نساء النبي(ص) أية كنية سوى لـ «أم سلمة، وأم حبيبة، وزينب بنت خزيمة، أم المساكين»، فكيف تقول عائشة: إن جميع نسائه (ص) لهن كنى.
                      هـ: إنه قد كان لها ابن اسمه عبد الله.
                      و: إنها لم تلد من رسول الله(ص) قط. كما زعمت، وسيأتي أننا نشك في ذلك كله، وأن ما ذكرناه فيما تقدم يدلنا على أنه كان لها ابن من ذلك الذي كان زوجها وطلّقها، ثم تزوجها رسول الله(ص) بعده..
                      ز: إن حصيلة ذلك هي:
                      إن تطبيق كلمة «ابنك عبد الله» على ابن الزبير، ما هو إلا اجتهاد من الرواة، كما ظهر مما تقدم تحت رقم 1 حيث: «قال الراوي: يعني «عبد الله بن الزبير»، وقوله رقم 2، اكتني بابنك يعني عبد الله بن الزبير».
                      كما أن بعض النصوص المتقدمة قد ذكرت تكنية النبي لها بأم عبد الله من دون إشارة لابن الزبير كما في رقم3 و5.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 117/
                      وأما الرواية رقم 4 وكذلك رقم 6 فلا دلالة فيها على وجود ربط بين تسمية المولود الذي جاءت به للنبي بعبد الله، وبين تكنيتها بهذا الاسم، سوى تشابه الإسمين..
                      التصرفات غير المقبولة:
                      وبناء على ما تقدم نقول:
                      لقد أصبح واضحاً أنه لا مجال لقبول الروايات التي جعلت كلمة ابن الزبير من تتمة كلام الرسول، ولذلك فلا مجال لقبول روايتهم عن رسول الله (ص)، أنه قال:
                      أ: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير( ) زاد الصالحي الشامي قوله: إن السبب في ذلك هو «أنها كانت استوهبته من أبويه، فكان في حجرها، يدعوها أما»(2).
                      ب: أو: اكتني بابنك عبد الله، فإن الخالة والدة(3).
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) راجع: مسند أبي يعلى ج7 ص473و474 وكنز العمال ط مؤسسة الرسالة ج16 ص424 وج13 ص693 عن ابن سعد، والبيهقي، والحاكم، وأحمد، والطبراني، والآحاد والمثاني ج5 ص388و389 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص190 وج14 ص22 ومسند أحمد ج6 ص260 ومسند ابن راهويه ج2 ص310 والاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص358 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص164 وطبقات ابن سعد ج8 ص66 وشرح الزرقاني على المواهب اللدينة ج4 ص393 وزوجات النبي(ص) لسعيد أيوب ص47و48.
                      (2) راجع: سبل الهدى والرشاد ج11 ص18 وراجع: شرح المواهب للزرقاني ج4 ص393 عن ابن إسحاق وغيره.
                      (3) الأدب المفرد ص125 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص363 عنه وطبقات ابن سعد ج8 ص66 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص393 عن الروض.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 118/
                      ج: أو: تكني بابن أختك عبد الله( ).
                      د: قال بعض المؤرخين: «كنيتها: أم عبد الله. كناها النبي(ص) باسم ابن أختها عبد الله بن الزبير»(2).
                      فإن زيادة كلمة «ابن الزبير»في النص الأول وكلمة: «فإن الخالة والدة»في النص الثاني.. قد جاءت من قبل الرواة، إما جرياً على ما ارتكز في أذهانهم.. وإما تبرعاً عمدياً بهدف دفع الإشكال.. لاقتناعهم بالروايات التي تتحدث عن صغر سن عائشة، وعن أنها كانت بكراً لم تتزوج قبله (ص).
                      وأما الرواية الأخيرة: التي أقحمت كلمة «ابن أختك»فهي موضع شك كبير، بل إننا نرفضها ونردها، استناداً إلى الروايات الصحيحة المتقدمة التي صرحت بأن التفسير قد جاء من الراوي، أو جاءت بكلمة: «يعني» حسبما أسلفنا.
                      وإذا أردنا أن نحسن الظن فإننا نقول: إننا نحتمل احتمالاً قوياً أن يكون ثمة تصحيف لكلمة «جبير» بكلمة «زبير».. بسبب التشابه بين الكلمتين في مقام النطق، فيقع الخطأ في سماع الصوت بسبب اختلاط الحروف.
                      فلا معنى لإطلاق القول بأن النبي قد كناها بأم عبد الله بابن أختها ابن الزبير، كما فعله ابن الأثير مثلاً(3).
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) معرفة علوم الحديث ص190.
                      (2) تاريخ الخميس ج1 ص357.
                      (3) راجع: أسد الغابة ج5 ص502. وغيره.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 119/
                      وخلاصة الأمر: أن الرواية واحدة في نصوصها وفي أسانيدها.. وقد جاءت نصوصها الصحيحة بدون هذا التفسير. وصرحت بأنه تفسير من قبل الرواة ولم يرد على لسان النبي(ص).
                      وأما ما ذكره الديار بكري وغيره، فهو لا يخرج عن السياق الذي أشرنا إليه، ولذا فإنه ليس له أية قيمة علمية، أو تاريخية.
                      عائشة لم يولد لها قط!!
                      والذي يحتاج إلى التنبيه عليه والإشارة إليه هنا هو ذلك النص المتقدم، الذي تقول فيه: كناني النبي(ص) أم عبد الله، ولم يكن ولدي قط( ).
                      وعن هشام بن عروة، عن بعض أصحابه قال: كنى رسول الله(ص) عائشة، ولم يولد لها قط(2).
                      وعلى أي تقدير، فإن دعوى أنها لم يولد لها قط، والتي جاءت من قبلها ومن قبل محبيها(3)، تحتاج إلى مزيد من التأمل والتدقيق، ونكتفي هنا بالإلماح إلى ما يلي:
                      أولاً: إن النفي المطلق لأن تكون قد ولدت يقابله قولهم: «وقيل: إنها ولدت من رسول الله(ص) ولداً مات طفلاً.
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) المعجم الكبير ج23 ص18.
                      (2) المعجم الكبير ج23 ص19.
                      (3) راجع على سبيل المثال: فيض القدير للمناوي ج1 ص90 ط سنة 1391هـ. بيروت ـ لبنان ـ والبداية والنهاية ج5 ص315 ومسند أحمد ج6 ص151.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 120/
                      ثم قالوا: وهذا غير ثابت. والصحيح الأول، لأنه قد ورد عنها من طرق كثيرة»( ).
                      وفي نص آخر: إنها أسقطت من النبي سقطاً، يسمى عبد الله، كانت تكنى به. وهذا مروي عنها أيضاً بطرق كثيرة(2).
                      فهم إذن، يستندون إلى نفيها هي لهذا الأمر عن نفسها، وهو نفي يبقى موضع شبهة وريب، حيث يظن قوياً: أنها ومحبيها يسعون لإثبات الفضائل لها، وقد ظهر أن تلك الفضائل غير قادرة على الصمود أمام البحث العلمي الموضوعي والرصين.
                      وقول السهيلي: إن ذلك لم يثبت، لأنه يدور على داود بن المحبر، وهو ضعيف(3).. يقابله القول:
                      إن الروايات الأخرى أيضاً تدور على عائشة، ومن يدور في فلكها كعروة بن الزبير وأمثاله.. وهي تجر النار إلى قرصها، وما أكثر الفضائل التي أثبتتها لنفسها، وأثبتها لها هذا الفريق الذي يهمه أمرها، ثم ثبت عدم صحتها.. وليس حديث الإفك إلا واحداً من هذا الأحاديث الموهومة..
                      ثانياً: إن قولها لم يولد لها قط ـ لو صح ـ فلابد من حمله على أنها لم يولد لها من رسول الله(ص).. وبذلك يتم الجمع بين النصوص،
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) سبل الهدى والرشاد ج11 ص164.
                      (2) كذا قال الصالحي الشامي فراجع: سبل الهدى والإرشاد ج11 ص164و18 عن ابن الأعرابي في معجمه والأذكار النووية ص295و288 وراجع: البداية والنهاية ج5 ص315 وج8 ص99 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392 وتاريخ الخميس ج1 ص358 والسيرة الحلبية ج3 ص314 والإصابة ج4 ص360.
                      (3) راجع: شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص392.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 121/
                      ويرتفع التكاذب أو احتماله فيما بينها.. وعلى هذا تُحمَل النصوص التالية:
                      الأول: إن ابن عباس قال لها بعد حرب الجمل: «إنا جعلناك للمؤمنين أماً»، وأنت بنت أم رومان. وجعلنا أباك صديقاً، وهو ابن أبي قحافة، حامل قصاع الودك لابن جدعان إلى أضيافه.
                      فقالت: يا ابن عباس، تمنون علي برسول الله؟
                      فقال: ولم لا يمنُّ عليك بمن لو كان منك قلامة ظفر منه، مننتنابه، ونحن لحمه ودمه، ومنه وإليه. وما أنت إلا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده، لست بأبيضهن لوناً، ولا بأحسنهن وجهاً، ولا بأرشحهن عرقاً، ولا بأنضرهن ورقاً»( ).
                      ويستفاد من هذا النص الأمور التالية:
                      1 ـ إنه يدل على وضاعة حال أبي بكر قبل الإسلام.. وإنه لم يكن له نصيب من المجد والسؤدد، لا في نفسه، ولا من خلال أبيه.. وكذلك كان حال أم رومان..
                      2 ـ إنه ينفي أن يكون لعائشة أي سبب من قبل رسول الله، يعطيها الحق بالمن به على الآخرين، لا من حيث ولادة الأولاد، ولا من أي جهة أخرى، لكنه لا ينفي حدوث سقط منها.
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) بحار الأنوار ج32 ص270 ورجال الكشي ط جامعة مشهد ص59 والدرجات الرفيعة ص109 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص229 ومعجم رجال الحديث ج11 ص249 ووسائل الشيعة ج20 هامش ص240 وجواهر المطالب في مناقب علي(ع) ج2 ص25 ومجمع النورين ص266 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص169 وج2 ص40 وأحاديث أم المؤمنين عائشة ج2 ص249.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 122/
                      3 ـ إن عائشة لم تكن هي المميزة على نساء النبي في حسن الوجه..
                      4 ـ إنها لم تكن أبيضهن لوناً.
                      5 ـ إنها لم تكن أنضرهن..
                      الثاني: إنها حين وقعت في خديجة وذكرتها بسوء، وأن الله قد أبدله خيراً منها.
                      قال (ص): ما أبدلني الله خيراً منها، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها، وحرمني ولد غيرها، أو حرمني أولاد النساء( ).
                      الثالث: إنها حينما تجرأت على خديجة فتنقصتها أمام فاطمة عليها السلام، فبكت، فسألها النبي(ص)، فذكرت له سبب بكائها عليها السلام، قال:
                      «مه يا حميرا، فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً، وهو عبد الله، وهو المطهر. وولدت مني القاسم، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم وزينب، وأنت ممن أعقم الله فلم تلدي شيئاً»(2).
                      ـــــــــــــــ
                      ( ) راجع: الاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص287 و286 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص85 ط العثمانية وص90 ط السعيدية بمصر ومسند أحمد ج6 ص118 وراجع: الإصابة ج4 ص283 وأسد الغابة ج5 ص438 وقاموس الرجال ج10 ص332 والبحار ج16 ص12 عن كشف الغمة.
                      (2) الخصال ص404و405 والبحار ج16 ص3 وشجرة طوبى ج2 ص233 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص396.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      /صفحة 123/
                      ويلاحظ أنه لم يعش له أحد من ولده من خديجة سوى فاطمة عليها السلام.

                      تعليق


                      • #12
                        يا عاملي هذا الدش والقص واللصق الكثير لايخدمك اثبت نصا صريحا صحيحا في كون عائشة لم تكن بكر وان لها ولدا وان تزوجت وهي فوق العشرين
                        واثبت كذلك نصا صريحا صحيحا في ان خديجة رضي الله عن الجميع كانت عذراء
                        وبلاش كثرة القص واللصق ترى هذا يدل على عدم المامك بالموضوع وان همك بس هو لصق الكلام

                        وخير الكلام ما قل ودل وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا فافهم ان كنت ممن يفهم

                        واسالك سؤلا من الكاذب انت ام علمائك؟؟؟؟؟؟

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                        استجابة 1
                        10 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                        ردود 2
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X