من قلم : أمين دايخ
http://www.arabtimes.com/portal/arti...rticleID=11637
ظلامة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ج1
بسم الله الرحمن الرحيم {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم
كلام مختصر لابد منه:عندما ترتطم معتقداتنا الدينيَّة، والتي تعاملنا وانسجمنا وتوافقنا وانصهرنا وتفاعلنا معها وطبَّقناها طيلة عمرنا، بالواقع المُغاير للمبان التي شيِّدت لأشخاص معيَّنين، فإننا نصاب بخيبة ظنٍّ وأمل تجاههم على الأقل، نفقد الثقة بمن نقل أخبارهم، ونتخبَّط إزاء الواقع الجديد الذي توصَّلنا إليه بالبحث والمعرفة وصار يقينا صادقا نحاول جاهدين تصديقه مهما علا غبار المشوِّشين المشتِّتين والغوغائيِّين الذين لا يفقهون حتى أبسط قواعد اللغة العربيَّة وأصولها. وعندما يتخرَّص السفهاء ومن لم يبلغوا بعد بمعرفتهم حلوم الأطفال في علوم لم يدرسوها أو يتقنوها، وأمور لم يعوها، وحوادث لم يشمِّروا عن ساعد الجدّ للبحث والتنقيب عنها بحياديَّة وأمانة مكتفين بنقل كلام المغرضين ممَّا بظنهم شبهة قد توقع الإلتباس، وقد وضعها قصَّاصوهم ومنظِّريهم بكل ما لقلَّة الأمانة العلميَّة من معنى، فإنهم يظنُّون أن في ذلك إفحاما وما هو إلا دليل من الدلائل الصارخة على الجهل المصابون به، والتعتيم المفروض، والبحث الممنوع، والسكوت الواجب. فكلُّ دعوة خرجت عن مسار الحكمة والموعظة الحسنة هي من دعوة الشيطان. وأين الحكمة من البهتان، وأين الموعظة الحسنة من التكفير والنبز بالألقاب، وأين التحريف من قواعد العلم؟!. وعندما ينتهج عمليا سُبل ليِّ النصوص والتعتيم للخاص والتخصيص للعام والبتر والتدليس وتطويع الأحاديث والسِّيَر وتأويل أخرى وفق رغبات خاصة موجَّهة نحو الهدف المقرَّر ومنهج وضع للإستشهاد بأفضليَّة فلان أو حتى أحقيَّة المذهب، دون اللجوء لحَكَم عادل، فإن ذلك درب الخاسرين لأن ما ثبت هو بالتأويل والظن، وإنما جمعت الوهابيَّة رواسب الأفكار الحشويَّة واليهوديَّة والمجسِّمة والخوارج وشطحات الآراء، والمعوَّل عليهم هم من عُرفوا بانحرافاتهم عن مسيرة الأمة وثوابتها، وللتفصيل الموجز أقول: هم ممثلوا المنهج الأموي المنحرف عن المسار الذي رسمه الرسول ص بحديث صحيح صريح "كتاب الله وعترتي أهل بيتي" فتراهم يجمعون الآل وأعدائهم في كفة واحدة مع تفضيل وتقديم الآخر. وعندما تنتهج مدارس فكريَّة طارئة مستحدثة مساع لخراب الفكر وتقويض ركائز الوحدة، وإحداث اضطرابات وزعزعة الإستقرار الثقافي، وتفجيرها الأمن في أكثر من بلد عربي وإسلامي لفرض نفسها ولو بالقوة في سبيل السيطرة على الساحة الإسلامية، فإنه لا يمكن بأي حال تأمينها على عقيدة لا تؤمن بها وقول الحق الذي تنكره بالأصل، وهي التي تقوم بتقطيع النصوص وإخفاء القرائن والتدليس والتمسك بالضعيف من الأحاديث والإحتجاج بالأضعف. أما وقد فتح الشيخ عثمان الخميس ظلامة الزهراء ع، فإننا نشجب كل محاولة لتزوير التاريخ، ولا بد أن نكشف ما استيسر وتيسَّر من الحقائق الموجودة في أمهات الكتب، وليس الأمر للإنتقاص من أي كان ولا وسيلة أو مطيَّة للطَّعن واللعن والتَّشفي بقدر ما هو لإحقاق الحق وقول الصدق وتبيين مدى جهلهم وقبح أكاذيبهم بالسير والحديث والتراجم، ولا أعرف هل البلاهة في البعض والناعقين هي من عند الله أم أنها هواية اتخذوها. فالأهداف الوضيعة القائمة على أساس المنطق القبلي والمنافع الخاصة التي توخاها المعاصرون، بل حتى المتأخرون، من حكامهم والسياسات القائمة، لا يمكن لها النجاح في حربها ضد المسلمين وإن نبزوا ونبذوا علماء تحلوا ببعض الأمانة في النقل وتطرقوا لمواضيع لم يخض غمارها من سبقهم أو تبعهم، بعد أن جرى الأمر بإجحاف السير لبعض التفاصيل المحيطة بجملة من الأحداث وممن لهم المكانة والمنزلة.
عَقَبَةْ: فكيف وأنى للباحث أن يقضي بصحَّة وقطعيَّة كل المأساة العظيمة، وعدم الطعن في الأسانيد أو رجالها، والأحاديث ومتونها، أو سلوك منحى التشكيك والمكابرة، وفي ثبوتها لديه أو تثبيتها، ححج قاطعة وقاصمة لمبان بنيت عليها مدارس ومذاهب وفرق، وانتهج بعضها الغواية والرأي. وإن تثبيتها أيضا يقضي على عدة نظريات ومسلَّمات وضعها علماء مقربون من البلاط لسياسة الناس وتسهيل قيادتهم من أجل هضم فكرة التحكم بالرقاب. والمنهج العلمي الصحيح في رد الروايات والأحاديث، هو تبيين العلَّة المنطقيَّة العلميَّة للرَّد مع ترجيح الأعلميَّة، ودراسة منهج المدرسة العقديَّة التي ينتمي إليها الناقل أو الشارح، والحكمة ضالة المؤمن، والحق نهجه، والعامل على طريق غير الهدى لا يزيده عمله إلا بعدا عن الحق. والعلل الظنية لا يمكن أن تثبت في وجه الدلائل القطعية.
بعض فضائلها (ع) الصحيحة: بقول أصدق الخلق والخليقة ص:«الصادقة» و«الصدِّيقة»، و«الطاهرة» و«المطهَّرة»، و«الحوراء الإنسيَّة»، و«سيِّدة نساء العالمين»، و«سيِّدة نساء أهل الجنة». وقضيَّتها، التي هي من تظلمات أهل البيت عليهم السلام، تشكل المفصليَّة الثانية الواقعيَّة بعد موت الرسول ص تماما كما علي والحسن والحسين رض يشكلوا تيار الحق الذي كل ما دونه باطل. ويعتبر عليا أحد وأهم الموازين للجرح والتعديل لكل معاصريه ولاحقيه إلى يومنا، والزهراء مشكلتها مع سيِّدين جليلين نحترمهم ونقدرهم ولهم في أنفسنا مهابة تعودنا عليها منذ الصغر وزرعت محبتهم فينا. وللوصول إلى الحق، أو ما هو أقرب، علينا توخي الحذر في الأسباب والمسببات، والعوامل والتأثيرات والحيثيَّات، والإلمام بأصول الحديث وعلمه وعلومه، إضافة إلى إلمام بالفقه والتفسير، مع ملازمة التجرُّد. فلكل من يود مطالعة سيرتها وحياتها العطرة عليه التعري من كل الأحكام الجاهزة والخلفيات المنمَّقة وينظر ببصيرة، ويحكم بمصداقيَّة على سير الأحداث ويتنبه جيدا لعدة علل في تاريخنا منها: إخفاء الأحاديث، إخفاء الرواة، إخفاء العبارات، تعصب الرواة والمحدثين والمؤرخين. فمثلا كم من حديث خرجه الحاكم في مستدركه على شرط الشيخين "ولم يخرجاه"، وكم من مرة وجدنا في الحديث "جاء فلان وفلان" أو "يقصد فلان وفلان" أو قال "كذا وكذا" أو "لماذا قلت كذا وكذا". نعم هذه من الكتب التي نتشدق ليل نهار أنها أصح الكتب بعد كتاب الله.
فــــــــدك: المطالع والباحث في قصتها، يدرك أنها ملك خاص للرسول بداية أمرها، وأنها مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، ويستشعر أن المطالبة بفدك من قِبل الزهراء قد تمَّت على الأقل بموضعين مختلفين بالزمان مقترنين بالمكان، أولاهما على أنها نحلة رسول الله لها، طولبت بالشهود فاستحضرت سبعة منهم: عليا والحسن والحسين وأم سلمة فردت الشهادات. عندها طالبت بها على أنها إرث من أبيها رسول الله ص. وإليك أيها القارىء من الأحاديث التي بعون الله تمكنت من جمعها مرتبة المصادر وبعض النصوص طويلة استقطعت منها موضع الشاهد، واضغط على الرقم للذهاب للرابط -حيث توفر-:
مسند أبي يعلى "لأبي يعلى الموصلي": من مسند أبي سعيد الخدري رض: - 1037: »قرأت على الحسينبن يزيد الطحان هذا الحديث فقال: هو ما قرأت على سعيد بن خثيم عن فضيل عن عطيةعن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية: (وآت ذا القربى حقه) دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدك».اهـ وأيضا: - 1379: »قرأت على الحسين بن يزيد الطحان حدثنا: سعيد بن خثيمعن فضيل عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذهالآية: (وآت ذا القربى حقه)،دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاهافدك»اهـ.
المطالب العالية: لابن حجر \ كتاب التفسير: -3801: »وقال أبويعلى: قرأت على الحسين بن يزيد الطحان قال: هذا ما قرأتعلى سعيد بن خثيم عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه)،دعا رسول الله (ص) فاطمة،وأعطاها فدكا»اهـ.
الدر المنثور: للسيوطي: ج4ص177: »... وأخرج البزار وأبو يعلي وأبنأبى حاتم وأبن مردويه عن أبى سعيد الخدري (ر) قال: لما نزلت هذه الآية: (وآت ذا القربى حقه)دعا رسول الله (ص) فاطمةفأعطاها فدك» » وأخرج إبن مردويهعنإبن عباس (ر) قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه)أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدكا»اهـ.
باب النقول: للسيوطي ص123: »... قوله تعالى: وآت ذا القربىالآية:أخرج الطبراني وغيره، عن أبي سعيد الخدري قال: لما أنزلت: وآتذا القربى حقهدعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاهافدكقال إبن كثير هذا مشكل فإنه يشعر بأن الآية مدنيةوالمشهور خلافه».
فتح القدير: للشوكاني ج3ص224: »وأخرج البزاروأبو يعلي وأبن أبي حاتم وأبن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية: وآت ذا القربى حقه،دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج إبنمردويه عن إبن عباس قال: لما نزلت: وآت ذا القربىحقه،أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدك،قالإبن كثير: بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه وهذاالحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرةفكيف يلتئم هذا مع هذا».
ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي: ج1ص138-360: »...خامسا : قول اللهتعالى: وآت ذا القربى حقه، خصوصية لهم خصهم الله العزيز الجباربها وإصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص)قال (ص) لفاطمة (ع)هذه فدك وهي ممالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني اللهبه فخذيها لك ولولدك».
http://www.arabtimes.com/portal/arti...rticleID=11637
ظلامة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ج1
بسم الله الرحمن الرحيم {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم
كلام مختصر لابد منه:عندما ترتطم معتقداتنا الدينيَّة، والتي تعاملنا وانسجمنا وتوافقنا وانصهرنا وتفاعلنا معها وطبَّقناها طيلة عمرنا، بالواقع المُغاير للمبان التي شيِّدت لأشخاص معيَّنين، فإننا نصاب بخيبة ظنٍّ وأمل تجاههم على الأقل، نفقد الثقة بمن نقل أخبارهم، ونتخبَّط إزاء الواقع الجديد الذي توصَّلنا إليه بالبحث والمعرفة وصار يقينا صادقا نحاول جاهدين تصديقه مهما علا غبار المشوِّشين المشتِّتين والغوغائيِّين الذين لا يفقهون حتى أبسط قواعد اللغة العربيَّة وأصولها. وعندما يتخرَّص السفهاء ومن لم يبلغوا بعد بمعرفتهم حلوم الأطفال في علوم لم يدرسوها أو يتقنوها، وأمور لم يعوها، وحوادث لم يشمِّروا عن ساعد الجدّ للبحث والتنقيب عنها بحياديَّة وأمانة مكتفين بنقل كلام المغرضين ممَّا بظنهم شبهة قد توقع الإلتباس، وقد وضعها قصَّاصوهم ومنظِّريهم بكل ما لقلَّة الأمانة العلميَّة من معنى، فإنهم يظنُّون أن في ذلك إفحاما وما هو إلا دليل من الدلائل الصارخة على الجهل المصابون به، والتعتيم المفروض، والبحث الممنوع، والسكوت الواجب. فكلُّ دعوة خرجت عن مسار الحكمة والموعظة الحسنة هي من دعوة الشيطان. وأين الحكمة من البهتان، وأين الموعظة الحسنة من التكفير والنبز بالألقاب، وأين التحريف من قواعد العلم؟!. وعندما ينتهج عمليا سُبل ليِّ النصوص والتعتيم للخاص والتخصيص للعام والبتر والتدليس وتطويع الأحاديث والسِّيَر وتأويل أخرى وفق رغبات خاصة موجَّهة نحو الهدف المقرَّر ومنهج وضع للإستشهاد بأفضليَّة فلان أو حتى أحقيَّة المذهب، دون اللجوء لحَكَم عادل، فإن ذلك درب الخاسرين لأن ما ثبت هو بالتأويل والظن، وإنما جمعت الوهابيَّة رواسب الأفكار الحشويَّة واليهوديَّة والمجسِّمة والخوارج وشطحات الآراء، والمعوَّل عليهم هم من عُرفوا بانحرافاتهم عن مسيرة الأمة وثوابتها، وللتفصيل الموجز أقول: هم ممثلوا المنهج الأموي المنحرف عن المسار الذي رسمه الرسول ص بحديث صحيح صريح "كتاب الله وعترتي أهل بيتي" فتراهم يجمعون الآل وأعدائهم في كفة واحدة مع تفضيل وتقديم الآخر. وعندما تنتهج مدارس فكريَّة طارئة مستحدثة مساع لخراب الفكر وتقويض ركائز الوحدة، وإحداث اضطرابات وزعزعة الإستقرار الثقافي، وتفجيرها الأمن في أكثر من بلد عربي وإسلامي لفرض نفسها ولو بالقوة في سبيل السيطرة على الساحة الإسلامية، فإنه لا يمكن بأي حال تأمينها على عقيدة لا تؤمن بها وقول الحق الذي تنكره بالأصل، وهي التي تقوم بتقطيع النصوص وإخفاء القرائن والتدليس والتمسك بالضعيف من الأحاديث والإحتجاج بالأضعف. أما وقد فتح الشيخ عثمان الخميس ظلامة الزهراء ع، فإننا نشجب كل محاولة لتزوير التاريخ، ولا بد أن نكشف ما استيسر وتيسَّر من الحقائق الموجودة في أمهات الكتب، وليس الأمر للإنتقاص من أي كان ولا وسيلة أو مطيَّة للطَّعن واللعن والتَّشفي بقدر ما هو لإحقاق الحق وقول الصدق وتبيين مدى جهلهم وقبح أكاذيبهم بالسير والحديث والتراجم، ولا أعرف هل البلاهة في البعض والناعقين هي من عند الله أم أنها هواية اتخذوها. فالأهداف الوضيعة القائمة على أساس المنطق القبلي والمنافع الخاصة التي توخاها المعاصرون، بل حتى المتأخرون، من حكامهم والسياسات القائمة، لا يمكن لها النجاح في حربها ضد المسلمين وإن نبزوا ونبذوا علماء تحلوا ببعض الأمانة في النقل وتطرقوا لمواضيع لم يخض غمارها من سبقهم أو تبعهم، بعد أن جرى الأمر بإجحاف السير لبعض التفاصيل المحيطة بجملة من الأحداث وممن لهم المكانة والمنزلة.
عَقَبَةْ: فكيف وأنى للباحث أن يقضي بصحَّة وقطعيَّة كل المأساة العظيمة، وعدم الطعن في الأسانيد أو رجالها، والأحاديث ومتونها، أو سلوك منحى التشكيك والمكابرة، وفي ثبوتها لديه أو تثبيتها، ححج قاطعة وقاصمة لمبان بنيت عليها مدارس ومذاهب وفرق، وانتهج بعضها الغواية والرأي. وإن تثبيتها أيضا يقضي على عدة نظريات ومسلَّمات وضعها علماء مقربون من البلاط لسياسة الناس وتسهيل قيادتهم من أجل هضم فكرة التحكم بالرقاب. والمنهج العلمي الصحيح في رد الروايات والأحاديث، هو تبيين العلَّة المنطقيَّة العلميَّة للرَّد مع ترجيح الأعلميَّة، ودراسة منهج المدرسة العقديَّة التي ينتمي إليها الناقل أو الشارح، والحكمة ضالة المؤمن، والحق نهجه، والعامل على طريق غير الهدى لا يزيده عمله إلا بعدا عن الحق. والعلل الظنية لا يمكن أن تثبت في وجه الدلائل القطعية.
بعض فضائلها (ع) الصحيحة: بقول أصدق الخلق والخليقة ص:«الصادقة» و«الصدِّيقة»، و«الطاهرة» و«المطهَّرة»، و«الحوراء الإنسيَّة»، و«سيِّدة نساء العالمين»، و«سيِّدة نساء أهل الجنة». وقضيَّتها، التي هي من تظلمات أهل البيت عليهم السلام، تشكل المفصليَّة الثانية الواقعيَّة بعد موت الرسول ص تماما كما علي والحسن والحسين رض يشكلوا تيار الحق الذي كل ما دونه باطل. ويعتبر عليا أحد وأهم الموازين للجرح والتعديل لكل معاصريه ولاحقيه إلى يومنا، والزهراء مشكلتها مع سيِّدين جليلين نحترمهم ونقدرهم ولهم في أنفسنا مهابة تعودنا عليها منذ الصغر وزرعت محبتهم فينا. وللوصول إلى الحق، أو ما هو أقرب، علينا توخي الحذر في الأسباب والمسببات، والعوامل والتأثيرات والحيثيَّات، والإلمام بأصول الحديث وعلمه وعلومه، إضافة إلى إلمام بالفقه والتفسير، مع ملازمة التجرُّد. فلكل من يود مطالعة سيرتها وحياتها العطرة عليه التعري من كل الأحكام الجاهزة والخلفيات المنمَّقة وينظر ببصيرة، ويحكم بمصداقيَّة على سير الأحداث ويتنبه جيدا لعدة علل في تاريخنا منها: إخفاء الأحاديث، إخفاء الرواة، إخفاء العبارات، تعصب الرواة والمحدثين والمؤرخين. فمثلا كم من حديث خرجه الحاكم في مستدركه على شرط الشيخين "ولم يخرجاه"، وكم من مرة وجدنا في الحديث "جاء فلان وفلان" أو "يقصد فلان وفلان" أو قال "كذا وكذا" أو "لماذا قلت كذا وكذا". نعم هذه من الكتب التي نتشدق ليل نهار أنها أصح الكتب بعد كتاب الله.
فــــــــدك: المطالع والباحث في قصتها، يدرك أنها ملك خاص للرسول بداية أمرها، وأنها مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، ويستشعر أن المطالبة بفدك من قِبل الزهراء قد تمَّت على الأقل بموضعين مختلفين بالزمان مقترنين بالمكان، أولاهما على أنها نحلة رسول الله لها، طولبت بالشهود فاستحضرت سبعة منهم: عليا والحسن والحسين وأم سلمة فردت الشهادات. عندها طالبت بها على أنها إرث من أبيها رسول الله ص. وإليك أيها القارىء من الأحاديث التي بعون الله تمكنت من جمعها مرتبة المصادر وبعض النصوص طويلة استقطعت منها موضع الشاهد، واضغط على الرقم للذهاب للرابط -حيث توفر-:
مسند أبي يعلى "لأبي يعلى الموصلي": من مسند أبي سعيد الخدري رض: - 1037: »قرأت على الحسينبن يزيد الطحان هذا الحديث فقال: هو ما قرأت على سعيد بن خثيم عن فضيل عن عطيةعن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية: (وآت ذا القربى حقه) دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدك».اهـ وأيضا: - 1379: »قرأت على الحسين بن يزيد الطحان حدثنا: سعيد بن خثيمعن فضيل عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذهالآية: (وآت ذا القربى حقه)،دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاهافدك»اهـ.
المطالب العالية: لابن حجر \ كتاب التفسير: -3801: »وقال أبويعلى: قرأت على الحسين بن يزيد الطحان قال: هذا ما قرأتعلى سعيد بن خثيم عن فضيل عن عطية عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه)،دعا رسول الله (ص) فاطمة،وأعطاها فدكا»اهـ.
الدر المنثور: للسيوطي: ج4ص177: »... وأخرج البزار وأبو يعلي وأبنأبى حاتم وأبن مردويه عن أبى سعيد الخدري (ر) قال: لما نزلت هذه الآية: (وآت ذا القربى حقه)دعا رسول الله (ص) فاطمةفأعطاها فدك» » وأخرج إبن مردويهعنإبن عباس (ر) قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه)أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدكا»اهـ.
باب النقول: للسيوطي ص123: »... قوله تعالى: وآت ذا القربىالآية:أخرج الطبراني وغيره، عن أبي سعيد الخدري قال: لما أنزلت: وآتذا القربى حقهدعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاهافدكقال إبن كثير هذا مشكل فإنه يشعر بأن الآية مدنيةوالمشهور خلافه».
فتح القدير: للشوكاني ج3ص224: »وأخرج البزاروأبو يعلي وأبن أبي حاتم وأبن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية: وآت ذا القربى حقه،دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج إبنمردويه عن إبن عباس قال: لما نزلت: وآت ذا القربىحقه،أقطع رسول الله (ص) فاطمة فدك،قالإبن كثير: بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه وهذاالحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرةفكيف يلتئم هذا مع هذا».
ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي: ج1ص138-360: »...خامسا : قول اللهتعالى: وآت ذا القربى حقه، خصوصية لهم خصهم الله العزيز الجباربها وإصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص)قال (ص) لفاطمة (ع)هذه فدك وهي ممالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين وقد جعلتها لك لما أمرني اللهبه فخذيها لك ولولدك».
تعليق