بحر الفضائل علي ابن ابي طالب( عليه الصلاة والسلام )
في رحاب أبا الحسنين . . إمام الأئمة و إمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
صاحب الفيض العظيم من الفضائل و بحر المناقب . أهدي هذا الكتاب المتواضع إلى كل مسلم يعتز بأبطال الجهاد في سبيل الله ، و إلى كل من يعشق هذا الإمام العظيم ، و يأنس بذكر فضائله و مناقبه ، و الذي يتناول الملامح الأساسية لشخصية أمير المؤمنين (عليه السلام) . و ذلك على لسان حامل الشريعة في حق هذا الإمام التقي النقي .
و أطلب من الله سبحانه و تعالى ، أن يجعلني محباً لأولياءه الطاهرين و معادياً لأعدائهم ، مستناً بسنة خاتم النبين ( صلى الله عليه و آله و سلم ) .
فإني رأيت أكثر الناس في حق هذا الإمام العظيم مقصرين ، و عما له من الحق معرضين ، و لمقداره مضيعين ، و بمكانته عند الله سبحانه جاهلين .
أحببت أن اقيد في ذلك نبذة تدل على عظيم مقداره ، و ترشد التقي لله سبحانه و تعالى على جليل قدره ، وهذا الموضوع المتواضع بعيد عن التفاصيل التاريخية المتعلقة في حياة هذا الإمام القدوة .
و إنما اكتفيت بذكر الفضائل و المناقب عن طريق الأحاديث النبوية الشريفة من كتب المخالفين و أسأل الله سبحانه و تعالى ، الهداية و أعوذ به من الضلال و الغواية ، انه قريب مجيب دعوة الداعي .
قال تعالى في كتابه العزيز :
{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس } سورة المائدة آية (67) .
حقاً يا نبي الرحمة يا رسول الله و يا حبيب الله إنك بلغت رسالة الرحمن بأكمل وجه و تحملت الأذى ، و الصعاب و هذا من شأن الأنبياء و الأولياء ، و من أول يوم بعثك الله نبياً و نذيراً و إلى يوم إنتقالك إلى جوار الرحمن ، و كنت يا رسول الله خير نذير و كنت صراطه الله المستقيم ، الذي أنعم الله بك علينا ، و أمرنا الله عز و جل بإتباعك و اللحاق بهذا الصراط الهادي إلى الحق .
و من يطع الله سبحانه و تعالى ، و رسوله الكريم و الأئمة من أهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين فقد فاز فوزاً عظيماً في الدنيا قبل الآخرة .
لأنهم الوسيلة السليمة الطاهرة للتقرب إلى الله سبحانه و تعالى و كما بلغ الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) للعالمين في مناسبات عديدة و أحداث متفرقة على طول التاريخ بأن أهل بيته هم الصراط المستقيم من بعده ، و حاول و جاهد في سبيل أن لا يخرج من هذه الدنيا إلا و أن يرسم و يوضح لنا الصراط الحق و أهل الحق و من أحاديثه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) المتواترة أنه قال : " اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أهل بيتي ، و لن يتفرقا حتى يردا علىًّ الحوض فأنظروا كيف تخلفوني فيهما " . صحيح الترمذي .
فالننظر أيها المؤمنون كيف ؟ خلفنا الثقلين و هما أعظم الثقلين ، اللهم أسألك التوفيق لأن أطيعك و أطيع رسولك الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و من إستعان بالله أعانه و ألهمنا يا رب العالمين معرفة رسولك و أهل بيته حق المعرفة ، و تكون طوبى من نصيب المحبين الموالين و السالكين لنهج الرسول و أهل بيته الطاهرين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
و الدنيا أيها المؤمن متاع أيام ثم تزول كما يزول السراب ، و تنقشع كما ينقشع السحاب و في الجهة المقابلة رسول الله و أهل بيته لاى يزولون و لا ينقشعون بل باقون في قلوبنا و نفوسنا و عقولنا و باقون في وسط الأمواج العالية و الأعاصير القوية و لكن لا يعلون على حامل راية الحق و راية الإسلام الرسول الأكرم و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، بل آثارهم و فضائلهم و مناقبهم باقية و خالدة في نفوس المؤمنين إلى يوم القيامة ، رغم العابثين و كما وعد رب العالمين في كتابه العزيز : { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون } سورة الصف آية 8 .
و الناس دائماً يحتاجون إلى من يهديهم إلى الحق و إلى الفطرة السليمة و إلى الله سبحانه و تعالى خالق الكائنات و خالق السماوات و الأرض و الرجوع إلى رب العباد و إلى قوانينه الصحيحة ، و لهذا السبب أرسل الله تعالى الرسل و الرسول سمي رسولاً لأنه أرسل إلى الناس لكي يهديهم و سمي نبياً لأنه ينبأ الناس بالدين و الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) سيد المرسلين و خاتم النبيين حاول و جاهد بكل السبل أن سيوضح لنا الصراط الحق حتى لا تتفرق بنا السبل إلى الله سبحانه و تعالى و أن يرسخ في نفوسنا التمسك بالثقلين كتاب الله و عترته الطاهرة ، كما قال رسول رب العالمين ( صلى الله و آله و سلم ) : " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق " . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري .
و قال ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف "
الصواعق المحرقة لإبن حجر .
و إذا أردنا النجاة و الوصول إلى بر الأمان و إلى رضوان من الله سبحانه و تعالى لا بد أن نتمسك (بـ أهل البيت ) عليهم السلام . و كما أن ترك الصلاة عصيان لأمر الله و كذلك ترك أهل البيت (ع) ، و هم أحد الثقلين .
فلنفتح صفحة بيضاء مع الله سبحانه و تعالى حتى يهدينا إلى الصراط المستقيم ، صراط الأمن و الأمان ، صراط العزة ، صراط محمد و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، لأن صراطهم الخير ، والله سبحانه وتعالى طهرهم من الإنحراف و المعصية ، و كما قال تعالى في كتابه العزيز : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا } سورة الأحزاب (33) .
تعليق