إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ادعاءات الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف وبطلانها وراد عليها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادعاءات الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف وبطلانها وراد عليها

    ذكر الشيخ عثمان الخميس جملة من الإعتراضات والإشكالات حول حادثة كربلاء ، وأثار حولها أكاذيب وأباطيل لا يقول بها إلا من أعمى الهوى بصيرته ، بل ادّعى ادعاءات زاعما صحة أسانيدها التاريخية ، وسوف نثبت إن شاء الله أن كل ما أتى به كذب وانتحال لا أصل له وأنه أوهن من بيت العنكبوت .



    الادعاء الأول : أن يزيد بن معاوية ليس فاسقا



    يقول الشيخ عثمان الخميس صاحب كتاب " حقبة من التاريخ " ما نصّه : ( فالفسق الذي نسب إلى يزيد في شخصه كشرب الخمر أو ملاعبة قردة كما يقولون أو فحش أو ماشابه ذلك لم يثبت عنه بسند صحيح فهذا لا نصدقه والأصل العدالة .. ) ( 1 ) .



    أقول : يظهر أن هناك بعض الأيادي الأموية حركت عثمان الخميس للدفاع عن يزيد بن معاوية ، لذا نراه ينكر فسقه ولا يصدقه بل يدّعي عدالته ، في حين أن المتسالم عليه عند علماء الشيعة قاطبة وعند كثير من علماء أهل السنة ثبوت فسق يزيد بن معاوية وعدم عدالته ، فقد



    ___________________________

    ( 1 ) عثمان الخميس : حقيبة من التاريخ – ص 101 .



    ( 31 )

    نقل السيوطي والذهبي أن عبدالله بن حنظلة قال – في وصف يزيد بن معاوية - : ( إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ) ( 1 ) .



    وقال عنه الذهبي : ( وكان ناصبيا ، فظا ، غليظا ، جلفا ، يتناول المسكر ويفعل المنكر ، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس ، ولم يبارك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين .. ) ( 2 ) .



    وقال عنه أيضًا – ردّا على مازعمه عثمان الخميس بأن الأصل فيه العدالة - : ( مقدوح في عدالته ، ليس بأهل أن يروى عنه .. ) ( 3 ) .



    ولهذا قال الشوكاني : ( أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود .. حتى حكموا بأن الحسين السبط رضي الله عنه وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله .. ) ( 4 ) .



    وقال التفتازاني : ( والحق إن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مما تواتر



    __________________________

    ( 1 ) السيوطي : تاريخ الخلفاء – ص 167 . وانظر الذهبي : سير أعلام النبلاء – ج 3 ص 324 . وأيضا بن الأثير : الكامل في التاريخ ج 3 ص 449 و 450 .

    ( 2 ) الذهبي : سير أعلام النبلاء – ج 4 ص 37 و 38 .

    ( 3 ) الذهبي : ميزان الاعتدال في نقد الرجال – ج 4 ص 440 .

    ( 4 ) الشوكاني : نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح مقتفى الأخبار – ج 7 ص 176 .



    ( 32 )

    معناه ، وإن كان تفصيله آحادا .. فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه .. ) ( 1 ) .



    وقد نقل ابن خلكان وصف الفقيه الشافعي الكيا الهراسي ليزيد بن معاوية بقوله : ( .. وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيد بالفهود ، ومدمن الخمر ، وشعره في الخمر معلوم .. ) ( 2 ) .



    أقول : هذه بعض آراء علماء أهل السنة في يزيد بن معاوية ، ذكرناها ليرى كل منصف أن الشيخ عثمان الخميس ليس لديه هم سوى الدفاع عن أعداء أهل البيت عليهم السلام وإنكار الثابت عند المسلمين .



    الادعاء الثاني : أن الصحابة حاولوا منع الحسين عليه السلام من الخروج



    يقول الشيخ عثمان الخميس : ( وكان كثير من الصحابة قد حاولوا منع الحسين بن علي من الخروج وهم عبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن الزبير ومحمد بن الحنفية ) ( 3 ) .

  • #2
    ادعاءات الشيخ عثمان الخميس حول واقعة الطف وبطلانها وراد عليها (2)

    ثالثا : نصيحة عبدالله بن الزبير



    ذكر الشيخ عثمان الخميس أن عبدالله بن الزبير قال للحسين عليه



    __________________________

    ( 1 ) نفس المصدر : ج 9 ص 724 .



    ( 39 )

    السلام : ( أين تذهب ؟! تذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ، لا تذهب . فأبى الحسين إلا أن يخرج ) ( 1 ) .



    أقول : نعوذ بالله من شطحات المجانين ، ونستجير به من هذي النواصب والشياطين ، فالشيخ عثمان الخميس يحاول أن يملأ كتابه بروايات توافق هواه ودعواه ، حتى ولو كانت مخالفة لما تسالم عليه أرباب التاريخ ، فهو ينقل أن ابن الزبير نهى الحسين عليه السلام عن الخروج ، في حين أن المصادر التاريخية تذكر خلاف ذلك ، حيث كان ابن الزبير يصر على الحسين عليه السلام بأن يخرج لى العراق ، ويحثه على ذلك ، فقد روى ابن كثير أن ابن الزبير قال للحسين عليه السلام : ( أما لو كان بها مثل شيعتك ما عدلت عنها ، فلما خرج من عنده قال الحسين : قد علم ابن الزبير أن ليس له من الأمر معي شيء ، وأن الناس لم يعدلوا بي غيري ، فود أني خرجت لتخلوا له ) ( 2 ) .



    ولم يكتف ابن الزبير بذلك ، بل لزم الحجر ( وجعل يحرض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح إلى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك ) ( 3 ) .



    __________________________

    ( 1 ) عثمان الخميس : حقبة من التاريخ – ص 107 .

    ( 2 ) ابن كثير: البداية والنهاية – ج 8 ص 128 . وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ – ج 3 ص 400 . وأيضا الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 295 .

    ( 3 ) نفس المصدر : ج 8 ص 130 .



    ( 40 )

    وقد علم ابن عباس بذلك ، فخاطب ابن الزبير قائلا : ( قد أتى ما أحببت ، وهذا الحسين يخرج ويتركك والحجاز ، ثم تمثل :

    يالك من قنبرة بمعمر

    خلا لك الجو فبيضي واصفري

    ونقري ما شئت أن تنقري ) ( 1 ) .


    والمتحصل أن ابن الزبير لم ينه الحسين عليه السلام عن الخروج ، ولم يعارضه ، ولم يمنعه ، بل العكس حيث لم يكن ناصحا له ، وإنما مؤيدا ومصرا على خروجه عليه السلام ، لا كما ادّعى الشيخ عثمان الخميس .



    رابعا : نصيحة أبي سعيد الخدري



    نقل الشيخ عثمان الخميس أن أبا سعيد الخدري قال للحسين عليه السلام : ( يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أنه قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول .. ) ( 2 ) .



    أقول : إن هذه الرواية لم تثبت عند الشيعة بسند صحيح ، وعلى فرض ثبوتها ، فإنها تدل على شفقة أبي سعيد على الحسين عليه السلام ،



    _______________________

    ( 1 ) السيوطي : تاريخ الخلفاء – ص 165 . وانظر ابن كثير: البداية والنهاية – ج 8 ص 128 و 132 . وأيضا الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 295 .

    ( 2 ) عثمان الخميس : حقبة من التاريخ – ص 108 .



    ( 41 )

    واعتقاده أن أهل الكوفة لا وفاء لهم ، فأين المعارضة والنهي والمنع الذي زعمه الشيخ عثمان الخميس ؟ .



    والغريب أن " الشيخ " لم يذكر النص التاريخي لمنع محمد بن الحنفية خروج الحسين عليه السلام ونهيه له ومعارضته إياه ، مما يدل على عدم وجود رواية صحيحة بهذا الشأن ، وعلى فرض وجودها ، فإن حالها كحال نصيحة أبي سعيد الخدري ، بمعنى أنها تحمل أنه نصح الحسين عليه السلام وقدّم له بدائل أخرى ، نظرا لشفقته عليه وعلمه بغدر أهل الكوفة .



    افتراء الشيخ عثمان الخميس على عبدالله بن عمرو



    ذكر الشيخ عثمان الخميس أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان من الذين حاولوا منع الحسين عليه السلام من الخروج على يزيد بن معاوية وعارضوه ونهوه عن ذلك .



    وليته يخبرنا من هو العالم الذي نقل هذا الخبر ؟ وفي أي كتاب من كتبه ؟ ومن هم رواته ورجال سنده ؟ ولماذا ياترى لم يذكر الشيخ عثمان الخميس كل ذلك ؟ .



    إن كتب التاريخ تخلو من أي لقاء وحوار حصل بين الحسين عليه السلام وعبدالله بن عمرو ، وهذا يدل على الكذب الصريح والاختلاق والتزوير الذي ارتكبه الشيخ عثمان الخميس .



    ( 42 )

    ولو أنه تتبع وبحث عن الحق ، لوجد أن عبدالله بن عمرو كان من المؤيدين لخروج الحسين عليه السلام ، وكان يحض الناس على الالتحاق بركبه .



    روى الذهبي عن الفرزدق – الشاعر المعروف – أنه قال : ( لمّا خرج الحسين لقيت عبدالله بن عمرو ، فقلت : إن هذا قد خرج ، فما ترى ؟ قال : أرى أن تخرج معه ، فإنك إن أردت دنيًا أصبتها ، وإن أردت آخرة أصبتها .. ) ( 1 ) .



    قال الذهبي – معلقا على هذه الرواية - : ( هذا يدل على تصويب عبدالله بن عمرو للحسين في مسيره ، وهو رأي ابن الزبير وجماعة من الصحابة شهدوا الحرّة ) ( 2 ) .



    أقول : هذه هي النصوص التاريخية ، لا يوجد واحد منها يدل على أن الصحابة حاولوا منع الحسين عليه السلام من الخروج أو أنهم نهوه وعارضوه ، بل كلها تدل إما على شفقتهم عليه وخوفهم من غدر أهل العراق ، وإما على تأييدهم لخروجه عليه السلام .



    هذا وقد أجاب سيد الشهداء عليه السلام على كل من نصحه ، وذلك في الجواب الذي كتبه ردّا على رسالة عبدالله بن جعفر الذي حذره من أهل العراق ، حيث قال عليه السلام : ( إني رأيت رؤيا ، رأيت فيها



    _______________________

    ( 1 ) الذهبي : سير أعلام النبلاء – ج 3 ص 293 .

    ( 2 ) نفس المصدر : ج 3 ص 293 .



    ( 43 )

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمرت فيها بأمر أنا ماضٍ له ، علىّ كان أو لي .. وما أنا محدث بها أحدًا حتى ألقى ربي ) ( 1 ) ، وفي رؤية ابن كثير أنه عليه السلام قال : ( إني رأيت رؤيا ، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وســـــــــــــلم أمرني بأمر ، وأنا ماضٍ له ، ولست بمخبر بها أحدًا حتى ألاقي عملي ) ( 2 ) .



    وقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي .. ) ( 3 ) ، فكيف إذا كان الرائي سبطه وريحانته من الدنيا وسيد شباب أهل الجنة ، ألن تكون الرؤيا صادقة ؟! .



    الادعاء الثالث : أن الحسين ( ع ) أراد أن يرجع لكنه نزل على رأي أبناء مسلم بن عقيل



    يقول الشيخ عثمان الخميس : ( وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله عمر بن سعد ، فهمّ الحسين أن يرجع فكلّم أبناء مسلم بن عقيل فقالوا : لا والله لا نرجع حتى نأخذ بثأر



    _______________________

    ( 1 ) ابن الأثير : الكامل في التاريخ – ج 3 ص 402 . وانظر الطبري : تاريخ الأمم والملوك – ج 3 ص 297 .

    ( 2 ) ابن كثير : البداية والنهاية – ج 8 ص 131 و 134 . وانظر الذهبي : سير أعلام النبلاء – ج 3 ص 297 .

    ( 3 ) صحيح البخاري : ج 9 ص 653 .



    ( 44 )

    أبينا ، فنزل على رأيهم ) ( 1 ) .



    أقول : إن هذا الكلام لا يصح لعدة وجوه :



    الوجه الأول : إن هذه الرواية أوردها الطبري في تاريخه ، وفي سندها " خالد بن يزيد القسري " ، وقد ذكره الذهبي في " ميزان الاعتدال " وقال : ( ساق له ابن عدي جملة وقال : أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا .. وهو عندي ضعيف .. وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه ) ( 2 ) ، وعليه فالرواية ضعيفة وغير معتبرة .



    الوجه الثاني : إن قول الشيخ عثمان الخميس : ( فهمّ أن يرجع ) غير صحيح إطلاقًا ، إذ لا يعقل أن يتراجع الحسين عليه السلام عن موقفه بهذه السرعة ، ويتزعزع رأيه ومبدؤه عند مواجهته لأول مشكلة ، في حين أنه خرج وهو يعلم بشهادته وبما سيجري عليه ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر بذلك مرارا – كما تقدم - .



    الوجه الثالث : إن ما ينقله البعض من أن الحسين عليه السلام شاور أبناء مسلم بن عقيل – لو سلّمنا بصحته - ، فإن هذه المشاورة لم تكن من باب المواساة ، فلو فرضنا أنهم لم تكن لديهم نية مواصلة المسير ، لما تغير موقف الحسين عليه السلام ومبدؤه ، ولأقدم على الشهادة والتضحية ، فهو من أول الأمر يعلم أن مصيره القتل .



    _______________________

    ( 1 ) عثمان الخميس : حقبة من التاريخ – ص 108 .

    ( 2 ) الذهبي : ميزان الاعتدال في نقد الرجال – ج 1 ص 647 .



    ( 45 )

    الوجه الرابع : لا يمكن أن ينزل الحسين عليه السلام على رأي أبناء مسلم بن عقيل ، لأنهم أتباعه وتحت أمره وقيادته ، فهم الذين يتبعون أمره ويخضعون لرأيه ، لأنه إمامهم وسيدهم المطاع ، والآمر الناهي عليه السلام لا سواه .



    ( 3 ) ابن اثير : الكامل في التاريخ – ج 3 ص 413 .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X